İslam Nizamı Kitabının (40.) Halakası || Doğru Kalkınma

  • last month
El-Vakiye Televizyonu

-İslam Nizamı Kitabının (40.) Halakası-

[Doğru Kalkınma]
Sunan: Üstad Ahmed El-Kasas
Hizb-ut Tahrir Üyesi / Lübnan Vilayeti

H. 26 Mübarek Ramazan 1439 El-Muvafık M. 11 Haziran 2018
Transcript
00:00والذي يدل على صحة المبدأ أو بطلانه هو عقيدة المبدأ من حيث كونها صحيحة أو باطلة
00:15لأن هذه العقيدة هي القاعدة الفكرية التي ينبني عليها كل فكر
00:22والتي تعين كل وجهة نظر
00:25والتي تنبثق عنها كل معالجة وكل طريقة
00:30فإذا كانت هذه القاعدة الفكرية صحيحة كان المبدأ صحيحا
00:37وإذا كانت باطلة كان المبدأ باطلا من أساسه
00:42والقاعدة الفكرية إذا اتفقت مع فطرة الإنسان
00:47وكانت مبنية على العقل فهي قاعدة صحيحة
00:52وإذا خالفت فطرة الإنسان أو لم تكن مبنية على العقل فهي قاعدة باطلة
01:01ومعنى اتفاق القاعدة الفكرية مع فطرة الإنسان
01:06كونها تقرر ما في فطرة الإنسان من عز واحتياج إلى الخالق المدبر
01:13وبعبارة أخرى توافق غريزة التدين
01:17السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
01:19أهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من برنامجكم حلقة على الهواء
01:28بداية اسمحوا لي أن أدعو الله سبحانه وتعالى لي ولكم
01:35بليلة مباركة ليلة السابع والعشرين من رمضان المبارك
01:41ليلة القيام ليلة الركوع والسجود والتهجد والذكر
01:46نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا فيها
01:51ما نقدمه لأنفسنا من طاعات وأن يجعلنا من عتقاء هذا الشهر المبارك
01:59إخوة الكرام في الحلقة السابقة كان الكلام على سر النهضة
02:09سر النهضة بعد أن أثبتنا بطلان فكرة القومية وفكرة الوطنية
02:16رابطة تنشئ مجتمعا راقيا
02:19وأثبتنا أن الرابطة التي تنشئ مجتمعا ناهضا هي الرابطة المبدئية
02:27رابطة المبدأ الذي يتكون من عقيدة ينبثق منها نظام
02:33ختمنا حلقتنا الأسبوع الماضي بالسؤال التالي
02:38هل كل مبدأ ككل مبدأ؟ وهل كل نهضة كأي نهضة أخرى؟
02:44أم ثم تنهضة صحيحة تؤدي بالإنسان إلى سعادته
02:50وأخرى خاطئة تؤدي بالإنسان إلى الشقاء
02:57على الرغم من مظاهر النهضة في المجتمع التي نراها
03:01في المجتمعة التي اعتنقت المبادئ الباطلة
03:05هذا هو موضوعنا اليوم النهضة الصحيحة المبنية على المبدأ الصحيح
03:12إخوتي إن الإنسان بطبعه وفطرته يبحث عن السعادة والرقي والرفاهة
03:21ويسعى إلى حياة كريمة يتجلى فيها ارتفاعه وعلوه فوق سائر المخلوقات
03:28ولقد بحث هذا الإنسان منذ القدم عن السبيل لتحقيق هذا الرقي وتلك الرفاهة من أجل الوصول إلى السعادة
03:38فشرع المفكرون والفلاسفة والمشرعون بوضع النظريات والعقائد والأيديولوجيات من أجل ذلك الهدف
03:49وسار الناس وراء هؤلاء على اختلاف اتجاهاتهم ونظرياتهم وفلسفاتهم
03:57ولكن هل حقق جميع هؤلاء غاياتهم أو غايتهم وأملهم المنشود؟
04:05الجواب بالطبع لا
04:08ذلك أن هؤلاء لم يدركوا الطريقة إلى النهضة الصحيحة وبالتالي إلى السعادة
