• last year

Category

🐳
Animals
Transcript
00:00 الاسكندر الأكبر
00:02 أحد أعظم المحاربين
00:04 وأكثرهم غموضاً على مر العصور
00:07 عندما بلغ ثلاثين حكم وحدة من أكبر الإمبراطوريات التي عرفتها البشرية
00:14 من بساتين الزيتون في اليونان إلى قصور الهند
00:18 جمع الاسكندر الشرق والغرب معاً وغير العالم القديم إلى الأبد
00:25 كان رجلاً حكيماً لكن قاتلاً مجنوناً لكن عبقرياً
00:30 جمع كل شيء اتصف بهذه الصفات وربما لم يتصف بشيء منها
00:34 انضموا إلينا في بحثنا لمعرفة ما دفع الاسكندر إلى غزو البلاد البعيدة
00:41 هل كان عسكرياً عبقرياً أم طاغية متعطشاً للدماء
00:45 أعماله البطولية أسطورية
00:49 لكن في النهاية هل أصبح الاسكندر المهوس بالسلطة أخطر أعداء نفسه
00:54 في بابل في يونيو عام 303 عاماً
00:59 في بابل في يونيو عام 323 قبل الميلاد
01:25 يستلقى الاسكندر صريع مرض خطير وقد أنهكت الحمى جسده
01:30 بعد الغزوات وسفك الدماء واشتياح أكثر من 50 ألف كيلومتر
01:35 وصل سعيه لتحقيق المجد الأبدي نهايته
01:39 يتجمع رجال الاسكندر بقلق حول سريره
01:46 يصف المؤرخ بلوتارغ المشهد
01:49 لم يكن شيء ليمنعهم من رؤيته للمرة الأخيرة
01:53 كان حافزهم الحزن الذي سكن قلوبهم
01:57 والذهول العاجز لفكرة خسارة ملكهم
02:01 خلال ساعات سيفارق أحد أعظم الملوك المحاربين
02:05 الذين عرفهم العالم الحياة
02:08 فما الذي أدى إلى موته المبكر في سن الثانية والثلاثين
02:12 وكيف هزم الملك المنتصر أخيراً
02:15 للإجابة على هذه الأسئلة علينا تتبع قصته العجيبة
02:21 ولد الإسكندر في مدينة بيلا شمال اليونان عام 356 قبل الميلاد
02:29 كان العصر الذهبي لليونان قد مضى منذ زمن طويل
02:34 وكانت الإمبراطورية عبارة عن مجموعة ضعيفة من المدن الممزقة المنقسمة
02:41 وفريسة سهلة لفليب والد الإسكندر
02:45 كان الملك فليب جندياً خشناً وزير نساء
02:48 كان مقاتلاً شريساً كثير الثمل والمثل الأعلى لجنوده الذين اطحنتهم المعارض
02:55 كان جيشه من أبرع الجيوش في العالم القديم
02:58 لكن فليب كان أيضاً سياسياً لا يرحم
03:01 أسس مملكة مقدونيا بإخضاع قبائل المنطقة الجامحة
03:06 في رأيي كانت إنجازات فليب ساحقة
03:09 إنه ملك من العصور القديمة لم يفيه التاريخ حقاً
03:12 كان عسكرياً عبقرياً استطاع ضبط جيش عظيم
03:17 انطلق فليب مسلحاً بالدبلوماسية والقوة الوحشية ليغزو معظم بلاد اليونان
03:26 تعلم الإسكندر المهارات العسكرية وفن القيادة من والده
03:31 لكن كان لأمه أولمبياس أيضاً تأثير قوي عليه
03:36 فمنها ورث طبيعته الشغوفة وعاطفته المتقدة
03:41 كان تأثيرها على الإسكندر هائلاً
03:45 كانت امرأة قوية وغامضة
03:49 كانت أولمبياس تابعة للطوائف الدينية وبالتحديد طائفة دايونيسس
03:58 إله المجوم
04:00 وشيعاً أنها كانت تعبد هذا الإله بالانغماس في رقص جامح حتى تفقد وعيها
04:13 كانت أولمبياس شخصية مرعبة ومثيرة للإعجاب مثل زوجها
04:20 كانت متقدة الذكاء وداهية سياسية وشديدة الصلابة
04:29 كانت تعامل ابنها بتملك لكنها أحبته حباً عميقاً
04:36 وكانت حارساً تحمي مصالحه المنتظرة
04:42 نشرت أولمبياس شائعة تقول أنها حملت مينزيوس ملك الآلهة الذي جاءها في هيئة أفعا
04:52 طوال حياته سيعيش الإسكندر مفتوناً بفكرة أنه قد لا يكون بشراً فانياً
05:00 بالإضافة إلى التأثير القوي لوالديه عليه كان هناك تأثير معلمه الفيلسوف الإغريقي شهير أرستو
05:10 منه تعلم الإسكندر عجائب الحضارة الإغريقية وعلى رأسها الحكايات الأسطورية العظيمة
05:17 أحب الإسكندر إلياذة هوميروس قصة حروب طرواضة وكانت مصدر إلهام له
05:26 إنها قصة تحمل في طياتها حكايات أبطال خلدتهم أعمالهم الملحمية ومنحتهم السلطة
05:34 أحد هؤلاء الأبطال هو أخيل المحارب الإغريقي النبوذجي بطل عندما خويرة بين حياة طويلة عادية أو حياة مجد قصيرة على أرض المعركة
05:46 اخترى أخيل موتاً مبكراً وشهرةً سرمدية
05:50 من الصعب الاستخفاف بتأثير أخيل على الإسكندر فقد كان أحد أجداده من جانب أمه كما اعتقد
06:00 ومنذ حداثة سنه آمن الإسكندر بأن أخيل هو المثل الأعلى الذي يجب أن يتخذه شخص مثله وضع نصب عينيه أن يكون في القمة
06:13 وقرر ليس فقط اعتناق صفاته بل أيضاً منافسته بحيث يحقق كل ما حققه أخيل وأكثر
