• last year

Category

🐳
Animals
Transcript
00:00 لطالما أثار الدهشة ما على مدى قرون الأساطير عن الأطفال الذين تمكنوا من العيش والبقاء على قيد الحياة في الغابات والبراري
00:19 بدءا من روميلوس وريموس التوأمين الأسطوريين الذين ربتهما ذئرة وصولا إلى ترازان الشخصية الأسطورية الشهيرة الذي ربته القرود
00:30 ويقال إن كل من هؤلاء الأولاد قد تعلموا طرق العيش في الغابة ولغة العائلة التي تبنتهم وقد عاشوا على مدى سنوات بعيدا عن أي اتصال بشري
00:40 ولكن هل تنتمي هذه القصص إلى عالم الحقيقة أم الخيال؟ هل يُعقل أن يتمكن طفل من العيش بمفرده في وسط الغابة مع الحيوانات؟
00:52 هل من الممكن أن تهتم بطفل بشري بدلا من أن تأكله؟
00:57 وإذا ترك طفلا ليعيش وحده في البراري هل يمكن أن ينسى أصوله البشرية ويتحول إلى وحش ضار؟
01:04 يقوم كبراء في مجال علم النفس الحيواني بدراسة أكثر الحالات إثارة في العالم بدلا من الطفل الذي عاش في أوهندا مع القرود
01:11 أصولا إلى الفتاة التي تربت بين الكلاب في أوكرانيا والمرأة الأسترالية التي يقال إنها تمارس رياضة مع حيوانات الكانجر
01:18 سيحاول المؤيدون والمشككون رفع النقاب عن حقيقة الأطفال المتوحشين
01:23 [موسيقى]
01:36 [باب الطفل]
01:45 إذا ترك طفل بمفرده في الغابة فكيف سيتدبر أمره ليعيش؟
01:50 [باب الطفل]
01:54 نحن المخلوقات البشرية نأتي إلى هذا العالم عاجزين كلياً
01:59 فعندما نكون أطفالاً لا نجيد القيام بأي شيء أكثر من مجرد التنفس والبكاء
02:06 أما فيما يتعلق بالحيوانات فهي تقف على أقدامها بعد عدة دقائق من ولادتها وتبدو على الفور بالاعتياد على العالم
02:15 إنها تتعلم غاريزياً الطريقة التي تأخذ فيها الغباء من أمهاتها
02:20 [موسيقى]
02:22 الحياة بالنسبة إلى الحيوانات صراع للبقاء
02:26 ولن يعيش إلا الأكثر قدرةً على مواجهة هذا الصراع والخروج منه رابحاً
02:32 ثم تقواسم مشترك بين أولاد البشر والحيوانات
02:36 ولكن الطفل البشري ليس مجهزاً بشكل جيد لمواجهة العالم بمفرده
02:42 فإذا تم إذاً إبعاد طفل بشرياً عن أهله ومنزله فهل سيتمكن من العيش بمفرده والبقاء على قيد الحياة؟
02:49 لقد سمعنا كلنا هذا النوع من القصص من قبل
02:52 كلها أساطير عمّاً أطلق عليهم إسم الأطفال المتوحشين
02:56 الذين يعيشون في البراري في غالب الأحيان ضمن عائلات من الحيوانات
03:01 ولكن هل هذه القصص حقيقية؟
03:04 أسأتمكن من استبعاد هذه الفرضية؟ لا قد تكون كل هذه القصص قد حصلت
03:10 أخبروني غريزتي بأن بعض هذه القصص قد تكون حقيقية
03:15 وعلى الرغم من ندرتها فقد ظهرت أساطير عن الأطفال المتوحشين في كل أنحاء العالم
03:21 أوكسونا مالايا المعروفة باسم الفتاة الكلبة الأوكرانية قد عاشت طوال سنوات مع مجموعة من الكلاب
03:28 أما في جنوب أفريقيا فيقال إن طفلاً اسمه لوكاس قضى طفولته مع قطيع من قرادة الرباح
03:37 وقال وكمالا فتتان هنديتان وجدتهم الشرطة الهندية وهما تنامان في وكر الذئب
03:43 كل هذه القصص تثير الكثير من الاهتمام والحيرة
03:46 ولكن ما هي الحقيقة الكامنة وراء قصص هؤلاء الأطفال المتوحشين؟
03:51 كلمة متوحش كثيرة المعاني ولكنها نحن نستعملها للدلالة على الأطفال
03:57 الذين إما تربوا وكبروا بمفردهم من دون أي حضور بشري إلى جانبهم
04:02 وإما أكثر للدلالة على الأطفال الذين ربتهم الحيوانات على الأرجح
04:07 قام الدكتور دوكلس كاندلند بدراسة ظاهرة الأطفال المتوحشين
04:11 والطريقة التي يكونون تفاعل من خلالها مع الحيوانات البرية
04:15 قام بدراسة مئات الحلات المعلن عنها بهذا الخصوص
04:18 وهو يقول إن معظم هذه الحلات تستند إلى أقوال شهود عيان
04:23 يقول شهود العيان جميعهم إن هؤلاء الأطفال لم يكونوا يقولون أشياء مفهومة
04:28 ولم يحبوا أن يأكلوا أشياء مطبوخة وكانوا يمشون على القوائم الأربع
04:33 لذا بكل بساطة كل ما قاله شهود العيان كان يدل على أن هؤلاء الأطفال متوحشون بالفعل
04:39 ولكن إلى أي مدى يمكن الاعتماد على صحة هذه الشهادة؟
04:45 من أكثر هذه القصص إثارة للحيرة في التاريخ الحديث قصة مصدرها كامبالا في أغندا
04:56 يصل عدد سكان كامبالا إلى حوال مليون نسمة
05:00 وهم كمعظم سكان المدن يواجهون في أغلب الأحيان صعوبات في الانتقال من مكان إلى آخر
05:07 ولكن نعطاف خاطئا واحدا على هذه الطرقات المغبرة قد يؤدي إلى واحدة من أكثر الغابات في العالم
05:13 على بعد ساعتين جنوب كامبالا على أطراف الغابات الأفريقية العذراء
05:18 التي لم يسبق أن وطئتها قدم بشرية تقع قرية بومبو
05:22 كانت هنا عام ٩١ حيث بدأت القصة
05:26 كانت إحدى النساء تمشي في أحد الأيام باتجاه منزلها على أطراف الغابة الأفريقية
05:38 وقد أثيرت دهشتها عند رؤيتها لمجموعة من القرود تثارثر بين الأشجار
05:44 ليس مظهر القرود على الأشجار بمشهد غريب في ضواحي هذه القرية
05:49 لأنها غالبا تسرق الطعام وتزعج السكان المحليين
05:53 ولكن فيما كانت المرأة راقبها لمحت شيئا أثار خوفها
05:58 لقد رأت شكلا أسودا متقوقعا بين الأخصام
06:02 المخلوق الذي جعلها تفر هاربة من الخوف كان صبيا بشريا
06:07 بعد ذلك عندما فكرت المرأة في ما رأت
06:11 وأدركت أنها رأت صبيا بالفعل عادت إلى الغابة وأحضرت الطفلة إلى منزلها
06:16 وقامت بسرعة الأخبار عن هذا الطفل الغريب
06:19 لقد جاء الجميع لرؤية الصبي الذي كان جسمه كله مغطا بالشعر
06:23 لم يكن لديه أصابع قدمين
06:25 كانت القرود قد قدمتها له