04:16إذا أراد الإنسان أن يحصل على النهضة الصحيحة وبالتالي على السعادة
04:22عليه أن يحصل على السلوك البشري السوي
04:28فسلوك الإنسان هو السبب في أن يؤدي بصاحبه إما إلى النهضة وإما إلى الانحطاب
04:37فما السلوك؟ ماذا نعني بالسلوك؟
04:41إن السلوك هو مجموع ما يقوم به الإنسان من أعمال في حياته ومجتمعه
04:48هذه الأعمال مردها جميعها في حقيقة الأمر إلى تلك الطاقة الحيوية التي يتمتع بها الإنسان
04:59التي هي كامنة في نفس الإنسان
05:03نعني بالطاقة الحيوية في الإنسان تلك التي تدفعه إلى القيام بالأعمال التي نشاهده يقوم بها في كل يوم وفي كل حين
05:14هذه الطاقة الحيوية هي مجموع ما لدى الإنسان من حاجات عضوية وغرائز
05:22والتي يشعر الإنسان بالحاجة إلى إشباعها
05:26فهو يريد أن يأكل ويشرب ويريد أن يلبس وأن يتملك وأن يدافع عن نفسه ويريد أن يقدس ويبجّل
05:38وغير ذلك من الحاجات التي نراها نراه يسعى إلى إشباعها
05:43قال تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المنقنطرة من الذهب والفضة والخير المسومة والأنعام والحرث
05:57ذلك متاع الحياة الدنيا
06:01وقد وجد الإنسان أن وسائل إشباع هذه الحاجات والرغبات موجودة مبثوثة في الأشياء التي حوله والتي سخرت له
06:12فاندفع ليحصل منها على ما يحتاجه ويريده
06:17وهنا وجد نفسه أمام مشكلة
06:21ما طريقة الانتفاع بهذه الأشياء التي حوله؟
06:26أي ما طريقة إشباع حاجاته وغرائزه؟
06:31فالانتفاع بتلك الأشياء وإشباع الحاجات والغرائز لدى الإنسان ليس عملية آلية وتلقائية كما هو شأن البهيمة
06:42وإنما لدى الإنسان ذهن يضع أمامه الكثير من الخيارات والسبل للانتفاع والإشباع
06:53فإذا اختار الإنسان كيفية معينة للانتفاع بالأشياء وطريقة معينة لإشباع حاجاته وغرائزه
07:01فإنه يكون قد اختار سلوكا معينا
07:06فهذا هو السلوك
07:08إنه تلك الكيفية التي اعتمدها الإنسان في إشباع رغباته
07:15وتلك القواعد التي تتحكم بتصرفاته وأفعاله وردود الأفعال التي تصدر منه
07:24ومواقفه إزاء الأشياء والأحداث التي يعاينها وطريقة علاجه للمشكلات التي تعترضه في حياته
07:34والآن بعد أن عرفنا السلوك نأتي إلى البحث الجوهري
07:40ما السلوك السوي المؤدي إلى النهضة الصحيحة وبالتالي إلى السعادة
07:48والإجابة تبدأ بما يليه
07:51إذا أردنا العثور على السلوك السوي فلابد لنا من الحصول على الفكر الصحيح
07:59ذلك أن سلوك الإنسان مرتبط بمفاهيمه
08:03وهو يكيف سلوكه في الحياة بحسب مفاهيمه عن الأشياء
08:10فسلوك الإنسان كما قررنا هو مجموع علاقاته مع الأشياء والناس من حوله
08:18ومفهوم الإنسان عن تلك الأشياء هو الذي يعين له موقفه منها
08:25فمفهوم الإنسان عن شخص يحبه تكيف سلوكه نحوه أو يكيف سلوكه نحوه
08:32على النقيض من سلوكه مع شخص يبغضه وعنده مفاهيم الكراهية عنه
08:40وأيضا على خلاف سلوكه مع شخص لا يعرفه ولا يوجد لديه أي مفهوم عنه
08:48لذلك إذا أردنا أن نرتقي بسلوك الإنسان فلابد من أن نوجد له المفاهيم الصحيحة أولا