06:27 ترك الإسكندر بلاده ثلاث سنوات للدراسة مع عرستو
06:31 وعندما عاد وكان في السادسة عشر من عمره وجد مثله الأعلى الآخر والده الملك فليب وقد تزوج مرة أخرى
06:40 والأسوأ من هذا وجد أخاً جديداً يهدد منصبه كخليفة للعرش
06:46 أثار هذا الامر حفيظة الإسكندر واغضبه ووقع شجار عنيف بين الأبي وابنه
06:52 شعر الإسكندر بالمرارة ونشأ جو عدائي بينه وبين والده
06:58 وهذه في اعتقادي عقدة نفسية في كل الثقافات والعصور
07:04 وهي المنافسة الشديدة لابن يستمت ليتفوق على والده
07:09 استفحل العداء بين الأبي وابنه وانتهى الامر بالإسكندر في المنفى
07:20 في النهاية تصالح الاثنان لكن الهدنة لم تدم طويلاً
07:25 في ليلة صيف من عام 336 قبل الميلاد
07:30 يجتمع فليب والعائلة المالكة للاحتفال بزواج ابنته
07:35 يقف الملك عند المدخل لتحية القادمين
07:39 فيدن منه رجل ويطعنه طعنة قاتلة
07:48 قيل انه قتل بسبب علاقة حب
07:51 فاليونانيون في ذلك الزمن كانوا عشاقاً متيمين
07:56 مات فليب على الفور
08:00 قتل القاتل على الفور قبل ان يكشف التعذيب ما ان كان له شركاء في مراكز عليا
08:08 فهل اتصرف القاتل بمحض ارادته ام هناك متآمرون اخرون معه
08:15 يعتقد البعض ان مقتله كان بتتبير من امه الداهية اوليمبياس
08:20 فقد نبذها فليب لاجل مرأة اصغر سنها
08:24 اعتقد انه كان لها دور في هذا
08:28 فقد ازيحت عن مكانتها الرفيعة
08:31 وما كانت لتقف مكتوفة اليدين
08:34 فحتى في مقادونيا لمثيل لسقط النساء
08:38 وماذا عن الاسكندر
08:40 الكان طليعاً في موت والده
08:44 ان نظرنا في مصلحة من يصب اغتيال فليب
08:48 سنجد ان المستفيد الاكبر هو الاسكندر
08:52 لان فليب في وقت اغتياله
08:55 كان على وشك الانطلاق الى اسيا
08:59 لبدء حملة غزوات واسعة
09:02 ولم يكن الاسكندر سيشارك في الحملة
09:06 بل كان سيترك في مقادونيا كوصي على العرش
09:11 وبهذا ما كان ليحظى بالمجد
09:14 الذي سيصاحب هذه الحملة الكبيرة
09:17 والمجد كان هو الهدف الاكبر للاسكندر
09:23 اي شكوك حوله كانت ستثير غضب نبلاء مقادونيا
09:29 وقد عرف انه بحاجة الى دعمهم وحاصل عليه
09:33 وفي الاشرين من عمره اعلن الاسكندر ملكاً
09:37 عندما اعتلى العرش ورث جيشاً عظيماً واضطراباً سياسياً واسعاً
09:42 استغرق عاماً ليخمد تمرداً في اليونان ويرسخ حكمه فيها
09:48 لكن الاسكندر لم يقنع بمقادونيا وحدها
09:52 نفاد صبره وطموحه المتزايدان جعله اكثر تعطشاً للمزيد
09:58 ركز انظاره على عدو اليونان الازلي دولة الفرس
10:03 كانت الامبراطورية الفرسية تمتد من تركيا في العصر الحالي الى باكستان
10:08 قبل 150 سنة من تولي الاسكندر الملك
10:12 احرق الفرس مدينة اثينة ودمروا معابدها
10:16 ولم تنسى هذه الجريمة قط
10:19 كان فيليب والد الاسكندر يخطط لغزو فارس قبل موته
10:24 والان اتيحت للاسكندر فرصة الثأر
10:28 كان نجاح فيليب الكبير هو المحرك لطموح الاسكندر المسعور
10:34 انه شرارة انطلقت من فيليب
10:37 بل هو اقوى من شرارة
10:40 انه نار مستعرة ونهمة
10:44 كادت هذه النار المستعرة ان تلتهم الاسكندر
10:48 فطوال حياته القصيرة سيطارده طيف فيليب
10:52 دافع اياه الى بطولات اعظم فاعظم في محاولة لاثبات انه بكفاءة والده
10:59 او ربما افضل منه
11:01 وينطلق رافقه طيف فيليب في طريقه الى المجد
11:05 في عام 334 قبل الميلاد عبر الاسكندر هلسبونت بجيشه
11:12 وبدأ رحلة من الانتصارات والطموحات لا نظير لها
11:17 دامت احدى عشرة سنة وغيرت خريطة العالم القديم الى الابد
11:22 كانت محطته الاولى اسوار طرواضة المنهارة
11:26 حيث ذهبت عظيما لبطل طفولته اخيل
11:30 زارا هو وصديقه فيستيون ضريح اخيل
11:35 مثل معركة طرواضة الاسطورية كان الاسكندر يستعد لمعركته الملحمية الخاصة
11:45 وخصمه هو احد اثرى واقوى ملوك الارض
11:50 الملك ديرايوس الثالث
11:53 لا يدرك الملك الفارسي القوة التي سيواجهها
11:58 ورث الاسكندر كنزا ذهبيا من والدين
12:02 الا وهو احد ابرع جيوش العالم القديم واكثرها بباطا
12:07 كان الملك الشاب قائدا محبوبا وملهما اكثر من والدين
12:13 اعتقد ان السر في عبقرية الاسكندر العسكرية هو حزمه الشديد
12:19 كان جريئا ولا يهاب شيئا لدرجة عدم المبالاة احيانا
12:25 لم يكن يتردد اطلاقا في الاقدام بتهور على الحروب