06:28 يتذكر أطفال القرية هذه القصة
06:34 يقولون أنه عندما وصل الصبي كان متوحشا كالحيوانات
06:38 لقد كان يخمشنا كما لو أننا لسنا بمخلوقات بشرية
06:42 وعندما أخذنا الطريقة التي يخمش بها القط لقد كان هو يخدش كالقط
06:47 توصل الجميع إلى أنه لا بد أن الطفلة كان يعيش في الغابة لبعض الوقت
06:52 كان يكره البقاء داخل المنزل ولم يكن يحب أن يأكل طعاما مطبوخا
06:56 وكان يكره ارتداء أي ثياب
06:58 لكن كان يبدو أن الصبي كان يستطيع التواصل مع القرود
07:02 وكان حتى يمشي ويتصرف كالقرود تماما
07:05 لقد كان يتحرك هكذا تماما كالقرد
07:11 قبل وقت طويل أطلق السكان المحليون عليه اسم طرزان
07:15 الصبي الخرافي الذي ترعرع في الغابة بين القرود
07:19 لقد كنا نتساءل أي نوع من الناس هو هذا
07:29 لقد كان من المثير للدهشة رؤية صبي يصدر أصوات ممثلة لأصوات الحيوانات
07:34 من كان إذن هذا الطفل المتوحش الغامض
07:39 في نهاية المطاف حددت السلطات المحلية هوية هذا الصبي على أنه جون سيبونيا
07:45 وهو صبي يبلغ الرابعة من عمره كان قد فقد من قرية قريبة منذ سنة
07:50 حتى هذا اليوم لا يزال سكان المحليون يؤمنون بأن القرود
07:58 هي التي ساعدت هذا الطفل الأعزل ليعيش ويبقى على قيد الحياة في الغابة
08:02 هذا المفهوم رومانسي ولكن هل هذا ما حدث بالفعل؟
08:07 قد تكون الطريقة الوحيدة لمعرفة ما حصل هي أن نسأل جون سيبونيا عما يتذكر
08:13 عندما يتعلق الأمر بالقصص عن الأطفال المتوحشين
08:21 يكون من الصعب في الغالب التفريق بين الحقيقة والخيال
08:24 معظم هذه الحالات تحصل في المناطق النائية
08:28 حيث لا وجود لوثائق واضحة عن التفاصيل بشأن الأشخاص
08:31 وثمت أيضا التفتية الإعلامية
08:34 فالقصص عن الأطفال الذين تربوا على يد الوحوش
08:37 تشكل خطوطا عريضة للعديد من المجلات والجرائد
08:40 وغالبا ما تضيع الوقائع في نسخ تكتب لإرضاء جمهور من القراء
08:45 تستهويه الأخبار الغريبة
08:47 ويتبين في النهاية أن معظم القصص المماثلة تكون من نسج خيال من كتبها
08:53 من أحد القصص المثيرة للدهشة هي خرافة إمرأة شابة من يوكلة
08:57 وهي منطقة واقع على الساحل الغربي في أستراليا
09:01 في السبعينيات بدأت قصة غريبة تدور في الأجواء
09:04 فقد زعم بعض الصيادين أنهم رأوا إمرأة شابة شبه عارية ترقد مع مجموعة من حيوانات الكانجر
09:12 كان شعرها أشقر اللون وليس طويلة القامة كثيرا
09:16 بل هي متوسطة القامة ولكنها تتمتع بجسد رشيق
09:20 انتشرت الشائعة بسرعة عن هذه المرأة
09:23 وبدأ العديد من الأشخاص الفضليين بالتجوال في أجواء يوكلة
09:27 علهم يتمكنون من إلقاء نظرة على هذه الفتاة الكانجر
09:30 وقد تمكنت ناقل مليئة بالسياح من رؤية هذه الفتاة
09:34 وفي نهاية المطار تمكن أحد المصورين من التقاطها وتصويرها لمدة قصيرة
09:39 تبين في النهاية أن القصة كانت مجرد خدعة
09:42 مجرد قصة من نسج خيال أربعة رجال سكيرين
09:45 تصوروا أن قرية يوكلة الصغيرة بحاجة إلى بعض التغطية الإعلامية
09:50 التي من شأنها أن تؤمن لهم الشهرة
09:52 لقد تسمت لنا الفرصة لتعريف العالم بأسره على قريتنا البعيدة النائية
09:59 ألبسوا فتاة محلية فيهابا تشبه جلد الكانجر
10:02 عندما وصلت الحافلات السياحية نادى الأطفال الفتاة الكانجر لتصبح على مرأة من السياح
10:08 وهكذا رقد ابن دينيز على الطريق
10:11 ولكن الحقيقة أدى إلى الخيبة
10:13 لم يتعرض أحد للأذى، لم يمت أحد، لم يتم قتل أي حيوان كانجر
10:19 فلماذا إذن لا نخترع قصة جميلة مماثلة؟
10:22 وقد ارتكز مروجو خدعة الفتاة الكانجر على فكرة أن أكثر ما يثير اهتمام الناس
10:28 هو القصص المضهشة والغريبة
10:30 وقد صدق الكثيرون هذه القصة
10:33 ولكن ماذا عن العديد من الحالات الأخرى التي تكلم الأعلام عنها؟
10:40 فثمت الكثير منها التي تتطلب المزيد من التعمق
10:46 وقد تكون من أكثر القصص الموثقة قصة طفل متوحش قدم من جنوب فرنسا في نهاية القرن التاسع عشر
10:54 كان يمكان في قديم الزمان طفل ترك بمفرده
10:58 هذه مشاهد من فيلم أخرجه عام 1970 فرنسوات روفو ويحمل اسم الطفل المتوحش
11:05 تدور أحداث هذا الفيلم حول قصة دكتور أوف آفيرون
11:08 وقد كان مسندا إلى وقائع سردها شهود عين
11:11 البرهان عن الحيوان الموجود في كل منا
11:16 في صباح أحد الأيام الباردة من عام 1800
11:19 استفاق سكان أحد القرى في جنوب فرنسا ليجد صبيا شكله كالحيوانات المتوحشة
11:25 كان قد وجده أحدهم في غابة قريبة
11:28 تقول أحد الخرافات المحلية أن هذا الصبي قد عاش في الغابة منذ عمر صغير
11:33 كان فصل الشتاء هذا بشكل خاص سيئا
11:36 لذا قد يكون الصبي جذب نحو القرية بحثا عن ما يأكله
11:40 في النهاية تولى أحد العلماء النفسيين الصاعدين الدكتور جون مارك جاسبرديتار أمر هذا الصبي وأطلق عليه اسم فيكتور
11:49 ومثل الطفل المتوحش جون سيبونيا الذي تكلمنا عنه سابقا لم يكن فيكتور يتمتع بالقدر على التواصل مع البشر
11:57 فقد كان يكره ارتداء الثياب ولم يكن يأكل الطعام الذي كان يتم إعداده له
12:02 كان يبدو عليه أنه يفضل البقاء خارج المنزل
12:05 نحن نعرف الكثير عن فيكتور لأن علماء معصرين قد تابعوا عن كثب عملية إعادة تأهله ليتأقلم مع المجتمع البشري من جديد
12:13 وقد انخرط هؤلاء العلماء الرواد في مجالهم في جدال طويل تعود أصوله إلى أصول نشأة الإنسان
12:20 الذي يدور حول سؤال محوري وهو ماذا يعني أن يكون المخلوق بشريا؟
