• 2 months ago
"شهادة"، "استشهاد"، و"شهيد" من أكثر المصطلحات تعقيدًا وحساسية، حيث تنسج مفاهيمها في نسيج التاريخ والفلسفة والدين والسياسة. تعود جذور هذه الكلمات إلى عصور قديمة، وقد شهدت تطورات جذرية عبر الزمن. فما الذي تعنيه الشهادة اليوم، وكيف يفهم الاستشهاد في عالم يتسم بالتعقيد والتغيرات السريعة؟
البعد التاريخيتتجذر مفاهيم الاستشهاد والشهيد في التاريخ الديني والثقافي لثلاث ديانات رئيسية: اليهودية والمسيحية والإسلام ورغم أن هذه المفاهيم تشترك في معاني التضحية والفداء، إلا أنها تختلف في السياقات الاجتماعية والروحية، مما يعكس التنوع الغني في تجارب الإنسانية وتاريخها. 1. اليهودية:في التاريخ اليهودي، يعتبر الاستشهاد رمزا للتضحية في سبيل الإيمان. يذكر العديد من الشهداء، خاصة في الفترات التي تعرض فيها اليهود للاضطهاد، مثل العصور الرومانية. الشهداء الذين قتلوا بسبب إيمانهم يُعتبرون قديسين، وتُخلد ذكراهم في الطقوس والممارسات الدينية.2. المسيحية:في المسيحية، يُعتبر الشهداء مثالًا على الإيمان القوي، حيث استشهد ... للمزيد إضغط على الرابط
زوروا موقع فرانس 24 عبر العنوان التالي
http://www.france24.com

انضموا إلى صفحتنا على فيس بوك
https://www.facebook.com/FRANCE24.MCD.Arabic

تابعوا حسابنا الرسمي على تويتر
https://twitter.com/France24_ar

Category

🗞
News
Transcript
00:00شهادة استشهاد وشهيد
00:06من أكثر الكلمات تعقيدا وحساسية
00:09مفهوم متجذر في التاريخ والفلسفة والدين والسياسة
00:14فما هي جذوره؟
00:16كيف تغير المفهوم عبر الزمن والسياقات المختلفة؟
00:20وما تأثر ذلك على الأفراد والمجتمعات؟
00:23لفهم السياق التاريخي والفلسفي للمفهوم
00:26وبدون إطالة أستقبل الدكتور خزعل الماجدي من هولندا
00:30الباحث والكاتب المتخصص في تاريخ الأديان والحضارات
00:35أولا شكرا جزيلا دكتور على حضورك معنا
00:39أول سؤال ربما
00:41شهيد باللغة العربية ومغتيغ بالفرنسية
00:44مارتر بالإنجليزية
00:46مارتيروس باللاتيني والأصل
00:48ومارتوس باليوناني
00:50فما هو المعنى الاصطلاحي لكلمة شهيد؟
00:52وإن صح التعبير من هو الشهيد في تاريخ الحضارات؟
00:56الحقيقة أن كلمة شهيد بالعربية في معناها اللغوي
01:01قد تكون بثلاثة مستويات أو استعمالات
01:07الشهيد هنا بمعنى قول الحق
01:11أو الشهادة تكون هي قول الحق وسلوك طريق العدل
01:16هذا واحد من المعاني المعروفة
01:19أما الشهادة كوظيفة لهذه الأمة فقد وردت
01:22وكذلك جعلناكم أمة وسطة
01:25لتكونوا شهداء على الناس
01:28ويكون الرسول عليكم شهيدا
01:31وهنا بمعنى أن الشهادة هي أن تكون هذه الأمة
01:38شاهدة على ما يحصل في الزمن
01:41ثم الشهادة بالمعنى الذي سنبحثه هذا اليوم
01:46بمعنى التضحية والفداء في سبيل الله
01:50حفاظا على العقيدة بشكل خاص
01:53هذه المصطلحات ككل
01:56المعنى الاصطلاحي لها دينيا
01:59تحول إلى مفهوم التضحية والفداء في سبيل الله
02:03أما دنيويا فقد أصبحت تعني التضحية في سبيل الوطن
02:10والعرض والمال والكرامة وإلى آخره
02:14فالحقيقة هذا هو الفرق بين الاستعمال الدنيوي والديني
02:19بمصطلح شهادة بالعربي
02:21دكتور خزعل ارتبط مؤخرا وحتى في أذهان الكثيرين
02:26المفهوم بالديانة الإسلامية والحقيقة العلمية هي غير ذلك تماما
02:31هل لا شرحت لنا أرجوكما وأسياق تاريخي
02:34الذي ظهر فيه هذا المفهوم
02:37نعم الحقيقة في الحضارات القديمة جدا
02:42الحضارات الأولى ولحد الإغريق
02:46كان مفهوم التضحية هو الساعد
02:48أن الشخص يضحي بحياته من أجل ملكه بلده وطنيه إلى آخره
02:57لم يكن هناك استعمال حصري لهذه الكلمة
03:04لكن مع الإغريق لاحظنا أن الإغريق ابتكروا مفهوم عبادة البطل
03:09وتأليذ الأفراد بعد موتهم
03:12فقد كان نموذج الموت النبيل في المدارس الفلسفية
03:16النموذج لها كان قصة سقراط الحقيقة
03:19سقراط اعتبر بن قوسين شهيدا أو مضحيا
03:25لأنه شرب السم
03:26نعم لأنه شرب السم بالضبط
03:29وقتل أو حكم عليه بالسجن ولا عدام
03:37بتهمة إفساد الشباب
03:39لكنه قطع الطريق عليهم وشرب السم
03:43وتقبل مصيره
03:45وأظهر شربه للسم أنه هو المتحكم بمصيره
03:49وليس الحكومة اليونانية
03:51فهكذا أصبح رمز الحقيقة للشهيد المعرفي
03:55أو للمضحي المعرفي
