El-Vakiye Televizyonu
-İslam Nizamı Kitabının (44.) Halakası-
[Mutluluk Allahu Teala’nın Rızasına Nail Olmaktır]
Sunan: Üstad Ahmed El-Kasas
Hizb-ut Tahrir Üyesi / Lübnan Vilayeti
H. 10 Zilkâde 1439 El-Muvafık M. 23 Temmuz 2018
-İslam Nizamı Kitabının (44.) Halakası-
[Mutluluk Allahu Teala’nın Rızasına Nail Olmaktır]
Sunan: Üstad Ahmed El-Kasas
Hizb-ut Tahrir Üyesi / Lübnan Vilayeti
H. 10 Zilkâde 1439 El-Muvafık M. 23 Temmuz 2018
Category
🦄
CreativityTranscript
00:00ومع اختلاف هذين المبدأين، أي الرأسمالي والشيوعي، في النظرة الأساسية إلى الإنسان والكون والحياة، فإنهما يتفقان في أن المثل العليا للإنسان هي القيم العليا التي يضعها الإنسان نفسه،
00:24وأن السعادة هي الأخذ بأكبر نصيب من المتع الجسدية، لأنها في نظرهما هي الوسيلة إلى السعادة، بل هي السعادة، ومتفقان معاً على إعطاء الإنسان حريته الشخصية، يتصرف بما يشاء وعلى نحو ما يريد، مدام يرى في هذا التصرف سعادته،
00:50ولذلك كان السلوك الشخصي، أو الحرية الشخصية، بعض ما يقدسه هذان المبدآن.
01:00السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلا بكم مجدداً مع حلقتنا هذا اليوم، وهي بعنوان السعادة، نيل رضوان الله تعالى.
01:14إخوة الكرام، إن السعادة هي الأمل لكل إنسان، والغاية التي يسعى إليها كل إنسان عاش على هذه المعمورة، بغض النظر عن انتمائه، أو لونه، أو عذقه، أو حتى شخصيته.
01:35كما أن السعادة هي من المفاهيم، مفهوم السعادة، هو من المفاهيم التي تتميز بها الحضارات والفلسفات.
01:45فكيف تنظر المذاهب المادية التي تسود العالم اليوم، وعلى رأسها الحضارة الغربية، إلى الإنسان وسعادته؟
01:54إن الثقافة المهمنة في زماننا هذا، وفي مقدمها الحضارة الغربية، تنظر إلى الإنسان بوصفه كائناً حياً يتمتع بطاقة حيوية ناجمة عن غرائزه وحاجاته العضوية،
02:09وأن مشكلته تكمن في تمكنه من الإشباع المادي لتلكم الجوعات، وأنه بقدر ما يشبعها يسعد.
02:18فالسعادة عندهم تعظم بكثرة الإشباع، وتنقص بقلة الإشباع.
02:24من هنا، كانت الحرية الشخصية من الأشياء المقدسة لدى الحضارة الغربية،
02:31إذ إن السعادة لديهم هي نيل أكبر قدر من المتع الجسدية،
02:36ولا يتأتى تمكين الإنسان من تحقيق السعادة بالتالي إلا بتركه يفعل ما يريد ويشتهي دون حدود أو ضوابط ينضبط بها.
02:48لذا، كان من الطبيعي أن نرى المجتمع الغربية على هذه الحال من الفوضوية في السلوك الشخصي
02:57حيث بات الإنسان هناك لا يفكر في تنظيم إشباعاته، وإنما أطلق لغرائزه العنان
03:04وبدأ يبحث عن وسائل جديدة للإشباع، وتمادى في الانسياق وراء الغريزة
03:12وبات عقله مجرد أداة للإبداع في فنون الإشباع واللذة
03:18فانتشر الشذوذ الجنسي، وزن المحارم، ووصل الأمر برجالهم ونسائهم إلى مواقعة البهائم
03:26معاذ الله، وكثرت أنواع المخدرات والخمور ومشاكلها
03:32وبما أن المال هو من أهم الوسائل لتحقيق المتعة
03:37أصبح تحقيق الثروات الضخمة من أبرز المثل
03:42التي يسعى المثل العليا في المجتمع الغربي، التي يسعى الإنسان إلى تحقيقها
03:48وبما أن فكرة الحريات سيطرت على عقول الغربيين
03:53فبات يحق للإنسان أن يكسب ماله بالطريقة التي يريد
03:59سواء من طريق التجارة أو الربا، من طريق الإجارة أو العهر
04:04من طريق الصناعة أو القمار
04:07وإذا كان النظام الرأسمالي قد حد حرية الإنسان فقال
04:12إن حرية الفرد تنتهي حيث تبدأ حرية الفرد الآخر
04:17أو حيث يبدأ الاعتداء على الآخرين
04:20فإنه لم يستطيع أن يوقف أكثر الناس عند ذلك الحد
04:24ذلكم أن فكرة الحريات كانت أقوى سلطاناً على العقلية الغربية
04:31عقلية الفرد الغربي من بنود القانون
04:34فلا يمتنع الإنسان الغربي عن الاعتداء
04:37ولا يقف عند حدود القانون إلا حين يطاله القانون والشرطي
04:43لذا كثرت العصابات المنظمة كالمافيا
04:47وراجت تجارة المخدرات وأنواع الحشيش
04:51واستشرت ظاهرة الاعتداء على الأعراض والأموال والأرواح
04:55على الرغم من ملاحقة القانون والشرطي
04:59وبما أن الشهرة والنفوذ هما أيضاً من الوسائل المهمة
05:05لتحقيق المتعة للإنسان
05:07أصبحا من أسمى الغايات لدى الإنسان الغربي
05:12فإن أسعد إنسان في نظر أبناء الحضارة الغربية وأتباعها
05:17هو ذاك الذي حاز أعظم قدر من المال والسلطة والشهرة