12:25 هل تتكون هوية الإنسان في الأساس من الطبيعة أم من التربية والنشأة؟
12:33 الدكتور أدريانا بنزاكان كاتبة ومؤلفة وأستاذة في جامعة مونت سينت فنسنت
12:38 وهي تؤمن أن القوى الكامنة وراء الاهتمام العلمي بظاهرة الأطفال المتوحشين
12:42 تدور حول النقاش القديم الذي يضع الطبيعة مقابل التربية والنشأة
12:46 بعض العلماء يعتقدون أنه من أجل دراسة الطبيعة البشرية
12:51 يجب التخلص من كل الأشياء التي أضافها المجتمع والتربية إلى الإنسان
12:56 ومحاولة الوصول إلى عمقه، الوصول إلى الإنسان الحقيقي كما خلقت في الطبيعة
13:01 كيف يمكن فعل ذلك؟
13:03 أبسط طريقة للقيام بذلك تقضي بأخذ طفل وحرمانه أي اتصال بشري
13:10 ومراقبة الطريقة التي سينمو بها
13:13 ولكن بطبيعة الحال سيكون هذا الأمر غير قانوني
13:17 هذا إذا أردنا أن نتناسى أنه لا يمكن تنفيذه على أي شخص
13:21 ولكن في نهاية المطاف أدرك العلماء أنه ثم تخيار آخر غير هذا
13:29 وهو حالات الأطفال المتوحشين
13:32 الأطفال الذين يستبعدون عن المجتمع عن غير قصد ويتر
13:36 عرعون بعد ذلك وهم معزولون عن المجتمع
13:39 إن بعض الأشخاص يؤمنون أنه من خلال دراسة بعض الحالات المماثلة
13:44 يمكن رؤية ما هو طبيعي في المخلوقات البشرية
13:47 وما هي الأشياء التي يكتسبها الإنسان من المجتمع
13:51 في خضم هذا الجدال المحتدم خرج فيكتور أوف أفيرون من الغابة
13:56 في حالة فيكتور أوف أفيرون لدينا تقارير تشير إلى أن العديد من الأشخاص
14:02 قد لمحوه في الغابة قبل أن يتم العثور عليه في نهاية المطاف
14:06 وثمت إمكانية أن يكون قد عاش في البراري بهذه الطريقة على مدى ثلاث سنوات أو أكثر
14:13 من الواضح أننا نتعامل هنا مع حالة حقيقية لصبي يبلغ الثانية عشرة من عمره
14:19 كان قد تم سلخه عن المجتمع البشري
14:22 مما أجبره على العيش في البراري بعيدا عن أي اتصال بشري
14:26 هل كان هذا الصبي مخلوقا بشريا طبيعيا أم هل تحول إلى حيوان
14:31 إذا كان إيتارد والجمهور يتوقعون الوقوع على مخلوق بري متوحش
14:36 ذي تصرفات مهذبة ومؤدبة ونبيلة
14:39 فمن المؤكد أنهم أصيبوا بخيبة أمل كبيرة
14:42 ففيكتور ليس طرزان على الإطلاق
14:44 وكما يظهر في فيلم تروفو فقد بقي الطفل متوحشا ولا يمكن السيطرة عليه أو تهذيب تصرفاته
14:50 وأكثر ما أثار خيبة الأمل في كل هذا الموضوع
14:54 هو أنه كان يفهم بعض الكلمات
14:56 ولم يتمكن فيكتور أبدا من تطوير القدرة لديه على التكلم بلغة البشر
15:01 فكيف يمكن للمجتمع أن يحصل على الأجوبة التي يبحث عنها
15:05 إن لم يكن بإمكان الصبي أن يقدمها
15:08 كان غضب إيتارد آخذا بالإزدياد
15:11 فيما كان الصبي يفشل في التجاوب معه بالسمراء
15:14 وقد أصبح منتقدوه شديدي اللهجة إلى حد بعيد
15:19 إن الاهتمام بهذه القصص يغذي بطريقة ما المزيد من القصص المشابهة
15:24 في بداية القرن العشرين ظهرت حول العالم بعض حالات الأطفال
15:28 الذين يزعم أنهم تربوا على يد حيوانات
15:32 وقد ظهرت أكثر هذه القصص شهرة في شمالي الهند
15:35 ففي عام 1920 كان أحد المرسلين يسافر عبر غابة البنجال
15:41 وقد تعرض لصدمة كبيرة عندما اكتشف طفلتين صغيرتين تعيشان مع قطيع من الذئاب
15:47 طلب الأب الموقر سينج من فريق إنقاذ انتشال الفتتين
15:51 وقد نفذوا عملية الإنقاذ هذه التي قتلوا خلالها أمهما بالتبني الذئبة
15:56 أحضر الأب الفتتين إلى الميتم الذي يديره هو وزوجته
16:00 وكان مصمما على إعطائهما تربية مسيحية أصيلة
16:03 الفتاة الأصغر أمال لم تصمت كثيرا
16:06 أما مع الفتاة الأكبر كمال فقد كانت تقدم بطيئا
16:10 وكان سينج يحتفظ بكتاب مذكور فيه ما يمكن توقعه من طفل ربته الذئاب
16:15 لم يكن بإمكان هذه الطفل أن تتكلم وكانت تمشي على القوائم الأربع
16:19 وتأكل اللحم النيء وكانت تخمش الأبواب المقفلة لتخرج إلى الهواء الطلق
16:24 لقد تطلب الأمر طويلا ولكن في نهاية المطاف
16:28 زعم الأب الموقر سينج وزوجته أنهما علما كمال أن تتصرف كمخلوق بشري
16:33 أصبحت حالة كمال معروفة لدى المجتمع العلمي في أواخر الأشرينيات
16:37 عندما شكلت هذه القصة خضة كبيرة في وسائل الإعلام البريطانية
16:42 ولكن لسوء الحظ في هذا الوقت كانت كمال قد ماتت من الكوليرة
16:46 وعلى مدى عقود دارت الجدالات بين العلماء حول ما إذا كانت أساطير سينج عن الفتاتين الذئبتين حقيقية أم لا
16:53 أما الشخص الوحيد الذي كان سيكون بإمكانه أن يخبرهم الحقيقة فكانت كمال نفسها
16:58 ولكنها كفكتور لم تتعلم الكلام أبدا
17:01 قليلون هم الأطفال الذين يترعرعون في البراري يقدرون على أن يتعلموا أي لغة بعد إعادتهم إلى المجتمع
17:09 يؤمن العلماء الآن أن كل الأطفال تقريبا يولدون وهم يتمتعون بالقدرة على التكلم
17:15 ولكن بغية إتقان اللغة يجب عليهم أن يسمعوها خلال سنوات التقريمية في نموهم
17:20 بالنسبة إلى فيكتور أوف أفيرون وكمالا لقد أغلق باب فرصتهم لتعلم أي لغة خلال السنوات التي قضيها في الغابة بعيدا عن أي اتصال بشري
17:30 ويبدو أن هذا الأمر نفسه ينطبق على جون سيبونيا في أورغندا
17:35 وعلى الرغم من أن الوقائع عن طفولته الباكرة غير واضحة
17:39 يبدو أن الطفل كان محروما أي اتصال بشري خلال فترة تتراوح بين ستة أشهر وسنة
17:45 عندما تم إخراج الطفل من الغابة وإحضاره إلى القرية كان طفلا متوحشا وخائفا وكان يعاني هو أيضا الصعوبة في التعبير عما يريد أن يقوله
17:55 عندما كان يشعر بالانزعاج كان يصدر الكثير من الأصوات كأصوات الحيوانات
