• 2 months ago

Category

📺
TV
Transcript
00:00للإنسان
00:03روح صفت
00:05بالأمن والإيمان
00:09وسطية
00:11وسماحة
00:13وأخوات
00:15وتعاون
00:17في البر والإحسان
00:21لا جوع لا إكرام
00:24في منهاجه
00:27لا عنف لا إرهاب للأوطان
00:31بسم الله الرحمن الرحيم
00:32الحمد لله رب العالمين
00:34الرحمن الرحيم
00:35مالك يوم الدين
00:36إياك نعبد وإياك نستعين
00:38إهدنا الصراط المستقيم
00:40صراط الذين أنعمت عليهم
00:42غير المغضوب عليهم
00:43ولا الضالين
00:44آمين
00:45اللهم صل صلاة جلال
00:46وسلم سلام جمال
00:47على حضرة حبيبك سيدنا محمد
00:49واغشه اللهم بنورك
00:51كما غشيته سحابة التجليات
00:53فنظر إلى وجهك الكريم
00:55وبحقيقة الحقائق
00:57كلم مولاه العظيم
00:58الذي أعذاه من كل سوء
01:00اللهم فرج كربنا
01:01كما وعدت
01:02أمن يجيب المضطر إذا دعاه
01:04ويكشف السوء
01:05وعلى آله وصحبه
01:06وسلم أجمعين
01:07السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
01:09نحييكم ونرحب بحضراتكم
01:11في بداية حلقة جديدة
01:14في برنامج الأمن والإيمان
01:17موضوع حلقة اليوم
01:19يتناول سلوكا يتعرض له كثير من الناس
01:22وأمر وأمل في الحياة
01:24نحتاج إليه جميعا
01:26جاء في القرآن العظيم
01:28في سورة بشارات عظيمة
01:29وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات
01:31أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار
01:34ولهم البشرة في الحياة الدنيا
01:36وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله
01:38ذلك هو الفوز العظيم
01:39ويستبشرون بنعمة من الله وفضل
01:43والنبي صلى الله عليه وسلم قال
01:44كون منما بعثتم ميسرين
01:47البشارات في الحياة
01:49هي فضل الله على العبد
01:51إن استطاع أن يتحقق به
01:53على نفسه وعلى أسرته
01:55وعلى مجتمعه
01:56لعله ينفع نفسه ومجتمعه
01:59وإنما الأمور تجري بمقادير
02:02دفن وضيف حضراتكم في هذه الحلقة الخاصة
02:06التي نتكلم فيها عن التفاؤل والأمل
02:09فضيلة الشيخ محمود عبد الجواد الباحث
02:12بالأزر الشريف
02:13برحب بفضلتك
02:14أهلا وسهلا
02:15شيخ محمود
02:16يعني من حسن الطالع أن تتكلم عن الأمل
02:19وعن البشارات في القرآن الكريم
02:21وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم
02:23ما المقصود بالأمل والتفاؤل؟
02:25بسم الله الرحمن الرحيم
02:27الحمد لله رب العالمين
02:28والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء
02:30وخاتم المرسلين
02:31سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
02:34ثم أما بعد
02:37فأولا نود أن نبين للسادة المشاهدين
02:44أن النبي صلى الله عليه وسلم
02:46هو أول من عرف التفاؤل
02:50روى أبو هريرة رضي الله عنه
02:52أن النبي صلى الله عليه وسلم
02:54قال لا طيرة وخيرها الفأل
02:57فقيل يا رسول الله وما الفأل؟
03:00قال الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم
03:03فهذا تعريف من النبي صلى الله عليه وسلم
03:07قريب من الأذهان
03:10وهذا التعريف يبين معنى التفاؤل
03:15التفاؤل هو الكلمة الصالحة
03:17التي يسمعها الإنسان
03:19إن كان الإنسان في شدة وفي كرب
03:22وسمع من يخفف عنه آلامه ويواسيه