05:24كل ذلك أدى إلى أن يصبح المجتمع الغربي كالغابة
05:28التي يأكل القوي فيها الضعيف
05:31حيث يتسابق الناس على الرغيف ليكون آكله هو الرابح
05:36الذي يستحق الاحترام والتقدير
05:39ويزاحمون على المناصب ليعتليها القوي
05:42وعلى السلطة ليتسلمها الأقوى
05:46وهكذا بدأ المجتمع الغربي اليوم
05:49يدرك أن الباب الذي طرقه ابتغاء السعادة
05:53أوصله إلى التعاسة والشقاء وضناكة العيش
05:59كل هذه المظاهر كانت نتيجة أن هؤلاء قد غفلوا عن أمور جوهرية ثلاثة
06:05فيما يتعلق بإشباع الجوعات الإنسانية
06:08أما أولها أنه إذا كانت الحاجات العضوية كالأكل والشرب والنوم
06:14وبعض الغرائز كغريزة النوع والبقاء تشبع إشباعا ماديا
06:20فإن غريزة كغريزة التدين الفطرة البشرية
06:25ليس من شأنها أن تشبع إلا إشباعا روحيا
06:29بوصفها شعورا بالحاجة إلى الخالق المدبر
06:33وتوجها نحو إقامة الصلة معه
06:36فلما أغفل الغربيون أمر القيمة الروحية
06:40أحدث فجوة كبيرة في الوجدان البشري
06:43جعلته كاللطيم في هذه الحياة
06:47وأما الأمر الثاني الذي غفلوا عنه
06:50فهو أن المشكلة المهم فيما يتعلق بالحاجات العضوية والغرائز
06:55إنما هي كيفية الإشباع وليست الإشباع بحد ذاته
07:02فالأمر الطبيعي بالنسبة للإنسان أن تتيسر له وسائل الإشباع
07:07فهو يجد الطعام الذي يأكله واللباس الذي يلبسه
07:11والمال الذي يريد والجنس الذي يشتهي
07:14ويستطيع أن يستخدم الأشياء حوله للإشباع في أي وقت يشاء
07:18والحالة التي تكون فيها وسائل الإشباع نادرة ومفقودة
07:23هي حالات استثنائية غير طبيعية
07:26تعالج في أوانها
07:28أما كيفية الإشباع أو تنظيم الإشباع
07:33فهو الذي من شأنه أن يؤدي إما إلى سعادة الإنسان وإما إلى شقائه
07:40فالقضية ليست هل يأكل الناس أم لا يأكلون
07:45أم كم يأكلون
07:47ولا هل يلبسون أم لا يلبسون
07:50ولا كم يتملكون
07:52ولا هي هل يعاشر رجالهم نساءهم أم لا يتعاشرون
07:57وبتعبير آخر ليست المسألة هل يعيشون أم لا يعيشون
08:03بل القضية هي ماذا وكيف يأكل الناس وكيف يلبسون
08:09وكيف يتملكون وكيف يتعاشر رجالهم ونساؤهم
08:14وبتعبير آخر القضية هي كيف يعيشون
08:20وعما الأمر الثالث الذي غفل عنه أيضا
08:24فهو أن الإنسان قد يشبع غريزته ويتمادى في إشباعها
08:29بحيث تطغى على الأخرى وتحود دون إشباعها
08:34فينعدم التناسق بين الغرائز عند إشباعها
08:38ما يؤدي بالإنسان إلى الاضطراب والحيرة والقلق
08:42أي إلى الشقاء كما هو شأن الإنسان الغربي اليوم
08:48إخوتي إن الطريقة الصحيحة لتحقيق السعادة للإنسان
08:53تكمن في إشباع حاجاته وغرائزه
08:57إشباعا منظما منسقا يوازي بين الغرائز
09:03بحيث لا يغفل غريزة ولا يدعوا واحدة تطغى على الأخرى
09:08وإن أهم ما يجب التنبه إليه
09:11هو أن أبرز غريزة في الإنسان وأظهرها أثرا على سلوكه
09:16هي غريزة التدين
09:19ذلكم أن الإنسان حين يعي على هذه الحياة الدنيا
09:24ويرى نفسه مدفوعا لإشباع جوعاته
09:27يدرك فطريا أن النعمة التي تحيط به من كل جانب
09:33تحيط به النعمة من كل جانب
09:35فوسائل إشباع جوعاته مسخرة له ومتيسرة
09:40من قبل أن يكون قد من قبل أن يولد ويوجد على قيد الحياة
09:45فالهواء والماء والطعام والحرارة المعتدلة
09:50وسواها من وسائل العيش التي لا حياة له من غيرها
09:54أمنت له وسخرت دون أن يفعل أي جهد أو فعل منه
10:01فيجد نفسه مدفوعا للبحث عن صاحب تلك القدرة التي أنعمت عليه بالحياة
10:07وأسبغت نعمها ظاهرة وباطنة
10:10من أجل أن يعرب عن شكره وامتنانه عابدا إياه
10:14ومبجلا مقدسا إياه ومتذللا
10:19لذا رأينا الإنسان منذ قديم الدهر عابدا متدينا
10:24حتى إذا ظل عن معرفة خالقه سبحانه
10:27اتخذ رموزا وأوثانا آلهة مزعومة يعبدها من دون الله تعالى
10:35ثم إن ذلك الإنسان حين يقف أمام استحقاق العيش
10:39يشعر بالحيرة والقلق
10:42كيف أشبع جوعاتي؟ كيف أعيش؟
10:45كيف أستخدم الأشياء من حولي؟
10:48كيف أواجه الحياة؟
10:50فيشعر أنه ناقص عاجز عن تدبير أمره وحياته
10:54وأنه بحاجة إلى تدبير قالقه سبحانه
10:58فيلجأ إليه طالبا منه تدبير أمره وحياته كلها
11:04وباختصار إن غريزة التدين التي هي جوهر الفطرة الإنسانية
11:10وذلك الاحتياج إلى الخالق المدبر
11:14الناشئ عن العجز الطبيعي في تكوين الإنسان
11:17وهكذا إن أغفلت هذه الناحية الجوهرية في الإنسان
11:23ووضع على طريق الإشباع المادي
