الإنسان كائن اجتماعيّ الإنسان كائنٌ اجتماعيٌّ بطبعه وقد ذُكرت هذه الصِّفة في القرآن الكريم، إذ قال الله تعالى:"وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا"، فالإنسان يُفضّل الحياة والعيش ضِمن شعب أو قبيلة أو مجتمع أو عائلة، ويندر أنْ يُفضّل العيش منفردًا الّإ في حالاتٍ استثنائيّةٍ، ولكي يضمن لنفسه هذه الحياة فعليه أنْ يتمتّع بعدّة مهاراتٍ تُؤهّله للاستمراريّة في الحياة ضِمن المجموعة، وأهمّها امتلاك حُبّ الآخرين له وإقبالهم عليه، فيزرع محبته في القلوب وهو مطلب الجميع فلا أحد يتمنّى أن يكون مكروهاً من الآخرين ينفرون منه ويتجنّبونه؛ فحُبّ النّاس علامةٌ على حُبّ الله عزّ وجلّ للعبد كما جاء في الحديث، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله إذا أحبّ عبدًا دعا جبريل فقال إنّي أحبّ فلانًا فأحِبّه، قال: فيُحبّه جبريل ثُمّ ينادي في السّماء فيقول إنّ الله يُحبُّ فلانًا فأحبّوه فيُحبّه أهل السّماء قال: ثمّ يوضع له القبول في الأرض وإذا أبغض عبدًا دعا جبريل فيقول: إنّي أبغض فلانًا فأبغضه قال: فيبغضه جبريل، ثمّ ينادي في أهل السّماء إنّ الله يبغض فلانًا فابغضوه قال: فيبغضونه ثمّ توضع له البغضاء في الأرض". الصِّفات التي تجعلك محبوبًا بين النّاس نادِ الأشخاص بأسمائهم أو ألقابهم التي يحبّونها، وتجنّب المناداة بألقاب التّحقير أو التّصغير والهمز واللّمز، فهذا أدبٌ نبويٌّ سبق علماء الاجتماع بأربعة عشر قرنًا؛ فقد ثبُت أنّ مناداة الشّخص باسمه تعزّز من محبّتك لديه؛ فأسماؤنا أغلى ممتلكاتنا. أظهر الاحترام للآخرين واحتفي بهم ورحّب بقدومهم، وقابلهم بوجهٍ بشوشٍ ومصافحةٍ وسلامٍ. أظهر الاحترام والتّقدير للكبير والصّغير، وابتعد عن تجاهل أحدٍ أو تهميشه أو إهانته بقولٍ أو فعل أو إشارةٍ. ابتعد عن التّظاهر بعدم معرفة الأشخاص والطّلب من الشّخص أنْ يُذكّرك باسمه أو وظيفته رغم معرفتك بالمعلومة، ولا بأس لو أخبرت الشّخص بمعلوماتٍ ما زلت تذكرها من حديثٍ سابقٍ لك معه؛ فذلك أبقى للوُدّ والمحبّة ويُشعر الطّرف المُقابل بالأهميّة؛ فتتمكّن محبّتك من قلبه. التزم حُسن الاستماع إلى الأشخاص بغضّ النّظر عن المُتحدّث أو عمره أو مكانته، وشجّعه على مواصلة حديثه والتّعريف بنفسه، ولا تنشغل عنه بأيّ شيءٍ آخر. تحدّث إلى كلّ شخصٍ على أنّه أهمّ شخصٍ في الكون، أشعرْ كلّ من حولك بأهميّتهم وقيمتهم، تشارك معهم في الأحزان والأفراح، بادرهم بالسّؤال عن أحوالهم وأُسرهم وأولادهم ومشاكلهم. تجنّب السُّخرية من الأشخاص لطريقة كلامهم أو أسلوبهم أو ثقافتهم أو عِرقهم أو هندامهم وشكلهم، وإذا أردت النُّصح فليكنْ سرّاً بينك وبينه دون تجريحٍ أو تحقيرٍ. أعط الشّخص كلّ الاهتمام والتّركيزعندما يتوجّه إليك بالحديث، واجعلْ نظرك مركّزًا على عينيه؛ فذلك مدعاةٌ للتّفاهم والاندماج. تبسّم في وجه من عرفت ومن لم تعرف، وأزِلْ العُبوس والتّجهّم عن وجهك، تمرّنْ على فعل ذلك. أكثر من أحاديث التّودّد والمجاملة والدُّعاء بالخير والصّلاح والهداية.
Category
🛠️
Style de vie