03:26في شدته ومحنته
03:28لو سمع منه كلمة طيبة
03:31تبشره بفرج من الله عز وجل قريب
03:35فإنه لا محالة سيتحول من حالة الحزن والكآبة
03:40إلى حالة الفرح والسرور والبشر
03:44بما عند الله تبارك وتعالى
03:46وكثيرا ما يتخبط الإنسان حينما يصاب بمحنة
03:51في ظلمات هذه المحن
03:53فلا يدري ماذا يقول
03:55قد يقول كلمة تغضب الله عز وجل
03:58ولكن إن قيد الله عز وجل له قرينا صالحا
04:02وأخا رفيقا صادقا له في النصيحة
04:06يذكره بالله عز وجل إذا نسي
04:09فإنه لابد أنه سيجتاز هذه المحنة
04:14وسيخرج منها شديدا قوي العزم
04:17متفائلا بما عند الله عز وجل
04:20من فرج ومن نصر لعباده المؤمنين
04:24إن التفاؤل كما قال الإمام الماوردي رحمه الله
04:30فيه تقوية للعزم
04:33وباعث على الجد ومعونة على الظفر
04:37وقال رحمه الله
04:40وقد تفاؤل النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته وحروبه
04:44وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الكلمة الصالحة
04:49حتى قال لأحدهم أخذنا فألك من فيك
04:54لأن هذا الرجل قال كلمة طيبة
04:57وكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في محنة
05:02فأعجب ذلك النبي صلى الله عليه وسلم
05:05وقال أخذنا فألك من فيك
05:08وقال النبي صلى الله عليه وسلم
05:10الأغدار موكلة بالمنطق
05:13ولذلك روية أن يوسف عليه السلام
05:17الشكى إلى الله عز وجل طول الحبس
05:20فأوحى الله عز وجل إليه
05:23يا يوسف أنت حبست نفسك
05:26حيث قلت رب السجن أحب إلي مما يدعونني إلي
05:31ولو قلت رب العافية أحب إلي
05:34لكان أحسن لك
05:37وكان المؤمل بن أميل الشاعر
05:41قد شهد حرب الحيرة
05:44فقال بيتا من الشعر
05:47قال فيه شف المؤمل يوم الحيرة النظر
05:54ليت المؤمل لم يخلق له بصر
05:57فعمي إذا أتاه آيات في المنام
06:00فقال له أنت طلبت ذلك
06:03فالإنسان لابد أن يتفائل
06:06حتى وإن كان في محنة حتى وإن شهد أهوالا وحروبا
06:11فعليه أن يتفائل بما عند الله تبارك وتعالى
06:15وأن يعلم أن هذه الحياة الدنيا ليست دار مقر
06:19وإنما هي معبر وجسر إلى الآخرة
06:22والذي يفهم ذلك ويستوعب
06:24يعلم أن الله تبارك وتعالى لم يجعل هذه الحياة الدنيا
06:29لتكون وسيلة للتنعم
06:31وإنما جعلها وسيلة للابتلاء والطمحيص
06:35وليعلم كل إنسان أن موطنا الأول هو الجنة
06:40جاء في الأسر عن آدم عليه السلام
06:44أنه بك بكاء شديدا
06:48فقال له ابنه يا أبت لقد آذيتنا بكسرة بكائك
06:53فقال أبكي على جنة أخرجنا منها
06:57كنا نأكل فيها كما تأكل الملائكة
07:00ونلبس كما تلبس الملائكة
07:03حتى سبان عدو الله عز وجل
07:06في ذلك نظم أحد الشعراء بيتين
07:10فقال فحي على جنة عدن
07:13فإنها منازلنا الأولى وفيها المخيم
07:17ولكننا سبي العدو فهل ترى نعود إلى أوطاننا ونسلم
07:23فالجنة هي موطن بني آدم
07:26وهي موطن المؤمنين من أبناء آدم عليه السلام
07:30إليها يعودون
07:32فلو استوعب الإنسان هذا الأمر وأدركه جيدا
07:36علم أنه في هذه الحياة الدنيا غريب
07:40وأنه لا يعمل ليستقر في هذه الحياة
07:44بل يعمل ليعود إلى موطنه الأصلي
07:47موطن أبيه آدم وأمه حواء عليهما السلام
07:51وهو الجنة