12:32 قدمت جحافل الغزاة جنوبا الى اسوس الكائنة في تركيا في وقتنا الحالي
12:42 كان جيش ديرايوس يفوق جيش الاسكندر عددا
12:47 لكن هذا هو تماما التحدي الذي يتلذذ به الاسكندر
12:53 قدرة الاسكندر على التأقلم من صفات الجنرال العظيم
12:58 وعظم الجنرالات في التاريخ العسكري قادرون على عمل هذا
13:02 كان لديه القدرة على فهم الموقف من لمحة واحدة
13:06 ثم وضع خطة تتغلب على العقبات التي يقف اي قائد اخر عاجزا امامه
13:12 يقدر الاسكندر حجم اعدائه بسرعة
13:17 المشاة محميون بالرماء وهذا دليل على ان ديرايوس لا يثق بجنود المشاة
13:30 يقوم الاسكندر بخطوطه الاولى مستخدما اقوى الاسلحة في ذخيرته
13:36 سلاح الخوف
13:38 يقرعون دروعهم ببعضها ويحركون الرماح من جانب لاخر
13:44 ويسيرون الى الامام على نحو مرعب
13:47 لبدء المواجهة الاخيرة وهم يصيحون صيحات مدوية
13:52 لا لا لا لا لاي لا لا لا لاي
13:55 ثم يهجمون مشهد المرعب
13:58 يقتحم الاسكندر النهر ويصل الضفة الاخرى
14:02 وفي الفوضى الناتجة عن هذا تنهر ميسرة الجيش الفارسي
14:23 خلدت هذه المعركة الفاصلة بفسيف ساء تبدو كأنها تصويرية
14:29 ويعتقد انها نسخة عن لوحة اصلية تعود للقرن الرابع قبل الميلاد
14:35 وعندما يقف الاسكندر اخيرا وجها لوجه
14:39 امام عدوه لدود ديرايوس يقتل حارس الملك
14:43 يقف جنود الفرس حول الاسكندر يملأهم الرعب والخوف
14:52 وعندما يجد ديرايوس نفسه امام منطق منهائج يلوذ بالفرار
14:58 عندما رأى الجيش الفارسي ملكه العظيمة يفر بتلك الطريقة
15:05 ماذا كان سيدور في خلدهم
15:07 كان لتلك اللحظة تأثير نفسي هائل على الجنود الفارسيين
15:12 وحال ما حدث هذا خسر المعركة
15:14 لكن الاسكندر لا يليم
15:21 ومع نهاية اليوم يقتل اكثر من خمسين الف جندي فارسي
15:25 لا شك في ان الاسكندر كان متعطشا للقتل وقد كان الصيد هو تسريته المعروفة
15:34 نحن نتحدث هنا عن الصيد الحقيقي حيث كان يواجه الاسود وحده وبلا سلاح
15:38 كان يفعل ذلك للتدرب على مصارعة الرجال
15:42 لكن وراء هذا القاتل المتعطش للدماء يكمن عقل دهية
15:48 الاسكندر كأي سياسي في عصرنا الحالي يفهم اهمية الدعاية
15:53 وهو مصمم على ان يصبح اسطورة في زمنه
15:57 يصحب معه في الحملة مؤرخه ومديره الدعائي الخاص كليستينيس
16:04 كان دور كليستينيس في حملة الاسكندر العمل كوكيل دعاية
16:12 او كالممثل الرسمي للعلاقات العامة
16:18 ويبدو واضحا جدا انه فيما كان يتقدم الاسكندر بجيشه
16:24 كان كليستينيس ينقل اخبار الجبهة
16:28 لذا يمكن القول انه كان الصحفي الخاص لحملة الاسكندر
16:35 عدى معركة اسوس تقدم الاسكندر وجيشه الى سواحل لبنان حاليا
16:44 استسلمت معظم المدن لكن مدينة سور قاومت
16:48 كانت طريقة الاسكندر في المواجهة هي اما الانضمام اليه او الموت
16:55 يبدو الاسكندر ما سيكون اطول واقصى حصار في حملته
17:01 بعد سبعة اشهر مرهقة يخترقون اسوار سور ويقتلون سبعة الاف من اهلها ويستعبدون ثلاثين الف
17:12 ولجعلهم عبرة للمدن الاخرى التي قد تقاومه يأمر بصلب الفي جندي سوري
17:19 عندما انتهى اطلق العنان لرجاله ليروا تعطشهم للدماء
17:27 فقتلوا جميع الرجال الذين كانوا متحصنين
17:31 كان ذلك تجسيدا مهولا للوحشية
17:36 لكنه كان فعالا في الوقت نفسه حيث بين لاعدائه ما سيحل بهم ان قاوموه
17:43 في حصار وحشي اخر في غزة هذه المرة قتل جيش الاسكندر جميع رجال المدينة
17:53 من وجهة النظر العسكرية كان ينفذ كل شيء بطريقة صحيحة
18:01 او تقريبا كل شيء ويمكن الاستفادة من قيادته ومحاكاتها
18:06 لكن هناك جانب شرير في الاسكندر كان وحشيا ويقاتل لاجل المجد
18:12 ولعل معظم الصفات التي نعتبرها اسوأ ما في البشرية تجسدت في الاسكندر
18:18 كان الاسكندر رحيما عندما يستسلم اعدائه لكن قاسيا انعارضوه
18:29 وقد تحداه حاكم غزة باتس الى النهاية
18:33 وكشف الاسكندر عن جانبه القاسي عندما عقب باتس
18:46 حيث امر بربطه بالحبال وجره حول المدينة حتى فارق الحياة
18:56 انه مشهد مألوف استوحاه من الياذة هوميروس
19:00 فقد قام اخيل بجر خصمه هكتور حول اسوار المدينة
19:05 لكن في تلك القصة كان هكتور ميتا
19:10 كان الاسكندر متوحشا وقد ارتقى بفن الوحشية الى اعلى مستوياته
19:23 وهذا هو السبب في نجاحه في حالات كثيرة
19:26 لم يكن ليحقق كل تلك الانتصارات لو لم يلجأ لاستراتيجياته الوحشية