18:04 لقد كان تصرفه مختلفا عن تصارفاتنا العادية
18:08 وأردنا أن نعرف الطريقة التي يتواصل بها فهو لم يكن يجيد التكلم على الإطلاق
18:13 هل تعلمت جون إذن كيفية التكلم؟
18:18 إذا حصل ذلك فكيف كشف عن الوقت الذي قضاه في الغابة بمفرده؟
18:29 يبدو أن لا أحد بالتحديد يعرف كم قضى جون من الوقت في البراري الأغندية قبل أن يتم إنقاذه
18:36 ولكن الواضح هو أنه خلال الفترة التي قضاها هناك بعيدا عن أي اتصال بشري أنه فقد القدرة على التواصل مع البشر
18:44 بعدما انقذت المرأة المحلية جون بوقت قصير نقل إلى ميتم يديره ثنائي أغندي مولي وكول واسوة
18:55 اللذان لديهما ما يقارب ألف طفل بعهدتهما في أي وقت
18:59 ولكن مولي تقر أن جون كان مختلفا عن كل الأطفال الآخرين
19:03 وهي تتذكر ردات الفعل الأولى للسكان المحليين
19:11 كان الناس يحيطون به وكان يبدو أن بعض الأشخاص كانوا يريدون إلقاء نظرة عليه والضحك عليه
19:20 فهم كانوا يعتقدون أنه قرد وكانوا يقولون عنه أنه نصف بشري ونصف حيواني
19:27 في البداية وجدت مولي أن فكرة الإبقاء على جون في منزلها مثيرة للصدمة
19:32 قلت يا إلهي قلت لزوجي لما أحضرت لي هذا الشخص
19:38 أعني قلت له هذا الشيء المخيف قد يلتقط ابننا ويأخذه
19:43 ولكن زوج مولي كان قد وجد شيئا مميزا في جون
19:47 كان يحاول إقناع الجميع بأن هذا الصبي سيكون شخصا مهما في المستقبل
19:53 لم يتطلب زوج مولي وقتا طويلا كي يقنعها بالموضوع
19:57 لقد عدت إلى رشدي وقلت أنني يجب أن أعتني به وكأنه ابني
20:02 حاولت مولي البحث عن عائلة الصبي
20:06 كان ثمة بعض القصص التي تدور حول القرية عن والديه
20:10 وفي نهاية المطاف جمعت مولي ما يكفي من المعلومات لتركيب أحجية قصة جون
20:14 هذه القصة التي بدأت كلها هنا في هذا المنزل المهجور
20:18 كانت والدته قد توفيت
20:22 وبدأت زوجة والده تعامله بقساوة
20:27 يقول البعض حتى إنها استعملت بعض طقوس السحر الأفريقية عليه
20:33 وقد اضطر إلى الهرب بعيدا عن منزله
20:39 قبل أربع سنوات فحسب تركت جون منزله وهرب متخفيا في ظلام الغابة
20:46 الذي أسره
20:50 تعتقد مولي أن جون التقى وجها لوجه قرود الفيرفت هنا
20:55 في هذا المكان حيث كان يختبئ بين الأشجار وحيدا وعاجزا
21:00 ولكن على قدر ما كانت هذه التجربة مخيفة بالنسبة إلى جون
21:05 فقد كانت بالتاكيد بداية حياة جديدة بالنسبة إليه
21:09 وبعد 12 عشرة سنة ها هو جون يعيش بفرح مع عائلته الجديدة
21:14 في الوقت الحالي يبلغ جون من العمر 17 عاما
21:18 وهو لا يزال يعيش في الميتم ولكن على أنه ابن مولي وبول بالتبني
21:24 وبطرق عديدة جون هو كأي مراهق آخر بعمره
21:30 فهو يقضي معظم أوقاته مع أصدقائه وهو مولع بالرياضة
21:34 في السنوات التي تلت مغادرته للغابة أحرز جون تقدما كبيرا
21:38 ولكن حتى اليوم لا يزال يعاني مشاكل في التعلم
21:42 يتصرف جون كأنه طفل لا يزال في روضة الأطفال
21:45 وهو يتكلم ويفهم القليل من الإنجليزية والأغندية
21:49 لكنه تفوق بالفعل في أشياء أخرى
21:52 وقد دفع حبه للرقد مولي وبول إلى إدخاله في الألعاب الأولمبية الخاصة
21:57 وقد تحول الرقد بالنسبة إليه الآن إلى هوس
22:01 أحد أهم الأشخاص في حياة جون هو سولومون إمويبا
22:04 الذي يؤدي دور أخيه الكبير وأستاذه
22:07 وعلى مدى السنين تعلم سولومون كيفية إفهام الآخرين
22:11 ما يقوله جون بلغته المكسرة
22:14 أصبحت جون معتادا حياة كامبالا الإجتماعية
22:17 لكننا طلبنا من سولومون أن يحضر جون إلى المكان الذي وجد فيه للمرة الأولى
22:22 لمعرفة ما إذا كان يتذكر أي شيء عن تلك الأوقات التي عاشها في البرية
22:27 جون مستاء بعض الشيء
22:30 ولكن ثمت شيئا واحدا يتذكره بوضوح
22:34 نحن هنا مع جون
22:37 وهو يحاول أن يشرح لي أن هذا المكان كان منزله
22:41 هذه هي الشجرة التي وجدوه تحتها
22:44 ولكنها كانت أقصر من ذلك
22:46 وكان بإمكانه في ذلك الحين أن يتسلقها
22:49 هذه هي إذن الشجرة التي وجدت تحتها
22:52 يسأل سولومون جون عما يتذكره أيضا
22:58 يتذكر جون المزيد من الأشياء عن القرود الشابة عن القرود الصغيرة
23:02 وهو يقول أنه كان يقدم عظم وقته في البرية مع القرود
23:07 وهي تأكل أي شيء يقع في طريقها
23:09 لا بد أن حقيقة ضياعه في الغابة كانت مخيفة بالنسبة إلى طفل صغير
23:14 ولكن ليس هذا ما يتذكره جون من هذه المرحلة
23:17 لكنه بدلا من ذلك يتذكر أنه كان يلعب مع القرود
23:21 يقول جون أنه عندما كان مع القرود الصغيرة
23:25 كانوا يختبئون وعلى كل منهم أن يذهب للبحث عن غيره
23:29 لذا كانوا يلعبون لقد كانت هذه لعبتهم المفضلة
23:32 هذا أبرز ما كانوا يقومون به
23:34 اللاعب والأكل هما أبرز نشاطين يمكن أن نتوقع أن يبرزا
23:40 في ذاكرة طفل يبلغ الرابعة من عمره
23:42 ولكن هل هذه الذكريات حقيقية؟
23:45 هل من الممكن أنه إذا وجدت قرود طفلا في البرية
23:48 هل ستهتم به؟
23:53 أبرز جون الطفل الوحيد الذي يزعم أن القرود ربت
23:56 في أوائل القرن العشرين ظهرت قصة مشهورة في جنوب أفريقيا
24:00 وهي أسطورة لوكاس الطفل السعدان الغريبة
24:03 بالقرب من قرية كناب الصغيرة
24:06 قبضت الشرطة على طفل متوحش
24:08 زعمت أنها وجدته بين قطيع من الرباح
24:11 وقد قال رجال الشرطة أنه كان يتصرف كحيوان متوحش
24:15 كان يرقض على الأربع وكان يعضهم ويصرخ كالسعادين
24:20 تم إدخال الطفل إلى إحدى المؤسسات المختصة
