• 3 months ago

Category

📺
TV
Transcript
00:00الحمد لله رب العالمين أحمد الله تبارك وتعالى ونصلي ونسلم على سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا يا رب العالمين
00:21أيها المشاهد الكريم إن الحبيب صلى الله عليه وسلم ما بعثه الله عز وجل وما أرسله إلا ليبلغ للناس رسالات ربه
00:34ومن أعظم آيات التبليغ الأخلاق الفاضلة ومنها تضم الغيظ
00:42فالإنسان في هذه الحياة الدنيا خلقه الله عز وجل وجعل أصل خلقته من ماء وتراب
00:52فحينما خلقه امتزج هذه الخلقة بهذه الأنوار بل بهذه النيران التي امتزج بها القلب
01:04فإذا ما ثار القلب وانتفخت الأوداج وظهرت العروق في الوجنتين
01:12رأينا الغضب هذا إما أن يكون محمودا وإما أن يكون مذموما
01:19فإذا كان في سبيل الشيطان والعياذ بالله فهذا الغضب المذموم
01:25ولذلك كانت الوصية العظمى للصحابة حينما يدخل أحدهم على سيدنا رسول الله قائلا صلى الله عليه وسلم
01:35أوصني يا رسول الله قال لا تغضب
01:39فالغضب هذا سبيل الشيطان للإنسان يورد به إلى موارد الهلاك والعياذ بالله
01:49فالإنسان بطبيعته يجنح إلى أن يدافع عن نفسه
01:55فإما أن يدافع وإما أن يكذم غيظه وإما أن يكتم هذا الغيظ وهو في حال الضعف والذل والهوان
02:08إنسان يدخل على إنسان ذا مال أو ذا منصب أو ذا جاه
02:15فإذا ما قال له أنت فلان بن فلان مثلا بسبيل أنه يذل أنفاسه أو يجعله في سبيل المذلة
02:27معرة ومذلة أمام أعين الحاضرين
02:32يريد أن يذله فإما أن يدافع وإما أن يكتم غيظه ولا ينطلق لسانه
02:40فهذا الذي لا يقدر على أن يدافع عن نفسه إذا به يكذم غيظه بسبيل سلطة أو قوة من تكلم معه
02:51في هذه الأثناء تجد الدم ينكمش ويدخل إلى الداخل ويكذم فينقلب الوجه إلى الإصفرار
03:03في هذه الحالة كما قال الإمام الغزالي رحمه الله في هذه الحالة إما أن يحمر الوجه وإما أن يصفر الوجه
03:12فهذا الإنسان الضعيف يصفر وجهه ولا يحمر
03:17أما الإنسان الذي يكذم غيظه عند الغضب
03:22فإذا ما كان الإنسان غضبانا وانتفخت الأوداج إذا كذم غيظه في هذه الحالة
03:31فهو الذي يمضي تحت قول الله تبارك وتعالى في سورة آل عمران
03:37وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين
03:45من هم المتقون يا ربنا؟
03:47قال الذين ينفقون في السراء والضراء والكاذمين الغيظ
03:54الصفة الثالثة الذين ينفقون في السراء والضراء ثم يكذمون غيظهم
04:02عندما يسوءهم الحال أو عندما يسوء أو يجهل عليهم أحد الجهال
04:10إذا بهم يكذمون الغيظ
04:13الغيظ قد تملك منهم
04:15سيدنا موسى عليه السلام حينما امتلكه الغضب
04:20ولكن غضبة سيدنا موسى عليه السلام كان الغضب لله تبارك وتعالى
04:27فإذا ما غضبوا غضبوا لله تبارك وتعالى
04:32فغضبهم هذا محمود لا مذموم
04:37رأينا الحق سبحانه وتعالى وهو يمدح الذين يكذمون الغيظ والكاذمين الغيظ والعافين عن الناس
04:48قال بعدها والله يحب المحسنين
04:51لذلك رأينا سيدنا الإمام علي زين العابدين رضي الله عنه وأرضاه
04:58سليل بيت الدوحة المحمدية
05:02إذا به يدخل أحدهم خادم من الخدم
05:06يدخل عليه فيصب عليه الماء كي يتوضأ
05:10فإذا به يضربه على رأسه
05:13فنظر إليه الإمام فقال الفتى والكاذمين الغيظ
05:19قال سيدنا علي كذمت غيظي
05:22قال والعافين عن الناس
05:24قال عفوت عنك