19:32 مكللا بانتصاراته الوحشية يستعد الاسكندر للاستيلاء على مصر
19:41 احدى اعظم الامبراطوريات التي شهدها العالم
19:46 اعتبر فراعنات مصر انفسهم الهة على الارض
19:52 وبنيت احرامات ومعابد ضخمة شهادة على عظمتهم
19:56 كان اليونانيون مبهورين بالحضارة المصرية وكان الاسكندر اكثرا بهارا
20:04 وتستحوذ عليه فكرة ان الحاكم العظيم قد يكون ايضا الها
20:11 وبعد سنتين من الحروب يسير الاسكندر بقواته الى منفس
20:20 كان المصريون مبتهجين لرؤية حكامهم الفرس يقهرون
20:26 فاستسلموا بلا قتال واستقبلوا الاسكندر بترحيب حار
20:32 وتحت حكمه استمر المصريون بممارسة طقوسهم الدينية وثقافية
20:39 وفي المقابل يسبق كهنة مصر على الاسكندر لقب فرعون
20:46 ويحدد هذا الحدث نقطة تحول مهمة
20:49 عند اذن يبدأ الاسكندر التصديق حقا انه اله
20:54 في عام ثلاثمائة وواحد وثلاثين قبل الميلاد
21:03 انطلق الاسكندر في رحلة طويلة لزيارة معبد النبوءات في شيوة
21:09 ذهب بحثا عن دليل على كيانه الالهي
21:14 كان المعبد بعد حوالي اربعمائة وثمانين كيلو مترا
21:18 الطريق الى سيوة كان عبارة عن هضبة مسطحة نسبيا ومحاطة بالكثبان الرملية
21:25 كان معبد النبوءات وجهة معروفة جدا
21:30 ولابد انه كان ثمة طريق اليه لكنه كان يطمس بسهولة
21:36 في تلك المنطقة تشتد الحرارة في النهار والبرودة في الليل
21:42 كانت العواصف الرملية تهب فجأة وتنعدم الرؤية تماما
21:46 وبالفعل يظل الاسكندر ورجاله الطريق بعد هبوب عاصفة رملية شديدة
21:56 لكن الاسطورة تحكي ان طائرين انقذا المجموعة وقاداها الى وجهتها
22:02 الى واحة سيوة العجيبة ومعبد امون را
22:07 وكانت زيارة معبد النبوءات من اروع الاحداث في تاريخ العالم القديم
22:12 واذن السؤال هنا هو
22:15 هل خطط الاسكندر لعمل دعاية بين رجاله
22:20 ليبين انه ابن زيوس
22:23 يدخل الاسكندر المعبد وحده فيما ينتظر رجاله في الخارج
22:31 الاسكندر شاب في اوائل عشرينيات عمره وقد حقق انجازات عظيمة
22:36 وهو في مكان يعامله فيه المصريون كاله على الارض
22:42 ولا نملك الا ان نتساءل ماذا يدور في خلاده الان
22:48 افكاره بالتأكيد بعيدة جدا عن مقادونيا الان
22:54 خرج الاسكندر من المعبد فسارع رجاله اليه وقالوا ماذا سألت
22:59 فقال لن اخبركم فقالوا سمعناه يناديك بابن زيوس
23:04 فقال لهم حسنا انشروا هذه القصة ان اردتم
23:08 ثم نشر رجاله القصة
23:11 وسمح الاسكندر بنفسه ان يقوم باستخدامها
23:16 وانتظروا ان يقوموا باستخدامها
23:20 ثم نشر رجاله القصة
23:22 وسمح الاسكندر بنشر هذه الاقويل عن هويته الحقيقية
23:27 لانها تتوافق مع شكوكه القديمة
23:30 التي ربما انطلقت من قصة امه بانه لم يكن مجرد بشر
23:36 منذ ذلك الحين يبدأ مؤرخ الاسكندر المخلص بتسمية سيده اله على الارض
23:48 ويؤكد المصريون هذه الفكرة برسم صورته على اقدس جدران معابدهم
23:54 وفي العقصر تظهر صورة الاسكندر رافعا يديه ويعبد والده الاله الاله عمون
24:05 بما انه اله كان محصنا من الانتقاد فقد كان من مستوى مختلف ورتبة عليا
24:14 لكن الاسكندر لم يكتفي بلقب اله على الارض
24:18 كان مصمما على هزيمة عدوه لدود ديرايوس هزيمة حاسمة
24:23 اثناء وجود الاسكندر في مصر جمع ديرايوس جيشا اخرى للقضاء عليه
24:30 وفي اكتوبر من عام 331 قبل الميلاد
24:37 اترح واحدة من اهم المعارك الحاسمة في التاريخ في جاو جاميلة الواقعة شمال بغداد حاليا
24:44 وهذه المرة تبلغ جيوش ديرايوس ثلاثة اضعاف جيوش الاسكندر
24:50 لكنه ينتعش في مواجهة الخطر والتحدي يزيده جرأة وجسارة
25:01 قصر الجيش الفارسي رجاله لكن ميمنته وميسرت جيشه صمضتا حتى لمح ثغرة في صفوف الجيش الفارسي
25:10 انتهز الاسكندر الفرصة واخترق الصفوفة ليهاجم عدوه لكن الملك الفارسي فر من جديد
25:18 احد اسرار نجاح الاسكندر في ميادين المعركة هو استخدامهم كتائب المشاة
25:27 تشكيل عمقه ستة عشر جنديا يحملون رماح طويلة
25:31 كان الاسكندر يستخدم تشكيلة المطرقة والسندان في ميمنة وميسرة الجيش
25:38 كانت الكتائب التي يشكلها المشاة المقدونيون هي السندان
25:43 ومقابل السندان كان يسحق ميسرة وميمنة جيش العدو باستخدام المطرقة التي يشكلها الخيالة
25:53 الملك الفارسي الذي فر شرقا إلى الجبال قتل على يد احد ضباطه
