• 4 months ago
شؤون الأمة : الهجرة النبوية، مولد دولة وانبعاث أمة
حوار مع أ. أحمد القصص
السبت 30 ذو الحجة 1445 هـ الموافق 06 تموز 2024م

01:00 المقدمة
04:04 لماذا يتحفل المسلمون بذكرى الهجرة في غرة محرم من كل عام؟
08:10 لماذا لم يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحبشة؟
13:00 لماذا أرَّخ سيدنا عمر بن الخطاب بالهجرة النبوية؟
19:26 هل الدولة ترتيب بشري أم حكم شرعي؟
28:35 ماذا فهم زعماء القبائل من طلب النبي صلى الله عليه وسلم للنصرة منهم؟
33:03 مفهوم النصرة هل كان تدبيرا من النبي صلى الله عليه وسلم أم حكما شرعيا؟
39:11 هل أثبت الربيع العربي عدم الحاجة للنصرة والقوة الخشنة؟
47:25 الفرق بين تحصيل السلطان من الأمة وبين التسلط عليها بالقوة
51:41 هل تصح ولاية المتغلب؟
57:53 هل الانقلاب العسكري يعبر عن سلطان الأمة وإرادتها؟
01:02:39 هل يجب على جميع المسلمين في العالم الهجرة إلى دولة الخلافة حال ثيامها؟
01:11:58 ما أبرز العبر التي يجب التركيز عليها في الهجرة النبوية؟
01:15:37 الخاتمة.
Transcript
00:00:00ترى هم يتكلمون عن كل شيء إلا عن المعنى الحقيقي للهجرة
00:00:05ألا وهو الخروج من دار الكفر إلى المدينة التي ستكون دار إسلام
00:00:10كان النبي ﷺ مكلفاً بأن تقوم للإسلام دولة تجسد الحياة الإسلامية
00:00:18النصرة وتعطونها مقابل الجنة فقط
00:00:22لا مقابل شيء من حطام الدنيا
00:00:25فقالوا بايعنا يا رسول الله
00:00:27فإذاً بويع النبي ﷺ على الحكم
00:00:31وبعد ذلك ممارسة النبي ﷺ للسلطة في المدينة
00:00:37دليل عملي على أنه إنما ذهب إلى هناك من أجل أن يتولى الحكم
00:00:42ومن أجل أن يطبق الإسلام
00:00:44فكان هذا دليلاً على أن من لا يملك القوة فإنه لا يملك السلطان فعلياً
00:00:51وإن ظهر ظاهرياً أنه صاحب سلطان
00:00:58بسم الله الرحمن الرحيم
00:01:01الحمد لله رب العالمين
00:01:02والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين
00:01:06وعلى آله وصحبه أجمعين
00:01:09رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري
00:01:11واحلل عقدة من لساني يفقه قولي
00:01:13اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا
00:01:15وإنك تجعل الحزن إن شئت سهلا
00:01:17اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
00:01:21وزدنا علما وألحقنا بالصالحين يا أكرم الأكرمين
00:01:26مشاهدين الكرام إخوة وأخوات متابعي القناة الواقية
00:01:29نحييكم دائماً بتحية الإسلام
00:01:31السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
00:01:34ونرحب بكم في برنامجكم برنامج شؤون الأمة
00:01:38كما عودناكم بإمكانكم متابعتنا على موقعنا الواقية للتي في
00:01:42وكذلك على موقعنا على الفيسبوك حيث
00:01:45نستقبل هناك أسئلتكم ومداخلاتكم
00:01:49ويسرنا أن تشاركوا رابط هذه الحلقة مع أصدقائكم
00:01:53والذين يتابعون موضوع حلقتنا له علاقة بهذا الشهر المبارك
00:01:58شهر محرم الهجرة النبوية
00:02:02مولد دولة وانبعاث أمة
00:02:06كما نحن في كل عام
00:02:10والأمة الإسلامية تتذكر هذه المناسبة
00:02:14وتحيي بأشكال
00:02:18من ربما المحاضرات
00:02:22والبعض يقوم بأنشطة معينة
00:02:26لأجل التذكير بالهجرة النبوية المباركة
00:02:30الخطباء على المنابر يتحدثون عن هذه المناسبة
00:02:34وعما جرى في هذه الهجرة
00:02:38من مشاهد تاريخية
00:02:42ما زالت السيرة النبوية تعبق بها إلى يومنا هذا
00:02:46حيث بقيت في مخيلة الشباب
00:02:50في مخيلة الشيوخ وبقيت في مخيلة الأطفال
00:02:54كيف خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
00:02:58من مكة المكرمة كيف نام
00:03:02علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه في فراشه فداء له
00:03:06كيف غير مسار رحلته مع سيدنا أبو بكر الصديق
00:03:10واستعانى بمن يخفي أثره
00:03:14إلى آخر ما هنالك من أحداث حتى الغار
00:03:18إلى المدينة المنورة
00:03:22كل خطيب وكل فقيه وكل عالم يتحدث عن زاوية
00:03:26من زوايا الهجرة بحسب ما يراه هم
00:03:30والهجرة النبوية مدرسة كبيرة
00:03:34في هذه المناسبة معنا من طرابلس الشام
00:03:38الأستاذ أحمد القصص نناقش معه
00:03:42رؤيتنا وزاوية النظر الخاصة
00:03:46في هذه المناسبة الكريمة الأستاذ أحمد القصص
00:03:50السلام عليكم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
00:03:54أهلا وسهلا
00:03:58الله يبارك فيك جزاكم الله كل خير على
00:04:02تلبيتكم أستاذنا
00:04:06الأمة الإسلامية تتذكر الهجرة
00:04:10النبوية في كل عام
00:04:14في شهر محرم لماذا في شهر محرم
00:04:18هل كانت الهجرة في شهر محرم مثلا
00:04:22بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام
00:04:26على رسول الله وعلى آله وصحبه ومولاه
00:04:30ربما بسبب الاحتفال السنوي أو
00:04:34إحياء الذكرى سنويا في الأول من محرم يظن كثير من الناس
00:04:38أن الهجرة حصلت في الأول من محرم أو على الأقل في شهر محرم
00:04:42وهذا في الحقيقة انطباع خطأ
00:04:46الهجرة في الحقيقة كانت فصولا
00:04:50يمكن أن نقول أن فصول الهجرة بدأت
00:04:54بباعة العقبة الكبرى في التشريق
00:04:58من موسم الحج وهي الأيام التي نكون فيها
00:05:02في أيام عيد الأضحى في شهر ذي الحج
00:05:06أي الشهر الأخير من السنة القمرية
00:05:10الهجرة إنما كانت نتيجة لإعطاء البيعة
00:05:14لرسول الله صلى الله عليه وسلم
00:05:18وكانت باعة على الحكم والحرب
00:05:22فكان بعد هذه البيعة كان على النبي صلى الله عليه وسلم
00:05:26أن يهاجر هو وصحبه الكرام من أهل مكة