03:57لما نسميه الموت النبيل المعرفي
04:00وابتكر الإغريق القدماء مفهوم عبادة البطل أيضا
04:04وتأليذ الأفراد بعد موتهم
04:06بموجب إنجاز الفرد للأمال العظيمة في الحياة
04:10يكافأ بأن يكون بين الآلهة بعد الموت
04:13في حقول جزيرة الخالدين
04:15اللي هي الأليزيوم
04:16وكان الإله هراقل على سبيل مثال نموذج
04:19يحتذا به في هذا المجال
04:22حيث كان الناس يحجون إلى مواقع مقابر الأبطال المزعومة
04:26ويتوسلون إليهم للحصول على منافع لهم
04:30أما بالنسبة للرومان
04:33فقد استعيرت متأخراً هذه اللفظة
04:36وأصبحت شائعة لتكريم الجنرالات العظام
04:39مثل كيبيون الأفريقي
04:41الذي هزمها نيطال في الحرب البورية الثانية
04:45إذن تحول المفهوم شيئاً في شيئاً
04:48من موت النبيل إلى مضحن بطل
04:52عند الإغريق والرومان
04:54كيف نشأ مفهوم الاستشهاد والشهيد في الديانات الأبرهامية
04:59يعني سنقتصر على الديانات اليهودية
05:03في الديانة المسيحية وفي الإسلام
05:05وكيف يختلف المفهوم في هذه الديانات الثلاث
05:08نعم اختلف الأمر في الديانات التوحيدية الثلاث الإبراهيمية بالذات
05:13اختلف اختلافاً كبيراً عن المفاهيم السابقة
05:16فعلى سبيل المثال
05:18الشهادة في اليهودية
05:21كانت اليهودية تطلق لفظ قدوش هاشم
05:25بمعنى تقديس اسم الله
05:28هاشم معناه هو اسم من اسماء الله
05:30التي يمكن استعمالها بدل الاسم يهوى
05:35الاسم الذي لا يجب استعماله إلا بشكل خاص ودقيق
05:39أما هاشم بمعنى الاسم
05:41كلمة هاشم معناها هاشم يعني من الها هي الفلام العربية
05:46اسم يعني الاسم
05:48يعني المقصود منه اسم الله
05:50فكانوا يطلقون على الشهيد قدوش هاشم
05:54على الأعمال التي ترضي الله وتقربهم منه
05:58ويعتبر التضحية بالنفس من أجل الديانة اليهودية
06:02أحد أهم ركائز هذه الديانة
06:05وتشير المصادر إلى أن لفظ قدوش هاشم الشهيد
06:09تطلق غالبا على القتل اليهود
06:12في الحروب المكابية التي هي حروب متأخرة
06:15في تاريخها
06:17ثم الحروب التي تلت ذلك مع الرومان
06:20كما تطلق اللفظ على اليهود
06:22الذين تم قتلهم لأسباب دينية على مر الأصول
06:26هذا بالنسبة اليهودية
06:28أما بالنسبة المسيحية
06:30فالشهادة في المسيحية
06:32تطلق على كل من قتل بسبب
06:35تبشيره بالديانة المسيحية أو إيمانه بها
06:39وتطلق لفظ شهداء الكنيسة على المسيحيين الأوائل
06:42الذين تم اضطهادهم عن طريق الرومان أو الفارسيين
06:46المسيحية غلبت صفة الفادي والمخلص لشهيد
06:51اختلف الأمر كليا في الديانة الإسلامية
06:55الإسلام حدد شهيد الدين بالمقاتل
06:58دفاعا عن الأمة والعقيدة
07:01ومن أجل كلمة الله
07:03وهو أيضا البطل الذي تستنهض شهادته في الجماعة
07:07أو تستنهض وهذه الشهادة همة الدفاع
07:10عن وجودها إذا داهمها الخطر
07:13بشكل أساسي يطلق لقب الشهيد في الإسلام
07:16على من يقتل أثناء حرب مع العدو
07:19سواء كانت المعركة جهاد طلب
07:22أي لفتح البلاد ونشر الإسلام فيها
07:26أي لدفع العدو الذي هاجم بلاد المسلمين
07:29وقد ذكر محمد رسول الله
07:32من قتل دون دينه فهو شهيد
07:35ومن قتل دون ماله فهو شهيد
07:38ومن قتل دون دنه فهو شهيد
07:41ومن قتل دون نفسه في سبيل الله فهو شهيد
07:44وكذلك من مات قرقا ومحروقا إلى آخره
07:48فاعتبر أنه حوادث تلتهم الإنسان
07:51فيعتبر شهيد
07:53وفي الإسلام الشهداء مكرمون بالرحمة والمغفرة
07:56بوعد الله تعالى
07:58وهم الأحباء والأحياء عند ربهم
08:01لقوله المعروف جدا
08:03وَلَا تَحْسَبَ أَنَّ الَّذِينَ قُتِنُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا
08:06بَلْ أَحْيَاءٌ عَنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
08:09سيد حسين
08:11أعتبر المقاطعة
08:13فقط لأنه ربما فهمنا الفرق بين المسيحية اليهودية والإسلام
08:18هناك سؤال دائما يرجع ويعود على طاولة النقاش
08:23في المذهبين السني والشيعي
08:27هناك ربما فرق في مفهوم الشهيد
08:30يأخذ أبعاد أكبر عند الشيعة
08:33هل يمكن أن تفسر لنا لماذا وكيف؟
08:36نعم الحقيقة هناك فرق بين السن والشيعة في هذا الموضوع
08:41يعني راجع إلى طبيعة العقيدة وطريقة التفكير
08:45الشهيد عند السنة هو شخصية تاريخية بالكامل
08:50وهو امتداد لشخصية البطل التاريخي