25:59 بعد ثلاث سنوات من زيارته الى طرواضة يعلن الاسكندر ملكا لآسيا
26:10 حقق ما لم يحققه والده لنفسه
26:16 رغم أن غيره من القادة العظماء كانوا سيقنعون بهذا الانتصار الضخم
26:20 إلا أن الاسكندر لا يتوقف فهو لا ينهي العودة
26:24 عام 329 قبل الميلاد تقدم الاسكندر إلى آفغانستان لقهر الحافة الشرقية للامبراطورية الفارسية
26:34 الآن يواجه تحديا أصعب جبال هندكوش المحرمة
26:42 اختار الاسكندر لجيشه الذي يتألف من ثلاثين ألف جندي واحدة من أصعب الطرق في العالم
26:48 على جبال يفوق ارتفاعها ستة آلاف متر
26:52 أثناء عبوره هندكوش حيث المناخ القاسي والأنطار الباردة والثلوج والعواصف الثلجية
27:00 كان سيجعل الأمور صعبة جدا بل مستحيلة لأي شخص إلا الاسكندر الأكبر
27:08 على ذلك الارتفاع يكون الأكسوجين أقل
27:12 وسير مسافات قصيرة على هذا الارتفاع يتطلب جهدا مضاعفا
27:19 الممر ضيق جدا لدرجة أن الجيش يسير في خط واحد يمتد ستة عشر كيلو مترا
27:32 عزيمة الاسكندر الحديدية هي الشيء الوحيد الذي يحفز الرجال للتقدم
27:38 إن أردت تحقيق إنجازات عظيمة ووسيلتك هي الجيش
27:44 فيجب أن يكون هذا الجيش مستعدا للقيام بكل ما تطلبه منه
27:49 وإن تمعنا للحظة بما طلبه الاسكندر من جيشه لوجدناه مضحكا
27:56 فلماذا فعلوا ذلك؟
28:00 لأنه كان علاقة وثيقة كانت تربطهم به
28:03 لكن مع الزمن ستكتبر قوة هذه العلاقة
28:09 ليضيف قوات جديدة إلى جيشه يجند الاسكندر جنودا فارسيين لملء الصفوف
28:15 ولا ينال هذا استحسان اليونانيين
28:19 علي أن أبين أن هذا ليس قرارا عسكريا بل اجتماعيا أيضا
28:24 في نهاية اليوم يترجلون عن خيولهم ويذهبون إلى الخيمة ليستريحوا
28:29 فماذا يجدون؟
28:31 يجدون جنودا فارسيين يملؤون المكان ويحتسون المشروبات معهم
28:36 لا يعجبهم هذا
28:38 يزداد امتعاضهم عندما تتغير شخصية الاسكندر نحو الأسواق
28:44 عندما يصل الجيش إلى مدينة سمرقاند الأسطورية تقام مأدبة كبيرة
28:53 يتفاقم سلوك الاسكندر الغريب مع أجواء الاحتفال
29:07 يبدو أن المشروبات تعزز شعوره بالعظمة
29:20 كان كليتوس بين المدويين وهو رجل قدم تحت امرة والده فيليب
29:26 وانقذ حياة الاسكندر في المعركة
29:29 ومع تزايد غماسه في الملاذات يزداد تعقر مزاجه
29:34 ويبدأ الاسكندر في التفاخر بأن مآثره فاقت مآثر والده
29:39 يصغي كليتوس الغاضب بصمت
29:43 وآخيرا يصيح قائلا تدين بمجدك كله لوالدك
29:49 فيختطف الاسكندر رمحا ويقتل صديقه ثم ينهار باكيا
29:55 غضب الاسكندر مما قاله كليتوس لسببين
30:02 أولهما أن عقدة الشعور بأن فيليب أهم منه ظهرت أمام الناس
30:09 بمعنى آخر انهارت الدعاية التي يحيط الاسكندر بها نفسها
30:18 ما يريده الاسكندر الآن هو سيطرة شاملة على رجاله
30:23 أراد من ضباطه وجنوده الانحناء أمامه وإرسال قبلة له في الهواء ليعيد لهم القبلة بدوره
30:32 ليظهر أنه متساون اجتماعيا ولم تلق القصة للمقدونين
30:37 بالنسبة إلى الإغريق الآلهة فقط
30:42 تستحق أن تعبدها كذا ورفض الكثيرون الإذعان للاسكندر
30:46 وكان من بينهم كليستينيس الرجل الذي ابتكر أسطورة الاسكندر
30:51 اعتبر كليستينيس هذه عبودية وهمجية وخيانة للتقاليد اليونانية
30:58 واعتبر أن الاسكندر أصبح طاغية ومستبدا
31:03 فأمر الاسكندر أن يتعامل معه ويقوم بإعادة تحقيقه
31:11 فأمر الاسكندر القاسي بتعذيب كليستينيس وقتله
31:15 أصبح الاسكندر ضحية لنجاحه
31:21 وقد يكون اعتنق أكثر من أي وقت مضى وبشكل متزايد شعوره بألوهيته وبعظمته
31:30 وبعد فترة أصبحت مشاعر العظمة هذه تؤثر على طريقته في إدارة حملاته وفي التعامل مع جنوده
31:41 في السنة الثامنة من حملته كان الاسكندر قد غزى مصر وفارس وولايات آسيا الوسطى
31:49 امتدت امبراطورية الاسكندر من اليونان إلى أفغانستان وغطت أكثر من خمسة ملايين كيلو متر مربع
31:58 والآن يتوجه إلى الشرق الأقصى إلى أطراف العالم المعروف أنذاك حيث تقع بلاد الهند الساحرة والغامضة
32:10 كان من الطبيعي أن يزحف شرقا لأن هذا هو الطريق الذي استخدمه الفرس لغزو الجزء الذي سيطروا عليه من الهند
32:18 وكوارث للامبراطورية الفارسية أراد استعمار ذلك الجزء فسار تحيط به جيوشه وعبر بهم مضيق خيبر
32:32 وصل الاسكندر إلى بلاد يحيطها الغموض وهناك تغيرت جميع القواعد
32:39 يواجهه راجا قوي مصمم على التصدي له
