حسن الجوار

  • il y a 12 ans
عني الإسلام بالجار غاية العناية، وخصه بحسن الجوار وتمام الرعاية، فكانت الوصية به من سابع سماء وحيا نزل به الروح جبريل على قلب خاتم الرسل والأنبياء صلى الله عليه وسلم، قال ربنا تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ) [النساء:36]. ويقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم"مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سَيُورِّثه". وفي تفسير قوله تعالى: "والجار ذي القربى والجار الجنب" يقول الإمام القرطبي رحمه الله تعالى: (أما الجار فقد أمر الله تعالى بحفظه والقيام بحقه والوصاة برعي ذمته في كتابه وعلى لسان نبيه، ألا ترى سبحانه أكد ذكره بعد الوالدين والأقربين: "والجار ذي القربى" أي القريب، "والجار الجنب" أي الغريب، إلى أن قال: وعلى هذا فالوصية بالجار مندوب إليها مسلماً كان أو كافراً، وهو الصحيح، والإحسان قد يكون بمعنى المواساة، وقد يكون بمعنى حسن العشرة وكف الأذى والمحاماة دونه).

Recommandée