11:26بعيدا عن إدراك الصلة بالله تعالى
11:29أي بعيدا عن الروحانية
11:33فإنه سيبقى قلقا مضطربا حائرا تعيسا
11:37نكيدا يجشد السعادة فلا يجدها
11:40كمن يركض وراء السراب
11:43تأملوا معي قوله تعالى في هؤلاء
11:47قال عز وجل
11:49وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ
11:54يَحْسَبُهُ الضَّمآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا
12:00وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ
12:04وَاللَّهُ سَرِيعُ الحِسَابَ
12:06أو كظلمات في بحر لُجّي
12:10يغشاه موجم من فوقه موجم من فوقه سحاب
12:14ظلمات بعضها فوق بعض
12:16إذا أخرج يده لم يكد يراها
12:19وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا
12:23فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ
12:25من هنا كان تصوير الإسلام للسعادة
12:29هو التصوير الصحيح
12:31وكان طريقه هو المؤدي إلى سعادة الإنسان
12:35ذلكم أنه وافق فطرة الإنسان
12:39فأشبع غريزة التدين إشباعا صحيحا
12:42حين عرف الإنسان بخالقه سبحانه
12:45وأقام له الصلة الصحيحة معه بما بيّن من عقائد وشرع من عبادات
12:51ثم حين دبر له أمره وحياته بما شرع من أنظمة للحياة
12:57تنظم إشباع جوعاته كلها
13:00فلم يطلق الغرائز ولم يكبتها
13:04وإنما نظمها ونسقها ووضعها في المصاري الصحيح
13:09وبذلك أصبح الإنسان المسلم مسيرا حياته بأوامر الله ونواهيه
13:16ولذلك فإن الإنسان بقدر ما يلتزم أوامر الله تعالى ونواهيه
13:22وبقدر ما ينضبط سلوكه بالنظام الإلهي
13:26يحقق لنفسه السعادة
13:29وهكذا ندرك المفهومة الصحيحة للسعادة
13:33بأنها نيل رضوان الله تعالى
13:36وأن التعاسة بالمقابل هي في البعد عن رضوانه عز وجل
13:41وهذا ما يخبرنا به ربنا سبحانه وتعالى حين يقول
13:46قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين
13:50يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام
13:56ويقول عز وجل من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن
14:02فلا نحيينه حياة طيبة
14:07ويقول سبحانه فإما يأتينكم مني هدى
14:12فمن تبع هدايا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون
14:17ويقول عز بن قائل إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا
14:23فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون
14:28ثم يعرض الله تعالى لنا مقابلة بين الفريق السعيد وذلك الشقي
14:35فيقول فمن اتبع هدايا فلا يضل ولا يشقى
14:41ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكة
14:47وبهذا المفهوم فإن السعادة قد تكون مع التنعم وزينة الحياة الدنيا وزخرفها
14:53إذا ما أقبل الإنسان عليها ملتزما أوامر الله تعالى ونواهيه
14:59بنضبطا بحدود شرعه
15:02أما إن هو أقبل على الدنيا معرضا عن أمره سبحانه مقتحما حرماته
15:08فإنه لن يشعر بالسعادة مهما ادعاها
15:12ذلكم أن نفسه لن تستقر وقلبه لن يطمئن
15:17إذ لا طمأنينة دون استشعار رضوان الله تعالى
15:21وبذلك أيضا قد تترافق السعادة مع الضيق والابتلاء والشدة
15:27فالمسلم حين يقاتل في ساحة المعركة
15:30معرضا دمه للإهراق ونفسه للإزهاق
15:34فإنه يشعر بعظيم النشوة والفرح
15:37ذلكم أنه يستشعر رضوان الله تعالى
15:41بقيامه بأعظم شعيرة من شعائره
15:44وبالجهاد من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا
15:49وكذلك شأنه حين يتعرض للاضطهاد والتنكيل
15:53من أجل كلمة الحق والموقف المبدئي
15:56لذا فإن بلالا رضي الله عنه بلال بن رباح
16:01كان يشعر بالنشوة والعزة وهو تحت الصخرة فوق رمال الصحراء الحارقة
16:07مسرا على ترديد أحد أحد
16:11ونبي الله يوسف عليه وآل عليه الصلاة والسلام
16:15يضرب لنا المثل الرائع حين يفضل السجن المترافق مع رضوان الله تعالى
16:21على اللذة الملتبسة بصخته سبحانه
16:25فحين تهدده زوجة العزيز قائلة
16:28ولقد راوته عن نفسه فاستعصم
16:31وَلَإِنْ لَمْ يَفْعَلُ مَا آمُرُهُ لَيُحْزَنًا وَلَيَكُونَ مِّنَ الصَّاغِرِينَ
16:37ماذا يكون موقف ذلك الشاب
16:41يوسف عليه السلام يجيب ذلك الجواب الرائع
16:45قال ربي السجن أحب إليّ أحب إليّ مما يدعونني إليه
16:52لماذا يكون السجن أحب إليه؟
16:54لأنه مترافق مع طاعة الله سبحانه وتعالى وهناك السعادة
17:00ويؤكد الله تعالى أن لا سعادة بغير رضوانه
17:04حين يقترن وعده بالجنة ونعيمها في الكثير من الآيات
