تبدأ الحلقة الختامية بقصة صعود نجم أسبانيا وهيمنتها على العالم الجديد وأجزاء من أوروبا وجنوب شرق آسيا الأقصى بفعل الاكتشافات الجديدة وتأثير التوارث من إباطرة الإمبراطورية الرومانية المقدسة (التي أطلق عليها النازيون مسمى “الرايخ الأول”) وذلك بدءا من القرن السادس عشر ميلادي وإثر تولي الملك فيليب الثاني عرش أسبانيا. ويبدو أن المصطلح التاريخي الشائع “الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس” ينسب أصلا للإمبراطورية الأسبانية، قبل البريطانية، إذ تمددت الأولى تمددًا تعذرت السيطرة عليه، مما أدخلها في حروب وصراعات وثورات أحده الصراع الطويل مع إنجلترا البروتستانتية وانتهى بانتصار ملكة إنجلترا إليزابيث الأولى في معركة الأرمادا سنة 1588 وسقوط فيليب مريضًا ووفاته بعد ذلك وبدء انحدار أسبانيا من مركزها كقوة عظمى عالمية مع تضعضع فرع عائلة هابسبيرغ الذي يحكم البلاد بسبب الأمراض الوراثية والصراع على السلطة. ليصل الحكم بعدها إلى عائلة بوربون الفرنسية مع تولي فيليب الخامس أواخر سنة 1700. ثم ما لبثت أسبانيا أن واجهت تداعيات الثورة الفرنسية سنة 1789 واعتلاء نابليون بونابرت عرشًا إمبراطوريًا غيّر به أحكام اللعبة في أوروبا بأسرها، فوقعت أسبانيا تحت الاحتلال الفرنسي المباشر حيث نصّب نابليون أخاه جوزيف ملكًا على أسبانيا رغم أنوف الأسبان. فاندلعت الانتفاضة الأسبانية وساعدهم الإنجليز على تمردهم ضد الحكم النابليوني (وهم الذين كانوا أعداء الأمس). غير أن الأفكار والمبادئ التي أحدثتها الثورة الفرنسية ونابليون تركت أثارًا عميقةً في أوساط المجتمع الأسباني كما تسبب شيوع المعتقدات الاشتراكية والشيوعية والليبرالية في أوساط الطبقات العمالية في نهاية القرن التاسع عشر بالرغبة من الخلاص من تحالف الطبقة الرأسمالية الزراعية والعقارية مع المؤسسة الدينية الكاثوليكية وكذلك القوى العسكرية ذات الأصول الأرستقراطية. ومع أن أسبانيا تجنبت الوقوع في الحرب العالمية الأولى (1914-18)، إلا أن مخاضات الصراع الاجتماعي والطبقي أدى إلى إلغاء الملكية سنة 1931 ونشوء الجمهورية التي عملت على إجراء تغييرات ثورية آنذاك لم تتقبلها القوى الرجعية والوطنية وتحالفاتها وهو ما أدى إلى ارتقاء الجنرال فرانكو واندلاع الحرب الأهلية الأسبانية سنة 1936 (سنفرد لها موضوعا وثائقيا خاصا في هذه المدونة) واستمرت 3 سنين عجاف أكلت الأخضر واليابس. ثم تنتهي هذه الحلقة بتسليم فرانكو الحكم إلى الأمير البوربوني الشاب خوان كارلوس سنة 1975 الذي حول مسار البلاد نحو الديمقراطية والنظام البرلماني المنتخب، وانتهاءً باعتزاله العرش سنة 2014 وتسليمه الحكم إلى إبنه فيليب السادس الذي يواجه الآن ظهور نزعات إنفصالية متجددة، بدءًا من قيام إقليم قطالونيا باستفتاء شعبي للمطالبة بالاستقلال، وهو ما تكهّن به البرنامج في آخر الحلقة.
لمزيد من النقاش
https://faisalkareem.com/2017/10/18/bloodgold/
لمزيد من النقاش
https://faisalkareem.com/2017/10/18/bloodgold/
Category
📚
Learning