08:53فهنا نلاحظ أن الأمر فيه نوع من الواقعية
08:57يعني الشهادة ترتبط بالواقع
09:00البطل في عقايد السنة شخصية تاريخية بالكامل
09:03هو بطل الفتوحات وهو رجل الدولة والخليفة
09:07الذي يناط به تطبيق الشرع الديني
09:10لذلك تقترن صورة الرمز عند السنة بقادة
09:15مثل أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز
09:19وصلاح الدين الأيوب إلى آخرين غيرهم
09:22أما الشهيد عند الشيعة فنموذجه الأعلى هو الإمام الحسين
09:27الذي استشهد في كربلاء ظلما
09:30إذن الشهادة هنا لا ترتبط فقط بالواقع
09:32إنما ترتبط بالبطولة والظلم
09:35وارتبط اسمه بجنة أيضا
09:38فهنا أصبح هناك شيء قدسي في الموضوع
09:41فهو سيد شهداء أهل الجنة
09:44ومؤلفات الشيعة خاصة الشعبية منها غالبا ما ترجح
09:48التاريخ الشخصي للإمام الحسين إلى تاريخ قدسي أزلي قديم أول
09:55فالشيعة يرون استحالة كمال الدين بغير الإمام
09:59هنا الإمام وليس الخليفة
10:01ولذا نراهم يشددون على طابع الرسالة للدين
10:05هل تتكلم عن الإمام علي أو الإمام بشكل عام؟
10:08طبعا الإمام الـ 12
10:09لهذا احتاجت عقائد الشيعة إلى رمز عقائدي يحمل في حضوره صفة الداعي والمحرط
10:16ولهذا لم تجده هذه العقائد في شخص الحاكم التاريخي على سبيل المثال أو الخليفة
10:21بحثت عنه في الحضور الأديولوجي للإمام الشهيد
10:24والإمام الشهيد هنا حصريا مقصود به المثل الأعلى في الشهادة وهو الإمام الحسين
10:31سؤال آخر والذي ربما سيفتح لنا النقاش مع الضيوف الآخرين
10:35بعيدا طبعا عن الخلاف العقائدي
10:38عن الاختلافات الموجودة في الديانات التي قد تأقد ربما بعض الأحيان أبعاد سياسية أبعاد أيديولوجية
10:45هل من الممكن أن تجيبنا عن كيف يمكن أن يكون أو أن يصبح الموت مبتغى؟
10:54هو سؤال ربما فلسفي ولكن هذا هو السؤال المحوري ربما في هذا المفهوم
11:01لا لا سؤال في مكانه بالضبط
11:03الحقيقة الاستشهاد بالنسبة لمن يقرر الشهادة هو يتم عبر مراحل
11:11أولا اقتناعه بالفكرة أنه سيكون شهيد من أجل هذا الموضوع
11:17ثانيا يبدأ نوع من النشوة العالية التي يسببها الإيمان المطلق المتزايد بالفكرة
11:25فيرافي من خلاله بعد ذلك النقطة الثانية أنه سيعاد ميلاده بعد الموت
11:32يعني هو الموت ليس أكثر من باب إلى إعادة ولاده في الآخرة أقصد
11:38ثم يتحول في الدنيا إلى شجاع وبطل
11:42إذن هنا ذاهب إلى الجنة في الآخرة وهنا في الدنيا أصبح شجاعا وبطلا
11:48ما عاد هناك أي مشكلة في الموضوع الموت أصبح ضرورة هنا أصبح غاية بعد ذاته
11:55ثم أن جسده طاهر الشهيد بمفهوم في الدين الإسلامي جسده طاهر وكذلك روحه طاهرة
12:07بعد ذلك يصبح الحضور الكامل في المقدس والروح تكون عند الله
12:13يعني الروح الكبرى التي هي الله والروح الصغرى التي هي قبس من الله
12:18ستكونان حاضرتان معاً ثم يحصل الحصول على الجزاء وهو الجنة
12:25إذن هذا المسرى الذي تحدثت عنه بسبع نقاط تقريبا هو مسرى الشهادة
12:32وهذا من بداية الاقتناع بالفكرة إلى حصولها النهائي كما يراها الشهيد نفسه
12:39شكرا جزيلا دكتور خزعل الماجدي أظن أننا استطعنا ضبط المفهوم وفهم السياق التاريخي
12:46ستبقى معنا وسننتقل إلى نقاش المفهوم من زاوية علم الإجتماع والفلسفة
12:54أرحب بسيد سمير عربش أستاذ في اللهوت وتاريخ الأديان في جامعة ليل الكاتوليكية
13:03وأيضا مؤلف كتاب مهم هو كتاب الإنجيل باللغة العربية
13:08أو الإنجيل العربي بحسب مرقص متى مرقص لوقة ويحنى
13:17أرحب أيضا بالأستاذ المتخصص والباحث في علم الإجتماع معاد بن نصير من تونس العاصمة
13:24شكرا جزيلا لحضوركم معنا
13:27نبدأ هناك ربما المفهوم نجد جسر الشهداء في بغداد
13:33ساحة الشهداء في بيروت والجزائر العاصمة وشارع الشهداء أيضا في باريس وغلاسكو
13:39إلى آخره من الأمثلة المتعددة
13:42متاحف مخصصة للشهداء والقرية للشهداء هنا في فرنسا اسمها أغادوغ سوغلان
13:47السؤال الأول ربما للدكتور سمير عربش كيف تؤثر الداكرة على هذا المفهوم؟
13:54بالنسبة للمجتمعات وتاريخ المجتمعات عبر السلام والحرب
14:01المجتمع بحد ذاته أينما كان يكرم الذين ماتوا
14:09في سبيل الدفاع عن هذا المجتمع وعن أرضه وعن تاريخه
14:15وهذا هو مفهوم ساحة الشهداء وسواها من الساحات
14:21إذن المجتمع يحمل التاريخ من عبر هذه الوجوه التي تعتبر أبطال