24:23 ووضع في النهاية تحت رعاية مزارع محلي
24:26 استعان به كعامل في المزرعة وأطلق عليه اسم لوكاس
24:30 ولكن رجال الشرطة أنفسهم أعلنوا بعد ذلك
24:34 أنهم اكتشفوا أصول هذا الصبي الغريب
24:37 وقد زعموا أن السعادين سرقت لوكاس
24:39 عندما كان طفلا صغيرا من قرية صغيرة
24:42 أثارت هذه القضية جلبة في الإعلام الدولي
24:48 كان للعلماء العديد من الشكوك
24:50 لكنهم كانوا يشعرون بالكثير من الحيرة والدهشة
24:53 قام علم الأنتروبولوجيا المشهور الدكتور ريمون دارت
24:57 بإرسال زميل له إلى كوناب
24:59 ليجري مقابلة مع لوكاس
25:01 الذي كان قد أصبح بالغا في ذلك الحين
25:04 وذلك في محاولة لمعرفة ما إذا كان ثمة من شيء خلف المزاعم
25:08 التي تقول بأنه طرزان الحياة الحقيقية في جنوب أفريقيا
25:12 إن فكرة السعادين التي تربط طفلا بشريا
25:16 تبدو غريبة للغاية وغير معقولة بالنسبة إلى علماء القرن الـ 21
25:20 وذلك لأننا نعلم أن السعادين حيوانات صيادة مخيفة
25:24 وتملك قطعانها نظاما إجتماعيا صارما
25:27 ولكن ثمت العديد من الحوادث الحديثة التي تم تسجيلها
25:31 وهي تشير إلى أن أنواع أخرى من الحيوانات الرئيسة
25:34 قد تتمكن على الأقل من تأمين الحماية لطفل بشري
25:37 في عام 96 وقع صبي يبلغ من العمر ثلاث سنوات
25:41 في حديقة بروكفيلد للحيوانات في شيكاجو
25:44 حاول القيمون على حديقة الحيوانات
25:46 إبعاد حيوانات الغوريلا عن الطفل الفاقد للوعي
25:49 وقف الجمهور وهو يراقب برعب ما يجري
25:52 فيما كانوا يشاهدون بنتي الأنثى المسيطرة في المجموعة
25:55 تلطقت الطفل وترفعه إلى الأعلى
25:57 ولكن بدلا من إذائه حمت بنتي الصبي
26:00 وحملته بين ذراعيها حتى وصلت إليهم المساعدة البشرية
26:04 أصور مثيرة للدهشة
26:06 ولكن حمل طفل غير واعي ليست مثل الاهتمام بفصائل أخرى
26:10 يقوم الدكتور ستيفن سومي من المعهد الوطني لتنمية الطفل والإنسان في ميرليند
26:15 بدراسة طريقة نمو التصرف الحيوي لفصائل رئيس أخرى وهي الريس
26:20 وهو يعتقد أن فكرة التربية بين الفصائل هي إمكانية من الناحية النظرية
26:25 نعلم أن هذه القروض قد تدخل في علاقات مع الكلاب أو القطة البرية أو الأحصنة
26:32 ومن الممكن أيضا من الناحية النظرية أن يتمكن هؤلاء القروض من الدخول في علاقات البشر على المدى الطويل أيضا
26:39 راقب الدكتور سومي طريقة تصرف معينة يتجاوب فيها القروض عندما يتعلق الأمر بالتواصل مع البشر
26:45 إن القروض التي نجري دراسات عليها الآن تعرف عن كل الذين يهتمون بهم
26:51 يعرفون الأطباء الذين يجمعون المعلومات
26:54 إنهم يتخذون قرارات تتعلق بجنس المخلوق البشري الذي يتعاملون معه
26:59 لذا فهم يأخذون حذرهم أكثر عندما يتعلق الأمر بالذكور البالغين أكثر من الإناث البالغات
27:06 أكثر ما يثير الاهتمام هو رد فعل القروض إزاء الأطفال
27:10 عندما يخضر أفراد الطاقم أطفالهم لمشاهدة القروض خلال العطل
27:15 يجن جنون القروض ويبدأ القروض الذكور بالقيام باجتهاد هؤلاء الصغار للانضمام إلى مجموعتهم
27:21 ولا يقولون أي قدر من وقتهم للكبار البالغين
27:25 لكن الخبير الأوغندي بيتر أبي لديه الكثير من الشكوك
27:29 فيما إذا كانت أي فصائل من الحيوانات الرئيسة قد تربي وتنشئ طفلا بشريا في البراري
27:35 بحسب ما أعرفه عن السلوك الحيواني هذه حالة فريدة للغاية
27:39 وذلك لأن غريزة هذه الحيوانات الفطرية قد تدفعها إلى مهاجمة هذا الطفل أو قتله
27:45 بيتر أبي طبيب بيطري وخبير في الحياة البرية الأوغندية
27:50 إنه يعمل على مجموعة متنوعة من الحيوانات الرئيسة التي تتضمن قروض الفيرفت
27:55 هذه الفصيلة التي يزعم أنها اهتمت بجون
27:58 أبي لديه تفسير أقل رومانسية للطريقة التي عاش فيها جون مع القروض
28:05 قروض الفيرفت هي بطبيعتها فصيلة دهماء
28:09 إنها تجمع طعاما تفوق كمية ما يمكنه أن يأكله
28:13 لذا من المرجح أن ما حدث في حالة جون هو أنه عاش من خلال أكله كميات الطعام
28:19 التي كانت تبقى بعد أكل قروض الفيرفت
28:22 من المرجح أن جون كان يلتقط الطعام الذي كان يقعه القروض على الأرض
28:27 هذا الكلام يغير مجرى التحليل الذي كنا قد بدأنا به عن العلاقة بين جون والقروض
28:33 وقد لا تكون الحقيقة أن قروض الفيرفت قد اهتمت بجون بالفعل
28:36 بل قد يكون هو استعملها ليعيش ويستمر
28:39 كما شرح بيتر ثمت فرق واضح بين الاحتمال والاهتمام
28:43 تعني تربية إنسان ما في مجتمع معين أنه سيتم قبوله بشكل كامل في هيكلية هذا المجتمع
28:52 وبما أن جون مخلوق بشري فمن المستبعد أن تكون القروض قد ربته
28:58 من الممكن أن تكون القروض قد احتملت وجوده بينها
29:01 وقد تكون حتى تقبلته
29:03 ولكن فكرة أن تكون ربته مستبعدة
29:06 لكن في البداية ما الذي أوصل هذا الطفل الذي يبلغ الرابعة من عمره إلى القروض
29:11 هل دفعته إليهم غريزته بالبقاء التي يتمتع بها البشر
29:15 هل كانت حاجته إلى الطعام هي الدافع
29:17 أم هل كان يبحث عن اتصال جسدي مهما كان
29:20 إن جزء من أسورة الطفل المتوحش هي الرابط الذي ينم بين الإنسان والحيوان
29:25 هذا ما يجعل هذه القصص مثيرة للاهتمام إلى هذه الدرجة
29:29 ولكن هل من الممكن أن يتمكن طفل محروم أي اتصال بشري أن يجعل من حيوان والدا له
29:36 تشير العديد من الحالات التي ظهرت مؤخرا إلى أنه قد يفعل ذلك بالفعل
29:41 في أوائل القرن العشرين ظهرت في أوكرانيا قصة فتاة شابة كانت تعيش في مزرعة شبه متهدمة