08:57إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغير ما بأنفسهم
09:05إلا أنه لا يتأتى وجود هذه المفاهيم عن الأشياء
09:09إلا إذا كانت مستندة إلى الفكر عن الحياة الدنيا
09:15أي إذا كانت نابعة من وجهة نظر عن الحياة الدنيا
09:21توضح للإنسان معنى وجوده في هذه الحياة والغاية منها
09:27فإنه أحدد لنفسه الغرض من وجوده في هذه الدنيا
09:32وما المهمة التي تفرضها عليه تلك الغاية
09:36استطاع أن ينظر من خلالها نظرة ثابتة إلى الأشياء
09:41فيكيف سلوكه تجاهها على نحو يجعله منسجما مع نفسه
09:49والفكر عن الحياة الدنيا أيضا
09:52لا يتركز تركزا منتجا إلا بعد أن يوجد الفكر عن الكون والإنسان والحياة
10:01وعن ما قبل الحياة الدنيا وعن ما بعدها
10:05وعن علاقتها بما قبلها وعلاقتها بما بعدها
10:09وذلك بإعطاء الفكرة الكلية عما وراء هذا الكون والإنسان والحياة
10:16لأنها القاعدة الفكرية التي تبنى عليها جميع الأفكار عن الحياة
10:22ذلك أن الإنسان يشعر ويدرك أن الحياة هي حلقة ضمن سلسلة متصلة الحلقات
10:31وبالتالي فهي جزء من كل
10:33لذا كان إعطاء الفكرة الكلية عن هذه الأشياء هو حل العقدة الكبرى عند الإنسان
10:42والتي ما زالت تلح عليه منذ أن وجد على وجه الأرض
10:47وما زالت تقليقه ما لم يحلها
10:51ومتى حلت هذه العقدة الكبرى؟ حلت باقي العقد
10:55لأنها جزئية بالنسبة لها وليس لها حل
11:00فإذا ما حصل الإنسان على هذا الحل
11:03فإنه يكون قد حصل على العقيدة
11:06وعلى القاعدة الفكرية التي يبنى عليها كل فكر فرعي عن السلوك في الحياة وعن أنظمة الحياة
11:15وبتعبير آخر يكون قد حصل على المبدأ
11:21فالمبدأ هو أن يكون قد حصل على العقيدة
11:25أو قد حصل على المبدأ
11:29فالمبدأ في اصطلاح الناس جميعاً هو الفكر الأساسي الذي تبنى عليه أفكار
11:37ولا يصح أن يسمى الفكر مبدأاً إلا إذا كان فكراً أساسياً تنبثق منه كل الأفكار عن الحياة
11:46والفكر الأساسي هو الذي لا يوجد قبله فكر مطلقاً
11:51وهذا الفكر الأساسي محصور في الفكرة الكلية عن الكون والإنسان والحياة
11:59ولا يوجد غيرها فكر أساسي
12:03لأن هذا الفكر هو الأساس في الحياة
12:06وهو طريق الإنسان الحصري للوصول إلى النهضة التي ينشدها
12:13وإذا كان معظم المفكرين والمؤرخين والفلاسفة الغربيين يقفون عند حد البحث عن النهضة
12:23وأسبابها وتفسيرها فمن الخطأ أن نتابعهم على ذلك
12:29فهو التاريخ قد أعطانا نماذج عدة من النهضات
12:35وكذا التاريخ المعاصر
12:37تاريخ المعاصر
12:39ولم تكن كل نهضة كالأخرى
12:42وإنما تمت اختلاف جوهري عميق
12:46بل وأساسي بين نهضة وأخرى
12:50فليس من الصواب أن يكتفي الإنسان بالبحث عن مطلق نهضة
12:55بل عليه أن يبحث عن تلك النهضة التي تؤدي إلى هناء الإنسان
13:01أي إلى طمأنينته الدائمة
13:06أي إلى سعادته
13:08وبعبارة أخرى
13:10مدام تمت نهضة صحيحة وأخرى فاسدة
13:15فهذا يعني أن على الإنسان أن يتحرى تلك الصحيحة
13:20إذا كان الإنسان قد حصل قد بحث وأدرك أن المبدأ هو سر النهضة
13:32فهذا يعني أن نهضة الصحيحة منبعها المبدأ الصحيح