17:10برضوانه سبحانه وتعالى
17:12وكأن نعيم الجنة لا يكتمل إلا بهذا الرضوان
17:16فيقول عزّ من قائل
17:18وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
17:24خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ
17:29وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ
17:33ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
17:38وقال عزّ من قائل
17:40جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار
17:45خالدين فيها أبدا
17:48رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه
17:54وأخيرا استمعوا إلى ذلك مفصلا في الحديث النبوي
17:59الذي رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال
18:05قال رسول الله ﷺ
18:08إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة
18:12يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك
18:18فيقول هل رضيتم فيقولون وما لنا لا نرضى
18:23وقد أعطيتنا ما لم تعطي أحدا من خلقك
18:27فيقول أنا أعطيكم أفضل من ذلك
18:31أفضل من ذلك أنا أعطيكم أفضل من ذلك
18:35قالوا يا ربي وأي شيء أفضل من ذلك
18:39فيقول أحل عليكم رضواني
18:43فلا أصخط عليكم بعده أبدا
18:47هذا خبر الله تعالى عن سعادة الإنسان في الجنة
18:51فهل بعد قول الله تعالى من قول سبحانه هو اللطيف الخبير
18:58السلام عليكم ورحمة الله
19:01السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
19:03أهلنا سهلا بكم مجددا مع الإجابات
19:07سأعود على بعض الأسئلة التي وردت خلال هذه الحلقة
19:11أخي العابد أرسل سؤالا مطولا قليلا
19:17يقول بحثت قليلا في تعريفات السعادة
19:21فوجدت أن أفلطون نظر إلى السعادة على أنها عبارة عن فضائد الأخلاق والنفس
19:28كالحكمة والشجاعة والعدالة والعفة
19:32كما أضاف أفلطون بأن السعادة الفرد لا تكتمل إلا بمآل روحه إلى العالم الآخر
19:40بينما عرف أرسل السعادة على أنها هبة من الله وقسمها إلى خمسة أبعاد
19:47وهي الصحة البدنية والحصول على الثروة وحسن تدبيرها واستثمارها
19:52وتحقيق الأهداف والنجاحات العملية وسلامة العقل والعقيدة
19:57والسمعة الحسنة والصيرة الطيبة
20:00بين الناس
20:02بينما علماء المسلمين يقولون أن السعادة هي وصول الفرد إلى حالة من التوازن بين الجسم والروح
20:10فكيف تجمع وترد على كل ذلك مشكورة؟
20:14أشكرك أخي العابد على هذا السؤال المطول وهو في الحقيقة أسئلة وليس سؤالة
20:21ولكن لأهميتها سأجيب عليها وأحاول إختصار واحدة تلو الأخرى
20:29أما ما أوردته عن أفلاطون
20:32فمن يعرف فلسفة أفلاطون يفهم ما يقصد بذلك
20:36أفلاطون هو من الفلاسفة الذين يقسمون الوجود ومع هذا الوجود الإنسان
20:45إلى أنه مكون يوصفون الوجود وكذلك الإنسان إلى أنه مكون من عنصرين
20:50من المادة والروح
20:53وأنه ثم تصراعا بين المادة والروح
20:57وأن الروح تمثل الرقية والهناء والسعادة والنقاء
21:01وأن المادة ومنها الجسد يمثل الشقاء والتعاسة والانحطاط إلى آخرين
21:08وأن سعادة الإنسان تكون بأن تتفلت روحه من جسده أو يتفلت روحه
21:15لأن الروح يذكر ويؤنث
21:18أن يتفلت روحه من جسده ليلتحق بالروح الكلية كما يقول
21:24لذلك كما قلت لا تكمل السعادة عنده إلا بأن يلتحق بالعالم الآخر
21:30ويقصد بذلك أن تعود الروح الإنسان إلى أصلها وهو الروح الكلية
21:35وهو أصل الوجود كما يقول أصحاب الفلسفة
21:40فلسفة الغنوص ومنها أفلطون
21:43طبعا هذا الكلام نحن نرفضه وقد سبق وتكلمنا في حلقة سابقة
21:49على الفلسفة التي تقسم تصف العالم أو الوجود بأنه مكون من مادة وروح
21:57وقلنا هذه فلسفة لا علاقة لها بالإسلام
22:00ورددنا على فكرة أنه ثمة صراع بين المادة والروح
22:05وأنه لا بد من أن يتغلب أحدهم على الآخر
22:09قلنا أن الإسلام أتى بفلسفة أخرى ألا وهي مزج المادة بالروح
22:14وذلك بأن تسير أعمال الإنسان وهي أعمال مادية
22:20ناجمة عن حاجاته العضوية وغرائزه من أجل إشباعها
22:28أن ينظم هذا السلوك الذي يراد به الإشباع
22:34أن ينظم بأوامر الله ونواهيه إدراكا لصلة الإنسان بالله سبحانه وتعالى
22:40وهذا هو الجانب الروحي فيكون الإنسان قد مازج المادة بالروح
22:45وبتعبير آخر يكون قد سير المادة بالروح
22:49أي بأوامر الله سبحانه وتعالى بناء على إدراك صلته بالله عز وجل
22:54وهذا ما يسمى بالروح أو الناحية الروحية أو الروحانية