29:47 تدعى هذه الفتاة أوكسانا مالايا ويبدو أنها تربت على يد مجموعة من الكلاب
29:52 وفق هذا التقرير التلفزيوني الروسي كانت أوكسانا تبلغ ثالثة من عمرها
29:57 عندما تركها والدها السكيراني في الخارج مع الكلاب
30:01 طوال خمس سنوات نامت أوكسانا في وجار الكلاب وعاشت ككلب
30:05 وكانت ترقد على القوائم الأربع وتعوي وتأكل مثل الكلاب التي كانت تعيش معها
30:11 بالنسبة إلى المشاهدين بدى الأمر وكأن تلك الفتاة الصغيرة قد لجأت إلى الكلاب طلبا للعاطفة
30:16 التي حرمها إياها والدها الفاسدان
30:19 الدكتور شارلز نيلسون الثالث وهو بروفيسور في طب الأطفال في كلية هارفرد للطب
30:24 يؤمن بأن هذه الفرضيات قد تكون صحيحة
30:27 قد تكون الحقيقة أننا نحن البشر مبرمجون جينيا للحصول على العواطف والحنان
30:33 إن مسألة ما إذا كنا نحن البشر مبرمجين لطلب العطف والحنان
30:38 هي مسألة مثيرة للاهتمام
30:40 وجواب هو نعم
30:41 في حالة أوكسانا إذا كانت هذه الفتاة الصغيرة قد تركت مع الكلاب
30:46 فهي بالطبع ستدخل في علاقة معها
30:48 فالإنسان يتمتع بهذه الحاجة البيولوجية لتكوين علاقات مبنية على أساس العاطف والحنان
30:54 قد تكون هذه الحاجة البيولوجية آلية بشرية للإستمرار والبقاء
30:59 وعلى الرغم من أن الإنسان يكون مرتبطا بشكل كامل بوالديه عند الولادة
31:03 فنحن مبرمجون من الناحية الجينية لنطلب المساعدة
31:07 فاللجوء إلى شخص يقدم إلينا المساعدة ويهتم بنا
31:10 يعني أننا سنحصل على الأشياء التي نحتاج إليها لنبقى على قيد الحياة
31:15 كالطعام والدفء
31:16 لقد طلبت جون سيبونيا رفقة القرود التي قدمت إليه بالمقابل ما يكفي من الطعام
31:21 لكي يبقى على قيد الحياة
31:23 أما أكسانا ملايا فقد لجأت إلى قطيع الكلاب بحثا عن الدفء والحنان والراحة
31:27 وقد قدمت الكلاب إليها كل ذلك
31:30 في النهاية عثر على أكسانا وتم وضعها في منزل للرعاية
31:34 ولكن ماذا قد يكون آثر تجربة شديدة التطرف كهذه على طفل صغير مثلها؟
31:40 تشير الاكتشافات الحديثة إلى أن دماغ طفل صغير سريع التأثر بشكل كبير
31:45 فالخلايا الدماغية النامية معدة وجاهزة لكي يتم نحتها في مراكز عصبية مهمة
31:51 وستتحول مجموعة من الخلايا إلى المركز اللغوي
31:54 ستتحكم مجموعة أخرى منها في الحواس والعواطف والشخصية
31:58 النحات هو البيئة التي يترعرع فيها الأطفال
32:01 والتي تتكون من كل الأشياء التي يرونها ويسمعونها ويختبرونها
32:05 عندما ترى والدا يتفاعل مع طفله فأنت لا ترى فقط أمامك طفلا فرحا
32:10 ولكنك ترى عملية النحة هذه التي تكون في عز نشاطها
32:14 وهي التي تقضي بإعداد وتجهيز عصاب قوية لبناء دماغ متوازن من الناحية البيولوجية
32:20 أحد الأشياء التي نعرفها عن نمو الدماغ
32:23 هو أن هذا الأخير يرتبط بالخبرات التي يكتسبها الإنسان
32:27 وحتى يكبر الدماغ وينمو بشكل طبعي
32:30 يخترد أن البيئة التي هو فيها ستقدم إليه الدعم الكافي
32:33 من خلال تزويده بكل أنواع الخبرات التي سيعيشها الطفل
32:37 أما إذا كانت معدومة فعندها ستؤثر بالخبرات التي يفترض أن يكتسبها
32:42 منذ سن الثالثة كانت أكسانا تعيش تجارب مع الكلاب
32:47 وبنتيجة ذلك تعلمت أن تتصرف وتتفاعل كالكلاب
32:51 من الواضح أيضا أن جون قد فقد طريقة التعلم النحضية والقدرة على الكلام
32:56 خلال الفترة التي أمضاها في الغابة
32:59 هذه السنوات الثلاثة أو الخمسة الأولى هي بالفعل نقطة أساسية في نمو الدماغ
33:06 حتى يتم توصيله بشكل جيد
33:08 إذا لم يتم توصيله والنحط عليه في وقت باكر
33:11 فهذا الأمر يشبه منزلا ذا أسس سيئة
33:14 من الواضح أن هذه التجارب لها تأثيرات مدمرة على الأطفال وعلى نموهم
33:19 ولكن على الرغم من المعاملة السيئة التي طلقتها من والديها
33:24 من الواضح أن أكسانا قد اعتادت البيئة الجديدة التي انتقلت للعيش فيها
33:34 تشير هذه المقابلة على التلفزيون الروسي إلى أنها تعلمت الكلام
33:38 ما أكثر ما يجعلك فرحة؟
33:43 أحب أن أركض في الأرجاء كالكلاب
33:48 لماذا؟
33:51 هذه طبيعتي
33:53 يفهم العلماء اليوم أن دماغ الطفل يتمتع بقدرة كبيرة على التأقلم وحتى على التأقلم من جديد
34:03 بحسب قوة وقساوة التجربة التي يعيشها الطفل وعمره عندما عاش تلك التجربة
34:08 لقد تتبع الدكتور دوغلاس كاندليند تقدم جون على مدى سنوات كجزء من عمله على الأطفال المتوحشين
34:20 وقد عاد الآن إلى أوروندا لإجراء مقابلة مع جون الذي يبلغ الآن 17 عاما
34:25 ولمعرفة ماذا يتذكر من تلك الفترة التي عاشها مع قرود الفرفرين
34:30 مسرور لرؤيتك
34:32 مر وقت طويل
34:33 التقى كاندليند للمرة الأولى جون منذ 6 سنوات عندما كان لا يزال صبيا صغيرا وكان يعاني صعوبات في التواصل
34:39 هو الآن يشعر بالكثير من الفرح لرؤية أن جون قد تخلى عن الكثير من الأشياء التي كانت تعيقه عن التقدم وقد أصبح حتى مدربا
34:47 ولكن بصفته عالما لا يزال لدى الدكتور كاندليند الكثير من الأسئلة عن قصة جون
34:52 السؤال الأول الذي يطرحه الناس هو هل هذه القصة حقيقية؟ لا أحد يخبر القصة نفسها بالتحديد
35:00 ولكن الجميع يتكلمون عن القصة نفسها
35:03 الموضوع الذي يتكرر والذي يرتكز على ذكريات صبي يبلغ الرابعة من عمره هو أن جون هرب من منزله وقد تبنته القرود
35:11 يرغب كاندليند في التطقيق في قصة جون من وجهة نظر خبير في السلوك الحيواني للتأكد من الطريقة التي تفاعل فيها جون مع قرود الفرفت