13:38والمبدأ الصحيح هو ذلك الذي يقوم على العقيدة الصحيحة
13:43التي تقنع العقل وتوافق الفطرة الإنسانية
13:47فتملأ القلب طمأنينة
13:50وهذه العقيدة من شأنها أن تعطي الإجابة الصادقة
13:56والفكرة الصائبة عن الكون والإنسان والحياة
14:01وهذا المبدأ هو القابل للتطبيق في أي زمان وأي مكان
14:07وهو الكفيل للإنسان بالنهضة الصحيحة
14:12أما المبدأ الذي يقوم على عقيدة خاطئة
14:16فإنه لا يكون قابلا للتطبيق
14:19إلا بقدر ما يجد في المجتمع
14:22من ظروف وأوضاع مواتية ومتنغمة ومتناغمة مع طرحه وتوجهه
14:30وغالبا ما تكون قابليته للتطبيق
14:33آتية من كونه هو بحد ذاته
14:36رد فعل على أوضاع أو أزمات تفاقمت في مجتمع ما
14:40كما هو شأن المبدأ الليبرالي الرأسمالي
14:45ثم سرعان ما يكتشف القائمون عليه عدم قابليته للاستمرار
14:51مطبقا بعد أن يكتشف المجتمع مخالفته لعقولهم وتنافره مع فطرتهم
14:59وسرعان ما يرتكس ذلك المجتمع من جديد
15:03في ظل نظام كان هو نفسه السبب في نهضته فيما مضى من الزمان
15:08وأقرب مثال إلينا المبدأ الشيوعي
15:13فقد أحدث ذلك المبدأ نهضة لم تستطيع الاستمرار أكثر من عدة عقود
15:19سبعين سنة لشدة ما بلغ من الفساد
15:23ذلك أن عقيدته صادمت فطرة الإنسان وعقله حين نفت وجود الخالق سبحانه
15:31فقالت لا إله والحياة مادة
15:34فالفطرة الإنسانية تنزع بطبيعتها إلى عبادة الخالق المدبر
15:40والعقل يقطع ويجزم بأن الكون والإنسان والحياة كلها مخلوقة لخالق
15:48وذلك لما يظهر فيها من محدودية وعجز
15:53ولما يتجلى فيها من آثار الإبداع والإتقان
15:57التي تدل على مبدع حكيم أحسن خلقها
16:01وبالتالي إن بثق من هذه العقيدة
16:05العقيدة الشيوعية
16:07نظام فاسد هو النظام الاشتراكي
16:11رفع الإنسان لحظة من عمر التاريخ ليودي به إلى الهاوية
16:16ولم يتزحزح عن صدره إلا وقد أرداه صريعا خائر القوى لا يقدر على شيء
16:25أما المبدأ الليبرالي الرأسمالي
16:27الذي ظهر انسلاخا عن أوضاع العصور الوسطى في أوروبا
16:32فهو أيضا مبدأ خاطئ
16:35ذلك أن عقيدته عقيدة فصل الدين عن الحياة
16:40ليست عقيدة روحية
16:43فهي بعد أن اعترفت بأن الإنسان مخلوق لخالق
16:47علما بأنها لا تجزم بذلك
16:50فصلت ذلك الإنسان عن خالقه وقالت
16:54فخالفت بذلك فطرة الإنسان
16:57الذي يرى نفسه عاجزا، قاصرا، محدودا
17:01ويرى خالقه مدبر أمره وحياته كلها
17:08وإذا كانت تلك العقيدة الليبرالي الرأسمالي
17:12تجزم بذلك
17:14فصلت ذلك الإنسان عن خالقه وقالت له
17:17إن الخالق خلقك على هذه الأرض
17:21وإذا كانت تلك العقيدة التي هي أصل المبدأ
17:25فاسدة خاطئة
17:27فمن الطبيعي أن تكون الأنظمة التي انبثقت منها
17:31باطلة، فاشلة
17:34وأن تكون الحضارة التي قامت عليها منحريفة بالإنسان
17:39أما الإسلام
17:41فهو مبدأ مقنع للعقل
17:44موافق للفطرة
17:46ذلك أن عقيدته التي أوحاه الله تعالى
17:50ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم
17:54أعطت الفكرة الكلية الصحيحة