07:53قدر الشيخ محمود أنا سعيد بكلامك
07:56وهذا التدفق والفيض النوراني اللي جواه
07:59الله يبارك فيه
08:00أسألك عن المبشرات في القرآن الكريم
08:04ربنا قال في القرآن الكريم
08:05إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا
08:08فتنزل عليهم الملائكة
08:10ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا
08:13وأثر هذه البشارات في الدنيا قبل الآخرة
08:17نعم حينما يقرأ المؤمن هذه الآيات
08:22التي فيها البشرة للمؤمنين
08:24يعلم أنه حينما يبتلى في هذه الحياة الدنيا
08:29إنما يبتلى لترتفع منزلته عند الله تبارك وتعالى
08:34ويعلم المؤمن في حينها
08:36أن الله تبارك وتعالى لا يريد له المذلة والمهانة
08:40وإنما يريد له العزة والكرامة
08:43والمؤمن كريمٌ على الله تبارك وتعالى
08:46وحزب المؤمن ذلك أنه حبيب إلى الله تبارك وتعالى
08:51وأنه يرفع شعار التوحيد ويزدل لله عز وجل
08:56فكيف يتخلى الله عز وجل عن أوليائه في الدنيا
09:00وكيف يسلمهم لأعدائهم
09:02لا يتخلى الله عز وجل عن أوليائه
09:05وإنما يجعل الله عز وجل لابتلاء
09:08لعباده المؤمنين رفعةً لهم في المنازل
09:12والنبي صلى الله عليه وسلم
09:14قد بين أن أشد الناس بلاءً الأنبياء
09:18وهم أكرم الخلق على الله عز وجل
09:21ثم يليهم في ذلك الصالحون
09:24وقال النبي صلى الله عليه وسلم
09:26يبتلى الصالحون الأول فالأول
09:30أي الأكرم على الله والأقرب من الله تبارك وتعالى
09:35منزلةً هو أكثر الناس بلاءه
09:37ثم يليه من هو دونه في البلاء
09:40فإذا وجد المؤمن نفسه في شدةٍ وقربة
09:44فليتفائل بذلك وليعلم أن الله عز وجل
09:48يدخر له أجراً عظيماً
09:50وأن سنة الله عز وجل في عباده
09:53أنه يبتلي عباده المؤمنين
09:56وأن الله تبارك وتعالى
09:58يعجِّل لعباده المؤمنين البلاء في هذه الدنيا
10:02ليخلصهم من ذنوبهم
10:04وليقبلوا على الله عز وجل
10:06ويقدموا عليه في الآخرة
10:08وقد خلصهم من ذنوبهم
10:11وخلصهم من كل آفةٍ من آفات الدنيا
10:14إن المؤمن حينما يبتلى في هذه الحياة الدنيا
10:18يبتلى ليأس في هذه الحياة الدنيا
10:24حتى لا يتشبس بهذه الحياة الدنيا
10:27ويتمسك بما عند الله عز وجل في الدار الآخرة
10:32ولكن لو استراح المؤمن إلى الدنيا
10:36لا أحب أن يلبس في هذه الحياة الدنيا
10:40ولا استبطأ أن يلقى ربه عز وجل
10:44ولكن المؤمن حينما يرى عناء هذه الحياة الدنيا
10:48ويرى الشقاء فيها
10:50يتعجل نعمة الله تبارك وتعالى
10:53ونعمة الله عز وجل التي يدخرها لعبده المؤمن
10:57هو أن يكون المؤمن في رياض الجنة في قبره
11:02حتى يلقى الله عز وجل يوم القيامة
11:05ثم بعد ذلك يقضي الله عز وجل لعباده المؤمنين
11:09أن يدخلوا الجنة بسلام
11:11لأجل هذا يعمل كل مؤمن
11:13فضلتك الشيخ محمود عبد الجواد الباحث بالأزهر الشريف
11:17أسأل فضلتك عن بعض الناس بتتشاؤم من بعض الأرقام
11:20وبعض الطيور وبعض المواقف وبعض الأمثل
11:24ماذا تقول لهم؟
11:26نعم النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث
11:30الذي ذكرناه آنفا عن أبي هريرة رضي الله عنه
11:33لا طيرة وخيرها الفأل
11:36يعني لا يوجد تشاؤم ولكن خير ذلك الفأل
11:42أن يتفاؤل الإنسان بكل شيء