14:31والذين دافعوا وحاربوا عن الحدود والوطن والمجتمع
14:36أو أفكار سادت في مرحلة معينة
14:40إذن سنبقى بنفس تقريبا السياقة وسنذهب إلى علم الإجتماع إلى تونس
14:47الشهادة والاستشهاد وسيد معاد بنصير كيف يؤثر هذا المفهوم على المجتمعات
14:54وهل يكون وقعه مغيرا على المجتمعات التي تعرف حروبا وسراعات؟
15:01أكيد دعنا نتفق أولا أن هذا المفهوم قد خلق نوع من الجدال داخل المجتمعات العربية أولا
15:09باختلافات التفسير أو باختلافات المفاهيم إصطلاحا في علاقة بالإستشهاد
15:15هناك من يعتبر أن هذا المفهوم قد يؤثر على طبيعة استقرار بعض المجتمعات
15:20وسأفسر ذلك لماذا
15:22وهناك بعض المجتمعات الأخرى التي تعتبر أن الصفة أو وصم الشهيد
15:28هو نوع من المكانة الرمزية أو نوع من التموقع الاجتماعي صلب المجتمعات
15:34وخاصة في المجتمعات نوعا ما البدائية على مستوى المعاملات الاجتماعية
15:41إذن ما يؤكد صحة القول هذا أن مفهوم الشهادة ذكر في جميع الدينات وفي جميع الكتب السماوية
15:49لكن علينا الإقرار أو علينا إصلاح بعض المفاهيم أن ذكر أو مرادة في كلمة الشهادة ذكر في القرآن 82 مرة
15:59لكن في الـ 88 مرة لم يتم ربطها بأي معاني بالدم أو بالقتل أو بالعنف
16:07هذا أولا لكن التفسير أو الممارسة الفعلية لذلك الفعل يختلف بحسب السيق المجتمعي
16:14وبحسب الوضعية أو النسيج أو النسق المجتمعي الذي يخلق في فترة ما على سبيل الذكر وليس على سبيل الحصر
16:22أن هذا المفهوم قد لقى رواجا مؤخرا في بعض البلدان العربية في علاقة بما يسمى الربيع العربي
16:29هنا علينا أن نؤكد أن المفهوم يتغير من مجتمع إلى آخر ويتغير كذلك من شخص إلى آخر
16:37ويتغير من صاحب فكرة إلى أخرى
16:40لكن هناك نوع من الجدال أو نوع من الاختلافات
16:44يمكن ما أعتبره أنا شهيد الطرف الآخر يعتبره مجرم أو قتيل أو قاتل على حد التعبير
16:53إذن المفهوم يختلف بحسب نظرتنا أو بحسب نظرة الشخص إلى ذلك الموضوع
17:00لكن للأسف هناك بعض المجتمعات التي تعزز وتغذي أو بعض الأيدولوجيات التي تعزز وتغذي هذا المفهوم
17:10في علاقة ببعض الحركات المتطرفة وخاصة في بعض البلدان العربية
17:16التي تشهد نوع من الحروب أو نوع من عدم الاستقرار الاجتماعي أو عدم الاستقرار السياسي
17:23وهنا سؤالي السيد الكريم، هل لما تكون في ظروف سراعات وحروب يفرغ المفهوم من معناه الأصلي ويأخذ أبعادا أكبر ويأخذ منحة ثانية؟
17:34بالضبط، بالضبط وهذا ما أريد أن أتوجه فيه نقطة ثانية منهجيا
17:40أن هناك بعض التغذية للمفهوم بصورة خاطئة أو بعض الدفاعات على المفهوم بصورة خاطئة
17:48خاصة لكي نكون أكثر دقيقين على مستوى المفاهيم
17:52بعض الحركات المتطرفة والتي غذت وتغذي البعض من الشباب
17:57لكن أستحذر هنا لما قول الفيلوسوف البريطاني راسل
18:01سئل مرة هل هو مستعد أن يموت من أجل فكرته؟
18:05قال لست غبي إلى درجة بين ظفرين، أعتذر على اللغة
18:09لست ساذج نوعا ما إلى درجة أنني أموت على فكرة لعلها تكون خاطئة أو غير صحيحة
18:16إذن الدفاع عن الفكرة في حد ذاته هو مفهوم خاطئ
18:19علينا أن نقر أن الأفكار متغيرة
18:23وأن للأسف هالمفهوم الذي تطور على مر السنين وخاصة في بعض الدول العربية وحتى دول العالم
18:30نحن تحدثنا وركزنا أساسا على الدول العربية
18:32لكن مفهوم شهيد بعض الدول العربية يتبنى بعض الزعامات مثل تشيغيفارا
18:38ويعتبره الشباب العربي أنه شهيد
18:41أو بعض الزعماء العرب الذين قتلوا أو ماتوا من أجل قضية أو من أجل موضوع معين
18:48يعتبرون كذلك من الشهداء
18:50والدليل أنه في بعض العائلات يتم تسمية أبنائهم ببعض الأسماء لبعض الزعماء العرب
18:58مثل صدام أو قصي أو القذيفة أو غيرها
19:03نوع من المباركة الاجتماعية أو نوع من التمامية الاجتماعية تخلقها نوع من المجتمعات
19:11في نوع من الحماية أو نوع من الاعتراف بذلك الشخص
19:15إذن المجتمعات هنا تغذي منطق أو مفهوم الشهيد أو الشهيد
19:21علينا كذلك المقررة
19:24فقط كي نظل في نفس الفكرة سأوجه سؤال للأستاذ عربش
19:30لماذا ربما صورة الشهيد وهنا أتكلم عن كل المجتمعات كانت غربية أو عربية
19:37لماذا هو مرتبط دائما بصورة البطل؟
19:40غير مرتبط بصورة ثابتة مع البطل
19:44صح
19:45في المجتمعات خارج مثلا عن الدين اليهودي والمسيحي
