دعارة بشرية ودعارة سياسية والاسلوب واحد - مقدمة النشرة المسائية 29-08-2018

  • 3 years ago
مقدمة النشرة المسائية ليوم الأربعاء 29-08-2018 مع جورج صليبي من قناة الجديد

لا كان التأليفُ ولا أصحابُه متى أصبحت بيروتُ مَحرقةً وشوارعُها مخنوقة.. مجلسُ بلديتِها الأغنى بينَ البلديات يَصرِفُ مِليونَي دولارٍ لزينةِ طرُقاتٍ تغزوها النُفايات.. وتهب سيدةً صديقة تلزيماً لزوم ما لا يلزم بتنا نحيا على خطوطِ فسادٍ تخطّى حدودَه.. اللَيطاني يفوحُ بالهدر من المصبِّ الى النهر.. مشاريعُ المدنِ تذهبُ الى متعهّدين دائمين.. المطارُ يصرخُ ذَهابًا اِيابًا.. ومناقصاتُه لا ترسو الا على شرِكةٍ واحدة فمن شركة الحمرا حصريا الى عميد المتعهدين الذي يدوم ويدوم.. جهاد العرب مؤسس نظرية "تغذية كل العهود" وصولاً اليومِ الى مجلسِ بلديةِ المدينةِ التي تمنحُ أموالَ أهلِ بيروت لغيرِ مستحقيها "ويُصرفُ لهم" بحسَبِ صِلةِ الصداقةِ على الرَّغمِ مِن اعتراضِ نِصفِ الاعضاء كلُّ ذلك ونبحثُ في أزْمةِ التأليف.. حيثُ تُصبحُ العُقدُ الحكوميةُ هزيلةً أمام بلدٍ يتدبرُ أمرَه أولاد.. متناكفون متخاصمون متقاسمون.. يديرون الوطنَ على الطريقةِ التي أدار بها رئيسُ مَكتبِ حمايةِ الآدابِ جِهازَه الامني دعارةٌ بشريةٌ بدعارةٍ سياسية والأسلوبُ واحد فرئيسُ مكتبِ حمايةِ الآداب بريءٌ مِن ادارةِ الشبكاتِ مباشرة.. لكنه متورطٌ في الابتزازِ وقَبولِ الرُّشى من صاحبِ فنادقَ تَمتهِنُ الدَّعارة والدولةُ على صورةِ ابنِ الدولة.. ومَن شابَه أباهُ فما ظَلَمْ أما آخرُ بِدعِ الحلولِ التي يرادُ إقرارُها على طريقةِ التنفيعِ فهي محرقةُ النُفاياتِ في المدينة وللمرةِ الأولى يستقطبُ رفضُ المَحرقةِ جموعًا معترضة تذكرُ بحَراكٍ مدنيّ اطفأته السلطةُ قبلَ ثلاثِ سنوات هدفُ التظاهرة ِالتي تتصدّرُها زعيمةُ العِصابةِ النظيفة بولا يعقوبيان هو القولُ لا لمطامرَ ومحارق حتى ولو اعتمدتها دولٌ كبيرة وقد تمكّنت التظاهرةُ أمامَ مجلسِ بلدية بيروت من توجيهِ الرسالةِ الى من لا يعنيهم امرُ بيروت والتأكيد على انّهم "حرقوا نفسنا" وفي سياسةِ حرقِ الانفاس الحكوميةِ تصاعد دُخانٌ ابيضُ مِن محرقةِ التأليف مع بروزِ معلومات ٍعن لقاءاتٍ مُهمةٍ سوف يَعقِدُها الرئيسُ المكلف سعد الحريري في الساعاتِ المقبلة ويبدأُها الليلةَ في بيت ِالوسط ومن شأنِ هذه اللقاءاتِ أن تساهمَ في التأثيرِ في "الفرزِ مِن المصدر" الحكومي وفي معلوماتِ الجديد أنّ القواتِ ستوافقُ على أربعةِ مقاعدَ معَ سيادية أما من دونِ سيادية فهم يتمسكونَ بالخمسةِ في وقت يرفضُ التيار ُمن اعلى الهرم منحَ القواتِ وزارةً سيادية ويطرحُ في المقابل خفضَ الحصةِ البرتقالية الى عشَرةِ وزراء وبذلك فإنّ القواتِ اليومَ ترى أنّ حلّ عقدتهِا بات لدى التيار وخرج من يديها وأنّ المتبقيَ هو جوابٌ من الوزير جبران باسيل على صيغةٍ سوف يطرحُها الرئيسُ الحريري عليه.. فإذا كان الردُّ ايجابيًا ستفتحُ أبوابُ أيلول على الحلول لكنّ كلَّ هذا التفاؤلِ الذي لاقى رعايةً كنسيةً معَ زيارةِ البطريرك الراعي لرئيسِ الجُمهوريةِ اليوم، يظلُّ في إطارِ ضربِ الرمالِ والتنجميم والتوقعات التي قد ترتطمُ بالطمع السياسيّ وتجميع ِالمقاعد فمبادئُ شرطةِ الاداب تنطبق على قلةِ الادب السياسي وعدمِ شعور المسؤولين بأنّ سفينتَهم تغرق، وأنّ الوضعَ الاقتصادي لم يعد يحتملُ مزيداً من الدلالِ والترَف والشرو?

Recommended