11:45وليعلم المرء أن كل شيء إنما يجري بمقادير
11:49وأن الله عز وجل هو الذي قدر تلك الأقدار
11:53وأن الكلمة أو الرقم أو الصورة
11:58أو أي شيء من هذه الأمور
12:01التي يعتقد الإنسان فيها لا ينفع ولا يضر
12:07لكن إن ذهبنا إلى تفاؤل النبي صلى الله عليه وسلم
12:12فإننا نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم
12:16كان يتفاؤل بالكلمة الحسنة وبالكلمة الطيبة
12:21يتفاؤل باسم العامل الذي يرسله على عمل
12:26إذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم
12:30اسمه اسما حسنا أعجبه ذلك
12:33ورؤيا البشر في وجه النبي صلى الله عليه وسلم
12:37وكان النبي صلى الله عليه وسلم
12:39إذا أقبل على قرية سأل عن اسمها
12:43فإن أعجبه صلى الله عليه وسلم اسمها
12:46رؤيا بشر ذلك في وجه النبي صلى الله عليه وسلم
12:50وتفاؤل بالاسم
12:52وغير النبي صلى الله عليه وسلم أسماء بعض أصحابه
12:56فكان هناك رجل اسمه الأسود
12:58فسماه النبي صلى الله عليه وسلم أبيض
13:02وهذا دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم
13:05كان يحب الكلمة الطيبة ويتفاؤل بها
13:09وهذا هو المطلوب
13:10ولكن هذا يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم
13:14كان ينظر فقط إلى الأسماء
13:17مجردة عن الأقدار
13:20كان النبي صلى الله عليه وسلم
13:23يربط بين كل هذا
13:24ولكنه سلاله عليه وسلم
13:28أراد أن يعلمنا أن نتفاؤل في كل شيء
13:31وأن نستبشر بالفرج من عند الله تبارك وتعالى
13:35وأن نعيش هذه الحياة الدنيا في سرورٍ وفي بشرٍ
13:41لأن المؤمن لا يحزنُ أبداً
13:48وهو موجودٌ في هذه الحياة الدنيا
13:52ويُقدِمُ على طاعة الله عز وجل
13:55ويتقرَّبُ إلى الله تبارك وتعالى بما يحبُّه من العبادات
14:00وذلك هو نعيمُ المؤمن في الدنيا
14:04ولذلك جاء عن أبي سليمان الداراني رحمه الله تعالى
14:09أنه قال
14:10وَاللَّهِ لَأَهْلُ اللَّيْلِ فِي لَيْلِهِمْ أَشَدُّ طَرَبًا مِنْ أَهْلِ اللَّهْوِ فِي لَهْوِهِمْ
14:17وَإِنَّهُ لَيَأْتِي عَلَى الْمَرْءِ سَاعَاتٌ يَرْقُصُ فِيهَا طَرَبًا
14:27فأقول له أن أهل الجنة في مثل هذا
14:31إنهم لفي نعيمٍ مقيم
14:33فالمؤمن يعيش في نعيمٍ مقيم
14:36وهو نعيم الطاعة والقربة من الله تبارك وتعالى
14:40وهو نعيم معيَّة الله تبارك وتعالى
14:43من أدرك أنه في معيَّة الله عز وجل
14:46علم أنه ليس وحيداً في هذه الحياة الدنيا
14:49حتى ولو تخلى عنه جميع الناس
14:57ترجمة نانسي قنقر
15:27صلى الله عليه وسلم
15:44صلى الله عليه وسلم
15:57صلى الله عليه وسلم
16:09الحمد لله لا إله إلا الله
16:29صلى محمد رسول الله
16:41صلى محمد رسول الله
17:11يا رب العالمين
17:21يا رب العالمين
17:51يا رب العالمين
17:59يا رب العالمين
18:30يا رب العالمين
18:43يا رب العالمين
18:54اللهم رب هذه الدعوة التامة
18:58والصلاة القائمة
19:01آت سيدنا محمداً الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة
19:08وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته
19:13وصلى الله وسلم على سيدنا مولانا محمد
19:17وعلى آله وصحبه أجمعين
19:28صلى الله عليه وسلم
19:43النبي صلى الله عليه وسلم خرجه وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
