• 4 months ago
تفسير سورة يونس
قوله تعالي
{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [يونس : 104]
من أية 104 إلي أية 109 نهاية السورة

Category

📚
Learning
Transcript
00:00الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الأمين
00:09وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته واتدى بهديه واتسنى بسنته إلى يوم الدنيا بعد
00:19فنعى تفسير بعض الأيات من سورة يونس عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام
00:26مطلع الأيات قول الله تعالى قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني
00:33فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي توفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنين
00:44قوله تعالى يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله
00:54ما وجهه ما وجه الراغط بين قوله إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله
01:06قال بعض أهل العلم المعنى إن كنتم في شك من أنني سأثبت على ديني
01:15فأنا أؤكد لكم أنني لا أعبد الذين تعبدون من دون الله وأؤكد لكم على ذلك
01:24كما في قول الله تعالى قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد
01:33ولا أنا عابد ما عبدتهم ولا أنتم عابدون ما أعبدوا لكم دينكم ولي دين
01:41فيقول المعنى إن كنتم في شك من ثباتي على ديني فأؤكد لكم أنني لا أعبد الذين تعبدون من دون الله
01:53ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم
02:00ابتدأني الأبادة اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأمان
02:07هذا التعريف العام للأبادة وقد تأتي العبادة بمعنى أخص
02:15كما قاله بعض العلماء في تفسير قوله تعالى إياك نعبد وإياك نستعين
02:22قال بعض العلماء هذا عطف للخاص على العام وقال بعضهم ضيق معنى العبادة هنا
02:31قد نقول أحيانا فقه العبادات ونعني بفقه العبادات الطهارة والصلاة والصوم والزكاة والحج
02:43فهذا المعنى وكلمة عبد معنها خضع ودان وذل
02:50فعبد الله خاضع لله ذليل لله مطيع لله سبحانه وتعالى
02:57فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم
03:06لماذا خضع ذكرت هذه الفعلة الذي يتوفاكم دون غيرها من الفعال
03:16قال بعض العلماء لأنه لا شك في أن كل نفس ستموت
03:22فخوطبوا بما يقرون به
03:27هم يقرون بأنهم سيموتون فلذلك من الذي سيموتهم هو الله سبحانه وتعالى
03:35فلذلك خوطبوا بهذا كما قال بعض العلماء في تفسير مطالع سورة النساء
03:44يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم
03:48لماذا ذكر الذي خلقكم قالوا لأن أهل الشرك كانوا يقرون بأن خلقهم هو الله
03:56ولئن سألتهم من خلقهم لا يقولون الله
04:01فهنا ذكر الفعل يتوفاكم لأنهم يقرون بأنهم سيموتون
04:07وأن الذي يتوفاهم هو الله لكن كانوا ينكرون البعث كما لا يقر
04:14ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنين
04:20وأن أقم وجهك للدين حنيفا
04:25أقم وجهك للدين حنيفا
04:28تتضمن الإقبال بالوجه على الله وتتضمن إخلاص العمل لله سبحانه وتعالى
04:37فكل الأعمال يجب أن نخلص فيها لله سبحانه وتعالى
04:43كما قال تعالى قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاءِ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَلَمِينَ لَا شَرِيْكَ لَهُ
04:52وَلَيَخْفَ عَلَيْكُمْ أَنَّ هَذَا هُوَ الْعَمَلُ الْمُتَقَبَّلُ
04:57الذي يبتغى به وجه الله ويوافق صفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
05:09العمل المتقبل والخالص الصواب كونه خالص يبتغى به وجه الله
05:16وكونه صوابا أي موافقا لكتاب الله وسنة رسول الله ليس بعمل مبتدع
05:23ولهذا قالوا ان لقبول العمل شرطيني المتابعة والإخلاص
05:32واستدل بعضهم لذلك بقول الله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه
05:38فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا
05:44لذا جاءت النصوص في ثناء الكتاب العزيزي تذكر بهذا بالإخلاص للعمل
05:52الإخلاص لله في العمل قال تعالى الذي يؤتي ما له يتزكى
05:58وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى
06:04قال تعالى ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا
06:10إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا
06:16قال تعالى لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف
06:25أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله
06:31فسوف نؤتيه أجر عظيم حتى الصبر هناك من يصبر ولا يثاب
06:38من صبر تجلداً صبر حتى يقال إنه صابر
06:45صبر حتى لا يمرد مرضاً أشد إنما الصبر الذي يثاب فاعله
06:52كما قال تعالى والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة
06:59قال تعالى ونقم وجهك للدين حنيفاً تتضمن الإقبال عن الله
07:05بإخلاص ولا تكونن من المشركين أما الحنيف المائل
07:11مائل عن الشرك إلى التوحيد ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك
07:18فكل معبود سوى الله لا ينفع ولا يضر أي لا تدع معبوداً سوى الله
07:25فالذي يكشف الضر أو يجيب المضطر هو الله فإن فعلت فإنك إذن من الظالمين
07:32قوله تعالى ولا تدعوا قال بعض العلماء تضمنت قسمي الدعاء
07:41فالدعاء له قسمان دعاء المسألة ودعاء العبادة فلا تدع ولا تعبد
07:48معاني الدعاء العبادة كما قال الفتية وأصحاب الكافي
07:54ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلهاً أي لن نعبد غيره
08:02وكما قال الخليل عليه السلام وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعوا ربي
08:10إلى قوله فلما اعتزلهم وما يعبدون فالدعاء منه دعاء العبادة ومنه دعاء المسألة
08:20وكل الأمرين يخصون العبد بينه وبين ربه لا تعبد
08:28إلهاً غير الله ولا تدعوا مع الله إلهاً آخر ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك
08:38فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين الظلم هنا معنيه الشرك والعياذ بالله
08:46الظلم بمعنى الشرك ثم عقب بذلك إذا دعوت أحداً غير الله لن ينفعك
08:53ولن يضرك ولذلك عقبت بقوله وإن يمسك الله بدر فلا يكاشف له إله
09:02فليس هناك إذن معنى لكونك تدعو غير الله لأن الذي يكشف عنك الدر هو الله
09:10وإن يريدك بخير فلا رد لفضله يصيب به من يشاء من عبادة أي بالخير
09:18وقيل يصيب بالخير والشر من يشاء من عبادة
09:23وهو الغفور الرحيم إذن وكما سلف مراراً أن الأوامر والنواهي
09:32التي ترد في كتاب الله أكثرها يأتي معللاً وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بنا
09:43الأوامر تأتي معللاً والنواهي تأتي أيضا معللاً
09:49إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاشتنبوه لعلكم تفلحون
09:59لماذا نشتنبه؟ إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة
10:12فهل أنتم منتهون؟ فجاء التعليل
10:18لما أمر الله بالقصاص بيًن لماذا القصاص؟ قال ولكم في القصاص حياة
10:25يا أولي الألباب لعلكم تتقون، لما فرض الله الصوم
10:31كُتِب عليكم الصيام كما كُتِب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون
10:37لما أمر الله بالصلاة قال وأقن الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر
10:46وقال وأقن الصلاة لذكري أي لتذكرني فيها
10:52فجل الأوامر والنواهي تأتي معللاً وهذا أدعى لطمئنية النفس
11:01وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكْحَ آبَأُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفْ لِمَاذَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْطًا يَجْلِبُ لَكُمْ مَقْطٍ
11:11مِنْ بَعْضِكُمُ البَعْضِ أَوْ يَجْلِبْ لَكُمْ مَقْطَ رَبِّكُمْ