05:26قال والله يحب المحسنين
05:28قال اذهب فأنت حر لوجه الله
05:31وعلى هذا الدرب كان سيدنا أبا ذر الغفاري
05:36قد دخل عليه أحد الفتيان
05:39وقد كسر رجل شات
05:43هذه الشياه ملك له
05:46فقال له ما الذي حملك على هذا
05:50قال أردت أن أغيظك يا إمام
05:53قال تغيظني
05:55قال نعم
05:56قال لأغيظنا
05:59من حملك على هذا الغيظ
06:01اذهب فأنت حر لوجه الله
06:04وعلى هذا الدرب كذلك
06:06رأينا سيدنا عمر بن عبد العزيز
06:10رضي الله تعالى عنه وأرضاه
06:12الذي كان يقال عنه خامس الخلفاء الراشدين
06:16ولكن الخامس هو سيدنا الإمام الحسن
06:20ابن سيدنا الإمام علي
06:22رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم
06:25يدخل سيدنا عمر بن عبد العزيز
06:28المسجد ذات يوم
06:31فإذا بأحد النوم في المسجد
06:34يضرب في رجله
06:36فيقوم هذا الرجل من نومه
06:39وينظر إلى سيدنا عمر بن عبد العزيز
06:42وهو لا يدري أنه خليفة المسلمين
06:46فقام من نومه مغضبا قائلا له
06:50أمجنون أنت
06:52قال لا
06:54وعن يمينه أحد العساكري
06:57الذين يمشون بجواره
06:59فأراد أحدهم أن يأخذ هذا الرجل
07:03وأن يسجنه أو يضربه
07:05فقال له إليك عنه
07:07فقال أما تدري ما قال يا إمام
07:10قال وما قال
07:12سألني أمجنون أنت
07:14فقلت لا
07:16انتالت المشاهدون
07:18إن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
07:21يعلمنا دائما أن نكظم الغيظ
07:25وأن نحتسب هذا الكظم
07:27حسبة لله تبارك وتعالى
07:30فالذي يكافئ والذي يعطي العطاء
07:34هو الله تبارك وتعالى
07:36عشان كده حضرتك رأينا
07:39سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
07:42رأيناه وقد دخل عليه أبا جهل
07:46وجعل نهاية الجزور
07:50ما أتى من الجزور من الروث أعزكم الله
07:54وضعها على جسده المبارك الطيب على ظهره
07:59فإذا بأمنا السيدة البتول
08:02السيدة فاطمة عليها رضوان الله وتحياته وسلامه
08:07تأتي فترفع هذا السلا
08:10وتأتي بهذه القاذورات
08:12وتبكي وتقول
08:14أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله
08:18تسأل أمنا السيدة عائشة
08:20سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم
08:23يا رسول الله هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد
08:28قال نعم حينما ذهبت إلى ابن عبد يليل
08:33وإذا بهم يكذبوني
08:35فذهبت إلى الطائف
08:37فأرسل الله إلي ملك الجبال عليه السلام
08:41فقال لي أمرني ربي إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين
08:46أي الجبلين
08:48لفعلت
08:49قال لا دعهم
08:50عسى أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا
08:56أورده البخاري ومسلم
08:58وتعقيبا على هذا قال دعهم
09:01فقال الملك صدق من سماك الرؤوف الرحيم
09:06نحتاج إلى التأسي بسيدنا رسول الله
09:09والاقتفاء إلى آثاره المباركة
09:12نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا التقوى
09:17وأن يجعلنا من أهل الإخلاص
09:20اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر
09:24ونسألك حسن الختام يا رب العالمين
09:27هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
09:31والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

Recommended