مقدمة النشرة المسائية - على أرض الناس الطاهرين كانت النهاية

  • 3 years ago
المقدمة: على أرض الناس الطاهرين كانت النهاية
إلى بلادِ الشقاءِ الأسمر حَمَلوا أحلامَهم على أَكُفِّهم أَبحروا باتجاهِ الشمس وعندَ استوائِها استقرّوا طلباً لرزقٍ أو لمستقرٍّ في الغُربة في مواسِمِ الهِجرةِ تَرَكَ أحمد البلي الشَّمال وقبلَ نهايةِ الموسِمِ غادر محسن فنيش وزوجتُه الكنديةُ مدينةَ صور ببحرِها بحثاً عن موطىءِ حياةٍ لطفلِهما الذي لم يرَ النور بعدما انضمَّ جَنيناً إلى قافلةِ الشهداءِ الذين حصدَهم الإرهابُ على مرِّ حربِه في مطعمِ "آغا اسطمبول" في واغادوغو انتهى حلمُ ثلاثةِ لبنانيينَ قبل أن يبدأ في مسيرةِ اغترابٍ طويلةٍ دَفَعَ فيها اللبنانيونَ الموتَ ضريبةً للحياة بعدما عَزّتِ الحياةُ في ربوعِ الوطنفي بوركينا فاسو وتعني بلدَ الناس النزيهين كانت النهاية لكنّ البدايةَ كُتِبَت هنا على أرضِ وطنٍ مسلوبٍ مِن إرادةِ القيامة مَرهونٍ لعجزٍ ماليٍّ يُطبِقُ على مستقبلِ جيلٍ وراءَ جيل ممسوكٍ مِن رؤوسٍ ممعنةٍ في الفساد احتَلّت السلطةَ ووَرِثَتْها مدّدت لنفسِها بالثلاثة وقلبُها على رابعةٍ بقانونِ انتخابٍ فصّلته على مَقاسِها بنسبيةٍ لم تبلُغْ سنَّ الرشد وبثُغرةٍ مفتوحةٍ في سقفِ الإنفاقِ الانتخابيّ إذ إنّ المادةَ الثامنةَ والخمسينَ مِن القانونِ الجديدِ والمُتعلقةَ بالنَّفَقاتِ تُجيزُ للمُرشحينَ التّكفّلَ بنَفَقاتِ انتقالِ الناخبينَ مِنَ الخارج ومعها يَتحوّلُ اللبنانيُّ مِن رُتبةِ مواطنٍ إلى رُتبةِ سائحٍ انتخابيّ وفي مقابلِ الموتِ السياسيّ ثمة أمل معقود على سواعد تحمي وتطرد سواداً خيّم عند الجرود والحدود في معركةِ تحرير ما تبقّى مِن أراضٍ يَحتلُها تنظيمُ داعش الإرهابي وفي المعركةِ التي يخوضُها الجيشُ اللبنانيُّ بصمتٍ إلا مِن أصواتِ المدافعِ التي تستهدفُ مواقعَ الإرهابيين واصلت وحَداتُه اليومَ الانتشارَ في جرود عرسال لإحكامِ الطَوقِ وتضييقِ الخِناقِ على مجموعاتِ تنظيمِ داعش الإرهابي في جرود رأسِ بَعْلَبَك والقاع وخلالَ عملياتِ التفتيشِ في مِنطقتَي وادي حميد والعجرم عَثَرت وَحَداتُ الجيشِ على عددٍ مِن الأحزمةِ الناسفةِ والعُبُوّاتِ والقذائفِ المفخَّخةِ. أما في الحربِ الدائرةِ على الإرهابِ ما وراءَ الحدود فبضعةُ كيلومتراتٍ فقط تفصِلُ عن التحامِ الجيشِ السوريِّ بعضِه ببعض والإطباقِ على داعش في معركةِ تحريرِ ريفَي حِمصَ وحماه الشَّرقيين تمهيداً لمعركةِ ديرِ الزور والرقة على أن تَنطلِقَ في الساعاتِ المقبلةِ حربُ تَلَّعْفَر على أكبرِ معاقلِ داعش في محافظةِ نِينوى العراقية.