23:00فالنظرة أفلاطون إلى السعادة هي ناجمة عن نظرته وفلسفته إلى الوجود
23:09وهذا لنحن نردها من هذا الجانب بشكل جذري
23:14أما أريستو وهو المعروف بأنه علم الفلاسفة ما يسمى بالمنطق
23:20ونحن طبعا بغنى عن منطقه كليا وإن كان كثير من المسلمين قد وقعوا بهذا
23:27بحبائل منطق أريستو
23:31هو تراه بهذا الكلام يدور حول معاني السعادة ولم يصل إلى السعادة
23:39لأن هذا الذي يهدف إليه وبعض ما يهدف إليه كل إنسان من أن ينظم حياته
23:44وأن يكون ناجحا فيها ولكن السؤال من للإنسان لكي ينظم له سلوكه
23:53وعلاقاته مع نفسه ومع خالقه ومع غيره من الناس
23:57الله سبحانه وتعالى هو القادر الوحيد على أن ينظم للإنسان هذه العلاقات
24:04من أجل أن ينظم حياته وسلوكه كله
24:08فإن هو نظم أعماله هذه بأوامر الله سبحانه وتعالى
24:12فاستشعر رضوان الله عز وجل بذلك وصل إلى السعادة منظما سلوكه بأوامر الله سبحانه وتعالى
24:20ونواهيه وبالتالي يكون قد أشبع حاجاته وفق أوامر الله سبحانه وتعالى ونواهيه
24:28فاستشعر رضوان الله عز وجل وأحسن أشباع حاجاته ورغباته فيصل بذلك إلى السعادة
24:35أما ما يقوله بعض علماء المسلمين وليس علماء المسلمين كما ذكرت
24:42ولسيما أنه في الغالب قول المعاصرين الذين يقولون أن السعادة هي وصول الفرد إلى حالة من التوازن بين الجسم والروح
24:51هذا الكلام موضوع التوازن بين الجسد والروح
24:57ما يقوله هؤلاء الكتاب هؤلاء الذين فكروا في الموضوع
25:04إنما قالوا ذلك بعد الإقرار بثنائية الروح والمادة
25:09وأن ثمة غذاء لها الروح وثمة غذاء آخر للجسد
25:15والحقيقة هي أن الإسلام إنما كما قلنا مزج المادة بالروح
25:22فلم يجعل هناك غذاء للروح وغذاء للمادة كما يقولون
25:26وإنما سير أعمال الإنسان كلها التي هي أعمال مادية
25:32بأوامر الله ونواهيه بناء على إدراك الصلة بالله وهذه هي الروحانية
25:38يكون بذلك قد مزج المادة بالروح فيكون الإنسان قد أشبع غرائزه وحاجاته العضوية
25:44أشبع غريزة التدين وغريزة البقاء وغريزة النوع
25:47فوق إشباع الحاجات العضوية بأوامر الله تعالى ونواهيه
25:51فتكون الروحانية ملابسة له في كل حياته في كل سلوكه في كل أعماله
25:58فبذلك لا يكون ثمة غذاء للروح وغذاء للجسد
26:01وإنما ثمة تنظيم للإشباعات لإشباعات غرائز الإنسان وحاجاته العضوية
26:07بأوامر الله ونواهيه فيكون بذلك قد مزج المادة بالروح
26:12وجعل الروحانية ملابسة لكل حياته وهذا تكلمنا عليه في حلقة سابقة بالتفصيل
26:20الأخ عبد الرحمن يسأل هل السعادة شعور أم فكر أم الاثنان معا
26:28السعادة هي شعور هي رضا هي طمأنينة دائمة هي استقرار لنفس هذه السعادة
26:37ولكن هذه السعادة لا تتأتى دون الفكر أي فكر
26:42الفكر الصحيح الذي يقول للإنسان أن إشباع الحاجات والرغبات في الإنسان
26:50التي يموت الإنسان أو يقلق ويتعب إن لم يشبعها لا بد لها من إشباع صحيح
26:57وهذا الإشباع الصحيح يكون بنظام من عند الله سبحانه وتعالى
27:01لأن الله سبحانه وتعالى هو العليم بما يصلح للإنسان من إشباع وما لا يصلح له من إشباع
27:08وبالتالي هذا الفكر هو الذي يؤدي إلى المفاهيم التي يسير بها السلوك التسير الصحيح
27:16ويؤدي إلى السعادة فالسعادة شعور ولكنها ناجمة عن فكر
27:21فهذا الفكر ناجم من الفكرة الكلية عن الكون والإنسان والحياة
27:26أي عن العقيدة الصحيحة التي يعتنقها الإنسان
27:30الأخ مغترب الطالب يقول هناك من يقول إن السعادة ظاهرة في حياة الغربيين
27:39والعديد من الغربيين يرون أنفسهم أنهم يعيشون حياة سعيدة
27:44فكيف يمكن الرد على هذا المقال
27:47شتان بين من وصل إلى السعادة ومن توهم أن السعادة هي في ذلك الطريق الخطأ
27:57فرح يسعى وراءها فحين يمضي في هذا الطريق ويصل إلى منتهاه لا يصل إلى السعادة
28:05كما قال سبحانه وتعالى وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعًا
28:11يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدُهُ شَيْءً
28:16وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابًا
28:19والله سريع الحساب
28:21الدليل على ذلك أن الغربيين صوروا السعادة على أنها نيل أكبر قسط من اللذائذ من المتع الحسية
28:31ولذلك كان المثل الأعلى عندهم نيل أكبر قدر من المال والسلطان والجاه
28:38السلطة والجاه والثروة وبعضهم زاد الجمال
28:42وعندما نظرنا إلى أولئك الذين حصلوا على أكبر قدر من هذه المطالب