19:50رجلين وحيدين في هذه الصحراء القاحلة
19:54لا نصير لهما إلا الله عز وجل
19:56ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤمل فيما عند الله تبارك وتعالى
20:03وينشرح صدره لما وعده الله عز وجل به
20:08من أن يتم الله عز وجل على يديه الرسالة
20:12النبي صلى الله عليه وسلم وهو محاصر من الأحزاب
20:17بشر أصحابه بأنهم سيفتحون بلاد كسر وبلاد الروم
20:22وسيفتحون صنعاء باليمن
20:23بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك
20:27وبشرهم أنهم سيملكون مفاتيح خزائن الأرض
20:32وبالفعل ملك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مفاتيح خزائن الأرض
20:37هذه الروح التي كان يبثُّها النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه
20:43ليست بالروح العادية
20:45وليس بالأمر السهل
20:46لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان هو القائد الذي يقود أصحابه إلى النصر
20:54والذي يبعثه والذي يحسهم على الجد
20:57والذي يدفعهم إلى الكفاح من أجل نصرة هذا الدين
21:02ومن أجل إعمار الأرض ومن أجل نشر ذكر الله عز وجل بين الناس
21:07لذلك يجب أن يتحلَّ كل قائد بهذه الصفات وتلك الخلال التي كانت في رسول الله صلى الله عليه وسلم
21:16لن يصل أحد إلى الكمال فيها كما كان النبي صلى الله عليه وسلم
21:21ولكن حزب كل مرئٍ أن يحاول أن يتمسك بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من صفاتٍ ومن خلال
21:30وأن يسير على طريق النبي صلى الله عليه وسلم
21:33وأن يؤمل فيما عند الله تبارك وتعالى
21:36وأن يعلم أن الله عز وجل ناصر لعباده المؤمنين
21:40وأن الله عز وجل سيُرس عباده المؤمنين الأرض
21:43وأُرسنا القوم الذين كانوا يُستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها
21:50لما استضعف هؤلاء القوم وصبروا وآمنوا بالله عز وجل
21:55واتَّبعوا دعوة الرسل جعلهم الله عز وجل ملوكًا على هذه الأرض
22:02وكذلك عباد الله المؤمنين حينما يصبرون على البلاء
22:07عليهم أن يتفاءلوا أن الله عز وجل سيكافئهم على صبرهم هذا
22:11بأن يملكهم أعناق أعدائهم
22:15وأن الله عز وجل سيجعلهم في مقدمة الأمم
22:19وسيجعلهم قادةً لتلك الأمم
22:22لأن هذه الأمة هي أمة إجابة
22:25تدعو الناس إلى دين الله تبارك وتعالى
22:28وتقودهم إلى السعادة في الدارين
22:32هذه هي وظيفة كل مؤمن
22:34فلذلك إذا أصاب المؤمن امكسار
22:38وأصابه ذلة ومهانة
22:41هل يستطيع المؤمن أن يقود الناس إلى دين الله عز وجل
22:46وهو منكسر ضعيف مهيد الجناح
22:49لا يستطيع المؤمن أن يفعل ذلك
22:51إنما يجب أن يكون المؤمن قوي العز
22:54وأن يكون كبير الهمة
22:56وأن يكون بعيد الفكر والنظرة
23:01وأن ينظر إلى المستقبل
23:03وأن لا يحزن وأن لا يأس على ما فاته من هذه الحياة الدنيا
23:08وقال الشاعر
23:10اليأس عما فاته يعقب راحتنا
23:13ولربا مطعمة تعود ذباحا
23:17قد يحزن الإنسان على شيء فاته من متع هذه الحياة الدنيا
23:22وحزنه هذا على هذا الشيء قد يكون فيه هلاكه
23:28لأنه لو أكل من ذلك الشيء قد يكون في ذلك الشيء سم
23:34وهذا السم يؤدي بحياته
23:37ولكن فاته هذا المتاع من متاع الحياة الدنيا فسلم