17:57عن الكون والإنسان والحياة
18:00حين قررت أنها جميعها مخلوقة لخالق
18:04وعما قبل الحياة الدنيا
18:07وهو الخالق الله سبحانه وتعالى
18:10وعما بعدها وهو يوم القيامة
18:13وحددت علاقة الإنسان بخالقه
18:16وهي وجوب الانقياد لأوامره ونواهيه
18:20والتغيير الحياة بالنظام
18:23الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم
18:27وربطت الإنسان وهو يعيش على هذه الأرض
18:31بيوم القيامة وما بعده
18:34وذلك بأن وعدته بالجنة
18:37إن هو فوض أمره لخالقه سبحانه
18:40وانقاذ لأوامره ونواهيه
18:43وتوعدته بالنار إن هو خالف وتمرد وعصى
18:47يصف الله تعالى لنا رحلة الإنسان منذ نزوله إلى الأرض
18:52وحتى خروجه منها يوم الحساب قائلا
18:56قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى
19:02فمن تبع هدايا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون
19:06والذين كفروا وكذبوا بآياتنا
19:09أولئك أصحاب النار هم فيها قالدون
19:14وبذلك كانت هذه العقيدة مقنعة لعقل الإنسان
19:20الذي يخاطبه القرآن الكريم قائلا
19:23أفي الله شك فاطر السماوات والأرض
19:27وكذلك كانت هذه العقيدة موافقة لفطرة الإنسان
19:33التي تنزع إلى عبادة الخالق المدبر
19:36والتي تكلم عليها القرآن الكريم قائلا
19:40فأقم وجهك للدين حنيفة
19:43والله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله
19:48ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون
19:54وهكذا كانت هذه العقيدة العقيدة الإسلامية عقيدة روحية
20:01فلا تعارض في الإسلام بين المادة والروح أو الناحية الروحية
20:06فإذا كانت الروح هي إدراك الصلة بالله تعالى
20:10فإن الإسلام يكون قد ربط بين المادة والروح
20:14حين أمر الإنسان بأن يسير أعماله المادية بأوامر الله ونواهيه
20:20فيدرك صلته بالله تعالى حين القيام بالأعمال
20:25فيجمع بين عمارة الدنيا وارضوان الله تعالى
20:29وفي الوقت نفسه كانت هذه العقيدة عقيدة سياسية
20:35بمن بثق منها من نظام للإنسان في حياته ومجتمعه ودولته
20:43هكذا ندرك الفرق بين الظواهر النهضوية في التاريخ
20:49وهذا ما يجعلنا نقف عند التفسير الحقيقي لتميز النهضة الإسلامية
20:56عن كل ما سواها من النهضات تميزاً كلياً
21:01هذا موضوعنا ما أتممناه منه حتى اليوم
21:06أترككم مع فاصل قصير لأعود بعدها وإياكم
21:11للإجابة على ما يمكن أن يكون قد ورد من أسئلة خلال هذه الحلقة
21:17السلام عليكم ورحمة الله
21:20السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
21:23أهلاً وسهلاً بكم مجدداً في فقرة الإجابة على أسئلتكم الكريمة
21:28أبدأ بالسؤال الأول الذي أرسله الأخ أبو الراشد
21:34يقول من المعروف أن الإنسان مكون من مادة وروح
21:40فإذا غلبت المادة على الروح مال الإنسان إلى الشر
21:45وإذا غلبت الروح على المادة صار الإنسان أقرب إلى الخير
21:50فأين فلسفة السلوك التي تتحدثون عنها من هذا الفلسفة
21:55فأين فلسفة السلوك التي تتحدثون عنها من هذا الفهم
22:00الحقيقة هذه الفلسفة ليست هي فلسفة الإسلام