32:44 جمع الهنود جيشا يتألف من خمسين ألف رجل وجاءوا برفقة سلاح جديد مرعب
32:54 مئتي فيل محارب
32:58 كانت الفيلة التي يبلغ ارتفاعها حوالي ثلاثة أمتار وتزن خمسة أطنان دبابات حروب العالم القديم
33:06 حيث كانت تهاجم العدوى وتسحقه تحت أقدامها
33:11 أدرك الاسكندر على الفور أنه لا يستطيع المجازفة بشن هجوم مباشر ضد هذه القوة الضخمة
33:20 كانت لديه القدرة على التخطيط وتخمين التوزيع والمساحة والحفاظ دائما على عنصر الخداع في نواياه
33:28 فيتحرك إلى اليمين بينما هدفه في الحقيقة التحرك إلى اليسار
33:33 تظهر بعبور النهر في الهند ثم عبر إلى نقطة لا يتوقعونه فيها
33:47 في هذا الهجوم المفاجئ يستخدم الرجال الاسكندر رماحهم الطويلة لمضايقة الفيلة
33:54 في الوسط أخذ الجنود يغرزون الرماح والأسهم في جلود الفيلة مما أثار غضبها
34:02 فهاجت وأصبحت كالمسعورة بسبب الألم والخوف وراحت تهاجم الهنود واليونانيين على حد سواء
34:12 بعد وحدة من أصعب وعنف المعارك في تاريخ الاسكندر يبادل جيش الهندي ويستسلم الراجة
34:25 لكن في خطوة مفاجئة ينبهر الاسكندر بشجاعة الراجة ويعيد إليه مملكته
34:33 والآن تترسخ أسطورة الاسكندر في الهند
34:39 تعيش ذكر الاسكندر في الهند بأدة طرق
34:43 فالهنود ينظرون إلى الاسكندر كشخصية بطولية عظيمة تخللت التاريخ الهندي
34:50 ونرى أن إرث الاسكندر يتجلى في كل ما أنجزته الهند
35:02 فهو واضح جداً في الأدب وفن النحط الهندي والنوحات
35:10 وإن ذهبنا إلى شمال غرب الهند نرى الآلهة الهندية تتخذ أوضاعاً إغريقية
35:18 لأن فن نحط التماثيل تأثر بالفن الإغريقي
35:26 حفر الاسكندر بصمته في الهند
35:29 لكن رغم انتصاره المظفر كانت وطأة سنوات الحرب الطويلة قد بلغت مبلغها على جيشه
35:36 ومع هطول الأمطار الموسمية تفاقمت الأوضاع سيئة
35:50 كان لذلك أثراً نفسياً مروعاً على رجال مقادونيا
35:56 لأنهم لم يعرفوا مثيلاً له
36:00 بعد ثمان سنوات وقطع أكثر من 27 ألف كيلومتر
36:13 يصل الجنود إلى حفة الانهيار ويرفضون التقدم أكثر
36:19 ويقفر الاسكندر مع ركته الأولى ضد رجاله
36:22 لا خيار أمامه الآن سوى العودة أدراجه
36:26 فكروا في الأمر قبل بلوغه الثلاثين من عمره
36:30 كان سيقف عند النقطة التي تنتهي عندها الأرض كما اعتقد أمام بحر شاسا
36:37 كان سيقف هناك وينظر إلى البعيد ويقدم للآلهة القرابين التي أمره بها والده الإله
36:44 ويقول في قرارة نفسه لم تصل ما وصلت إليه يا فليب
36:48 أعرف أن هذا غرورا وأناء لكن يا لها من غاية يا له من هدف ويحرمه الجيش منه جبناء
36:56 يسلك الاسكندر الطريق طويل إلى آسيا سالكا بجنوده رحلة شاقة أخرى
37:06 وهذه المرة عبر صحراء قاحلة من أشد الأراضي جفافا على الأرض
37:11 سلوك الاسكندر هذا الطريق يظل لغزا
37:17 ربما عقابا للرجال لعدم اتباعهم له إلى نهاية الأرض
37:22 تغيرت التضاريس فجأة من أراض صلبة ساخنة وقاحلة إلى صحراء من الرمال المتحركة
37:36 دفنت جنوده إلى الخصر وأعلى
37:44 مات الألاف تحت وطأة الشمس والظمأ والإرهاق لم ينجو إلا ثلث من جيش الاسكندر
37:52 أعتقد أنه قادر على قهر كل شيء فحتى ذلك الوقت لم يعجزه شيء في طريقه وظن أنه سينجح في العبور كان مخطئا
38:08 رغم أنها أسوأ كارثة واجهتها الحملة إلا أنهم عبروها بأعجوبة
38:14 لم يكونوا يعرفون ماذا سيفعل الاسكندر بعد ذلك
38:19 كان من المتعذر تصور تصرفاته وسياساته
38:24 لم يستطيعوا التنبؤ بمخططاته واعتبروه تهديدا لهم
38:31 يتقدم الاسكندر إلى مدينة سوس الفارسية حيث يخبئ القدر مفاجأة أخرى لرجاله
38:38 يأمر حوالي مئة ضابط مقدوني باتخاذ عرائس فارسيات
38:47 كان الغرض من الزيجات إنجاب عدد كبير من الأطفال يحملون الأصول المقدونية والإيرانية ليكونوا أمراء المستقبل
39:00 استاء الرجال من الزيجات وتصاعد غضبهم
39:04 لكن بنسبة إلى الاسكندر دمج الشرق والغرب هو شأن عملي
39:10 ويثت وجة نظره هذه بنفسه بالزواج بثلاث نساء أجنبيات
39:16 فحتى يحكم إمبراطورية متنوعة الأعراق عليه الدمج بين الثقافات
39:22 كان يتطلع إلى الإمبراطورية الجديدة ليست التي غزاها ولا التي جلبها معه من اليونان ومقدونيا بل الإمبراطورية الجديدة في الشرق الأوسط
39:34 يسير الإسكندر بجيشه إلى مقر إمبراطوريته الجديدة بابل
39:52 وفي ليلة حارة وبعد الإسراف في الشرب يخر الإسكندر صريع مرض غامض