19:51ممكن العبارات تدل على بطل
19:57أما إذا قرأنا في القرآن الكريم
20:04كلمة شاهد شهيد وشهادة
20:08لا تشير أبدا إلى من يضحي في سبيل إيمانه
20:13هناك القطال في سبيل الله
20:15أما لا يوجد من قتل بسبب إيمانه
20:20هذه كلمة شهيد في الإسلام بهذا المعنى
20:24ظهرت عندما أصبحت الخلافة والأمبراطورية الإسلامية
20:32هناك أصار تعبير عن شهداء ممكن أن نقول في القرن التاسع
20:39يعني 200 سنة بعد ظهور الإسلام
20:44الكلمة كما قال زميلنا لها تاريخ لها موقع في الأديان
20:52وأضيف إذا سمحت لي بالنسبة للدين المسيحي
20:57العصور الأولى من ظهور المسيحية
21:00يعني القرن الأول والثاني والثالث
21:03كان المسيحيون متهدون
21:06أولا محليا من قبل الجماعة اليهودية
21:11وثانيا من قبل القيصر
21:14القيصر كان معبودا ويطلب من كل سكان الأمبراطورية
21:21أن يعبدوا قيصر
21:24وقد ذهب ضحية هذه العبادة جمع من اليهود وكثير من المسيحيين
21:33الذين فضلوا السبات في الإيمان وعدم السجود لقيصر
21:39وهذه القرون الثلاثة الأولى بالنسبة للدين المسيحي
21:44وعصر الشهداء
21:45فإذن هنا شهيد بمعنى من اتهد بسبب دينه حتى الموت
21:50لنبقى ربما في نفس الفكرة
21:52سيد خزعل هل لجمالية الصورة التي ربما رسمها الناس
21:56لأن دكتور سمير أربى شرح لنا بأن الدين لم يرسم هذه الصورة
22:00ربما رسمها المجتمع
22:02كما قال لنا أستاذ الإجتماع من تونس
22:05هل هذه الصورة لها تأثير على المفهوم
22:09حتى المفهوم نفسه تغير عبر السياق التاريخي
22:13نعم بالتأكيد
22:15الحقيقة هذا المفهوم تغير وتطور
22:21وأخذ خصوصية كل ديانة
22:23ليست بالضرورة أن هناك صورة واحدة لمفهوم الشهيد
22:28بل أن أميل لفصل أيضا مفهوم شهد عن الدين فقط
22:35يعني في المجتمعات العلمانية على سبيل المثال
22:39وحتى الوطنية التقليدية
22:41يرفع البطل والمحارب القوي
22:46عندما يموت يرفع لمرتبة الشهادة
22:49دون أن يكون الغراب منه غراب دين
22:52كأن يكون مدافع عن البلاد
22:54بل أن حتى في حديث الرسول كما قلت قبل قليل
22:58يعتبر من يدافع عن شرفه عن عائلته عن ماله شهيدا
23:04يعني أقصد أن هناك مفهومين
23:09أن هناك حقلين حقل دنيوي وحقل ديني
23:14فالتمسك بوجود حقل ديني فقط
23:19يشوه الصورة بكل صراحة
23:21هناك من يراف الشهادة
23:24يدافع عن عرضه يدافع عن كرامته
23:28يدافع عن شخصه
23:32إذا هدت لص يدخل البيت
23:35وصاحب البيت يقتل في سبيل الدفاع عن هذا البيت وعن نفسه
23:40فيعتبر شهيد
23:42هذا ما تقره الأعراف عن هذا
23:45فأقصد المفهوم يتغير حسب طبيعة ومناخ والميديا التي يكون فيها
23:53الأستاذ معاد بن نصير سأعود إليك
23:56لأنه ربما ممكن أن تفسر لنا
23:59هل هناك بيئة سوسيوثقافية حاضنة أكثر لهذا المفهوم؟
24:06أكيد أكيد هو مفهوم موجود في جميع المجتمعات
24:09لكن يتغذى خاصة في نوع ما المجتمعات التي تعاني من تدني الفكر
24:15أو من تدني الثقافة أو من تدني المقاربة الدينية
24:18كما تحدث زميرنا والدكتور
24:21هذه ما تغذي نوع من التموقع أو نوع من موجود الذات المركزية في علاقة بمفهوم الشهيد
24:30لأن من يبحث عن الشهادة بين ظفرين
24:33أو من يبحث عن الموت وليس يبحث بالضرورة
24:36لكن من يجعل نفسه في الصفوف الأولى للمقاومات الشعبية
24:40أو في الصفوف الأولى للمقاومات الإيدولوجية
24:43أو في الصفوف الأولى للمقاومات الوطنية
24:46يعرف ويدرك جيدا أنه سيموت في أي لحظة
24:50وهنا يبحث عن نوع من الاعتراف المجتمعي
24:54لأنه على يقين تام أن صفة الشهيد أو كنية الشهيد
24:59هي شرف له بين ظفرين في ذلك المجتمعات
25:04وسيطلق عليه حتى بعد مماته صفة أو لفظ الشهيد
25:08ويصبح حتى منزل العائلة ذلك منزل الشهيد فلان أو منزل الشهيدة فلان
25:15إذن هي بحث عن مرتبة اجتماعية بالنسبة إليك
25:18حتى نفهم فقط ماذا تقول
25:44سأذهب لسيد سمير عربش
25:47هل تتفق بأنه فعليا بأنه ربما البحث عن مرتبة اجتماعية
25:53أم تعتبر بأنه هدف ممكن أن يكون تفسيرا بين تفسير متعددة
25:59نعم أنا أعرف جيدا تاريخ الدين المسيحي
26:03ولا أجد أن هناك أفرادا صعوا نحو الشهادة
26:12الشهادة أتت بسبب الاضطهاد
26:15وهذا أيضا ممكن أن نلاحظه في الدين اليهودي في القرن الثاني قبل الميلاد
26:23حيث المكابيون اضطهدوا ولا زالوا يتذكرون هذه المرحلة في الاضطهاد