22:05هذه فلسفة عقيدة الغنوص
22:08أو بتعبير آخر هي عقيدة فلسفة وحدة الوجود
22:13التي في الغالب أتت من شرق العالم من بلاد الهند والصين
22:19واخترقت البلاد الإسلامية واختلطت عند كثير من المسلمين
22:23عقيدة الإسلام وعقيدته وشعائره
22:27ليس هناك في الإسلام فكرة أن الكون والإنسان والحياة
22:34أشياء مكونة من كونين اثنين هما المادة والروح
22:40ففكرة الروح حين يتدولها الناس
22:47يراد بها شعور الإنسان صلته بالله سبحانه وتعالى
22:53والناحية الروحية في الأشياء ليست شيئا من مكوناتها
22:58ليست جزءا من تكوينها
23:00الناحية الروحية في الأشياء هي أيضا صلتها بالله الخالق
23:04من حيث هي مخلوقة لخالق
23:07فالناحية الروحية في الكون ليست جزءا من تكوينه
23:12وإنما هي كونها مخلوقة لخالق
23:15كون الكون مخلوقا لخالق هذه هي الناحية الروحية واعتبار
23:21كون الإنسان مخلوقا لخالق هذه الناحية الروحية في الإنسان
23:26كون الحياة مخلوقة لخالق هذه الناحية الروحية في الحياة
23:32فليس هناك شيء اسمه أن الكون مكون من مادة وروح
23:37وأن الإنسان بهذا المعنى مكون من مادة وروح
23:41نعم، الإنسان فيه الروح التي هي سر الحياة
23:46والتي قال الله سبحانه وتعالى فيها ويسألونك عن الروح
23:51قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا
23:58هذه الروح التي هي سر الحياة والتي موجودة في الإنسان
24:05المؤمن والملحد وموجودة أيضا في الحيوان
24:10والتي إن ذهبت مضت حياة الإنسان
24:16فهذا موضوع لا علاقة له بموضوع الصراع بين الروح والمادة
24:21ولا يوجد في الإسلام فلسفة الصراع بين الروح والمادة
24:26بل إذا اعتبرنا وقررنا أن الروح هي شعور الإنسان بصلته بالله سبحانه وتعالى
24:37فإن فلسفة الإسلام تكون أن يمزج المسلم المادة بالروح
24:42وهذا ما أسلفته وأوردته مختصرا في هذه الحلقة
24:46وسبق وأن خصصنا حلقة لهذا الموضوع فيما مضى من الحلقات
24:53الإسلام حين أمر المؤمن بأن يسير أعماله بأموام الله ونواهيه
25:00إدراكا لصلته بالله سبحانه وتعالى
25:03يكون بذلك قد مزج المادة بالروح
25:07فالمسلم حين يأكل ويشرب
25:11وهذا عمل مادي ويشبع حاجة مادية
25:15ولكنه لا يأكل ولا يشرب إلا ما أباح الله سبحانه وتعالى
25:19ما أحل الله عز وجل وبالطريقة التي شرعها الله سبحانه وتعالى
25:24ويحمد الله على ذلك
25:26فإنه بذلك يكون قد مزج المادة بالروح
25:29لأنه يشعر بالناحية الروحية
25:32يشعر بالروحانية وهو يأكل وهو يشبع
25:35وكذلك الرجل حين يمارس حياته الزوجية مع زوجته
25:41لذلك قال عليه الصلاة والسلام
25:43وفي بضع أحدكم صدق
25:46قالوا أيأتي أحدنا شهوته ويكون له بها أجر
25:50قال أرأيت إن وضعها في الحرام ألا يكون عليه وزر
25:55كذلك إن وضعها في الحلال فإنها تكون له أجر
26:00إذن فلسفة الصراع ما بين الروح والجسد
26:05وأنه إن تغلب الروح على الجسد ارتقى الإنسان
26:09وإن تغلب الجسد على الروح ارتكس الإنسان
26:12هذه لا وجود لها في الإسلام
26:14هذه فكرة فلسفة التصوف التي أتت من الأديان القديمة