40:04 يتجمع ضباطه المفرسون حول فراشه بقلق
40:16 وبعد مسارعة الحمى أحد عشر يوما يفارق الحياة وهو في الثانية وثلاثين من عمره
40:23 ما الذي قتل الإسكندر هل كان المرض أم الإسراف في الشرب أم أنه قتل
40:33 يقول بعض الخبراء أنه أصيب بالتايفويد
40:39 ويعتقد آخرون أن بعض ضباطه قاموا بتسميمه بعد أن سأموا رغبته في عبادته كإله
40:46 لكن على مدى قرون ناقش المؤرخون سبب وفاته
40:51 أنا موقن أن الإسكندر لم يمت مسمماً
40:56 فقد كان حفل العشاء الأخير في التاسع والعشرين من مايو وفارق الحياة في الحادي عشر من يونيو
41:03 ولو أرادوا تسميم الإسكندر لا أعطوه جرعة قوية فما الذي قتله إذن
41:08 لم يكن وباء بالتأكيد لأنه لم يذكر أن آخرين ماتوا في تلك الفترة
41:13 لذا لم تكن أنفلونزا أسيوية لابد أنه مرض أصابه وحده وأنا أرجح الملاريا
41:20 من غير الممكن فحص جثة الإسكندر لأنها مفقودة
41:26 في الطريق إلى مقادونيا تربص أحد قوات الإسكندر بموكب الجنازة وأخذ جثته إلى مصر
41:38 وطوال قرون بقيت جثة الإسكندر في مدينة الإسكندرية
41:42 كان على الأرجح من أقدس الآثار في الإمبراطورية الرومانية
41:47 فقد عبد الإسكندر كإله بعد موته وعلى نحو جد
41:52 جاء يوليوس قيصر لتقديم فروض الولاء لبطله الراحل
41:57 ووضع الإسكندر في مدينة المصر
42:02 ووضع الإمبراطور الروماني أغسطس تاجا ذهبيا على النعش ونثر الزهور على الجثة
42:08 لكن في القرن الرابع الميلادي حدث شيء ما واقتفى الضريح
42:15 ومنذ ذلك الحين أصبح ضريح الإسكندر أحد أسرار علم الآثار المقدسة
42:22 يعتقد بعض الخبراء أن الحروب دمرته أو حتى الزلاجل
42:28 لكن أحد الموريخين البريطانيين لديه نظرية مذهلة
42:33 يعتقد أندرو تشاك أن دليل على مكان الضريح يكمن في خريطة تعود للقرن السادس عشر
42:40 في مركز الخريطة ثمة مبنى صغير قد يكون معبدا
42:45 وعلى جانبه مئذنة مسجد كتب عليها دوماس أليكساندري ماغني
42:53 وهو المعنى اللاتيني لمنزل الإسكندر الأكبر
42:57 عثر هنا على تابوت
43:02 قيل أنه للفرعون المصري نكتانيبو الثاني
43:06 لكنه لم يدفن هناك
43:09 فهل كان هذا المثوى الأخير للإسكندر؟
43:13 وإذا اكتشفوا التابوت على يد نابوليون
43:20 في القرن التاسع عشر
43:22 لكن بعد هزيمته على أيدي البريطانيين نُقل التابوت الخاوي إلى لندن
43:28 واليوم يرقض التابوت في المتحف البريطاني
43:33 قد تكون رفاة الإسكندر الأكبر مست هذا التابوت
43:37 وعند التفكير في أن يوليوس قيسر والقيسر أغوستوس زاراه
43:42 وأن نابليون ربما لمس تسريق شعرية في جسدك
43:48 لا يقبل المتحف البريطاني فكرة التشاك
43:52 ولا وجود لدليل من الحمض النووي لدعم هذه المزاعم
43:57 ويستمر البحث للعثور على جثة القائد المدفونة في مكان ما تحت الصحار الرملية
44:05 أو ربما كما يعتقد البعض تحت المدينة التي أطلق عليها اسمه الإسكندرية
44:14 رغم أن رفاة الإسكندر قد تكون فخذت إلى الأبد إلا أن إرثه ما زال حيا
44:20 وما زالت خططه الحربية العقرية تدرس في الجامعات اليوم
44:25 عند دراسة براعة الإسكندر العسكرية تتضح ألماط وأفكار ثابتة
44:32 وهذه الألماط قابلة للتطبيق في حروب هذا العصر كما كانت في عصر الإسكندر
44:38 القائد الأعلى مسؤول عن آلاف الأرواح
44:44 ويجب أن يتمتع بالفراسة والانضباط ويحوز على ثقة جنوده المتحفة
44:51 ويجب أن يتعلم عن أفكاره وعن أفكاره الثانية
44:57 ويتمتع بالفراسة والانضباط ويحوز على ثقة جنوده المتنهية
45:02 كان الإسكندر الأكبر قائداً ساحراً استطاع حجد الرجال في حملته الطويلة
45:09 قدرته على التواصل مع جنوده أكسبته ولائهم الشرس على أرض المعركة
45:16 كان الإسكندر يبادر بنفسه إلى كل ما يطلبه من رجاله
45:22 يقود الهجوم ويشاركهم الخطر نفسه
45:27 كان يختلط بأدنى جنوده مكانة وقد عرف الكثيرين منهم بأسمائهم لأنهم بقوا في حملته زمن طويل
45:37 وهذا ما وثق علاقته بشعبه
45:41 على مدى قرون اعتمد القادة العسكريون على استراتيجيات الإسكندر الحربية الناجحة
45:49 كان الإسكندر المستبد مصدر إلهام لقياسرة روما
45:55 أحبه لأنه حقق ما اعتبره الآخرون مستحيلة
45:59 يقال انه عندما بلغ يوليوس قيصر الثانية وثلاثين من عمره بكى لفكرة ان انجازاته لم تكن بعظمة انجازات الإسكندر
46:09 واضح جداً أن يوليوس قيصر كان مصاباً بعقدة الإسكندر