26:29ورحل فيهم ضحايا
26:32يعني مفهوم الشهيد عند اليهود لا يستعلمون كلمة شهيد ولكن كلمة اضطهاد
26:38أما في الدين المسيحي أقول المؤمن المسيحي لا يذهب إلى العذاب لا يذهب إلى الاستشهاد
26:47بل يذهب يقاد في ظروف معينة
26:51يعني النظام السياسي الحكم هو الذي طهد المسيحيين في القرون الأولى
26:58ورحل فيهم شهداء لا تزال الكنيسة في الشرق الغرب تذكرهم في صلاتها
27:05ولكن كيف نفسر ربما بأن لفرنسا مثلا شهداء اليوم
27:09هم شهداء الحرب العالمية الثانية والنازية
27:16هؤلاء الشهداء لا زالوا يعترف بهم لا زالت عندهم مكانة في الدولة الفرنسية
27:22كيف نفسر ذلك؟
27:23هذا صحيح
27:24التكريم الذين يموتون فداءا عن الوطن أو عن الدين أو عن الإيمان
27:28لهم مكانة في المجتمع الذي احتضنهم
27:31ولهم مكانة سلبية عند الذي طهدهم
27:34يعني قصة إذا سمحت لي اليوم في قضايا الشرق لا أريد أن أحدد
27:42هناك من يموت في معركة من جهة يعتبر شهيد ومن جهة يعتبر إرهابي مثلا
27:49طبعا أبقى معك في فكرة الخلود سيد معاد بن ناصير
27:53من الزاوية الإجتماعية والفلسفية أيضا
27:56لو ممكن أن تفسر لنا ذلك
27:59لواقعة الاستشهاد أو الموت بين الزفرين
28:03هم يبحثون عن الخلود الاجتماعي
28:05وتطرقت أنه نوع من الخلود هو نوع من الاجتماعي في الدنيا وفي الواقع
28:14أما بذكر أسامية في كل أحتفالات وخاصة في بعض البلدان العربية
28:20لدينا نوع من الأحتفالات مثلا في تونس لدينا عيد الشهداء في 9 أبريل سنة 1938
28:27يتم تعداد أو ذكر الشهداء الذين قدموا أنفسهم من أجل معركة التحرير الوطني
28:35كذلك في مصر كذلك في لبنان وفي الجزائر وفي عدة دول أخرى
28:40وفي الجزائر أكيد في عدة دول أخرى عربية وحتى في دول أوروبية
28:44كحرب التحرير التي صارت في فرنسا وغيرها في مناطق أوروبا
28:48التي حاربت من أجل الإنسانية ومن أجل البشرية ومن أجل الوطن في حد ذاته
28:54وكما قلت أن هذا البعد الاجتماعي هو ما يعزز وما يغفي المفهوم في عدة مجتمعات
29:03بل هناك بعض القرى قد سميت بقرية الشهيد أو قرية الشهيدة
29:10هنا كذلك ليس فقط نستحضر في الأرجنتين في فينزويلا
29:14كذلك هناك بعض المناطق التي سميت بأسماء الأبطال كما هم يطلقون عليها
29:20هنا أستحضر مقولة للفيلسوف تشومسكي ويقول أنه نظرتنا للأشياء تختلف ونظرتنا للموضوع قد يختلف
29:29ذات مرة قد قبض على قرصان في داخل البحر وهو يقوم بالعملية القرصان على السفن
29:37وعند استنطاقي من قبل أليكساندر سألوا لماذا أنت تقوم بأعمال إجرامية
29:44قالوا أنت سميتني بأعمال إجرامي لأنني أمتلك سفينة صغرى
29:48وأنت تمتلك أسطور كبير ينهب جميع الدول سميت بالإمبراطور
29:54إذن المفهوم يختلف ونظرتنا للمفهوم أو للموضوع أو للكلمة أو للمرادف يختلف بحسب المنطق الإجتماعي
30:02إيميل دوركيم يقول في معطة مهم أن المفهوم تخلق نوعها
30:08السوسيولوجيا أكيد إيميل دوركيم أن المفهوم قد يخلق في ذلك البيئة الإجتماعية
30:15إذن المفهوم يتغذى من البيئة التي أنت فيها وليس العكس
30:19لعل المفهوم في البيئة الإجتماعية إكس ليس له نفس الأثر أو نفس الوقع في بيئة أخرى
30:26لعل ما تعتبر نفسك أنت شهيد في بيئة أخرى
30:29ممكن يتم اعتبارك أنك قاتل أو قاتل متسلسل أو غير من التسميات الأخرى التي تكون قاسية عليك
30:37إذن المجتمع هو الذي يقدم لك تلك المكانة الإجتماعية في علاقة بالفعل الإجتماعي
30:43إما فعل محبث أو فعل غير محبث
30:46إذن المجتمعات هي من تقوم بعملية التبويب للأفعال لدينا
30:52بحسب ترسينة كاملة من المقاربات الثقافية، الانتروبولوجية، الاجتماعية
30:58وحتى في علاقة بالمقاربة الدينية والعادات والتقاليد
31:02هم من يقومون بتبويب الفعل إما فعل مباح ومستباح أو فعل مني ولا يجدر القيام به
31:12سيد معاذ ذكرت تشومسكي، ذكرت إيميل دوركيم، تحدثت عن بعض الفلاسفة
31:17سأذهب إلى السيد سامير عرباش، نذهب شوي إلى البعد الفلسفي
31:22هناك تباين الفلسفة في هذا الموضوع
31:25هناك نيش الذي تكلم كثيرا عن مفهوم الحقيقة
31:28بأنه ربما الشخص أو الشهيد بين قوسين هو الذي يبحث عن حقيقة مطلقة
31:33وتكلم عن هذا في إطار الديانة المسيحية
31:37فسؤالي ربما هو ارتباط مفهوم الاستشهاد والشهادة بالحقيقة
31:41وكيف تنظر الفلسفة إلى المفهوم تضحينا بلا أو موت بلا فائدة