00:05:30إلى المدينة التي كانت مشروع دار إسلام
00:05:34كانت ستصبح دار إسلام بمجرد وصول النبي صلى الله عليه وسلم
00:05:38إليها وتولي الحكم فيها
00:05:42فالبيعة هذه التي أدت إلى الهجرة
00:05:50هذه البيعة إنما حصلت في آخر شهر من شهور السنة
00:05:56آخر سنة من سنوات النبي صلى الله عليه وسلم
00:06:00في مكة أي في السنة الثلاثة عشرة للبيعة
00:06:04ولذلك كان الشهر الذي تلى هذه البيعة
00:06:10الشهر الأول في تاريخ الإسلام
00:06:13وكانت السنة التي بدأت بعد هذا الشهر
00:06:16السنة الأولى في تاريخ الإسلام
00:06:18علما بأن هذا التقويم هذه السنوات
00:06:22أي تعداد السنوات الإسلامية
00:06:25لم يبدأ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
00:06:28ولا في زمن أبي بكر رضي الله عنه
00:06:30وإنما بدأ في زمن عمر بن الخطاب
00:06:33ولكن قبل أن أنتقل إلى هذه النقطة التي نتكلم عليها قليلا
00:06:38الهجرة بدأت الصحابة الكرام من أهل مكة
00:06:43يهاجرون بعد بيعة العقبة الثانية مباشرة
00:06:47ولكن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم
00:06:50لم تكن في جهر ذي الحجة ولا في محرم
00:06:54وإنما كانت أواخر شهر صفر
00:06:57ولعل التاريخ الأصح هو في السابع والعشرين
00:07:01غادر النبي صلى الله عليه وسلم بيته في السابع والعشرين من صفر
00:07:06أي في الشهر الثاني من السنة القمرية
00:07:13واستغرقت رحلته صلى الله عليه وسلم حوالي أسبوعين
00:07:19إذ دخل على أصح الأقوال دخل المدينة في الثاني عشر من ربيع الأول
00:07:26فكان هذا اليوم يمكن أن نقول أن هذا اليوم هو اليوم الأول
00:07:32لقيام دار الإسلام بوصول النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة
00:07:38ويمكن أن نقول أن يوم قيام الدولة الإسلامية
00:07:42بعد تأسيس هذه الدولة في بيعة العقبة الثانية
00:07:47كان اليوم الأول لقيامها في الثاني عشر بوصول النبي صلى الله عليه وسلم
00:07:52في الثاني عشر من ربيع الأول بوصوله إلى المدينة المرورة
00:07:57وتسلم الحكم فيها بطبيعة الحال لأنه كان قد حاز البيعة من أهل المدينة
00:08:03تحديدا من الأورسي والخزراج
00:08:06نعم إذن اللافت يعني في قولك أستاذنا كريم أن الهجرة ليست يوما
00:08:15وهو الأول من محرم وإنما هي مراحل أو وقفات بدأت منذ بداية هجرة الصحابة
00:08:26قبل الرسول عليه الصلاة والسلام وانتهت بوصول رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
00:08:31هذه الهجرة الأساسية ثم بعد ذلك تبعها هجرة كثير من المسلمين إلى يوم فتح مكة
00:08:40الذي يركز عليه المسلمون هو هجرة النبي أكثر من تركيزهم على ما قبل النبي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
00:08:48أو حتى هجرة سيد نعم الخطاب الذي قال من أراد أن تفكله أمه ويتيتم أولاده
00:08:54يركزون على خروج النبي كيف خرج وعلى قضية الغار ثم الكرامات والمعجزات التي حصلت في هذه الرحلة
00:09:05لكن أستاذنا الكريم هناك هجرة أخرى حصلت في المرحلة المكية قبل وصول النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة
00:09:15كانت من مكة إلى الحبشة والنبي عليه الصلاة والسلام أخبر الذين خرجوا من مكة أن يذهبوا إلى الحبشة
00:09:25فإن فيها ملكا لا يظلم عنده أحد
00:09:29هنا يتساءل البعض لماذا لم يخرج النبي عليه الصلاة والسلام بكل من معه من أصحابه إلى الحبشة عند ذلك الملك
00:09:38الذي لا يظلم عنده أحد ويدعو إلى دينه ويعبد ربه سبحانه وتعالى دون أن يتدخل في عبادته
00:09:46لماذا بقي في مكة المكرمة وبقي عند العرب؟ هل القضية لها علاقة بالعرب والعجم؟
00:09:54لها علاقة ببلاد الجزيرة العربية؟ هناك سر ما مثلا في هذه القضية
00:10:00لماذا لم يذهب إلى الحبشة ويعبد الله سبحانه وتعالى كما يشاء ويدعو من شاء إلى دخول الإسلام ومن أسلم ولا يكرهها في الدين؟
00:10:10ما من شك أن هناك فرقا كبيرا بين هجرة الصحابة إلى الحبشة هناك هجرتان إلى الحبشة
00:10:20لا شك أن هناك فرقا بين هجرة هؤلاء إلى الحبشة وبين هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه بعد ذلك إلى المدينة
00:10:29أما الهجرة إلى الحبشة فكانت هجرةا من تخلصا من أذى قريش لأول ناس اعتنقوا الإسلام وكانوا يفتنون في دينهم
00:10:43يفتنون عن دينهم بالقتل بالتشريد بالتضيق بالتعذيب إلى آخره
00:10:49فهجرتهم إلى الحبشة لم تكن جزءا من مسيرة الدعوة إلى الإسلام
00:10:55فهم لم يذهبوا إلى الحبشة من أجل أن يحملوا الدعوة وإنما ذهبوا لأنهم أخذوا بالرخصة التي تجيز لهم أن يخرجوا من مكة
00:11:07فرارا بأنفسهم وبأرواحهم وبأعراضهم إلى آخره لأن الذين هاجروا معظم الذين هاجروا إلى الحبشة كانوا من المستضعفين في الأرض
00:11:19أما هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الذين هاجروا معه إلى المدينة فكان الأمر مختلفا كليا
00:11:27فلم تكن هجرة فرار لم تكن هجرة هروب وتجنب لأذى قريش
00:11:36ولو أرد النبي صلى الله عليه وسلم أن يهاجر فرارا من أذى قريش لفعل قبل ذلك بسنوات
00:11:44ولكن الأمر بكل وضوح أن النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من أصحابه هاجروا من دار الكفر إلى الدار التي هي دار الإسلام العتيدة
00:11:57يعني الأرض التي ستكون دار الإسلام بمجرد وصول النبي صلى الله عليه وسلم إليها
00:12:03فهي هجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام حيث هناك ستكون حياة إسلامية ودولة إسلامية
00:12:12وسيكتمل تكوين المجتمع الإسلامي ولسيما أن ما لم ينزل من شريعة الإسلام
00:12:21بل إن شريعة الإسلام في معظمها التي لم تنزل في مكة ونزلت في المدينة
00:12:26كانت دليلا على أنه قام للإسلام مجتمع وحياة إسلامية ودولة إسلامية تتجلى فيها طريقة العيش الإسلامية
00:12:36فالفرح كبير بين هجرة من أجل الفرار بالنفس من الأذى ومن فتنة كفار
00:12:43وبين هجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام من أجل أن يحيى المسلم حياة إسلامية
00:12:50فمن هنا كان لهذه الهجرة الشأن العظيم في تاريخ الإسلام
00:12:55بل هي بداية تاريخ الإسلام
00:12:59هنا بداية تاريخ الإسلام يعني وقفة سريعة
00:13:02أنت ذكرت بأن سيدنا عمر بن الخطاب ربما أو أشرت إليها
00:13:07هو الذي أرخى بالهجرة النبوية
00:13:12في هذا التاريخ إشارة أما هناك مثلا من طرح بأن لا يكون التاريخ بالهجرة
00:13:20أن يكون التاريخ بمولد النبي عليه الصلاة والسلام
00:13:23هناك في الزمن المعاصر هناك من يقول أن يكون بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
00:13:28بالبعثة النبوية إلا أن سيدنا عمر بن الخطاب أدرك أمرا
00:13:32هو مدار البحث الآن
00:13:35أن المفترق التاريخي في حياة الإسلام يجب أن يكون الهجرة النبوية
00:13:42ما الذي فهمه سيدنا عمر بن الخطاب ولم يتفطن إليه كثير من الدعاة اليوم
00:13:48معي سؤال من الأخ بهاء أظن يقول
00:13:53السلام عليكم ما الذي جعل المسلمون أو جعل المسلمين يزوغون عن المعنى الشرعي للهجرة النبوية
00:14:00لعله يقصد بعض الخطفاء الذين يتحدثون عن جوانب أبعد ما يكون عن حقيقة الهجرة
00:14:06نعم
00:14:09بالنسبة لاختيار عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لعام الهجرة ليكون العام الأول في تاريخ الإسلام
00:14:17فبالطبع هذا له قصة
00:14:20فلم يحصل هذا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا في زمن أبي بكر
00:14:25ولكن حصل في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما دفع بشكل موضوعي عمر بن الخطاب إلى إنشاء التقويم الإسلامي
00:14:35أي إنشاء التاريخ الإسلامي
00:14:38فتحت البلاد استقرت الفتوح في بلاد الشام والعراق وفارس وفي مصر بعد ذلك
00:14:47استقرت الفتوح في تلك البلاد ودون عمر بن الخطاب الدواوين وعين الولاة في الأمصار في الولايات
00:14:57وجند الجند إلى آخره وكانت المراسلات الإدارية والسياسية والحربية بين أمير المؤمنين وبين الأمصار بين أنحاء ولاياته إلى آخره
00:15:11فيقال روية أن أحد الولاة من الصحابة الكرام أرسل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا أمير المؤمنين
00:15:21إنك لترسل لنا الكتابة في شهر كذا ولا ندري أهو شهر كذا من هذا العام أم من الذي قبله
00:15:31فهذا كان مثالا على ضرورة أن يكون لهذه الرسائل والتراتيب الإدارية تحديد للسنوات التي تجري فيها هذه الكتب وهذه الرسائل وتلك التراتيب
00:15:50فقرر عمر بن الخطاب هنا أن يكون للمسلمين تقويم وما كان ينبغي للمسلمين ولا يلوق بهم
00:15:58أن يعتمدوا السنوات التي كانت تعتمدها أمة من الأمم الأنذاك سواء النصارى الروم الفرس اليهود إلى آخره
00:16:07هذه أمة هي خير الأمم أمة خاتم النبيين فوجد أنه لابد أن يكون للمسلمين تأريخ أي تعداد للأعوام
00:16:18فجمع كبار الصحابة ليستشيرهم في الأمر واقترح عليه أن يكون العام الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم العام الأولى في الإسلام
00:16:29وبعضهم اقترح عام البعثة وإلى آخره إلى أن اقترح بعضهم والاقتراح جاء من غير عمر بن الخطاب بداية وقيل في بعض الروايات
00:16:40إنه من الإمام علي رضي الله عنه قال له اجعل عام الهجرة هو أول عام في الإسلام فإنه العام الذي فرق الله تعالى فيه بين الحق والباطل
00:16:53فقال سيدنا عمر رضي الله عنه هذا هو الرأي إنه العام الذي فرق الله تعالى به بين الحق والباطل
00:17:01فكان هذا القرار قرارا ينمو عن عبقرية سواء من من اقترح على عمر بن خطاب أو من عمر نفسه الذي اختار هذا الاقتراح
00:17:13لأنهم أدركوا أن الإسلام من حيث هو حياة من حيث هو مجتمع من حيث هو دولة من حيث هو نظام
00:17:23إنما حصل في العام الذي قامت فيه دولة الإسلام وليست الهجرة بحد ذاتها من حيث هي رحلة
00:17:31بداية للتاريخ الإسلامي وللأسف هذا ما لا يفطن إليه كثير من المسلمين
00:17:36وهذا ينقلنا إلى الإجابة على سؤالك وعلى سؤال الأخ الذي سأل
00:17:40ما الذي جعل المسلمين يتهون عن المعنى الحقيقي للهجرة
00:17:44فتراهم في الخطب وعلى المنابر وفي الدروس وفي الاحتفالات عند بداية السنة الهجرية
00:17:52يتكلمون عن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بتفاصيلها وكيف خرج وكيف نجاه الله تعالى من صناديق القريش
00:18:02وكيف ذهب جنوبا ثم شمالا وتعقبه الناس وكيف سلم الأمانات
00:18:08تراهم يتكلمون عن كل شيء إلا عن المعنى الحقيقي للهجرة
00:18:13ألا وهو الخروج من دار الكفر إلى المدينة التي ستكون دار إسلام بعد أن حصل على بيعة أهلها منها
00:18:23كثير منهم لا يشيرون إلى أن الهجرة تعني قيامة الدولة الأولى للإسلام على يد نبي الله صلى الله عليه وسلم
00:18:34هذا أمر عجيب غريب هناك تجهيل للمسلمين منذ عشرات السنين لحقائق السيرة النبوية لحقائق الكبرى للتاريخ الإسلامي
00:18:44هذا مؤلم جدا يتكلم عن كل شيء في الهجرة إلا عن السبب الحقيقي والغاية الحقيقية للهجرة النبوية
00:18:54أنها انتقال من مرحلة الاستضعاف وحمل الدعوة باللسان إلى مرحلة التمكين في الأرض إلى السلطان والتمكين
00:19:03ودخول القوة المادية على خط الدعوة وانشاء أول حياة لمجتمع إسلامي حياة إسلامية لمجتمع إسلامي
00:19:13حيث ارتكز الإسلام في دولته الأولى في المدينة المنورة قبل أن تتوسع بعد ذلك
00:19:21ذلك الاتساع الهائل في أسرع وقت من الزمان