46:15 كان يعاني عقدة حسد الإسكندر كجميع قادة الرومان
46:21 حنيبعل احد اعظم قادة العالم القديم تأثر بالإسكندر
46:26 كان الاثنان مدفوعين بكرهية عدو قديم
46:30 اراد الإسكندر معاقبة الفرس واراد حنيبعل معاقبة الروم
46:36 وفي امريكا في عصر الثورة استنبط جورج واشنطن استراتيجياته العسكرية من الإسكندر
46:47 في كل معارك واشنطن يمكننا ان نرى بوضوح خطط الإسكندر الاكبر
46:53 وعبور نهر ديلاوير هو نسخة طبق الاصلي من حيث الاستراتيجيات التي اتبعها الاسكندر الاكبر في معركة هيدياسبس
47:08 في ديسمبر عام 1776 قاد واشنطن جنوده المرهقين لعبور نهر ديلاوير المتجمد لمهاجمة البريطانيين
47:18 اصبح انتصارهم غير المتوقع في ترنتون نقطة تحول في الحرب الامريكية لنيل الاستقلال
47:33 كان الجنرال الفرنسي نابليون بونابرت مفتونا منذ صباه بالاسكندر الاكبر
47:39 طموحه القاسي دفعه سريعا حتى وصل اعلى رتب الجيش
47:46 ومثل الاسكندر بنا قوته على سلسلة من الانتصارات العسكرية الجسورة
47:56 في اول فرصة اتيحت له سارى على خطى الاسكندر في رحلته الى مصر
48:03 وكان مبهورا جدا بسياسة الاسكندر الدينية وطريقته في التكيف مع ظروف المكان الذي يقيم فيه وتبنيه اراءة دولة التي يدخلها
48:20 عام 1802 انتخبه الفرنسيون قنصلا مدى الحياة وبعد عامين توجه امبراطورا
48:29 وكالاسكندر حاز على ولاء رجاله المطلب
48:34 فقد عرف الاثنان جنودهم بالاسم وكافئاهم على بسالتهم في الميدان
48:42 عندما كان نابليون يتأمل في غزو روسيا كان يفكر في الاسكندر بسبب بعد روسيا
48:50 لكن على خلاف الاسكندر سيواجه نابليون هزيمة النكراء في المعركة وينفى الى الابد
49:00 ايا كان قدره كان مثل الاسكندر مقتنعا ان له شأن عظيم
49:07 وكان انه في الحروب لا قيمة للرجال الا بوجود قائد يقودهم للنصر
49:13 كان جورج اس باتون الجنرال في الحرب العالمية الثانية نسخة طبق الاصلي عن الاسكندر
49:20 منذ اوائل ايامه في وست بوينت اعجب جورج باتون بجميع الابطال المعروفين
49:28 وعلى الاخص الاسكندر الاكبر
49:32 وهناك عدة كتابات ومذكرات تشير الى ان باتون اراد تحقيق ومحاكاة امجاد الاسكندر
49:40 ومثل الاسكندر درس باتون نقاط ضعف عدائه ليستطيع وضع افضل القطط لهزيمتهم
49:47 كان الاسكندر هو بطلة
49:50 وكان اشد ما اثار اعجابه الانضباط الذي رسخه في جنوده
49:58 مثل الاسكندر استطاع باتون تحقيق ما عجز عنه جميع الجنرالات
50:03 في خطوة جريئة في عام الف وتسعمائة واربعة واربعين
50:07 حول الجنرال الواثق بنفسه اتجاه قواته وغير اتجاه مئة الف رجل من الشرق الى الشمال
50:14 بعد السير مئة وستين كيلو مترا على مدى ثلاثة ايام هاجموا الالمان
50:21 وبعد ثلاثة اسابيع من القتال الوحشي فيما اطلق عليه التاريخ معركة الثغرة تؤتي مغامرة باتون ثمارها
50:30 استقبل باتون في بلاده كجنرال عظيم لكنه ظل يشعر بانه اقل من بطله الاسكندر
50:39 انه النموذج القياسي لجميع العصور
50:50 في الخير والشر وهذا ما يجعل منه مثالا اعلى لا يقاوم لكل من يطمح للقيادة والعظمة
51:02 فن الحرب ليس الا جزءا من ارث الاسكندر
51:07 فقد اسس ايضا طرقا تجارية جديدة وصاغ العلاقات الثقافية بين الشرق والغرب
51:17 نشر الاسكندر الثقافة الاغريقية واصبحت المصرحيات الاغريقية تقدم في بلاد الفرسيان ذاك
51:27 ووصلت الفلسفة اليونانية الى الهند وتجاوزتها الى سيري لانكا لقد حقق انصهارا مذهلا بين الثقافات
51:37 لكن الاهم من هذا كله انه يحتفى به كواحد من اعظم القادة العسكريين على مر العصور
51:46 اصبح الاسكندر الاكبر رمزا للطموح الجامح والانجازات الاملاقة
51:52 شجاعته وطبيعته الجسورة وعفويته ونوع الولاء الذي الهمه لمن حوله
52:01 كان رجلا عظيما بمعنى الكلمة
52:11 كان الاسكندر الاكبر قائدا قسطوريا استحوذت عليه كرافة الوهيته
52:17 برغم دخولنا الهلفية الثالثة ما زلنا نتغنى بمآثره الباهرة
52:23 في اخر المطاف حظي الاسكندر بما اراده
52:29 اشتركوا في القناة
52:33 اشتركوا في القناة
52:38 اشتركوا في القناة
52:43 اشتركوا في القناة
52:48 اشتركوا في القناة
52:53 اشتركوا في القناة
52:58 اشتركوا في القناة
53:03 اشتركوا في القناة
53:08 اشتركوا في القناة
53:13 ونحن نتمنى أن يكون هناك مزيد من الناس يستمتعون بمشاركة هذه المساعدة.

Recommended