23:43فاليأس عما فاته يعقب راحتنا
23:46والإنسان عليه بإحدى الراحتين
23:49وإحدى الراحتين هو اليأس
23:53وأما الراحة الأخرى فالموت
23:55فنحن نقول على الإنسان
23:58ألا يأس على ما فاته من متع هذه الحياة الدنيا
24:03وعليه أن يعمل للمستقبل
24:05وعليه أن يستشرف المستقبل
24:08وأن يتطلع إلى المستأنى
24:11وأن يعمل ليجعل قابل الأيام نعيما
24:19وأن يجعل قابل الأيام
24:22أياما يعيشها لله عز وجل
24:26يعيشها من أجل نشر هذا الدين
24:29يعيشها من أجل أن يعمل لإعمار هذه الحياة
24:32وأن يحقق سنة الاستخلاف على هذه الأرض
24:37فهذه الروح لا تأتي إلا لمن يتسم بالتفاؤل
24:42أما الذي عنده تشاؤ من هذه الحياة الدنيا
24:45والذي يثير هذه الكلمات التي قد تضعف من عزم أخيه المسلم
24:51ويثبته عن أن يقبل على عمل من الأعمال
24:57هذا الإنسان هو إنسان يائس بائس
24:59يحاول أن ينشر البأس والكآبة بين الناس
25:04أما الإنسان المخلص لربه عز وجل ولدينه ولإخوانه المؤمنين
25:11هو الذي يدفعهم ويحسهم على ما فيه نفعهم
25:15وما فيه سعادتهم في هذه الحياة الدنيا وفي الآخرة
25:21الشيخ محمود أبي الجواد
25:23المنحة والمحنة كلاهما نفس الحروف
25:27كيف تجعل للإنسان من خلال نصحك
25:31لكل إنسان يتابع حلقتك
25:34أن يتدبر الأمر وأن يعقل أن الأمور بمقادير
25:38وأن يدرك العواقبة وأن يحسن توقفه على الله سبحانه وتعالى
25:42ليفوز بنعيم الله بعد محنة
25:46نعم
25:48علينا أولا أن ننظر في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم
25:52لأن من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم
25:56نستخلص الدروس والعبار
25:59النبي صلى الله عليه وسلم خرج من مكة وهو محاصر
26:04رغم ذلك حول النبي صلى الله عليه وسلم
26:08هذا الحصار إلى نصر له ولأصحابه
26:12وإلى مصدر قوة له ولأصحابه
26:16خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة
26:19ولما وصل المدينة بدأ النبي صلى الله عليه وسلم يعمر
26:24وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا في محنة
26:29لأنهم تركوا ديارهم وأموالهم من خلفهم
26:33وخرجوا فقراء لا مال لهم
26:36وهم في هذه الديار الجديدة عليهم لم يألفوا
26:41العيش بالمدينة المنورة
26:44ولذلك روي أنه مجتووا المدينة
26:47أي أن هواء المدينة قد سبب لهم الأمراض
26:52ولكن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لأصحابه
26:56ودعا للمدينة وأهل المدينة أن يجعل الله عز وجل
27:01أن يجعل الله عز وجل فيها ضعف ما في مكة من البركة
27:05وأن ينقل حماها إلى الجحف
27:08نعم فاستجاب الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم
27:13نعم
27:15فحول النبي صلى الله عليه وسلم هذه المحنة إلى منحة
27:20بالدعاء واللجوء إلى الله تبارك وتعالى
27:23وبالعمل على أن تصير هذه المحنة منحة من الله تبارك وتعالى
27:29دعا الله عز وجل واستجاب الله عز وجل له
27:32ولكن هل سكن النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا
27:36أم تحرك النبي صلى الله عليه وسلم وعمل
27:38فقامَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وعمِل
27:41تحرَّكَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وبنَى المسجدَ