31:47هناك أغنية لجاك براسانس
31:54الموت في سبيل الأفقار وهي أغنية تهكومية
32:02صح في تاريخ الديانة المسيحية
32:06عرفنا فترات كان الناس يذهبون للحرب مثل الحرب الصليبية في سبيل الإيمان
32:18أما في وضعنا الحالي لا أعرفه في أمريكا اللاتينية
32:25أو في الشرق العربي المسيحي المسلم أو في أي مكان مسيحيين
32:32لربما هناك فرق في أمريكا في الولايات المتحدة
32:38أما إجمالا التيار المسيحي بجملته اليوم لا يذهب إلى الحرب
32:46قد تفهم كلمتي بمعنى سلبي لا أقول عن الدول التعتبر مسيحية
32:54أقول أتكلم عن الدين والمؤمنين المسيحيين
32:58لا يذهبون بأنفسهم إلى الفداء إلى الموت في سبيل إيمانهم
33:04بل اليوم أو في الماضي يقادون إلى الموت بسبب إيمانهم
33:11هذا بشكل عادي في تاريخ المسيحيين
33:19وهو مختلف عن تاريخ الإسلام
33:21واختلاف سمعناه من مقادة علم الاجتماع
33:25في الإسلام واليوم أكثر من مراحل سابقة في القرن العشرين
33:31بعض المسلمين يذهبون إلى الموت بفرح
33:35عفوا يعني بالتعبير بهذا الشكل
33:37لأنه كما قال سوف يكسبوا
33:44سيد معاذ أعتذر يريد أن يجيب عن ما قلته
33:52على مستوى المفهوم هم بعض المتأسلمين وليس المسلمين
33:55لأن الديانات بريئة من هذه الممارسات
33:58سواء الديانات اليهودية أو الديانات المسيحية أو الديانات الإسلامية
34:02إذن لتصحيح المفهوم هم من المتأسلمين
34:05الذين يمارسون الأفعال الإسلامية على غير الصياغ
34:09ما يدل عليه النص القرآني سواء الممارسات في السنة أو في الكتاب
34:14هم متأسلمين نحن نطلق عليهم متأسلمين
34:16كما نطلق على الإرهابي أو المستهربين
34:18مفاهيم علينا يكون أكثر دقة في مستوى طرحها
34:21أنا أوافق معك يجب أن نكون دقيقين
34:25لكن بصورة نرى في ظاهرة الصحفية والاجتماعية
34:30أشخاص يذهبون إلى هذا المذهب
34:34وأنت على حق في أن تقول أن هذا لا يشمل الإسلام بشكل عام
34:40أنا متفق معه كلياً
34:42ممكن أن تعلق علينا على هذه النقطة دكتور خزعل
34:45الحقيقة أنا أرى بأن ما دامت الشهادة تعني موت الشهيد مادياً
34:52في مقابل سبب معنوي
34:54فالأديان ترى في هذا الموضوع قيمة عليا
34:58لأن الأسباب المعنوية الإلهية والمقدسة هي الأعلى بالنسبة للدين
35:03لكن النظر الدنيوي للشهادة ترى أن الإنسان له حياة يجب أن يعيشها ويستمتع بها
35:10وليس من الضروري الاستغناء عنها من أجل أمور معنوية
35:14رغم أن هناك أمور دنيوية تستوجب الشهادة كما قلنا مثل الوطن والعائلة والكرامة
35:21لكن في الحروب في شرقنا وتحديداً في مجتمعاتنا الإسلامية
35:27في الحروب ومن أجل تحفيز التضحية يصير من الطبيعي استحضار المعنى الديني من أجل الانتصار
35:35لماذا؟ لأن المعنى الديني يكتسح كل المعاني الأخرى
35:41باعتباره مربوط بالمطلق
35:43فتعود البقية لأشياء نسبية
35:46ولهذا نرى فكرة استقبال الموت بفراح
35:51فكرة جعله نوع من العرس
35:54شيء مفرح يجلب السعادة
36:02لأن المعنى الديني هو المهم
36:05لأن هذا المطلق هو الحاضر الآن
36:08كل الأشياء النسبية الأخرى تذوب
36:10لا الحياة يعود لها معنى
36:12ولا ارتباط هذا الشخص بالأرض
36:15ولا أنه استنفذ حياته أو لم يستنفذها تمتعه
36:21هذا كله يغيب
36:23يصبح المعنى المطلق باعتباره
36:25هو الدال الوحيد على نهاية الحياة
36:30لبقائه خالدا
36:32لأنه سيفدي هذا البلد وهذا الدين
36:38سيفديه حياته
36:40وهذا أمر يراه الكثيرون مناسب جدا لهذه الصورة
36:45لكن طبعا المعنى قد يتغير
36:48مجتمعيا عندما يرون بعض الرهابيين
36:52الذين يلحون بحياتهم
36:54لكن هناك نفور من هذه الطريقة في التضحية
36:57باعتبارهم يقتلون الغاية وما حولها
37:03ربما يتطلب الآخر يقتل للآخر وإرهاب في هذه الحالة
37:08بالتأكيد يتحول إلى إرهاب
37:11شكرا دكتور خزعل على التوضيح
37:14أرجع لدكتور سامير عربش
37:17لأنه ربما وضع إصبع على
37:20كيف يتلعب ربما اليوم زعماء دينيون
37:23سياسيون بفكرة ومفهوم الاستشهال
37:27لتشجيع سلوكيات معينة بين الأفراد
37:30هل أنت مع هذا الطرح بأن هناك ربما تلعب وبروباجاندا
37:33بالتأكيد نسميه بصورة عامة الإسلام السياسي
37:38الذي يتلعب بالمفاهيم والعواطف الدينية والالتزام الديني
37:45الشعبي خصوصا
37:47الذي يربط الأرض بالسماء بشكل تلقائي