00:19:26سادة كريم هذا الأمر الذي سنتحدث عنه هو خبزنا اليومي خاصة في حزب التحرير وكلامنا في كل مجلس وفي كل موضع
00:19:39ولكن لأن الحلقة عن الهجرة هو موضوعها الأساسي كما ذكرت إقامة المجتمع والدولة والسلطان
00:19:48البعض نصر على أن النبي عليه الصلاة والسلام يقول نعم نوافقكم أن النبي عليه الصلاة والسلام خرج من دار يمنع فيها من تطبيق شرع الله
00:19:58ويضيق فيه عليه إلى دار تسمح له بأن يطبق شرع الله وأن يعيش الناس بدون أن يضيق عليهم أحد في الحلال والحرام ويطبقون الشعائر كما يشاء
00:20:11لكن ما شأن الدولة بالأمر يعني كأنهم يقولون بل بعضهم يصرح ليس في الإسلام دولة ليس في الإسلام نظام يأمر أن يكون هناك حاكم ويبايع
00:20:25إنما هذا الأمر هو ترتيب بشري وجدوا أنفسهم مجتمعين والمجموعات عادة هناك نظام قبلي سابق كان موجودا
00:20:35استعملوا هذا النظام الذي رأوه مناسبا فوضعوا حياته في دولة وإلا لو كانوا يستطيعوا أن يعيشون متفقين دون خلاف دون نزاع دون أن ينظم أمره شخص واحد لعاشوا
00:20:49شرع الله موجود في الكتاب والسنة نطبق هذا الشرع على أنفسنا والدافع لتطبيق الشرع ليس الخوف من السلطان وليس الخوف من قطع اليد وليس الخوف من الشرطة والعسكر
00:21:02إنما مخافة الله سبحانه وتعالى وتقواه أما فكرة الدولة هي المسؤولة عن تطبيق الأيدولوجية الأنظمة والقوانين هذه فكرة اشتراكية وأنتم تأثرتم بها ما ردك؟
00:21:17هذا الكلام إما كلام شخص متآمر على الإسلام وهم كثر من المستشرقين والمستغربين في بلاد المسلمين من تلميذة المستشرقين هؤلاء يقولون هذا الكلام ليس عن قناعة بقدر ما هم يقولون هذا الكلام من أجل التآمر على الإسلام
00:21:38ماذا فريق؟ وفريق آخر فهمهم للإسلام للأسف محدود وعيهم على الإسلام محدود لا يدركون حقيقة الإسلام لا يدركون حقيقة أن يكون هناك نظام لابد أن يطبق وأن أي نظام في الدنيا لا يطبق على أرض الواقع إلا من خلال دولة تطبقه
00:21:57إذا أردنا أن نخوض في التفاصيل الذي يقول إنه مجرد خروج من أرض يضطهد فيها الإسلام إلى أرض تحتضن المسلمين وتسمح لهم بإقامة شعائرهم هذا يعيدنا إلى الكلام الذي ذكرته قبل قليل وتكلمنا عليه وهو الفرق بين الهجرة إلى الحبشة والهجرة إلى المدينة
00:22:23كان بوسع النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج هو وأصحابه جميعا قبل أن يحصل على البيعة من مدينة من مدن العرب ومن قبائل العرب كان بإمكانه أن يخرج إلى الحبشة هناك حيث يوجد ملك لا يظلم عنده أحد
00:22:51المسلمون الذين هاجروا إلى الحبشة سنوات من الأمان والإطمئنان يقيمون فيها شعائرهم في خويصة أنفسهم يصلون ويصومون ويذكرون الله تعالى إلى آخره ولا يتعرضون لأذى لماذا لم يكتفي النبي صلى الله عليه وسلم بهذا ويخرجوا بهم إلى هناك
00:23:15فهذا دليل على أن هذا الكلام غير صحيح كان النبي صلى الله عليه وسلم مكلفا بأن تقوم للإسلام دولة تجسد الحياة الإسلامية
00:23:27وهنا ربما فاتنا قبل قليل وقد سألتني لماذا جزيرة العرب تحديدا نعم النبي صلى الله عليه وسلم كان مأمورا بأن يقيم للإسلام دولة وأن يرتكز الإسلام بداية في أرض العرب
00:23:47وبطبيعة الحال نحن نعرف أن الله سبحانه وتعالى اختار العرب لترتكز فيهم دولة إسلامية والمجتمع الإسلامي بداليل أن الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن عربيا
00:24:01لأن المخاطبة الأولى كان زمنيا وأيضا ذهنيا بالإسلام هم العرب الذين نزل القرآن بلغتهم إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا
00:24:14ومجرد أن ينزل القرآن على نبي عربي وبلغة العرب كان ذلك دليلا على أن هذه الدعوة يجب أن ترتكز في أرض العرب
00:24:25ولسنا الآن بصدد أن نخود في تفاصيل الحكمة من نزول القرآن بلغة العرب وفي أرض العرب وأن تقوم دولته في بلاد العرب
00:24:36فإذا النبي صلى الله عليه وسلم كان مأمورا بأن يقيم للإسلام دولة ومجتمعا يطبق نظام الإسلام
00:24:47ولم يكن فقط مأمورا بأن يبلغ دعوة الإسلام وأن يبحث المسلمون عن مكان آمن يمارسون فيه العبادات والأخلاق والحياة
00:24:57وحياة الأسرة الإسلامية إن صح التعبير كما يراد لنا اليوم أن نقتنع بل أن نقنع بأن يقتصر إسلامنا على إيمان كهنوتي
00:25:08وعلى ممارسة العبادات والأخلاق الإسلامية ما أمكان وعلى حياة أسرة إسلامية
00:25:16وأترك سائر شؤون الحياة للقوانين الوضعية والعلمانيين الذين يتولون تشريع القوانين
00:25:25هذا باطل هذا باطل النبي صلى الله عليه وسلم حين حصل على البيعة من أهل المدينة
00:25:36كان ذلك تتويجا لعمل دؤوب تقصد فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن يأخذ السلطة ممن يؤمن بهذا الإسلام
00:25:46ممن هم من أهل الشوكة والمنعة فكان يطوف على القبائل الوافدة من أنحاء جزيرة العرب
00:25:53في موسم الحج في السنة العاشرة كان يطوف عليهم ويسألهم كيف القوة فيكم كيف المناعة فيكم
00:26:02فإن قالوا نحن أهل قوة وأهل منعة دعاهم إلى الإسلام وإلى أن ينصروه ويمنعوه
00:26:09وإن قالوا له نحن لسنا أهل قوة فكان يكتفي بدعوتهم إلى الإسلام لأنه مأمور بأن يبلغ الإسلام لجميع الناس
00:26:17وحين بيعه الأنصار بيعة العقبة الثانية قالوا هم وصفوا هذه البيعة بأننا بيعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
00:26:28على حرب الأبيض والأسود من الناس على قتال الأبيض والأسود من الناس
00:26:35يعني كان الكلام واضحا أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ البيعة منهم على الحكم على السلطة
00:26:43بيعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة السمع والطاعة لمن للنبي صلى الله عليه وسلم إذن هو الحاكم
00:26:51بيعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في يسرنا وعسرنا ومنشطنا ومكرهنا
00:26:59وفي النشاط والكسل في إحدى الروايات وأن لا ننازع الأمر أهله وأن نقول في الحق لا نخشى في الله لوم تلائم
00:27:06وهناك عدة روايات وأن لا ننازع الأمر أهله وكلمة الأمر في لغة العرب تعني السلطان
00:27:13وكلمة أن لا ننازع الأمر أهله أي لا ننازع صاحب السلطان أمره مدام يقيم الإسلام إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان
00:27:25فإذن بويع النبي صلى الله عليه وسلم على الحكم وبعد ذلك ممارسة النبي صلى الله عليه وسلم للسلطة في المدينة دليل عملي على أنه إنما ذهب إلى هناك من أجل أن يتولى الحكم ومن أجل أن يطبق الإسلام
00:27:42وآيات والأحكام الشرعية التي نزل بها القرآن وأتبت بها السنة النبوية
00:27:48مما لا يطبق إلا بوجود حاكم يحكم بالإسلام هي دليل عملي على ذلك
00:27:54أحكام القصاص وأحكام الحدود التي هي من العقوبات وأحكام الجهاد التي هي لنشر الإسلام في العالم لحمل الإسلام إلى العالم
00:28:06وما شرعه الله سبحانه وتعالى من أحكام نظام الحكم ونظام الاقتصاد والقضاء كل هذا دليل قاطع على أن الإسلام إنما هو نظام حياة
00:28:19ولا يمكن نظام حياة أن يكتمل تطبيقه إلا بدولة تقوم على تطبيقه
00:28:26وإلا لكان هناك نظام آخر يفرض نفسه ويكون نداً لنظام الإسلام وبديلاً منه في حياة الناس
00:28:35طيب سيدنا هناك نصوص يستدل بها حملة الدعوة خاصة في موضوع النصرة
00:28:43أن النبي عليه الصلاة والسلام عندما كان يعرض أمر الدعوة ويطلب النصرة لدعوته
00:28:50كان الذين يطلبون منه النصرة يفهمون منه أنه يتحدث عن حكم ويستعملون نظة أمر
00:28:57لو تعطينا لمحة عن هذا الموضوع خاصة أن مسألة النصرة هي قضية سبقت موضوع الهجرة
00:29:06وكانت سبباً أساسياً للهجرة
00:29:10نعم حين كان النبي صلى الله عليه وسلم يطلب النصرة يعني يدعو الناس
00:29:17يدعو الوفود من القبائل التي وفدت إلى مكة في موسم الحج
00:29:24كان يقول لهم إن الله يأمركم أن تؤمنوا بي وتمنعوني وفي رواية وتنصروني
00:29:31وحصل في عدة نماذج من هذه اللقاءات في عدة حالات من هذه اللقاءات
00:29:37أن جرى نقاش بينه وبين هؤلاء الوفود
00:29:40فأحد هؤلاء الوفود قالوا له أرأيت إن أظهرك الله على قوم أفوان
00:29:47يعني أرأيت إن نصرناك وآويناك إلى آخره
00:29:52أي يكون لنا الأمر من بعدك
00:29:55هنا فهموا منه تماماً أنه إنما سيعطونه السلطة
00:30:00وبعد أن يمضي بعد أن يتوفى
00:30:05أتعود السلطة لنا من بعدك لتكون لنا السلطان على الناس
00:30:10وكانوا أدركوا أن هذه الدعوة من شأنها أن يكون لها الغلبة على العرب
00:30:15فكان مطمعهم في أن يكونوا بهذه الدعوة سادة على العرب
00:30:20فقالوا أيكون لنا الأمر من بعدك؟ قال لهم إن الأمر لله يضعه في من يشاء
00:30:26فكان واضحاً في خطاب هؤلاء وفي اهدالهم أنهم فهموا من النبي صلى الله عليه وسلم
00:30:32أنه يدعوهم إلى إعطائه السلطان بعد أن يؤمن به ويتبعوه
00:30:39فهنا كان واضحاً أن نيتهم لم تكن لله ولم يكن إسلامهم خالصاً لوجه الله تعالى
00:30:47فردوه رداً سيئاً قالوا أنا أنصرك ونهدف نحورنا دونك
00:30:52وبعد ذلك إن أظهرك الله على قومك يكون الأمر لغيرنا من بعدنا
00:30:56اذهب فليس لنا بك حاجة أو كما وردت نصوص السيرة
00:31:02وفي قصة وفد آخر من المناذرة وكانوا على تخوم الفرس في شمال جزيرة العرب
00:31:15جادلوا النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً في موضوع البيع
00:31:25وقالوا له نحن نستطيع أن ننصرك من جهة العرب
00:31:31ولكننا لا نستطيع أن ننصرك من جهة الفرس الذين بيننا وبينهم عهود
00:31:38فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد صدقتم إذ أفصحتم بالصدق
00:31:44ولكن هذا الدين لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه
00:31:49يعني لا يمكن أن تشترط أن تكون نصرة الإسلام من أناس دون آخرين
00:31:56فكان واضحاً أيضاً أنهم فهموا من النبي صلى الله عليه وسلم
00:32:00أنه يطلب منهم أن ينصروه أن يعطوه الحكمة
00:32:05وأن ينصر الإسلام وأن يكونوا مستعدين للدفاع عنه تجاه كل الناس
00:32:10بل أن يقاتل دونه تجاه كل من يكون عدواً له
00:32:14وبعد ذلك حين بيعه الأنصار بايعنا يا رسول الله
00:32:18فوالله إننا أهل الحلقة وأهل الحرب ورثناها كابراً عن كابر
00:32:23وقال لهم بعضهم أتعلمون على ما تبايعونه
00:32:32إنكم تبايعونه على حرب الأسود والأبضد من الناس
00:32:36وعلى نهكة الأموال وعلى أن تهدف نحوركم للناس
00:32:43وسبي الذرار والأموال قالوا نعلم على ما نبايع بايعنا يا رسول الله
00:32:49إلى آخره كل ذلك كان واضحاً فيه أنه كان صلى الله عليه وسلم
00:32:54يأخذ البيعة على الحكم والقتال وأن يكون حاكماً
00:32:58تعطى له الطاعة بكل أضوح
00:33:01نعم طيب هذا يجعلنا ندخل إلى مسألة أيضاً هي محل بحث
00:33:09لم نقل خلاف بين المعاصرين وهي مسألة أن النبي عليه الصلاة والسلام
00:33:14عندما كان يبحث عن نصرة ويبحث عن قوة لأجل إسناد دعوته
00:33:20ولأجل حماية دعوته هل كان هذا أمراً بشرياً من النبي
00:33:26باعتباره صاحب مشروع يريد أن ينظر من الذي يلزمه فيفعله من المباحات
00:33:33وأن هذا أسلوب من الأسليب وجد أنه بحاجة إليه في زمانه ففعله
00:33:39بينما ما يقال اليوم من شباب حزب التحرير بمنهج حزب التحرير
00:33:44أنه لا بد من نصرة لأجل الدعوة ولا بد من تحقيق هذه النصرة
00:33:49وأنها ركن من أركان الطريقة مسألة النصرة
00:33:53البعض يقول أنتم تضيقون واسعاً هذا أمر مباحاً تحقق كان به
00:33:58وإن لم يتحقق ندخل بطرق أخرى ونشارك بالحكم بالانتخابات
00:34:05أو غير ذلك من الأسليب
00:34:07هل النصرة هي تكتيك من النبي عليه الصلاة والسلام
00:34:11ألجأته إليه الظروف وواقع ما كان يعيشه
00:34:16أم هي وحي وتدبير رباني أمر به الله سبحانه وتعالى
00:34:22أم كلاهما قد يكون الأمر واجباً في نفسه من حيث أنه لا مفر منه
00:34:29ويكلف الله به كما الجهاد مثلا
00:34:32نعم بكل تأكيد نحن حين نتكلم عن أعطاء نصرة للدعوة
00:34:38فأحنا لن نتكلم عن أعطاء نصرة لشخص ولا حتى لجماعة من حيث هي جماعة
00:34:44أنت بمجرد أن تقول إن الإسلام لا بد حتى يطبق أن يصل إلى السلطة
00:34:50فمجرد إصال الإسلام إلى السلطة هو نصرة للإسلام
00:34:54وبالتالي حين تقول عليكم أن تنصروا هذا الدين
00:34:58عليكم أن تنصروا هذه الدعوة عليكم أن تنصروا مشروع الدولة الإسلامية
00:35:04فهذا يعني أنك تدعو إلى إقامة الإسلام
00:35:08فلا يمكن الإسلام أن يقوم إلا بأن يصل إلى الحكم
00:35:11ومن يوصله إلى الحكم فهذا هو الذي نصر الإسلام
00:35:16فأنت حين تطلب النصرة ممن يمكن أن يوصل الإسلام إلى السلطة
00:35:22فإنك تطلب ممن يملك القوة أن يقوم بواجبه بنصرة الإسلام
00:35:29بنصرة الله ورسوله ودينه
00:35:31إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم
00:35:34فكما أن الجهاد هو نصرة للدين
00:35:36فكذلك إصال الإسلام إلى السلطة هي نصرة للدين
00:35:42ولذلك كان من حكمة الله سبحانه وتعالى أن سمى الذين أوصلوا الإسلام إلى السلطة
00:35:49ماذا سماهم؟
00:35:50سماهم الأنصار وشرفهم في هذه التسمية
00:35:53وذكرهم بها أكثر من مرة في كتابه الكريم
00:35:56وكان المسلمون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرين وأنصار
00:36:01ولكل منهم فضله ولكل منهم شأنه العظيم في الإسلام
00:36:06فهذا ليس مجرد أسلوب
00:36:09تستطيع أن تتكلم عن الأساليب أو عن المناطق هنا وهناك
00:36:15في تطبيق حكم النصرة للإسلام
00:36:18بأن تقول قد يكون طلب النصرة من الضباط أسلوب
00:36:24وقد يكون طلبه من زعماء القبائل أسلوبا
00:36:28وقد يكون طلبه من بعض السياسيين النافذين أسلوبا
00:36:35نعم هذه أساليب
00:36:37حتى لو تخيلنا أنه في بلد ما ما يسمى بممثلي الأمة
00:36:46قرروا أن يوصلوا الإسلام إلى الحكم فرضيا يعني مثلا
00:36:50لقولنا هؤلاء هم الذين نصروا الإسلام
00:36:53فما حصل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
00:36:57أن زعماء الأوسي والخزرج أسلموا اعتنقوا الإسلام فنصروا الإسلام
00:37:06فهنا النبي صلى الله عليه وسلم حصل على النصرة ممن
00:37:10من الأوسي والخزرج والسيما من أهل القوة في الأوسي والخزرج
00:37:15وهم الزعماء وآنذاك كانت القوة في الزعماء أنفسهم بطبيعة الحال
00:37:20فنصرة الإسلام نصرة مشروع الدولة الإسلامية
00:37:25نصرة مشروع الحياة الإسلامية هذا ليس أسلوبا
00:37:28هذا واجب على كل من يملك القدرة على أن يوصل الإسلام إلى الحكم
00:37:33حتى تعرف أن الناس يتفاوتون في قدراتهم
00:37:37فهناك من يستطيع أن ينصر الإسلام بالكلمة
00:37:40وهناك من يستطيع أن ينصره باليد
00:37:42وهناك من لا يستطيع أن ينصره لا بالكلمة ولا باليد
00:37:45قال عليه الصلاة والسلام من رأى منكم منكرا فليغيروا بيده
00:37:49فإن لم يستطيع فبلسانه
00:37:51فإن لم يستطيع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان
00:37:55فحين تقول إن من يملك القوة في البلاد
00:38:00من اعتنق الإسلام واقتنع بضرورة إقامة الإسلام
00:38:05والإسلام أوجب على كل قادر
00:38:09على القيام بفرض الكفاية أن يقوم به أن يقيمه
00:38:13إذن القضية هي قضية فريضة
00:38:16أنت تدعو من يملك القوة لأن يقوم بما أوجبه الله سبحانه وتعالى
00:38:21عليه أي أنت تدعوه إلى نصرة الإسلام بما يملك
00:38:25غيرك يملك أن ينصر الإسلام بلسانه بحمل الدعوة
00:38:29أما أنت فإن كنت من أهل القوة
00:38:31فواجبك أن تنصر الإسلام بما تملك من قوة
00:38:35وإن كنت تستطيع أن تحصل هذه القوة
00:38:38في زمان ما وفي عمل ما وفي اتصالات ما
00:38:41واجب عليك أن تباشر هذه الأعمال من أجل أن تنصر الإسلام بالقوة
00:38:47لأن الإسلام لن تقوم له قائمة على أرض الواقع
00:38:51ودولة ومجتمع وحياة
00:38:53ولن يحمل الدعوة الإسلامية من طريق الجهاد إلى العالم
00:38:57إلا بأن ينصره من يملك القدرة والشوكة والمنعة
00:39:03وبأن يوصله إلى السلطة
00:39:06فالقضية ليست قضية أسلوب وإنما هي قضية واجب شرعي
00:39:11طيب سيدنا كريم أنت استعملت عدة مصطلحات
00:39:14يعني يدور البحث حولها بين بعض المفكرين والكتاب والأدباء في هذا الزمان
00:39:18مسألة يعني استعملت كلمة قوة ثم عدت واستعملت شوكة ومنعة
00:39:23هناك مصطلح القوة الناعمة والقوة الخشنة
00:39:28وهذه الثنائية تكلم فيها كثيرون
00:39:32خاصة عندما أسقط حسني مبارك في ثورة مصر
00:39:38كانت هناك قنوات تقول قد ثبت فشل كثير من الحركات التي تستعمل القوة للوصول إلى الحكم
00:39:47ها هو الشارع استطاع بالقوة الناعمة بالانتخابات أن يوصل الإخوان أن يسقط حسني مبارك
00:39:54وأن يوصل مثلا محمد مرسي الدكتور محمد مرسي إلى الحكم
00:39:59ولا حاجة للقوة التي يتحدث عنها بعض التنظيمات
00:40:03يعني وكانوا يركزون أكثر على التنظيمات الجهادية
00:40:07السؤال هنا سيدنا هل تجربة الربيع العربي تؤكد نذهب إليه هؤلاء
00:40:13من أن القوة الناعمة تكفي لحاجة للشوكة نوع معين من القوة
00:40:18أم لا بد بحسب فهمك لما جرى في الربيع العربي من النصرة
00:40:24مع القوة الناعمة وهي الرأي العام وتحرك الجماهير
00:40:29لا بد من القوة الخشنة الصلبة التي تحمل البندقية والسلاح
00:40:36قبل أن أدخل إلى نقاش هذا المثال الذي ذكرته وهو الربيع العربي عموما ومصر تحديدا
00:40:42دعني أتناول الموضوع بعمومه بشكل عام
00:40:46هل يمكن أن يصل الإسلام إلى السلطة بقوة ناعمة دون استخدام العنف بالعموم
00:40:53ممكن بل أبرز دليلا على ذلك هو ما حصل مع النبي صلى الله عليه وسلم
00:40:58أنه أقام الدولة الإسلامية دون أن يراقى دم رجل واحد
00:41:02حين أخذ البيعة من زعماء المدينة فهؤلاء هم الذين احتضنوا الإسلام
00:41:10ورفعوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى سدة السلطة
00:41:14بل بعد ذلك تركوا السلطانة لغيرهم حتى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
00:41:20تركوا السلطانة للمهاجرين من أهل مكة من أبي بكر إلى قريش
00:41:26عمر إلى عثمان إلى علي رضي الله تعالى عنهم إلى قريش
00:41:30فنعم في هذه الحال كان هناك مجتمع ليس مسيطرا عليه من قبل دولة أخرى ولا أمة أخرى
00:41:39وكان قراره السياسي ذاتيا وكان حكامه إن أرادوا أن يتخذوا قرارا
00:41:45فهم أحرار باتخاذ هذا القرار لأنهم ليسوا تابعين ولا عملاء لجهة أخرى
00:41:50هذا كان حاصلا هل هذا النموذج يمكن أن يتكرر في التاريخ؟
00:41:55ممكن ربما يحصل ولكن إذا نقشنا واقعنا الآن
00:42:00يقولون لك بعك من القوة الخشنة وانتقل للقوة الناعمة
00:42:07والمثال الذي ضربته أن الربيع العربي أوصل بعض الحكام للقوة الناعمة
00:42:15هذا باطل هذا غير صحيح
00:42:16نحن نعرف أن الربيع العربي إنما بدأ بثورة لم يستخدم الناس فيها السلاح
00:42:24وإنما بقوتهم استطاعوا أن نسقط حاكما في تونس ثم حاكما في مصر
00:42:32فكان ذلك دليلا على أن هؤلاء الحكام لا يتخلون عن السلطة بمنتلقاء أنفسهم
00:42:39أو يتخلون عنها طوعا وبإرادتهم وإنما أجبروا على التخلي عنها في وقت من الأوقات
00:42:46وبعد ذلك هذه الأجواء هي التي فتحت الباب لتجري أنتخابات
00:42:55ولكن أثبت بعد ذلك أن هذه الانتخابات إنما أجريت بشكل منظم ومدروس
00:43:01من أجل أن تجهد التوراة ومن أجل أن يصل الإخوان إلى السلطة دون مشروع سياسي
00:43:08لكن نقطة هنا أستغفر
00:43:10كان المشروع وهذا ما قاله
00:43:12اسمح لي بنقطة هنا قبل أن تنتقل إلى جزء من التفاصيل
00:43:17لقد ذكرت أن هناك إسقاطاً لحسن مبارك
00:43:22من الذي أسقط بن علي وحسن مبارك؟
00:43:24هل الشارع هو الذي أسقطه أم هي أوامر الجيش؟
00:43:29كان الأمر مزيجاً من الاثنين معاً
00:43:31لولا أن الشارع ثار في وجه هذا
00:43:34ووجد الجيش أن هذا الرجل احترقت ورقته لما قال له تنحى من هنا
00:43:39فثورة الشارع من جهة
00:43:42والقرار باستعاب ثورة الشارع من جهة أخرى
00:43:45جعلت الجيش يقول له تنحى
00:43:47حتى لا تصل الثورة إلى مرحلة تذهب بنا جميعاً
00:43:52اذهب وحدك وسنبقى نحن لنستذرك الأمور وهذا ما حصل
00:43:57أجهضوا الثورة بعد ذلك تحت خدعة الانتخابات والديمقراطية واللعبة السياسية كما نعرف
00:44:04حتى وصل الأمر الآن بعد حوالي أربع عشرة سنة
00:44:10إلى أن أصبح من وصلوا إلى السلطة في البيئة الداية من طريق الانتخابات أصبحوا الآن في السجون
00:44:16فكان الأمر مدروساً جداً وهذا الأمر حصل نفسه في مصر
00:44:20حيث تجاوز الإخوان قضية الاستحواذ على القوة الحقيقية في الدولة وهي الجيش
00:44:28بل عقدوا صفقة مع الجيش في أنك مسموح لك أن تصل إلى السلطة
00:44:33أن تدخل إلى السلطة لا أن تتولى السلطة
00:44:36أن تكون رئيساً وأن تكون موجوداً في السلطة صاحب السلطة الحقيقية
00:44:44فلا تقترب من الجيش ولا تقترب من الأمن ولا تقترب من القضاء ولا تقترب من السياسة الخارجية
00:44:50وطبعاً هذا الكلام ليس من عندي هم الذين قالوه وصرحوا به مرات ومرات
00:44:55فكان هذا دليلاً على أن من لا يملك القوة فإنه لا يملك السلطان فعلياً
00:45:03ظهر ظاهرياً أنه صاحب سلطان
00:45:06فكانت القيئة الكبرى في مصر في تلك الثورة وفي غيرها
00:45:12أن الناس ظنوا أنه يمكن أن يصل حاكم مخلص وإلى آخره إلى السلطة
00:45:19وأن يكون حاكماً دون أن يكون مسيطراً على شوكة البلاد وهي الجيش وأجهزة الأمن
00:45:30فعملية انتخاب مرسي رحمه الله مرحلة انتقالية بالنسبة لأمريكا والقوة التابعة لها في مصر
00:45:42وتولى بعد ذلك الطاغية هذا السيسي
00:45:49سيسي تولى كبرى هذا الأمر وقام بالمذبحة التي قام بها
00:45:56وقام بالانقلاب وسجن رئيس محمد مرسي رحمه الله عليه
00:46:01وبعد ذلك أعاد البلاد إلى أسوأ مما كانت عليه في عهد حسن مبارك
00:46:07هذا يؤكد أن من أراد أن يقيم دولة فلابد أن يمسك أولاً
00:46:14بموقع الشوكة والقوة دون أن يجعل لهذه الشوكة والقوة القرار السياسي
00:46:21يجب كما قال له الصحابة حين بايع النبي صلى الله عليه وسلم
00:46:30الأوسل وخزرج حين بايع النبي صلى الله عليه وسلم
00:46:33ما لنا إن وفّينا ماذا قال لهم؟ قال لكم الجنة
00:46:37النصرة وتوطونها مقابل الجنة فقط
00:46:41لا مقابل شيء من حطام الدنيا
00:46:44فقالوا بايعنا يا رسول الله
00:46:46هذه كانت حقيقة هذه حقيقة كانت الطريق الصحيح
00:46:53والطريق الوحيد الصحيح إلى أن يصل الإسلام إلى سدة السلطة
00:46:58بحيث يكون النبي صلى الله عليه وسلم صاحب السلطان الكامل
00:47:02دون أن يشترط عليه أن يكون لهم من حطام الدنيا شيء
00:47:07أو أن يكون لهم من بعد السلطة وأن تكون لهم إلى آخر
00:47:11لا بايعنا لوجه الله تعالى من أجل أن نرى الإسلام مطبقا في الأرض
00:47:16هذا الذي يجب أن يكون عليه حال النصرة التي تقيم الدولة الإسلامية
00:47:23نعم طيب أستاذنا هناك مصطلحات أيضا تأتي معنا في هذا الموضوع