28:47نجد كثيرا منهم في حالة من الحيرة والشقاء والتعاسى
28:52يذهبون بشكل دوري إلى العيادات النفسية من أجل أن يحاولوا خروج من حالة الاكتئاب التي يعيشون فيها
29:00لماذا لم يصلوا إلى السعادة بعد أن حققوا كل تلك المثل العليا التي يسعون لها؟
29:07تشكل ظاهرة الانتحار نسبة عالية أعلى ما تكون تلك الظاهرة
29:15في البلاد التي تنعم أو التي تتميز بأعلى مستوى من الرخاء المادي
29:22إذا ذهبنا إلى دول أوروبا التي حصل فيها الفرد على أعلى مستوى من الرخاء الفردي
29:27كدول اسكندنافيا وغيرها
29:29نجد أنه في تلك البلاد أن تلك البلاد تشهد أعلى نسبة من الانتحارات في العالم ومحاولات الانتحار
29:38بل إذا ذهبنا إلى الغرب الذي يزعم أو الذي زعم أنه حل مشكلة الإنسان
29:46وأوصله إلى السعادة من خلال ما يسمى بعلم النفس
29:50الذي ترافق وتزامن وتساوق مع الفكر الغربي
29:55من خلال العيادات النفسية نجد أنه كلما ازدادت العيادات النفسية في الغرب
30:00كلما ازداد عدد المتأزمين نفسيا
30:06عدد الذين يمرضون نفسيا
30:09وفي كل حي عيادة نفسية
30:12ويذهب الناس بأعداد هائلة لعيادة نفسية ويذهبون وأدمنوا على الذهاب إلى عيادة نفسية
30:18لماذا لم يغنهم فكرهم ونظرتهم إلى الحياة وانفوهم للسعادة عن تلك العيادات النفسية
30:24لأنها هي التي تمرض الإنسان وتزيد مشكلاته النفسية وأزماته النفسية
30:31كيف يكون ذلك الإنسان الغربي سعيدا
30:36وبعد أن باتت الحياة العائلية شبه عملة نادرة فيها
30:45الإحصاءات تقول أن الحياة العائلية تتراجع بالطراض سريع
30:50بحيث أصبح معظم الناس لا يتمتعون بالحياة العائلية
30:55لا زواج، لا ولادات
30:58مجتمع ينقرض بمفاهيمه
31:01مفاهيم الإنسان الغربي هي التي تؤدي به إلى النزعة الفردية
31:06ونظرته إلى السعادة بأنها نيل أكبر قسط من المتعة الجسدية
31:11تدفعه إلى أن لا يتزوج ولا يرتبط ولا ينجب
31:15لأن الأولاد يكلفونه الأموال يكلفونه المال والجهد
31:20ويصرفونه عن لذائذ نفسه وذاته
31:23فإذا بالولادات تنقص عن معدل الوفيات
31:26الوفيات في العرب أغلى في الغرب أعلى من الولادات
31:29فإذا بتلك الشعوب تبدأ بالانقراض وهذه إحصاءات وليس أحمد القصص الذي يتكلم الآن
31:36إحصاءات في الغرب أن الشعوب الغربية هي في حالة تناقص
31:41ومعظم الذين يعيشون الآن في الغرب هم من المتقدمين من الطاعنين في السن
31:47ما يعني أنه بعد سنوات قليلة سيموتوا هؤلاء الذين هم غالبية المجتمع
31:52وسينخفضوا المجتمع إلى مستوى منخفض جدا ويستمروا في الانخفاض
31:58لأن الولادات أقل من الوفيات
32:02بل إنما لديهم من نسبة يعني النسبة المهمة من الولادات لديهم
32:07اتضح أنها بسبب الوافدين إلى تلك البلاد ممن لا يتمون إلى فقافته
32:12كالمسلمين والأفارقة والأسيويين وغيرهم
32:15ولذلك وفق الإحصاءات والحسابات يتوقع أنه بعد عقود قليلة
32:23قيل يعني في سنة 2050
32:26سوف تكون قارة أوروبا قارة مسلمة
32:30بمعنى أن غالبية سكانها هي ستكون من المسلمين
32:35حضارة تأكل نفسها
32:38مفاهمها تجعلها تنقرد
32:40هل السعادة تدفع الإنسان؟
32:43هل غياب الحياة العائلية وغياب الجانب الروحي
32:50وعيش الإنسان يركض ويلهث وراء اللذائذ الحسية فقط المادية فقط
32:55تؤدي بالإنسان إلى سعادته وطمأنينته؟
32:58لا والله يكفي بهذا الإنسان
33:00يكفي له أن يفكر في الباب الذي سالجه
33:05رغم أنه في وقت من الأوقات باب الموت
33:08حتى يكون في حالة من الهلع
33:10لأنه لم يعرف ما هو مصيره في تلك المرحلة
33:15ولم يجعل هذه الحياة معبرا للآخرة حتى تطمئن نفسه
33:19تعليق من الأخ مروان أبو سلطان
33:23يقول السعادة واللذة أمران مختلفان
33:26فاللذة متعلقة بالجوعات وإشباعها إشباعا دون ضابط
33:31أما السعادة فهي متعلقة بالقناعات وتحقيق الاطمئنان
33:36وحتى تتحقق السعادة
33:38فلابد من الإشباع للجوعات وفق نظرة شاملة وعقيدة راسخة
33:43وذلك يتحقق بالإسلام وعقيدته
33:46بورك قولك يا أخي مروان
33:50هل السعادة لدى كل إنسان مرتبطة بمفهومه الخاص للسعادة
33:56أم للسعادة مفهوم واحد حقيقي
34:00لا يصل الناس إلى السعادة إلا بهذا المفهوم
34:02وفق ما أسلفنا في هذه الحلقة
34:04لا، السعادة مفهوم السعادة ليس نسبيا
34:09بمعنى أنه لا تكون سعادة كل إنسان وفق ما فهمه من مفهوم السعادة
34:16السعادة لها حقيقة واحدة لا غير
34:19من أصاب هذه الحقيقة أمكنه أن يسلك طريق السعادة