27:44وشارك أصحابَه في بناءِ المسجد
27:46سُمَّ جعلَ المسجدَ مدرسةً
27:50وجعلَ المسجدَ مشفَى
27:52وجعلَ المسجدَ ناديًا يجتمِع فيه أصحابُه
27:57وجعلَ المسجدَ مكانًVery أسفل
28:01يُنفِّس فيه أصحابُ النبي ﷺ
28:06فيه عن هُمومهم
28:07كانوا يجتمعون في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم
28:11يجتمع الرجال وتجتمع النساء ويجتمع الأطفال
28:15وكانوا يُشاهدون رقص أهل الحبشة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم
28:20وكان في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم المشفى
28:23الذي فيه تضبيبٌ لجراح من أُصيب في غزوة الأحزاب
28:29حينما حُوصرت مدينة النبي صلى الله عليه وسلم
28:33فعمل النبي صلى الله عليه وسلم ولم يستكن
28:37ثم بعد غزوة الأحزاب عمل النبي صلى الله عليه وسلم على أن تقوى شوكة المسلمين
28:44وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم في الحركة
28:47ولم يستسلم النبي صلى الله عليه وسلم لحصار الأعداء
28:51ولم يقول النبي صلى الله عليه وسلم
28:55إني أخشى أن يعود الأحزاب مرة أخرى وأن يحاصروا المدينة
29:00لكن بدأ النبي صلى الله عليه وسلم وتحرك في حصار أعداء الإسلام
29:06وبدأ دين الله عز وجل ينتشر
29:09وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم يفتح بابه
29:13ليستقبل الوفود التي جاءت لتبايعه صلى الله عليه وسلم
29:17لما رأت قوة النبي صلى الله عليه وسلم وقوة المؤمنين
29:22فهذه محنة حولها النبي صلى الله عليه وسلم إلى منحة
29:28وكثيرا ما نجد في التاريخ أن أُناساً كانوا محاصلين
29:34بل كانوا في غياه بالسجون
29:36ثم خرجوا من غياه بالسجون
29:39خرجوا ضعفاء ولكنهم كانوا يعلمون أن مصدر قوتهم هو الله عز وجل
29:46فاستقووا بالله عز وجل على عدوهم فقواهم الله تبارك وتعالى ونصرهم
29:52يوسف عليه السلام خرج من السجن فملك مصر
29:57وصار ملكاً عزيزاً على مصر بعد أن كان في غياه بالسجون
30:03فموسى يوسف عليه السلام لم يستسلم للسجن
30:08ولكنه صلى الله عليه وسلم عمل على أن يكون أميناً على خزائن مصر أولا
30:16ثم صار بعد ذلك ملكاً على مصر
30:20فانظروا إلى هذه المحن التي تحولت إلى منح على يدي أنبياء الله عليهم السلام
30:28شكراً جزيلاً لفضلت الشيخ محمود عبد الجواد
30:31أنا الباحثين بالأزهر الشريف وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلني وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنة
30:39أختبوا معكم بقول مأثورة تفائلوا بالخير تجدوه
30:44كونوا من زاريع الأمل في كل الأماكن وفي كل الأوقات
30:47واعلموا أن الأمور تجري بمقادير
30:50فأحسنوا استقبال قضاء الله وقدره فيكم
30:53فإن الله تبارك وتعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
30:58أختموا معكم بأمر أمركم الله تعالى به
31:01وبدأ بنفسه فيه
31:03إن الله وملكته يستلون على النبي
31:05يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً
31:08اللهم صلِّ وسلِّم مبارك على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين
31:12سبحان ربك رب العزة عما يصفون
31:14وسلام على المرسلين
31:16والحمد لله رب العالمين
31:18إلى اللقاء بإذن الله

Recommended