35:20 لقد سأل جون مع سولومون بجانبه بتجميع ما يتذكره
35:25 عندما كنت تعيش في الغابة قلت إنه كان هناك الكثير من الحيوانات هناك هل كان ثمت حيوانات كبيرة بالإضافة إلى الحيوانات الصغيرة؟
35:35 لقد قال إنه كان ثمت قرود كبيرة وأخرى صغيرة وكان هناك أيضا أفاع وكان ثمت ضبي وبعض الحيوانات الأخرى
35:45 هل يمكنك أن تريني القرود التي رأيتها هناك؟
35:49 لقد دل على أول اثنين رأاهما
35:55 لا يعاني جون بالتعرف على قرود الفرفت ولكن كاندليند يريد الآن أن يعرف كيف تمكنت جون من التأقلم مع هيكلية مجتمع قرود الفرفت المعقدة
36:06 ستقضي قرود الفرفت فترة ما بعد الظهر وهي تستعد
36:12 إن الأمر برمته يدور حول إجراء علاقات ويشبه الأمر عملية التكلم بين البشر
36:18 هل كنت تهيئ القرود؟
36:21 لقد كانت القرود تعد بعضها ولكنها لم تكن تهتم بالجون
36:26 هذا يشير إلى أن جون كان مجرد متفرج على ما كان يجري بين مجموعة القرود
36:30 فيما يلي سيختبر كاندليند النظرية التي تقول أن القرود لم تكن تطعم جون بل هو كان يقتات ببقايا ما كانت تأكله
36:38 هل تعني أن القرود كانت ترمي الطعام وكنت أنت تلتقطه عن الأرض؟
36:42 ولكن سلومون يشدد جون على هذا الموضوع
36:46 كانت القرود تجمع الطعام وتحضره له وفي بعض الأحيان كانت تعطيه الطعام بيدها
36:52 ولكن أي من القرود لم يحصل على الطعام ويرميه أرضا
36:57 لقد أخبرت جون وسلومون الدكتور كاندليند أن القرود كانت تحضر له الماء
37:02 هكذا كانت تقدم له القرود الماء
37:05 ولكن القرود هي التي صنعت هذا الشيء ليست جون بل القرود
37:11 الدكتور كاندليند ليس مقتنعا بهذا الكلام
37:14 فبحسب دراساته قليل هي فصائل الحيوانات الرئيسة التي يمكنها أن تستعمل أدوات معينة
37:20 نتعامل هنا مع بعض ذكريات الطفولة التي تضاف إليها الكثير من التفاصيل غير الحقيقية
37:27 أعتقد أنه بالفعل قضى الكثير من الوقت بين القرود
37:30 كان يقتات بالطعام الذي كان يبقى بعد أكل القرود
37:34 وقد يكون وجد أوراق أشجار الموز التي تكون وقعة على الأرض
37:38 وفيها مياه من عواصف الأمطار
37:40 واعتقد أن القرود هي التي صنعت هذا الشيء الذي تمكن من أن يشرب الماء من خلاله
37:46 لذا عندما تطرح السؤال التالي هل ربت القرود جون؟
37:49 أفضل الإجابة عن هذا السؤال بالقول إنه تربى مع القرود إلى حد ما
37:54 ولكنني لا أؤمن أنه تربى على يدها
37:57 إذا أخذنا كلمة تربية بمعناها العادي
38:01 يبدو أن جون قد استمر على قيد الحياة بطرق عديدة خلال الفترة الأولى التي فقد فيها في الغابة
38:07 ولكن هل تمكن من تخطي المأساة الأكبر والأكثر تأثيراً
38:11 وهي العنف الأسري الذي تعرض له خلال أول سنوات حياته
38:14 على يد الأشخاص الذين يفترض بهم أن يؤمن له الحماية؟
38:18 من الواضح أن جون قد تقدم بأشواط كبيرة منذ الأيام التي انتشل فيها من الغابة
38:25 فقد أعطاه المنزل الآمن الذي أمنه له الزوجان مولي و بول واسوا فرصة ثانية في حياته
38:31 لكنه لا يزال يعاني صعوبات في التعلم والتنسيق وفي التعامل مع اللغة
38:36 هل يعود السبب في ذلك إلى كونه كان يعيش وحيداً في الغابة خلال مرحلة النمو المهمة هذه
38:42 التي يتعلم فيها معظم الأولاد كيفية التكلم؟
38:45 أم هل فمت أمر آخر أثر على إعادة تأهيل جون؟
38:48 بعدما أخذنا الإذن من مولي
38:50 أخذنا جون لنجري له صورة شععية شاملة لرأسه في أوغندا
38:56 في المركز الطبي الدولي في كامبالا خضع جون المتوتر قليلاً لتصوير مقطعي
39:02 ستنتج منه صور تدل على التركيب البنيوي لدماغه
39:06 التي ستساعد على تحديد السبب الذي يؤدي إلى استمرار جون في المعاناة من صعوبات في التعلم
39:14 الدكتور جي جيد متخصص في أمراض الأصابي في المعهد الدولي للصحة في ميرليند
39:20 وهو سيساعد على تحليل الصورة المقطعية
39:23 وتجدر الإشارة إلى أن الدكتور جي د واحد من أشهر المتخصصين في الأبحاث عن النمو الدماغي
39:29 وتكشف النتائج عن شيء غير متوقع على الإطلاق
39:32 فمن كل النواحي تقريباً دماغ جون صحي وطبيعي باستثناء أمر واحد
39:37 أكثر ملافة انتباهي في هذه الصورة هو هذه المنطقة السوداء هنا
39:42 فهي عبارة عن مساحة كبيرة من الدماغ تعرضت للضرر
39:46 في مرحلة ما من فترة طفولته تعرضت جون لضربة قوية على الرأس
39:50 تعرض دماغه لصدمة قوية
39:53 الموقع الذي وقعت فيه الصدمة له تأثيرات وتداعيات كبيرة على الدماغ
39:58 هذا الجزء من الدماغ الذي لم يتعرض للضرر ليس أبداً بالمكان المناسب للتعلم ولفهم اللغة
40:04 ومن الواضح أن تعلم اللغة قد محي بالكامل
40:07 وبمجرد النظر إلى هذه الصورة ومن دون أن أعرف أي شيء عن جون
40:12 سأقول هذا شخص سيعاني على الأرجح مشاكل عديدة في تعلم اللغة واكتسابها
40:18 ولكن الخبر الجيد هو أن معظم الباقي من دماغه جيد
40:22 وهذا يفترض به أن يساعد جون على الاستمتاع بالحياة وعلى أن يكون له خيال واسع
40:27 أما السؤال الأهم فهو متى حصل ذلك؟
40:31 إذا تعرض دماغه للخلل خلال مرحلة باكرة
40:35 فلا يزال إذن ثمت فرصة لإيجاد طرق بديلة وأسلاك بديلة
40:40 ولكن إذا حصل الخلل بعد أن يكون الدماغ قد تكون ونم بالكامل
40:45 فسيكون من الأصعب بكثير إعادة الدماغ إلى حالته السابقة
40:49 وبالنظر إلى صور دماغ جون الشعاعية يبدو لي أن الاحتمال الثاني هو الذي حصل بالفعل
40:55 أي إن مراكز اكتساب اللغة كانت قد تكونت ونمت بالكامل ثم تعرضت للخلل بعد ذلك
41:01 قد لا نعرف متى تعرضت جون لهذه الإصابة
