• 11 months ago
أعادت محكمة أمريكية نشر أسماء 200 من كبار الشخصيات كان قد تم حذفها سابقاً من وثائق دعوى قضائية تتعلق بصديقة رجل الأعمال الأمريكي الراحل جيفري إبستين الذي "انتحر" في السجن عام 2019 أثناء التحضير لمحاكمته بتهمة الاتجار بالبشر واستغلال القاصرات. ومن بين أبرز الأسماء الواردة في الوثائق، الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، والرئيس السابق دونالد ترامب. فما هي صلة الرئيسين السابقين بـ "فضيحة إبستين"؟ بيل كلينتون والشابات ظهر اسم الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون، في الوثائق أكثر من 50 مرة، لكن بحسب شبكة "إيه بي سي" الأمريكية. ولم تورد الوثائق وقائع تدين كلينتون سوى أنه كان على معرفة شخصية وثيقة بإبستين، وهو ما نفاه متحدث باسم كلينتون، إلا أن شهادة ضحية في القضية تدعى جوانا سيوبيرغ، تصدرت "التريند" الإخباري الأمريكي اليوم، فقد زعمت أن حواراً دار بينها وبين إبستين خلال عام 2016، لفت فيه الأخير إلى إعجاب كلينتون بـ"الشابات الصغيرات". لكن العبارة ذاتها لا ترقى إلى إدانة، بحسب قانونيين، لأن الشهادة لا تحدد "الصغيرات" هل المقصود بهن القاصرات أم نساء أصغر عمراً نسبياً. ومن شأن هذه الجملة القصيرة الواردة في الشهادة أن تعمق نظريات المؤامرة التي يتداولها الجمهوريون على المستوى الشعبي، وتحديداً أنصار دونالد ترامب، بخصوص الفساد الأخلاقي لـ"نخبة واشنطن". وفي تصريح لشبكة "سي إن إن" الأميركية، أكد متحدث باسم كلينتون أنه مر نحو "20 عاما على آخر تواصل بين كلينتون وإبستين". والتقطت صورة لكلينتون مع إبستين، لكن ممثلو الرئيس الأسبق أشاروا إلى أن التواصل بينهما انقطع منذ عام 2005، قبل ظهور تلك الاتهامات الجنائية. هل تنعش نظريات المؤامرة؟ وأشارت الدعوى التي رفعتها الضحية فيرجينيا جيوفري عام 2015، إلى مزاعم بأنها التقت بيل كلينتون في جزيرة ليتل سانت جيمس المملوكة لإبستين. تعد قضية "جيفري إبستين" من بين أخطر "نظريات" المؤامرة السياسية المتداولة في أوساط أنصار الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة، وظهرت بقوة خلال السباق الرئاسي بين جو بايدن ودنالد ترامب ضمن نظرية كبرى صيغت تحت اسم "كانون" أو "كيو آنون" (QANON)، وملخصها أن دونالد ترامب يحارب "دولة عميقة" مكونة من متحرشين بأطفال وتجار أعضاء بشرية ومنحرفين وآكلي لحوم بشر ضمن نخبة واشنطن، ويسيطرون على العالم. قنبلة موقوتة وكان الكشف عن هذه اللائحة منتظرا منذ أن أمرت به القاضية في المحكمة الفدرالية في مانهاتن لوريتا بريسكا في 18 ديسمبر، وهي وثيقة كان لها أثر قنبلة موقوتة في العاصمة المالية الأميركية حين نشرها القضاء في 19 ديسمبر. ويأتي هذا التحرك القضائي في إطار دعوى تشهير مرفوعة من الأميركية فرجينيا جوفري على إبستين وعشيقته وشريكته السابقة غيلاين ماكسويل التي حُكِم عليها عام 2022 بالسجن 20 عاماً. وتعود دعوى التشهير التي قدمتها فرجينيا جوفري ماكسويل إلى عام 2016 وتمت تسويتها في العام التالي. لكنّ صحيفة "ميامي هيرالد" رفعت لاحقاً دعوى مدنية للاطلاع على الملف وإجراء تحقيق استقصائي عن شبكة إبستين الذي أوقف عام 2019. وعلّلَ القضاء الأميركي الكشف عن الأسماء، ومن بينها شخصيات سبق لوسائل الإعلام الأميركية أن تناولتها، بأن من السهل معرفة هوية بعض الأشخاص من خلال المقابلات التي نشرت في الأعوام الأخيرة. دونالد ترامب في الوثائق في حالة دونالد ترامب، تم ذكره في الوثائق على انه كان يعرف إبستين لكن لم يتم ذكر أي سلوك ضار أو إجرامي محتمل. وأشارت الوثائق إلى أن إبستين ادعى ذات مرة أنه كان يتصل بترامب عندما كان لا بد من إعادة توجيه مروحيته إلى أتلانتيك سيتي لأنها لم تتمكن من الهبوط في نيويورك. لكن في المجمل لا يوجد في الوثائق ما يدين ترامب أخلاقياً. إبستين وماكسويل.. سلسلة إدانات وكان إبستين والمتهمة في الدعوى الحالية غيلاين ماكسويل مرتبطين عاطفياً في مطلع تسعينات القرن العشرين قبل أن ينشأ بينهما تعاون مهني وتواطؤ في جرائمهما الجنسية طوال نحو 30 عاماً. وأدينت ماكسويل (61 عاماً) التي تحمل الجنسيات البريطانية والفرنسية والأميركية وتُعدّ من الوجوه البارزة لمجتمع المشاهير، في نيويورك في ديسمبر 2021 بتهمة الاتجار الجنسي بقاصرات لحساب إبستين، وحُكم عليها في يونيو 2022 بالسجن 20 عاماً. أما إبستين الذي كان رجل أعمال في القطاع المالي وصاحب نفوذ واسع تمتد شبكة علاقاته الاقتصادية والسياسية في الولايات المتحدة وخارجها، فاتُهم بالاعتداء جنسياً على قاصرات واغتصابهن، وانتحر في سجنه في نيويورك في 10 أغسطس 2019 مما أدى إلى سقوط دعوى الحق العام عليه. الأمير أندرو ومايكل جاكسون وفي شق منفصل من هذا الملف ذي البعد العالمي، تتهم فيرجينيا جوفري البالغة حاليا 40 عاما، الأمير البريطاني أندرو بالاعتداء عليها ثلاث مرات سنة 2001 حين كانت في سن السابعة عشرة، في لندن ونيويورك وجزر فيرجن البريطانية. وهي أكدت أنها التقته عن طريق إبستين. غير أن الأمير البالغ 62 عاما، لطالما نفى الاتهامات الموجهة له. لكنه توصل إلى اتفاق بالتراضي مع جوفري في 15 فبراير 2022 قضى بأن يدفع لها 13 مليون دولار بحسب صحيفة "ديلي تلغراف"، ما جنّبه محاكمة أمام القضاء المدني في نيويورك كانت لتشكّل إحراجاً كبيراً للعائلة الملكية البريطانية. من بين الأسماء الشهيرة أيضًا التي كشفتها الوثائق، الإعلامية أوبرا وينفري ونجم الغناء الراحل مايكل جاكسون، حيث قالت إحدى الشهود في القضية، بحسب الوثائق، أنها التقت المغني في منزل إبستين. ونقل موقع أكسيوس، أن المغني "طلب منها أن تمنحه جلسة تدليك"، لكنها رفضت القيام بذلك.

Recommended