26:20التي سبقت الإسلام واخترقت أذهان المسلمين وعقول المسلمين
26:24وظن المسلمون أنها من مفاهيم الإسلام
26:27وهي لا علاقة لها بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد
26:31فالإسلام لم يذم إشباع الحاجات والرغبات
26:36الحسية المادية الجسدية لم يذم إشباع الحاجات والغرائز
26:44بل أمر الإسلام بأن تشبع هذه الحاجات العضوية والغريزية
26:52أن تشبع وفق النظام الذي شرعه الله سبحانه وتعالى
26:57وفق أوامر الله ونواهيه
26:59فيكون بذلك يقوم بأعمال مادية تشبع حاجاته وغرائزه
27:04وفق أوامر الله ونواهيه
27:06فيكون بذلك مزج المادة بالروح
27:10وعليه فلا يوجد في الإسلام سؤال حول
27:13ما الذي نغلبه الروح أم المادة
27:16وأيضا لا يوجد كلام حول وجود التوازن بين المادة والروح
27:22وكأنهما شيئان مفصلان
27:24هناك ثمة ما يشبع الروح وثمة ما يشبع المادة
27:27بل يشبع كل حاجاته وغرائزه العضوية
27:32حاجاته العضوية غرائزه يشبع كل حاجاته العضوية وغرائزه
27:36يشبعها كلها وفق أوامر الله تعالى ونواهيه
27:40فيكون دائما مازجا المادة بالروح
27:44هذه فلسفة الإسلام لموضوع المادة والروح
27:48الأخ عبد الله يسأل
27:51هذه الليلة المباركة يتوافد المسلمون إلى المساجد
27:56ويكثرون من الطاعات والقربات والروحانيات
28:00ثم ينصرفون إلى حياتهم وأشغالهم
28:03فهل هذا تناقض في السلوك برأيك؟
28:08إن كان انصرافا إلى حياتهم وأشغالهم
28:11فهذا ليس تناقضا في السلوك
28:13فالطبيعي أن يكون ثمة وقت للعبادة والشعائر
28:18وثمة وقت آخر لقضاء الحاجات في الحياة
28:23ولتحصيل الرزق وقيام أعباء الحياة
28:26هذا طبيعي
28:28ولكن التناقض حين يخرج من قيام الليل
28:33ومن طاعات رمضان ومن العبادات والصلاوات والسجود والركوع والذكر
28:39إلى الحياة العامة ليمارس هذه الحياة
28:42لا وفق شرع الله سبحانه وتعالى
28:44وإنما وفق شرائع المشرعين وفق القوانين وفق الدساتير والقوانين
28:51التي تطبقها الأنظمة الطاغوطية في بلاد المسلمين
28:56هذا هو التناقض أن يفصل المسلم في حياته
29:00بين شعائر يقوم بها وفق أمر الله تعالى ونواهيه
29:04وبين علاقات في المجتمع ينظمها وفق أنظمة الوضاع المشرعين الوضعيين الطاغوط
29:14كما ورد في كتاب الله سبحانه وتعالى
29:17طبعاً أمتنا ابتليت في هذا الزمن وفي القرن الأخير بهذه الآفة
29:23بل بهذا البلاء العظيم
29:26أن مارس الناس فعلياً فكرة فصل الدين عن الحياة والسياسة والدولة والتشريع
29:37وظن كثير من الناس أن ما يقوله الدين هو محصور في جانب العبادات
29:44والأخلاق والشعائر والعلاقات العائلية
29:47وأن ما يقوم به الناس من علاقات في المجتمع
29:51إنما هو وظيفة القانون الوضعي والمشرعين والدستير
29:56نعوذ بالله تعالى من أن نكون من أتباع الطاغوط
30:00الأخ الكريم العابد من بيت المقدس
30:04يسأل السلوك تتحكم به مفاهيم الإنسان
30:09هذا ما فهمته من كلامك وتفريعاً على كلامك هذا
30:14فإننا إذا أردنا التغيير فإنه يجب تغير سلوك الأفراد بتغيير مفاهيمهم