11:15أَيَازًا بِاللَّهِ مِنْ مَقْطِ اللَّهِ
11:18قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْطًا وَسَاءَ سَبِيلًا
11:25وهكذا إذا نظرت إلى عُمُوم الأوامر والنواهي تجدها معللةً
11:31لا تدعو مع الله لأهنخ، لأن الذي تدعوه لن يستجيب لك
11:37لن يستجيب لك
11:40قال تعالى في كتابه الكريم
11:43إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَلُكُمْ
11:47فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَدِقِينَ
11:52أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا
11:56أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا
12:00أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا
12:03قُلْ إِذَا وَاشْرَكَعَكُمْ سِمَّا كِيْدُونِ فَلَا تُنْزِلُونَ
12:07لما نهى الله عن إبادة الأوسان والأصنام قال
12:11أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعُ
12:15أَمَّنْ لَيَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَهُ
12:18ولا يستطيع أن ينتقل إلا إذا أنت نقلته
12:22فكيف تدعوه من دون الله
12:25وهكذا سائر الأوامر والنواهي تأتي معللة
12:30وهذا أدعي إلى طمأنينة القلب
12:33ولذلك هذا مثلكم في الحياة نسلكه مع أبنائنا
12:37وابناتنا وإخواننا
12:40فإذا طلبت من ولد طلبا
12:44يا أبني قم لصلاة الفجر سيكرمك الله إذا قمت لصلاة الفجر
12:49يا أبني لا تمشي مع الشريرين سيفعلون بك ويفعلون
12:54فتعليل الأمر وتعليل النهي
12:58يورث في القلوب طمأنينة
13:01يورث في القلوب سكينة
13:04تعلي الأمر لا تفعل كذا من أجل كذا
13:08لا تفعل كذا من أجل كذا
13:11تورث القلوب طمأنينة وهذا من رحمة الله بنا
13:16فلما قال الله تعالى وَلَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعَكَ وَلَا يَضُرُّكَ
13:21إِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذَا مِنَ الظَّالِمِينَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِذُورٍ فَلَا كَشْفَ لَهُ إِلَّهُ
13:26فلا معنى لدعاء غيره سبحانه وتعالى
13:30إن أكسات هذا على تعاملتنا
13:34إن إذا أمرنا أمراً أو نهينا عن شيء
13:39نعلله فيكون أدعى للقبول لا تفارق المكان
13:44لماذا؟ في لصة سيأتي يسرق المكان على سبيل المثال
13:49وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِذُرٍ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّهُ
13:54وَإِنْ يُرِدِكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ
14:01يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
14:05أي يُصِيبُ بهذا الفضل من يشاء من عباده
14:08وهو الغفور الرحيم
14:11قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ وَالْحَقُّ وَالْقُرْآنِ
14:16فَمَنْ إِهْتَدَى فِإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهُ
14:20فُسِّرَتْ بِالْحَدِيسَ الْقُدْسِي
14:22يَا عِبَادِي لَوْ أَنْ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ
14:27كَانُوا عَلَى أَطْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ
14:31مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِ شَيْءٍ
14:34يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيْ أَعْمَلُكُمْ
14:37أُحْصِيها لَكُمْ ثُمَّ أُوفِيكُمْ إِيَّاهَا
14:41فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهِ
14:44وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَيْلُمَنِّ إِلَّا نَفْسًا
14:48فَلَيْسَ بِعَئِدٍ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَمْرِ هِدَيَتِنَا شَيْءٍ
14:52مَنْ إِهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسٍ
14:56أَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا
14:59أَمَّا عَمَلِمْ مَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ مَا أَرْسِلْتُ حَفِيضًا عَلَيْكُمْ
