مقدمة النشرة المسائية 29-12-2019

  • 3 years ago
يكادُ المتظاهرون أمامَ دارةِ الرئيسِ المكلف حسان دياب يكونونَ أقلَ ضجيجاً من المتظاهرين السياسيين الذين "ما تابوا" ولم يتعلّموا دروسَ الشارع وبعضُهم أقامَ حارساً على التأليف إرفعوا أيديَكم وهواتفَكم عن حسان دياب وحاسبوه في الشارع وفي جلسةِ الثقة إذا لم يَفِ بوعودٍ قَطَعها فمنذ كُلِف التأليف، والطَلْقُ السياسي يَمنعُ ولادةَ الحكومة وعلى عددِ الأيامِ العَشَرة الأوائل كانتِ الشروط تُطوِّقُ الرجلَ من فوقِ الطاولة وتحتِها وبما سُجِّلَ من آراءٍ لشكلِ الحكومةِ المقبلة، فإنّ رئيسَ مجلس النواب نبيه بري يُريدُها للَمِّ الشَمل وبثنائيةٍ شيعية فإنّ الدفعَ كان باتجاهِ حكومةِ اختصاص بربطةِ عُنُقٍ سياسية الوزير جبران باسيل خارجَ التركيبة، لكنّه ضَنينٌ على حِصّةِ نسبيةِ المقاعد الثمانيةَ عَشَر القوات تَضعُ محاذيرَها بمعدلِ تصريحين إلى ثلاثة يومياً المردة اشتَرطتِ الكلامَ معَها وإلاّ فلن تكونَ هناك ثقة وثَمّةَ مَن يَقترحُ حِصّةً للمير طلال أرسلان تُعوِّضُ فراغ "أبو تيمور" واستثمارَ اللقاء التشاوري تعويضاً عن سُنّة المستقبل هذا عدا عن الحروبِ المَسنونة على جبهةِ الرئيس سعد الحريري والذي غادرَ إلى فرنسا اليوم في إجازةٍ عائلية تاركاً ودائعَه في بيروت يوزِّعُها بين باصاتٍ قادمة من الشَمال إلى تلة الخياط والتحضيرات لشارعِ بعد الأعياد يتبرأُ منه في أيِ لحظة. وبكشفِ الحسابِ السياسي هذا، يتبيّنُ أنّ حسان دياب محاصَر، وأنّ مَن "يداومون" في تلة الخياط من المتظاهرين ويَعكِسون أشعةَ اللايزر هم أقلُ ضغطاً منَ الأشعة السياسية ما فوقَ الحكومية، ولهم تأثيرٌ يُعمي الأبصارَ في التأليف فارْحموا عزيزَ بلادٍ أُذِلت واشعُروا معَ الناس, معَ شوارعَ صارت في الشوارع معَ شعبٍ يَفقِدُ بلداً وبإطلالةِ عامِ ألفين وعشرين، فإنّ لبنان يَحتفي بقدومِ عامِ ألفٍ وتسعِمئة وخمسةٍ وسبعين وميليشاتُ المرحلة هذه المرة هُم سياسيونَ يتفرّغونَ لحربٍ يحتلّونَ بها ثمانيةَ عَشَرَ مَقعداً في الحكومة الجديدة وهم أيضاً لا يَشعُرون بأنّ الوقتَ يَنفَد لاأهم فَقدوا حاسّةَ الشعور. الزمنُ وراءَنا تخطّيناهُ بزمن دولُ العالم تخلّت عنّا وعنهم وما زالتِ السلطة تَعتقد أنّ بإمكانِها المراوغة على كسْبِ مَقعدٍ بالزائد وتَرفُضُ الناقص. أَعطُوا حسان دياب الفرصة لإصدارِ الطَبعة الاختصاصية من فئةِ الوزراءِ المستقلين ومتى أَخفقَ إسحبوه معَ حكومته من تلة الخياط إلى أقربِ شارع واسحَبوا عنه ثقةً ما زِلتم تَمتلِكُونها وتُهدِّدون برفعِها أما المقايضة على الوِزارة على طريقةِ المناقصات والمزايدات والتراضي، فسوف تَسُدُّ أبوابَ الأمل بحكومةِ العشرين عشرين ونتائجُ امتحانِ حكومة دياب ممكنٌ استطلاعُها غداً من بابِ وِزارة التربية نفسِها وبعد التأليف يُمتحَنُ وزيرُ التربية الأسبق بمديرِه العام أحمد الجمّال, فإذا أَبقاهُ في تصرّفِ رئيسِ الحكومة سيكونُ عندَها قد قَرّرَ إبقاءَ الفساد في موقِعه وبالتصرُّف.

Recommended