34:23ومن لم يدرك هذا المفهوم لن يصل إلى السعادة
34:27مهما زعم أنه يصل إلى السعادة وفق مفهومه
34:32فالسعادة لا تكون إلا بنير رضوان الله سبحانه وتعالى
34:36لأنه بنير رضوان الله سبحانه وتعالى يكون الإنسان قد التزم أوامر الله ونواهيه
34:42والتزامه هذه الأوامر والنواهي يعني أنه سير أعماله
34:47أي أشبع حاجاته ورغباته وغرائزه وفق أوامر الله ونواهيه
34:53الإشباع الصحيح فوصل بذلك إلى السعادة
34:57وما سوى ذلك من مفاهيم يحملها الناس للسعادة هي أوهام بأوهام
35:03الأخ أبو الراشد يسأل هل السعادة تبحث في الجماعة أم عند الفرد؟
35:10يعني هل يقال سعادة المجتمع أم سعادة الفرد؟
35:14وهذا يقودني إلى السؤال هل المسلمون في الخليج مثلا سعداء أكثر من المسلمين في سوريا أو مصر؟
35:24أخي الكريم في المحصلة السعادة هي شعور فردي
35:30ولكن مظهرها يمكن أن يكون جماعيا
35:34لأن ما أدى بالفرد إلى هذه السعادة هو مفاهيم
35:39إن تعرف عليها الناس وتوافقوا ظهر هذه السعادة بمظهر جماعي
35:45ولكن الشعور في النهاية هو شعور فلان وفلان وفلان وفلان
35:50ومن دواع هذه السعادة هي التي تكفلها أوامر الله تعالى ونواهيه وتشريعه وتوجيهاته
35:57لكي يكون المسلم يعيش ضمن إخوان متحابين
36:01فهذا جزء من السعادة التي توجد عند الفرد
36:05فالسعادة هي شعور فردي ولكن مظهرها هو فردي وجماعي
36:10هذا جانب من السؤالك
36:13أما لماذا يمكن أن يكون المسلمون أنفسهم سعداء في مجتمع أكثر من مجتمع آخر؟
36:21وليس هذا الأمر متعلق بهذا الزمان فقط
36:24القضية وما فيها أنه بقدر ما تكون الشريعة متحكمة بحياة الناس
36:32بقدر ما يصوغ شرع الله سبحانه وتعالى حياة الناس
36:36بقدر ما يؤمن ذلك سعادتهم
36:40والمقابل بقدر ما تفرض أنظمة الضلال، أنظمة الكفر، أنظمة الوضعية على الناس
36:50بقدر ما تشقي الناس لأن الناس لا يمكن لهم أن يعيشوا حياة إسلامية تؤدي بهم إلى سعادتهم
36:56بمجرد سلوكهم الفردي
36:58وإنما لابد أن يكون هناك نظام إسلامي مطبق عليهم
37:06ينعكس على سلوكهم وعلاقاتهم حتى يكونوا قد سيروا حياتهم بأوامر الله تعالى ونواهيه
37:12فهنا تتجلى السعادة في ظل شرع الله سبحانه وتعالى
37:17فتطبيق الإسلام ليس حالة فردية فقط
37:22وإنما تطبيق الإسلام هو يتجلى في الجوانب الفردية
37:28منها العبادات ومنها الأخلاق الأخرى
37:31وأيضا في العلاقات بين الناس التي يجب أن تسير بأوامر الله تعالى ونواهيه
37:36أي بشرع الله عز وجل
37:38فإذا ما وجد وكفل ذلك كله حين إذا وجدت سعادة الإنسان
37:44وظهر مظهرها جماعيا بين الناس
37:46وبالتالي حين تزول سيادة الشرع من عالم البشر
37:54فإن هذا من شأنها أن يؤدي إلى النكبات إلى الشقاء إلى الكوارث
38:04وبالتالي ينعكس شقاء بين الناس ينعكس أزمات عند الناس
38:08من هنا يختلف الأمر بين مجتمع وآخر
38:11ما بين مجتمع تنتشر فيها حالة الكآبة والشقاء ومجتمع آخر
38:17يكون أقل شقاء أو أكثر سعادة
38:20فالسعادة في الدنيا رغم أن مفهومها واحد
38:23إلا أن مقدار السعادة يتثاوت بين الناس
38:26فليس كل الناس سعداء إلى أقصى حد
38:29وليس كل الناس أشقياء إلى أقصى حد
38:31فالناس بين أقصى شقيين وأقصى سعيد يتثاوتون
38:36ولكن مفهوم السعادة واحد
38:38ولا يلجب بالسعادة إلا من عرف مفهومه
38:42ألا وهو أنه يكون برضوان الله سبحانه وتعالى
38:45من هنا كانت السعادة المطلقة ليست في الدنيا السعادة الكاملة
38:50وإنما هي في الآخرة
38:52لأنها في الدنيا بلاء وأزمات ومصائب
38:58وهناك تكليف وإلى آخره
39:02أما في الآخرة فليس هناك شيء من ذلك
39:05هناك رضوان من الله سبحانه وتعالى
39:07التي تكفل أعلى حالة من حالات السعادة
39:12وتكتمل السعادة التي منحها الله سبحانه وتعالى
39:17لعباده في الجنة بنعيم مادي
39:20من الطعام والشراب واللباس
39:23ولقاء الذكران للإناث إلى آخره
39:28كل ذلك هو يمثل فعلا السعادة بأكمل معانيها
39:34وحتى أهل الآخرة حتى أهل الجنة
39:37كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى
39:39يتفاوتون في سعادتهم بين تقي نال أعلى المراتب
39:44وبين أقل منه تقوى وأقل وأقل
39:47فليس المؤمنون جميعا مرتبة واحدة
39:50فالأسعد هم الأتقى
39:53وبعد ذلك يعني يكون أهل الجنة كلهم من السعداء
40:00ولكن السعادة أيضا في الجنة تتفاوت بين إنسان وآخر
40:05وفق مراتب الجنة التي أخبر الله سبحانه وتعالى عنها
