تبدأُ القصةُ في زمانٍ ومكانٍ غيرِ معروفينَ كما ذكرنا حيثُ كانتْ توجدُ قريةٌ مشركةٌ ضلَ ملكُها وأهلُها عنْ الطريقِ المستقيمِ، وعبدوا معَ اللهِ مالاً يضرُهمْ ولا ينفعُهمْ . وكانَ منْ بينِ أهلِ تلكَ القريةِ فتيةٌ آمنوا باللهِ ورفضوا السجودَ لغيرهِ ، فألهمَهمْ طريقَ الرشادِ . ولمْ يكنْ هؤلاءِ الفتيةُ أنبياءَ ولا رسلاً ، إنما كانوا أصحابَ إيمانٍ راسخٍ ، فأنكروا على قومِهمْ شركَهمْ باللهِ ، ثمَ قرروا النجاةَ بدينِهمْ وبأنفسِهمْ بالهجرةِ منَ القريةِ الفاسدةِ لمكانٍ آمنٍ يعبدونَ اللهَ فيهِ . فخرجوا منْ القريةِ ومعهمْ كلبُهمْ وتوجهوا لكهفٍ مهجورٍ ليكونَ ملاذا لهمْ، ولما استلقى الفتيةُ في الكهفِ، وجلسَ كلبُهمْ على بابِ الكهفِ يحرسُهمْ . حدثتِ المعجزةُ فقدْ نامَ الفتيةُ ثلاثَمائةٍ وتسعَ سنواتٍ ، وكانتْ الشمسُ تشرقُ عنْ يمينِ كهفهمْ وتغربُ عنْ شمالهِ ، فلا تصيبُهمْ أشعتُها، وكانوا يتقلبونَ أثناءُ نومِهمْ ، حتى لا تهترئَ أجاسدُهمْ . فكانَ الناظرُ إليهمْ يحسُ بالرعبِ لأنهمْ نائمونَ ولكنهمْ كالمستيقظينَ منْ كثرةِ تقلبِهم.
Category
📺
TV