15:03أَكْتُبْ عَلَيْكُمْ أَعْمَلَكُمْ وَرَقِبُكُمْ
15:07وَلَسْتُ مُوَكَّلٍ بِهِدَيَتِكُمْ كُلُّ هَذِي أُمُورٌ مَوْكُولةٌ
15:11إِلَى اللَّهِ لَيْسَتْ لِي
15:13قَالَ تَعَالَى لِرَسُولِهِ وَاتَّبِعَ مَا يُوحَى إِلَيْكِ
15:17هو كان متبعًا لما يوحى إليه
15:21ولكن لمزيد من التثبيت كما قالت علي أيها النبي
15:26اتق الله ولا تطهر الكافرين والمنافقين
15:29إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا
15:32وَاتَّبَعَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكِ
15:35إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا
15:38فهذا مزيد تصبيرًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
15:43واصبر حتى يحكم الله
15:46اصبر على ماذا قال بعض أهل العلم
15:49اصبر على أدى المجين
15:52كما أمر النبي أن يأخذ العفو
15:56واصبر حتى يحكم الله
15:59وهو خير الحاكمين قال فريق من العلماء
16:03هذه الآية الكريمة منسوخة
16:07وما كان على شكلتها من الآيات
16:12كقول الله تعالى فاعف عنهم واصفح
16:16أعرض عنهم وتوكل على الله
16:19اصفح الصفحة الجميل وغيرها من الآيات
16:23قالوا الناس اخلاها آيات السيف
16:26قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر
16:30وليحرمون ما حرم الله ورسوله
16:34هذه آية السيفة على الكتاب
16:37آية السيفة على الأنشرك
16:40فإذا سلق الأشهر الحرم فاقتل المشركين
16:43حيث وجدتموهم الآيات
16:46فمن العلماء من ادعى نسخ هذه الآية
16:49واصبر حتى يحكم الله
16:52ومن العلماء من قال لا نسخة
16:55وإنما الأحوال تختلف
16:58فإذا دعا المقام إلى صبر صبرنا
17:01وإذا دعا المقام إلى قتال قاتلنا
17:05قدر جهدنا وقدر استطاعتنا
17:08واصبر حتى يحكم الله
17:11وهو خير الحاكمين
17:15واصبر حتى يحكم الله
17:18وهو خير الحاكمين
17:21هكذا قال الله سبحانه وتعالى
17:24في كتابه الكريم
17:27هل يقال
17:30إن من أسماء الله الحسن
17:33خير الحاكمين
17:36هل هذه الأشياء مركبة
17:39خير الرزقين
17:42خير الحاكمين
17:45خير المنزلين
17:48هل تطلق أسماء على الله سبحانه وتعالى
17:51فمن العلماء من يقول نعم
17:54الدعاء بها
17:57فالأسماء الحسنة
18:00من ضوابطها أن تكون أسماء ليست أفعال
18:03من ضوابطها أن تكون حسنة ليست
18:06برديئة
18:09من ضوابطها
18:12أن تصلح للدعاء بها
18:15فليهذا الأسماء المضافة
18:18اختلف فيها وإن كان
18:21من أهل العلم عدد يقول بأنها أسماء الله
18:26مثل أحكم الحاكمين
18:29غفر الذنب قابل التوب
18:32خير الناصرين خير الرزقين
18:35واستدلوا بأن النبي قال
18:38في الأسماء المضافة قال لي أسماء
18:41أنا نبي الرحمة أنا نبي التوبة
18:44أنا نبي الملحمة فكلها إضافات
18:47واعتمدت كأسماء ويصلح
18:50أن يدعو الشخص بأذي الأسماء المضافة
18:53ربه سبحانه وتعالى
18:56فإذا قوله تعالى اتبع ما يوحى إليك
18:59هل كان الرسول متبعاً
19:02فكيف قيل له
19:05اتبع ما يوحى إليك هذا مزيد من الأمر
19:08بالتثبيت واصبر فيه حيث على الصبر
19:11وللصبر مقامات الصبر له
19:14أحوال والانتصار له
19:18أحوال أخر حتى يحكم الله
19:21وهو خير الحاكمين
19:24بهذا تنتهي صورة يونس
19:27عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام
19:30وتسمت هذه الصورة
19:33باسم هذا النبي الكريم يونس
19:36صلى الله عليه وسلم
19:39وقد تقدم أن النبي قال لا ينبغي لعبد
19:42أن يقول أنا خير من يونس
19:45ابن متى قيل إن قوله أنا
19:48يعني العبد نفسه
19:51لا تقول أنا أفضل من يونس ابن متى
19:54لماذا لأنه ذهب مغضباً وأنا ذهبت مغضباً
19:57فلا تقول كذلك
20:00والوجه الآخر لا ينبغي لأحد أن يقول
20:03أنا يعني الرسول خير من يونس
20:06ابن متى عليه السلام
20:09فكيف النبي يقول أنا سيد ولدي آدم ولا فخر