40:09من الأخ رفيق على الدرب
40:15بارك الله بك أخي الكريم أحمد القصص أكرمك الله أخي الكريم
40:19وسؤالي ما الرابط بين حل العقدة الكبرى حلا صحيحة وبين السعادة
40:25وما القدر الذي يحصله الإنسان من سعادة في الدنيا
40:28إن حل العقدة حلا صحيحة
40:31أجبت على الشطر الثاني من السؤال فيما مضى من أسئلة
40:36أما الشطر الأول ما الرابط بين حل العقدة الكبرى حلا صحيحة وبين السعادة
40:42حل العقدة الكبرى هو الأساس في السعادة
40:46ودون أن يحل الإنسان العقدة الكبرى فلن يعرف طريق السعادة
40:51العقدة الكبرى هي باختصار أن يعرف الإنسان
40:56يسأل الإنسان من أين أتيت ولماذا أنا هنا في الدنيا
41:01ولأين سأذهب ولماذا أتي بي
41:06من ما قبل الحياة الدنيا إلى هذه الحياة الدنيا
41:09وما ارتباط هذه الحياة الدنيا بما بعدها
41:12هذه الأسئلة هي العقدة الكبرى عند الإنسان
41:15إن لم تحل العقدة الكبرى عنده كيف له أن تطمئن نفسه
41:19وبالتالي كيف له أن يسعد
41:21هذا جانب وجانب آخر
41:24الحل الصحيح لهذه العقدة يعني أن يصل الإنسان إلى الإيمان الصحيح بالله تعالى
41:31وبالتالي إلى الإيمان بكتابه وبنبيه عليه الصلاة والسلام
41:36أي إلى الإيمان بالديانة التي منّ الله سبحانه وتعالى عليه بها
41:43آمن بدين الله عز وجل
41:45فلما آمن بدين الله عز وجل حصل على الإجابات على الأسئلة التي تشكل العقدة الكبرى
41:52وحصل على الهداية التي تعين له طريقة العيش
41:58وكيفية إقامة الصلة بالله سبحانه وتعالى
42:01وبالتالي يكون قد سلك طريقة نير رضوان الله عز وجل
42:06فيكون بذلك قد سلك طريقة نير السعادة
42:10نسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون من هؤلاء السعداء
42:14الأخ نظار ستيتة أو ستيت يقول
42:20هل يلجأ الغربيون إلى ما يسمى علماء النفس لحل مشكلاتهم الشخصية فقط
42:25أم للبحث عن مفهوم السعادة
42:28وهل يصلح أن ندعو المسلمين إلى تكرار هذه التجربة
42:32بمعنى هل من الممكن أن يحل علماء النفس مشاكل الإنسان
42:38أخي الكريم نظار علماء النفس أنفسهم
42:44هم يحتاجون إلى من يشيدهم إلى طريقة العيش الصحيحة وإلى السعادة
42:50هم بشر مثلهم مثل سائر البشر
42:54إن لم تأتيهم لداية من الله سبحانه وتعالى فليسوا بمهتدين
42:58فكيف لمن لا يهتدي إلا بأن يهديه الله أن يهدي الناس
43:04دون هداية الله عز وجل
43:07هؤلاء علماء النفس هؤلاء هم مجموعة من الناس مغرورون
43:13زعموا أنهم عرفوا حقيقة النفس البشرية
43:17وبالتالي عرفوا كيفية حل مشكلاتها وإشباع حاجاتها من أجل أن تصل إلى السعادة
43:24وفي الحقيقة هؤلاء الذين يسمون علماء النفس
43:29هؤلاء الذين يسمون علماء النفس هم أشخاص يحتاجون الهداية كما يحتاجها كل إنسان
43:38بدليل أنهم هم أنفسهم يبدرون نظرياتهم
43:44علم النفس منذ خمسين سنة أو ستين سنة
43:47هو غير علم النفس كليا الذي يدرسه اليوم علماء النفس في الجامعات
43:53منذ خمسين أو ستين أو سبعين سنة
43:55علماء النفس كانوا يقولون الإنسان يسير وفق قوانين ثابتة كما تسير المادة التي تخضع للاختبار في المختبر
44:04فيطبقون قواعد صارمة ثابتة على النفس البشرية كالقواعد التي تطبق في الكيمياء والفيزياء والبيولوجيا
44:12ثم هم أنفسهم بعد ذلك كذبوا أنفسهم وقالوا هذه نظرية فاشلة
44:18بل استهزأوا بها وراحوا يقولون وعلماء الناس مذهب وآراء
44:24هناك من درست فرويد وهناك من درست فلان وفلان إلى آخره وكل منهم يغني على ليلة
44:29وجعل هؤلاء الإنسان كالفأر في المختبر يجربون على الناس نظرياتهم
44:36هؤلاء لم يهتدوا إلى حل العقدة الكبرى وفصلوا الدين عن الحياة
44:42فكيف يكونون سعداء وبالتالي كيف يعلمون الناس السعادة
44:47نعم الناس في الغرب يذهبون إلى علماء النفس أو إلى الأطباء النفسيين
44:53مرات من أجل أن يتثبتوا ويتأكدوا كيف طريقي إلى السعادة
44:59ومرات من أجل أن يقولوا له سلكت طريقة السعادة ولم أصل لها
45:04ما الذي حصل من خطأ دلني إلى الأفعال التي تؤدي بي إلى السعادة
45:09هذا الإنسان الغربي تائهم ضائع ومن لم يجعل له له نورا فما له بالنور
45:17أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل مني ومنكم
45:21وأن يجعل علمنا وعمالنا خالص لوجهه الكريم
45:26وأصلي وأسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومولاه
45:31والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته