• 2 weeks ago
كلمة أ. يوسف أبو زر في مؤتمر " مضى عام أيتها الجيوش"
لمشاهدة المؤتمر كاملاً
https://dai.ly/x973zz0
Transcript
00:00بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
00:04الأخوة الكرام، من الأرض المباركة، أرض الصبر والصمود، الأرض التواقة للتحرير
00:14نبعث لكم التحية في هذا اللقاء المبارك
00:18سائلين الله عز وجل أن يمنّ على أمتنا بالفرج، وبالكوّة بعد الضعف، وبالأمن بعد الخوف
00:27وبخلافة على منهاج النبوّة، إنه سميع مجيب
00:32أما بعد
00:35لقد كان السابع من أكتوبر حدثٌ كبير
00:38أحدث فيه كيان العدو كسراً لا يجبر
00:42وكشف عورته وضعفه كشفاً لا يستر
00:46كل ذلك كان على أيدي طليعة من شباب الأرض المباركة
00:51أعادت للأمة الذاكرة بالنماذج المشرقة
00:56وأن البطولة في هذه الأمة ممتدة حتى الساعة، بل إلى قيام الساعة
01:03وقد كان ينبغي أن تدرك هذه الطليعة، لا أن تترك، أن تدرك بكوّة وجيش
01:10ولكن هذه الطليعة تركت، وتركت معها غزة وفلسطين
01:16كما تركت تلك الفرصة التاريخية في اجتثاث ذلك الكيان
01:23بالمقابل فإن هذا العدو وفي سبيل استعادته لهيبته
01:28قد تعمد أن يلحق بالأرض المباركة وأهلها أشد الأذى
01:34من خلال عشرات الألوف من الشهداء، وتسوية غزة بالأرض
01:39والسعي للتنكيل بالضفة الغربية وأهلها، والخطط الخبيثة للمسجد الأقصى
01:46ثم تطاول هذا الكيان وتطاول حتى طال شره وشرره الأكليم بأكمله
01:53والحقيقة أن أهل فلسطين لم يكونوا ضحايا هذا الكيان فقط
01:59بل إنهم كانوا في الأساس ضحايا الخلل الكبير
02:04الذي أوجده الاستعمار في مفهوم الأمة
02:08حيث تعطلت فاعلية هذا المفهوم تجاه قضايا الأمة بفعل الوطنية المقيتة
02:14وكانوا كذلك ضحايا ذلك التشويه الشديد
02:18الذي أحدثه الحكام بحكم عمالتهم للغرب على دور الجيوش والكوات المسلحة
02:25وهو ما نحن بصدده في هذه الكلمة
02:29لقد بلغت تشوه في دور الجيوش وفي وظيفتها حدا جعل الأمة تضعها في خانة الأنظم العميلة
02:38وصارت تنظر للجيوش بعين الغضب والأسى
02:43بل وبلغت الأمة حدا اليأس والمقت لتلك الجيوش
02:48بسبب صمتها القاتلي والمخزي
02:51بينما الدماء تسيل بغزارة في أرض الإسراء
02:55وبينما جيش يهود يملأ الدنيا ضجيجا وغطرسا وجراء
03:01وقد أسميته تشوه لأن المعروف في الدول كلها هو أن دور الجيش فيها هو الدفاع والحماية
03:09ولكنه قد صار عرفا في الأذهان أن هذه الجيوش في البلاد العربية ليست للحرب
03:16ولا يتوقع منها أن تخوض الحرب خصوصا مع كيان يهود
03:21وليس في تاريخها الحديث ما يوحي بخلاف ذلك
03:25مع أن الجيوش في كل الدنيا هي جهة الاختصاص إذا ما تعلق الأمر بالكتال وحفظ البلاد والعباد
03:34فليست الأحزاب الروسية مثلا هي التي تخوض الحرب مع أوكرانيا
03:40ولا الحزب الجمهوري أو الديمقراطي هو الذي يخوض حروب أمريكا
03:46بل ولا حتى أحزاب الكيان على كثرتها مثلا هي التي تحارب هذه الأيام في ساحات المعارك
03:54أما الواقع لدينا فمقلوب إذ نامت الجيوش في ثكناتها
04:00يخوض الفصائل ويخوض الأفراد العزل الذين لا يملكون إلا دماءهم
