مقدمة النشرة المسائية - وفي اليوم السابع .. زهّر التعب

  • 3 years ago
المقدمة: وفي اليوم السابع زهّر التعب
وفي اليومِ السابعِ " زَهّرَ التَّعَبُ" في تموزَ حَصّادِ مواسِمِ العزِّ بعدَ أعوامٍ وجيل في اليومِ السابع استراحَ المحاربون فكانت رسالةٌ مِن الجرد إلى القلب مسَحَت دمعةً كانت بحجمِ وطن فمَن قال إنّ الرجالَ لا تبكي عِزةً وإنّ لنصرِ اللهِ رجالاً متى أرادوا أراد هُم مَسحوا الدمعةَ بتحيةٍ أرقَّ منها بالسلامِ على ساكنِ قلوبِ الملايين بالسلامِ على مَن يصدَحُ بكلمةِ الحقِّ في وجهِ الطغاةِ والشياطين بالعهدِ على الولاء وبإشارةٍ مِن الإصبعِ تكفي لخوضِ اللُّجَجِ وبذلِ المُهَج واقتحامِ الموتِ بالموت. في اليومِ السابعِ قال الميدانُ كلمتَه واستراحَ عن ظهرِ خيلٍ تكشّفت خفاياهُ عن سواطيرَ عمِلت ذبحاً ذاتَ احتلالٍ للجرود وتكشّفت خباياهُ عن أَسلحةٍ وعَتاد وما ملَكَت جبهةُ الإرهابِ مِن نُصرة وفي اليومِ السابعِ ارتفعَ صوتُ التفاوضِ على صوتِ المعركة وهُويةُ الجهةِ الرسمية التي أعلنها نصرالله لم تكُن حمّالةَ أوجه فمَن أجدرُ من سيدِ المُهماتِ المستحيلةِ بحملِ لواءِ المفاوضاتِ وترسيمِ أمنِ الجرودِ والحدود على هذهِ المُهمة دبّت الحركةُ في عروقِ عين التينة حيثُ أعلنَ اللواء عباس ابراهيم أنّ بنودَ الاتفاقِ سرية وهي ستتكلّمُ عن نفسِها عملياً لكنّه أضاف إنّ وقفَ إطلاقِ النارِ ساري المفعول ومَن يَرغبْ مِن المسلحينَ والمدنيينَ في الذَّهابِ إلى إدلب فالدولةُ اللبنانيةُ ستنظّمُ انتقالَهم بإشرافِ الصليبِ الأحمر وأكّد اللواء أنْ لا مُهلةَ زمنيةً محددةً لإنجازِ الاتفاق لكنّ الوقتَ ليس مفتوحاً وفي غضونِ أيامٍ سيكونُ الاتفاقُ قد أُنجز والاتفاقُ هو لتَطهيِر أراضٍ لبنانيةٍ وتحريرِها والذي يستفيدُ مِن هذا التحرير فلا مانع. أمام إنجازِ ليالي الجرود السبعِ بنهاراتِها ثمةَ مَن كان ينتظرُ في جرود معراب يغرّدُ في حديقة زهرة كاملةِ الأوصاف ويتساءل: ماذا ينفعُ لبنانَ لو ربِحَ الخلاصَ مِن جَيبٍ للمُسلحينَ في أقاصِي أقاصي الجرود وخسِرَ مفهومَ الدولةِ وخسِرَ نفسَه وقَعَ الحكيمُ في سُوءِ الفَهم ولم يجدْ مَن يُصلّي عليه وخسِرَ نفسَه الأمّارةَ بالسُّوء وأُصيب بعُسرِ فَهمٍ أنساهُ أنّ مَن جالَدَ حرَّ تموزَ لتحريرِ الجرود قد حَمى لبنانَ وحَمى مَسيحيي الحدودِ مِن الرأسِ إلى القاع وقَطعَ الطريقَ مِن أمامِ السياراتِ المفخّخةِ والأحزمةِ الناسفةِ والسبيِ والقتلِ وحَمَى أجراسَ الكنائس التي قُرِعت وتُقرَعُ على مرأىً مِن الغرابيبِ السود فهل آمَنْتَ يا توما بعدَ ما رأيت. وإذا كان للجرود حراسُها فللأقصى أسباطٌ لم ينتظروا اجتماعاً استثنائياً بعد أسبوعينِ لجامعةٍ عربيةٍ "يطعما الحج والناس راجعة" بل حمَوا بواباتِه بالركوعِ في أزقّةِ القدسِ العتيقة اعتَصموا بحبلِ التكبير انتَصروا لقُبتِه والمِئذنة وانتزعوا حقاً بالصلاةِ في رِحابِه وقالوا للاحتلال لن تراقبَ صلواتِنا ما دُمنا نقاومُ بالصلاة وللريحِ الآتيةِ مِن الأقصى بلّغنا مِسكَ الختامِ والسلام.

Recommended