41:04 لكننا نعرف أن هذه الصدمة هي السبب الذي أدى إلى هذه الصعوبات التي يعانيها في التعلم
41:09 وليست حياته في البراري هي السبب في ذلك
41:12 إن الواقع العلمي الذي تشير إليه حالة جون
41:19 هو أن نتائج العيش في البراري تكشف فقط عن نصف القصة الحقيقية
41:23 أما النصف الآخر من الحقيقة فهو السبب الذي جعل المطاف ينتهي بهؤلاء الأشخاص في هذا المكان
41:29 عندما أفكر في هؤلاء الأطفال المتوحشين يتوارد إلى ذهن مفهوم العنف الأساري والإهمال
41:37 فهؤلاء ينتهي المطاف بهم بالعيش في البراري بين الحيوانات
41:41 وهذا يزيد من صعوبة معرفة كيف تؤثر الحياة في البراري في النمو الدماغي عند هؤلاء الأطفال
41:47 أو نموهم السلوكي لأنهم في الواقع هربوا من حياة بدأت بشكل سيء
41:52 هذه كانت حالة أوكسانا بكل تأكيد
41:55 التي كانت تتعرض للإهمال من قبل والديها سيكي رين والذين لا يجدان التصرف مع طفلتهما
42:01 في الوقت الذي لا نعرف فيه ماذا كان يجري بالتحديد في منزل جون في أورغندا
42:05 ثمت إمكانية حقيقية للغاية في أن يكون قد تعرض للعنف الجسدي مما دفعه إلى الهرب من منزله
42:12 وإذا تعمقنا أكثر في حالات الأطفال المتوحشين
42:15 نجد أن معظم هذه الحالات يعود سببها إلى الأهل
42:18 الذين يكونون قد تخلوا عن أولادهم غير المرغوب فيهم
42:22 وقد يكون هذا أيضا ما حصل مع فيكتور أوف أفيرون
42:25 فمذكرات وملاحظات الدكتور إيتارد تشير إلى أنه وجد ندب على حلق الصبي
42:30 قد يكون أحدهم أخذ الصبي إلى الغابة وحاول أن ينهي له حياته
42:35 تاريخيا كان من الشائع بالنسبة إلى الأهل أن يتخلوا عن أطفالهم الذين يعانون خللا جسديا أو عقليا
42:44 هذا هو بالتأكيد التفسير الكامل وراء حالة لوكاس الشهيرة
42:51 هذا الصبي الذي يزعم أن قرود الرباح قد ربت
42:54 وبعد ما عين العلماء حالة لوكاس عن كثب أكثر
42:57 اكتشفوا أن الصبي كان يعاني إعاقة كبيرة
43:00 وكان أهله قد تخلوا عنه عند ولادته
43:03 وقد قضى أول سنوات حياته في مؤسسات عديدة قبل أن يهرب عند سن الثالثة عشر
43:09 من الواضح أن قصة ساعدين الرباح تركيبة تم اختراعها وإسقاطها على واقع طفل يعاني العديد من الإعاقات
43:21 بمجرد أن يتم إطلاق شائعة ما، ثمت العديد من الأشخاص الذين يستفيدون منها
43:26 فعلى مدى سنوات لم يفعل المزارع جورج سميث ورجال الشرطة الذين وجدوا لوكاس في البداية
43:31 سوى تغذية الأسور التي تكشف عن قصة مثيرة للاهتمام
43:35 ثم تتفسير مماثل للحالة الأخرى الشهيرة وهي حالة أمال وكمالة في الهند
43:40 فالقصة التي وصلت إلينا تقول أن المؤقرة سينج وجد الفتتان وهما تعيشان بين الذئابة في غابة البنجال
43:47 ولكن المقابلات مع السكان المحليين التي أجريت لاحقاً كشفت عن قصة مختلفة تماماً
43:54 لقد تبين أنه كان يقوم بعملية استياض كبيرة كل سنة في الوقت نفسه
44:00 قال للسكان المحليين إنه كان يبحث عن أيتام ليأخذهم إلى ميتمه
44:05 لا يتطلب الأمر الكثير من الخيال الخصب لتخيل بعض الأهل يقولون
44:09 لدينا فتتان متخلفتان عقلياً بشكل كبير
44:13 وهما ستستنفدان الكثير من مواردنا المادية المحدودة
44:17 وهذا الرجل اقترح علينا أن يأخذهما إلى ميتمه
44:21 وهكذا فما يكون قد حصل هو أنه تم ترك الفتتان في مكان يعرف المؤقر والصيادون الوصول إليه
44:29 وبهذه الطريقة يكون الجميع فارغاً
44:33 لماذا إذا كتب المؤقر سينج قصة طويلة عن صراعه مع الذئاب من أجل الحصول على الأطفال؟
44:39 أدريان بنزكين تعتقد أن الأسباب التي دفعته إلى ذلك واضحة
44:44 لقد كان لديه مجموعة من الأطفال الذين كان مسؤولاً عنهم
44:49 وكان يفتقد دائماً إلى المال في الميتم
44:52 وقد فكر في أنه ربما إذا قال إن اثنين من أولاده قد ربتهما الذئاب
44:58 قد يذب الانتباه والمال إلى ميتمه
45:01 وهذا قد يكون واحداً من الأسباب
45:04 إن القصص الحقيقية الكامنة وراء حالات الأطفال المتوحشين لا تبدو بسيطة على الإطلاق
45:10 بعض هذه القصص هي مجرد خدع من نسج خيال من ألفها
45:14 مثل قصة الفتاة الكانجر التي تم اختراعها من أجل الدعاية فقط
45:18 وثمت قصص أخرى هي عبارة عن حالات مأسوية من العنف الأسري أو الإعاقة
45:23 وقد حولتها وسائل الإعلام إلى قصص مثيرة تجذب الجماهير
45:27 إن مجرد القول إن طفلاً ما هو طفل متوحش ليس بقول بريء
45:33 إما تريد أن تجري دراسة على هذا الطفل أو تريد استعماله
45:37 أو أنك تريد اجتذاب الانتباه إلى هذه الحالة
45:40 ولكن ثمت دائماً دافعاً وراء كل ذلك
45:44 مع أكسانا وفيكتور وجون سيبونيا
45:51 قد تكون القصص المهمة هي قصص العنف الأسري والإهمال التي عاناها هؤلاء الأطفال على يد البشر
45:57 الذين من المسترد بهم أن يهتموا بهم
46:00 وقد تكون أسورة الأطفال المتوحشين إنعكاساً لعدم قدرتنا
46:04 على تقبل فشل مجتمعنا الذي نقول عنه إنه متحضر
46:08 من المؤكد أن طفولة جون كانت مأسوية
46:11 ولكن ما يثير الفرح هو أن مستقبله يبدو واعداً
46:14 إنه لا يزال حتى الآن ينفس في الألعاب الأولمبية الخاصة
46:18 وهو يغني مع كورس لؤلؤة أفريقيا للأطفال
46:21 بالنسبة إلى الكثير من الأشخاص حول العالم
46:24 سيبقى جون معروفاً بأنه الطفل المتوحش الأغندي الشهير
46:27 ولكن القصة الحقيقية الكامنة هنا هي قصة مرونة رجل شاب
46:31 وسهلة تكييفه مع ظروف حياتية صعبة
46:35 المترجم: فلسطين
46:39 المترجم: فلسطين
46:44 المترجم: فلسطين
46:48 اشتركوا في القناة
46:50 ترجمة نانسي قنقر

Recommended