37:51ويرى السماء قريبة إذا ذهب في سبيل الموت
38:01بالنسبة للدين المسيحي
38:04الشهيد لا يذهب إلى الشهادة
38:07يذهب يقعد إلى الشهادة
38:10وينالك كما سمعنا فكرة الخلود
38:13بالنسبة للدين الاجتماعي أو المنصب أو الشهرة
38:19بالنسبة للدين المسيحي
38:22الشهيد ينال بعد شهادته إكليلا للخلود
38:28يعني يخلد اسمه
38:30وهكذا الكنيسة اليوم في الغرب والشرق
38:35تحيي ذكرهم إن كانت أسماؤهم معروفة
38:40وكل يوم هناك عيد للشهيد
38:43بالنسبة للتاريخ الطويل
38:462000 سنة من الحضور في المجتمع الشرقي والغربي
38:51الشهادة في الدين المسيحي
38:54ليست إرادية
38:57ولكنها
38:58لنتيجة اتهاد
39:00سأعطيك الكلمة سيد خزعل
39:03وأرجع للسؤال ربما الأول
39:06وهل الشهيد ضحية حقيقة نسبية
39:09اعتبرها في لحظة ما حقيقة مطلقة
39:12وسأعطيك نفس السؤال ربما سيد معاد بن سير
39:15تفضل سيد خزعل
39:18نعم كما تحدثنا سابقا
39:22أن الشهيد في لحظة نوعية من هذه الفكرة
39:27وتطور هذه الفكرة
39:29فعلا يضحي بكل ما هو نسبة من أجل ما هو مطلق
39:33فعند ذلك
39:35تحصل نوع من التغييرات في نظامي السيكولوجي
39:40بمعنى أن شهواته تبدأ تزمل
39:44فانتهي شهوات الدنيا أقصد
39:46كلها لا يعود لها مكان
39:49وتعلو الجوانب الروحية فيه
39:54وتسيطر عليه نشوة عارمة
39:57بأنه سيذهب إلى مكان خالد
40:01يتحق بالأنبياء
40:03ومعهم من قديسين
40:07إذن التغيير في نظام السيكولوجي
40:13هو الأساس
40:15في أن
40:17طبعا نحن نسمي تغيير سيكولوجي
40:21أو قد يكون هو brainwashing
40:23قد يكون هو غسل دماغي
40:25لكن مع هذا نحن
40:28نوصف الحالتين
40:30أو على الأقل من منظورين
40:32هذا الاستعداد
40:34لا يجدهه عند كل إنسان
40:36لا يجدهه عند الإنسان المؤمن
40:38بالفكرة المؤمن
40:40بالهدف من هذه الشهادة
40:42فالناس قد لا يؤمنوا بهذا
40:44وهم غير مضطرين للإيمان به
40:46لدينا دقيقة
40:48أعتذر منك دكتور خزعل
40:50للمقاطعة أعتذر شديد
40:52فقط لأعطي الكلمة
40:54لسيد معاد كما وعدته
40:56لدينا دقيقة
40:58أكيد أكيد
41:00أريد أن أؤكد على ما يسمى باللابيتوس
41:02التحدث عليه بير بورديو
41:04أو منطقة التطبع
41:06أو الانتماء إلى المجموعة
41:08لأن بعض الحركات
41:10أو بعض الأفراد
41:12ينتمون بالضرورة إلى تلك المجموعة
41:14فيما يسمى السلوك الجمعي
41:16يصبح السلوك الفردي
41:18يتأثر بالضرورة في السلوك الجمعي
41:20الانتماء إلى المجموعة قد يفرض
41:22عليك نوعا ما في جانب نفسي
41:24أولا أن تتبنى بعض القيم
41:26بعض المفاهيم
41:28بما فيه المفاهيم الشهادة أو الاستشهادة أو غيرها
41:30تصبح تساق
41:32بطريقة نفسية اعتباطية
41:34وتصبح غير مسيطرة
41:36على توجهاتك النفسية والاجتماعية
41:38لأنك قيد
41:40السلوك الجمعي
41:42الذي يحدد السلوك الفردي
41:44وهذا لحدنا خاصة هناك تأكيد آخر
41:46أن عدم الاستقرار السياسي
41:48يؤدي بالضرورة
41:50إلى عدم الاستقرار الاجتماعي
41:52الذي سيؤثر
41:54على نفسية المواطنين
41:56ونفسية الشعب ونفسية السكان
41:58إذن هناك علاقة مترابطة
42:00بين الاستقرار السياسي والاستقرار النفسي
42:02وما يدل أن في أغلب
42:04الدول أو البلدين التي تعاني
42:06من عدم الاستقرار السياسي
42:08نلاحظ ارتفاع
42:10رواد أو بينظفرين
42:12المرضى النفسيين
42:14أو من يرتدون
42:16المصحات النفسية
42:18أو الدكاترة الخصائين
42:20في النفس أو في علم الشماع أو غيره
42:22إذن هو مفهوم متشعب كما انطلقتي أولاً
42:24مفهوم يصعب
42:26تحديده باختلافاتنا
42:28خاصة نحن اليوم في البلاتوك
42:30كل منا أكيد بمقاربة علمية أكاديمية
42:32لكن كل منا يحمل
42:34في طياته خلفيات سياسية
42:36وإجتماعية ودينية وثقافية
42:38حاولنا بطريقة غير مباشرة
42:40كل منا أن يدافع
42:42بفكرتنا إذن إذا نحن
42:44ندافع عن فكرتنا
42:46شكراً وبهذه الكلمات ربما
42:48ننهي نقاشنا
42:50شكراً لكل ضيوف شكراً بإسمي
42:52بإسم داليا حجازي في الإعداد
42:54وبإسم الإنتاج وبإسم أيضاً
42:56ليلة ميسوم على حضوركم
42:58وتقاسم معرفتكم معنا نهاية نقاش
43:00في سوديو فرانس بانت كات
43:02وبداية ربما عندكم
43:04شاركونا آراءكم وتعليقاتكم
43:06على صفحتنا على وسائل التواصل الاجتماعي
43:08إلى اللقاء تحياتي

Recommended