20:12أجاب العلماء بجوابين على ذلك
20:15أحدهما أن النبي قال ذلك
20:18توضعاً لربه عز وجل
20:21والوجه الثاني أن رسول الله
20:24صلى الله عليه وسلم
20:29قال ذلك قبل أن يعلمه الله
20:32أنه سيد ولدي آدم عليه الصلاة والسلام
20:38بعد ذلك ينتهي التفسير
20:41بصورة يونس عليه السلام
20:44وهكذا شيء ذكر به
20:47بقصة هذا النبي الكريم
20:50وبعض الفوائد المستلة من هذه القصة المبركة
20:54من أعظم الفوائد المستلة من هذه القصة
20:58أولاً أن الهداية من عند الله سبحانه وتعالى
21:04فمهما كنت داعياً إلى الله
21:07لن تستطيع أن تهدي أحداً
21:10ولا أن تؤثر في أحداً بهداية
21:13إلا من أراد الله له الهداية
21:16وإلا فأعلم الناس بالله
21:19أعلم الخلق بالله هم رسول الله الكرام
21:22ومع ذلك لم يتدي على أيديهم
21:26من هم من أعز الناس إليهم
21:29فرسولنا سيد ولدي آدم
21:32وكلام الرسول عليه الصلاة والسلام
21:35وحي نوحى وأسلوبه أحسن أسلوب
21:39وآذب أسلوب
21:41ومع ذلك يكرر على عمه أبي طالب الطلبة
21:46وأقول يا عمي قل لا إله إلا الله
21:49فتأبى عمه أن يقوله
21:53ويموت على الكفر وليعز بالله
21:56ونوح عليه السلام من أولي العزم من الرسل
21:59هو العبد الشكور والرسل من أحسن الناس
22:03ينادي ولده ويناديه
22:06ولكن حال بينهم الموجود
22:09فكان من المغرقين
22:12وكذلك الخليل لن تجد أسلوب أحسن من أسلوب الأنبياء في الدعوة
22:17ولا تقول إنه يجهل فقه دعوة ولا شيء
22:21فما زال ينادي ولده يا أبتي يا أبتي يا أبتي
22:25والآخر مصر على عناده ويقول له
22:30ليه لم تنتهي لأرجمنك وهجرني ملياً
22:33تعال عن وجهي لا أريد أن أراك
22:36فالشاد من ذلك أن الأنبياء ليسوا
22:41بمالك أمر الهداية لأحد
22:44إنما هدايتهم هداية دلالة فقط
22:48يبينون للناس طريق الخير وطريق الشر
22:51ويحذرونهم على سنوك طريق الخير
22:54ويحذرونهم من طريق الشر لكن في النهاية
22:57الله غالب على أمره وأمر الله نافذ في خلقه
23:02ومن ثم في أن يونس لم يستطع هداية قومه
23:06كلهم تأبوا عليه ولم يؤمنوا
23:09هذه الفائدة الأولى التي ندركها
23:13من قصة نبي الله يونس عليه وعلى نبينا
23:17الصلاة والسلام نوقن أن الذي يهدي ويضل
23:22هو الله سبحانه
23:25هذا أولاً، الأمر الثاني الشهير من قصة يونس
23:30عليه السلام أن الله هو الذي يدبر الأرض
23:36من السماء إلى الأرض
23:39لأن الأشياء كلها تنم عن ذلك
23:44فينس عندما ذهب إلى اليمي كي يسافر
23:50وركب السفينة بدأت الأمواج تلعب بالسفينة
23:54ما الذي جعل الأمواج تتحرك
23:58وتجعل أهل السفينة يلقون بالمتاع في البحر
24:02إنه الله فالبحر مسخر
24:19أشهد أن لا إله إلا الله
24:35أشهد أن لا إله إلا الله
24:53أشهد أن محمد رسول الله
25:05أشهد أن محمد رسول الله
25:18أشهد أن محمد رسول الله
25:26أشهد أن محمد رسول الله
25:36هيا للفلاح
25:52هيا للفلاح
26:01الله أكبر الله أكبر
26:11لا إله إلا الله
26:30الله أكبر
26:46أقول من المستفاد أن الأمور تجري بمقادير ولا تجري خبض عشواء
26:53فلما ركب يونس عليه السلام السفينة
26:58بدأت الأمواج تزداد وتتلعب السفينة
27:04ولم يكن للأمواج أن تصنع شيئا إلا بإذن الله سبحانه وتعالى
27:10لم يكن للأمواج أن تصنع شيئا إلا بإذن الله عز وجل
27:18أيضا من الذي أوقع القرعة على يونس عليه الصلاة والسلام
27:24إن الذي أوقعها على يونس هو الله
27:29من الذي أصرع بمجيء الحوت يلتقن يونس قبل أن يغرق يونس عليه السلام في اليمين
27:37إنه الله سبحانه وتعالى
27:41من الذي جعل أسنان الحوت على بطن الحوت تمس يونس عليه السلام بسوء
27:49إنه الله
27:51وبعده من الذي حمل الحوت على أن يصعد على وجه الماء ويتجه للبر
27:59ويقذف يونس عليه السلام على البر
28:03إنه الله
28:05من الذي أنبت الشجرة في الحال على يونس عليه السلام حتى يستدفئ بها
28:11قال تعالى فأنبتنا عليه شجرة من يقطين