04:05وبعض السلاح البدائي يخوضون معركة صارخة التفاوت في الكوى مع جيش من ورائه جيوش
04:14هذه النظرة على واقعيتها وهذا الدور للجيوش هو بالضبط ما يريده الاستعمار
04:21وما أرادته الأنظمة الحاكمة خصوصا حالة اليأس من تلك الجيوش
04:28وكل ذلك حتى تخرج الجيوش غروجا أبديا من أي تفكير يتعلق بالتغيير أو بالتحرير
04:35تجاه هذا الفخ الكبير كان ينبغي التوقف الواعي
04:41فالجيوش ليست جزءا من الأنظمة ولا ملكا لها حتى وإن تم اختطافها وتسخيرها وتوظيفها
04:50لأن الجيوش من حيث طبيعتها هي جزء من الأمة هكذا يجب أن تكون
04:57ووظيفتها أو وظيفيا هي جزء من تركيب الدولة والسلطان
05:03والجيوش تبقى بينما الأنظمة تزول
05:07بل إننا نستطيع القول بأنه لا يقل عن جريمة اختطاف الجيوش من الحكام
05:14هي جريمة ترك هذه الجيوش مختطفة من قبل الحكام
05:19وذلك عندما تتركها الأمة وتتركها قوى التغيير والتحرير
05:24وحارس بها الطغاة كل الأدوار ضد الأمة من خدلان وتآمر وتسلط
05:30تاريخ الجيوش يقول أنها قابلة للتغيير
05:34فتحول الملكيات إلى جمهوريات وتحول السلطة من حزب إلى حزب
05:40ومن تبعية إلى تبعية لم يكن مفتاحه سوى الجيوش
05:44بل حتى الجيوش الأفريقية التي عاشت في حضن الاستعمار الفرنسي
05:50هي التي طردت النفوذ الفرنسي مؤخرا
05:53فلماذا في بلدان المسلمين بالذات تقصى الجيوش من صورة التغيير
05:59ويحرم الأمل فيها أو الاكتراب منها
06:03إن خلاصة في هذا الباب لكل عامل جدي للتغيير والتحرير
06:10أن الجيوش حتمية لا بد منها وخاصة فيما يتعلق بفلسطين وتحريرها
06:17الخيارات البديلة مثلا في غياب الجيوش
06:21كانت حلولا سياسية ومعاهدة
06:24ولكنها أفضت إلى تثبيت الكيان وتمكينه
06:29بل هي التي قد منحته فرصة لما نراه الآن من التغول
06:34في غياب الجيوش اضطر الناس إلى ما يجري الآن تحديدا
06:39من أن يأخذ الأفراد والفصائل على عاتقهم مواجهة العدو
06:45هذه الجهود المباركة والبطولات
06:49غاية المأمول منها هو أن تحرك الأمة وقواها وأن تكون شرارة
06:54ولكن الشرارة لا تكفي
06:57فإن لم يحصل التحرك الكبير فإننا سنكون أمام إبادة ينفرد بها العدو بالعزل
07:04وهذا هو ما يجري الآن حرفيا
07:07حتى الحراك الشعبي من الأمة إن حصل فإنه سرعان ما سيخبو
07:15طالما أنه لم يستهدف تفعيل الكوة الحقيقية وهي الجيوش
07:20خاصة أن الجيوش الآن تحتكر الكوة كلها والحكام يحتكرون الجيوش
07:27لذلك فإن حزب التحرير عندما تناول قضية فلسطين في طرحه وفي ثقافته
07:34وبناء عليه في عمله
07:37لم يختلف ولم يخالف في أن قضية فلسطين قضية عسكرية جهادية بحتة
07:43ولكن الحشد لها والإعداد بحاجة إلى حشد وإعداد يرقى لمستوى المعركة
07:50وما تستلزمه من كوة وكوة فعلية حقيقية ينتج عنها تحرير
07:55وهو بالتحديد حشد يقوم على انخراط الأمة من خلال انخراط كواتها المسلحة في تلك المعركة
08:03وأن تكون الجيوش بؤرة العمل للتحرير بعد أن تكون بؤرة التغيير
08:09ما عدا ذلك فسنبقى نراوح المكان بين الجولة والأخرى
08:14وندفع الأثمان الباهضة في محاولات التحرير
08:19بالتالي فإنه وبخلاف وبعكس ما قد يتوصل له البعض أو ظنه البعض