30:20أي إننا يجب أن نصلح الأفراد ليصلح المجتمع
30:24فهل هذا ما تقصده؟ لا بالطبع ليس هذا ما أقصده
30:29فالمفاهيم التي نتكلم عليها هي مفاهيم للإنسان
30:34ليس بوصفه فرداً فقط وإنما للإنسان
30:39والإنسان لديه مفاهيم فردية تتعلق بالجانب الفردي من حياته
30:46وعنده مفاهيم وللمجتمع مفاهيمه
30:50مفاهيم تتعلق بالسلوك الذي يكون علاقات بين الناس في المجتمع
30:59فالمفاهيم التي تتحكم بسلوك الإنسان
31:04إن كانت مفاهيم شاملة لكل الأشياء لكل الحياة
31:09فإنها تتحكم بسلوكه أو بسلوكياته الفردية
31:15وأيضاً تتحكم بعلاقاته في المجتمع
31:19فالمفاهيم هذه المفاهيم تطال الجانب الفردي في حياة الإنسان
31:25وتطال أيضاً العلاقات في حياة الإنسان
31:28فالإنسان هو فيه جانب فردي فيه وصف فردي من جهة
31:36وفيه أيضاً هو نفسه جانب آخر يتعلق بحياته في المجتمع
31:43فلا يملك الإنسان بالعموم بالعادة بحالة الطبيعة
31:48أن ينفصل عن المجتمع الذي يعيش فيه
31:51ولا أن يستغني عن العلاقات مع الناس
31:54ففي علاقات هذه مع الناس تتحكم به مفاهيمه
31:58فمفاهيم الإسلام أتت لتنظم حياة الإنسان عموماً
32:02فأتت لتنظم العلاقات في المجتمع
32:05أتت لتنظم علاقة الإنسان بخالقه
32:08وأتت لتنظم علاقة الإنسان بنفسه
32:11فتغيير المفاهيم ينعكس على الجانب الفردي في حياة الإنسان
32:16وأيضاً ينعكس على جانب العلاقات في المجتمع
32:21فالمجتمع هو مجموعة من الناس
32:28ربطت بينهم أفكار ومشاعر
32:34والأفكار تنتج مشاعر من جنسها
32:37تنظمة يفترض أنها تنسجم مع المفاهيم
32:43بل تعبر عنها وتنظم علاقات الناس في المجتمع
32:50وفق الثقافة التي يحملها المجتمع
32:54فالتغيير للمفاهيم هو تغيير شامل
32:57ومن طبيعة المبدأ
32:59وحلقتنا كانت عن المبدأ والمبدأ الصحيح
33:02طبيعة المبدأ أنه يعطي فكرة كلية عن الكون والإنسان والحياة
33:08وجزء من هذه الفكرة الكلية ومما يمثق من العقيدة التي يقوم عليها المبدأ
33:15نظام الحياة
33:17فالمبدأ كما سنفصل أيضاً في الحلقة القادمة
33:20هو عقيدة ونظام
33:22وهو أيضاً كما سنفصل فكرة وطريقة
33:27فلذلك لا يستنتج من الكلام الذي أسلفناه في هذه الحلقة
33:32أن الموضوع هو تغيير أفراد
33:34فإن تغير الأفراد تغير المجتمع
33:36وقد تكلمنا في ممضى في موضوع حمل الدعوة
33:40أن تغيير الأفراد لا يؤدي إلى تغيير المجتمع
33:44بل العكس هو الصحيح
33:46أن تغيير المجتمع هو الذي يؤدي إلى تغيير الأفراد عموماً
33:50وإن كانت تغيير المجتمع يبدأ بتغيير عدد من الأفراد
33:54ليشكل كتلة تعمل على تغيير هذا المجتمع
33:58إخوتي الكرام نكتفي بهذا القدر في ليلتنا هذه
34:02ونسأل الله سبحانه وتعالى من جديد
34:05أن يتقبل منا ومنكم في هذه الليلة المباركة
34:08صلواتنا وتلاواتنا وسجودنا وركوعنا
34:13وتلاوتنا لآي الذكر الحكيم
34:16وأن يجعلنا من عتقاء هذا الشهر المبارك
34:19وأصلي وأسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومولاه
34:24والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Recommended