28:15إنه الله سبحانه وتعالى
28:18فالأمور لا تظن أنها تجري خبطة عشواء
28:23إنما تجري مرتبة مدبرة بتدبير الله سبحانه وتعالى لها
28:30تجري بقدر
28:33كل الأمور إنما بس هذا ظهر في قصة يونس عليه السلام واضحاً جلياً
28:41كل أمور الخلق مرتبة مدبرة أحسن تدبير وأجمل تدبير ولا يتأخذ شيء عن موعده
28:50موسى عليه السلام لبث في أهل مدينة عشر سنوات ورجع
28:58ما رجع خبطة عشواء ثم جئت على قدر يا موسى
29:03ثم جئت على قدر يا موسى
29:07ليس كما يقولون عشواء أو سبحان الله
29:13جاء في وقت محدد كي يوحى إليه في هذا الوقت
29:19ولا تظن أيضاً أن السجين الذي نجى من السجن الذي كان مع يوسف
29:26جاء إلى يوسف يسأله عن تفسير رؤية لما رأى أهل الملك إلا بقدر
29:32قدر الله ليوسف أن يخرج من السجن في هذا الزمان
29:38جاء القدر الذي قدره الله سبحانه لم يكن ليوسف عليه السلام أن يجلس
29:46في السجن أكثر من المدة بلحظة
29:51إنما جاء الطالق يوسف أيها الصديق
29:55أفتنى في سبع بقرات سيمان يأكلون سابون
29:59جاء بقدر إنما جاء خط عشواء ولا رأى الملك الرؤية التي رأى إلا بقدر
30:07وفي وقت محدد يريده الله سبحانه وتعالى
30:12ولا جاء إخوتهم من بلادهم إلا بقدر
30:16إلا بقدر فكل الأمور التي تجري النباد تجري بقدر
30:24مقدرة وقدر الله لا يغير ولا يبدل أبداً
30:30فهذا نستفيده من الأمور ومن المستفاد أن القلب يطمئن
30:36ولذلك نقول قدر الله ما شاء فعلنا هذا أمر مقدر
30:41فلا نحزن ولا نقلق كما قال تعالى لكي لا تأسوا على ما فتكم
30:47ولا تفرحوا بما آتاكم
30:50أيضاً من الأمور التي استفدناها وبشدة من قصة يونس عليه الصلاة والسلام
30:57أن مبادرة العذاب القادمة بالاستغفار سبب لدفعها
31:02فعذاب كان ساحل لقوم يونس
31:06ولكن آمنوا وخرجوا يجأرون بالدعاء إلى الله
31:10فصرف الله عنهم العذاب ولذلك
31:15ننصي أنفسنا وإخواننا بالإكثار من التوبة
31:19والاستغفار فإن الله يدفع بها الشر عن الشخص
31:24وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون
31:30ثم أن الله أرسل يونس بعد ذلك
31:34بعد أن خرج من بطن الحوت ورسلنا قوم آخرين قال
31:39وأرسلناه إلى مئة ألف
31:43أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم إلهي
31:47قوم آخرون كلهم أمنوا فمتعناهم إلهي
31:53فالأمور تجري بمقادير في القصة
31:59فضيلة قول لا إله إلا أنت سبحانك
32:03إني كنت من الظالمين إن لها أثر عظيم
32:08ومن العلماء من قال إنها تحمل اسم الله الأعظم
32:13ولا يصح ذلك فإسم الله الأعظم لم يصح فيه خبر
32:18عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
32:21لكن الآية واضحة أنها سبب في دفع العذاب
32:26وتضمنت هذه الكلمة العظيمة
32:30لا إله إلا أنت كلمة التوحيد
32:34ونفي الشريك عن الله سبحانه وتنزيئ الله سبحانك
32:39ما يمكن أبداً أن يحدث شيء في ملكك إلا بإذنك
32:44سبحانك تنزهت عن كل نقص وعيب
32:48وبعدها الاعتراف بالزم
32:51إني كنت من الظالمين
32:54فنستفيد أننا نكثر من هذا الذكر الطيب المبارك
32:58الذي هو إقارة لله بالتوحيد أولاً
33:02ثم بعد ذلك الاعتراف بالزم
33:07لهذا نظير في دعوات الرسول
33:10اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت
33:14بعد مدة أبوء لك بذنبي
33:17هذا سؤال المغفرة فاغفر لي
33:20فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
33:23فهذه الصورة مباركة وكل صور الكتاب العزيز
33:27صور مباركة وكل الآيات آيات مباركة
33:32وما تكاد تقف عند آية من كتاب الله
33:36وثم أن النظر فيها
33:40وتصطنبت منها أموراً
33:44وأنت متخفف من الذنوب إلا وجدت فيها
33:48كنوزاً لا تكاد تنتهي
33:51والله أعلم
33:53هذا وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وآله
33:57والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Recommended