08:25من أن طوفان الأقصى ألغى فكرة الاستنصار بالجيوش
08:30فإن طوفان الأقصى وحتى بعد مرور عام أكد المؤكد مما كنا نقول من عدة جهات
08:38منها أن هذا الكيان هش وبعض ما تملكه الأمة من قوى يكفي لاجتثاثه
08:46ومنها أن الجيوش طالما بقيت في يد الأنظمة وطالما بقيت تلك الأنظمة
08:52فإن الأمة ستبقى مقيدة مكبلة وعاجزة
08:57ولذلك لا بد من افتكاكها من أحطان تلك الأنظمة
09:01بل إنه حتى الموقف الغاضب الآن من الجيوش خلال أحداث الطوفان
09:08موقف الأمة الغاضب ما هو إلا تأكيد ولو بموقع أو بموقف السلب على دور الجيوش
09:16ولولا أنها ترى فيهم أنهم هم جهة الإختصاص وأهل الفعل
09:21لما كان لها هذا الموقف من الغضب ومن العتب
09:27وبالمقابل هناك نقطة ينبغي الانتباه لها
09:33وهو أن من لم يستطع كسب الجيوش فإنه لن يستطيع تجاوزها
09:38وهي إن لم تكن مع الأمة في حراكها فستكون ضدها طالما يتحكم بها أو يسيطر عليها العملاء
09:46فالأمر ليس فيه حياد
09:49والجيوش إن لم تأخذ دورها في التحرير فسيكون دورها تعطيل التحرير
09:54والآن وإن كنا لا نزكي الجيوش بموقفها الحالي ولا نبرئهم من الإثم والتقصير
10:02ولكننا قطعا لا ننزع الخيرية منهم
10:06فالأصل أنهم مسلمون ومنهم من كان في التاريخ الحديث نموذج
10:12كمحمد صلاح مثلا وماهر الجازي ومن قبله مشهور الجازي
10:18الأمة تحفظ أسماء أبنائها من العساكر الذين قاموا بما يجب عليهم
10:24ولو حصل أن تحرك جيش فإنها سترفعه فوق الرؤوس
10:30إننا نراهن وكلنا ثقة بأن عقيدة الإسلام الموجودة في نفوس الجند
10:37هي المعول علي وعليها الرهان ليوم نسأل الله عز وجل أن يكون قريبا
10:45بل إن الله عز وجل حين خاطب المؤمنين في النفير والنصر
10:50خاطبهم بتوكيد إيمانهم حتى قبل أن يعاتبهم أو يحذرهم
10:56حين قال تعالى
10:58يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ إِنْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِذْ ثَاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ
11:05أكد إيمانهم أولا
11:07وبناء على ما سبك كله
11:10فإن مسألة حشد الجيوش هي عمل يجب أن يأخذ من الأمة ما يستحكه من جهد
11:17الجيوش هي بؤرة التغيير وبؤرة التحرير
11:21وصعوبة الأمر لا تنفي الحقيقة
11:24ومن هنا فإن إيجاد الرأي العام والضغط واستمرار الضغط على الجيوش لأخذ دورها
11:31وإحياء روح الجهاد فيها والإنحياز لأمتها
11:37فهذا عمل ينبغي أن تقوم به فعاليات الأمة وعمتها
11:42تماما كما أن تنظيم الجيوش والعمل المباشر فيها لقطف الثمار هو عمل خاص
11:50وأختم بأن الأبجديات التي يفرضها الإسلام ويفرضها مفهوم العقيدة وتكررها العقيدة
11:59أن فلسطين جزء من أرض الإسلام
12:02وأهلها جزء من أمة الإسلام
12:06وأن قضية تحريرها بالجهاد قضية الأمة برمتها
12:11وعلى رأسهم عسكرها وضباطها وجيوشها
12:15وخطاب الاستنصار فرض وواجب
12:18وتلبيته من القادرين عليه كذلك فرض وواجب
12:23يقول الله عز وجل
12:25يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحِيِّكُمْ
12:33وآخر دعوانا أن الحمد لله
12:35والسلام عليكم ورحمة الله

Recommended