00:47:30مسألة التمكين ومسألة السلطان
00:47:34نحن نقول أن السلطان للأمة وهي التي تعطيه للحاكم
00:47:40وبالتالي يحكمها بسلطان الأمة إذا رضيت ببيعته لها
00:47:44هناك من يتحدث عن قوة وتمكين
00:47:47إذا وجدت جماعة تنظيم استطاع أن يسيطر على قطعة من الأرض
00:47:53فإنه يفرض نفسه حاكما على تلك البلاد
00:47:56التي أصلا لم تكن مهتمة بتطبيق الشرع
00:48:00أو كانوا فاشلين أصلا في إسقاط حاكم أو رفع الظلم عن أنفسهم
00:48:06وتطبيق شرع الله
00:48:08ما الفرق في الفقه الإسلامي بين سلطان تعطيه الأمة لحاكم
00:48:13وبين حاكم يأتي بقوة عسكرية ويفرض نفسه على الأرض
00:48:18ويقول لهم أنتم فاشلون وأنا من رفع عنكم الظلم
00:48:21وبالتالي أنا من يحق لي أن أطبق عليكم الإسلام
00:48:25أو أن أكون حاكما لكم
00:48:28في اللغة وفي الفقه الإسلامية السلطان هو الحاكم
00:48:34طبعا كلمة السلطان في اللغة لها معانا ولكن المعنى الذي يعنينا هنا
00:48:39السلطان هو الحاكم الذي له الحكم في البلاد
00:48:44أي صاحب الأمر
00:48:46قال عليه السلام ومن خرج من السلطان شبرا فمات فميتة جاهلية
00:48:52فالسلطان المقصود به هنا الحاكم
00:48:56وطبعا في حديث النبي عليه الصلاة والسلام هذا تحديدا
00:48:59المقصود به الحاكم الشرعي
00:49:02الذي نصب على الحكم بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
00:49:08ولكن في الإسلام السلطان والقرنان لا يجوز أن يفكه
00:49:14بمعنى أنه لا يجوز أن يكون السلطان في الدولة الإسلامية
00:49:20إلا سلطانا يسند إلى تمكين المسلمين في الأرض
00:49:24بمعنى أنه حتى تكون الدار دار إسلام
00:49:31بحيث يكون السلطان فيها يحكم دار إسلام
00:49:35فلابد أن تكون هذه البلاد أن تحكم بالإسلام
00:49:42وأن يكون أمانها بأمان المسلمين
00:49:45أن يكون أمانها بأمان المسلمين
00:49:47أي أن أهل هذه البلاد ممكنوا بحيث صارت حمايتهم وأمانهم بأيديهم
00:49:53لا بأيدي دولة أخرى
00:49:55فلو تخيلنا مثلا أن دولة كافرة حكمت بلدا من بلاد المسلمين
00:50:02وتركت لهم حكما ذاتيا يطبقون فيها شريعتهم الإسلامية
00:50:08هل يكون هذا البلد الذي هو تحت سيطرة الكفار والكفاروم
00:50:12الذي سمحوا فيه بتطبيق الشريعة الإسلامية
00:50:15هل يكون هذا دار إسلام لا يكون دار إسلام
00:50:18وربما عاش الناس حياة إسلامية إلى حد ما
00:50:21ولكن لا يكون دار إسلام لأن المسلمين لم يمكنوا في هذه الأرض
00:50:25بحيث يكون أمانهم داخليا وخارجيا بأمان الإسلام
00:50:29بأمان أنفسهم بقوتهم الذاتية
00:50:32فلذلك السلطان لا بد له من تمكين في الأرض
00:50:36نعم هذا التمكين متفاوت
00:50:38فهناك تمكين قوي وهناك تمكين في بدايته
00:50:42فما تمكن به المسلمون في المدينة في بداية الأمر
00:50:48حيث كانوا ينمون وأسلحتهم إلى جانبهم
00:50:53وكانوا دائما في حالة من القلق والخوف والحراسة إلى آخره
00:50:57إلى أن أتى وقت بات المسلمون يغزون الكفار ولا يغزونهم
00:51:02فالتمكين قبل هذه المرحلة كان تمكينا
00:51:06بنسبة ما ثم ازداد هذا التمكين حتى صار أمكن وأقوى
00:51:12ولكن لا بد من نسبة كافية من التمكن
00:51:16تجعل أهل هذه البلاد هم الذين يحرسون أنفسهم ويحمون أنفسهم
00:51:22وأمانهم بأيدي أنفسهم لا بأيدي الكفار
00:51:26فإذا لا بد للسلطان في الإسلام من أن يكون ممكنا في الأرض
00:51:32فلا يجوز أن يكون للمسلمين سلطان تحت سيطرة الكفار والكافرين
00:51:40طيب لكن من تجاه الآخر هل يكفي أن يتمكن جمع من الناس من أرض يسيطرون عليها بسلاحهم
00:51:51لكي يكونوا حكاما شرعيين ألا يحتاجون لأخذ رضا الناس
00:51:56وهو السلطان من الأمة أن تبايعهم الأمة لكي يكونوا حكاما
00:52:01أم يكفي أن يكونوا هم المسيطرين على تلك البلاد ويحكمونها
00:52:07من البديهيات لدينا أن السلطان إنما هو في الأصل لأمة
00:52:12فلا يجوز لأحد مطلقا أن يزعم أن له حق السلطان على الناس لمجرد أنه تغلب
00:52:19ففكرة التغلب هذه لا أصل لها لا في الكتاب ولا في السنة ولا في إجماع الصحابة
00:52:26ولا في إجماع التابعين ولا تابعي التابعين
00:52:29على الأسف فكرة التغلب هذه التي تلقفتها بعض الجماعات الآن
00:52:33واتخذها تذريعة من أجل أن تتسلط على رقاب الناس
00:52:37وتكون مجرد سلطة لا علاقة للمجتمع بها ولا شأن للمجتمع بها
00:52:43سوى أن هذا غير صحيح ولا وجود له في الأصل
00:52:46لا في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
00:52:49فالسلطان حتى يكون شرعيا فلا بد أن يكون قد وصل إلى السلطة بتعيين
00:52:55فلا أحد يكون حاكما ولا أحد يكون واليا ولا أحد يتولى إمارة ما إلا بأن يعين
00:53:04فوهنا من الذي يعين؟ يعني الوالي يعينه الخليفة والقاضي يعينه الخليفة والوزير يعينه الخليفة
00:53:13أما الخليفة فمن الذي يعينه؟ لا يجوز لأحد مطلقا أن يقول أنا الخليفة أو أنا رئيس الدولة
00:53:20أو أنا السلطان لمجرد أنني تغلبت عليكم وأنني تصلبت عليكم
00:53:25كما قال كثير من الفقهاء في وقت متأخر من التاريخ الإسلامي
00:53:31فقالوا من طرق الوصول إلى السلطة الغلبة أي السلطان المتغلب
00:53:36هذا باطل ولا يشهد لهم ولا دليل شرعي واحد
00:53:40إذا عدنا إلى النصوص نجد أن النصوص حددت بكل وضوح أن الطريق الوصول إلى السلطة
00:53:49إنما هو البيعة والبيعة هي عقد عن طراض بين الحاكم والمحكوم
00:53:55فالبيعة في الإسلام ليست مجرد بيعة طاعة
00:53:59فلا تكون هناك بيعة طاعة قبل بيعة الانعقاد
00:54:02وبيعة الانعقاد إنما هي تكون باختيار عن رضا واختيار من المسلمين
00:54:08يجتمع المسلمون أو من ينوب عن المسلمين
00:54:11أو من يكفي منهم من يعبر عن رأي المسلمين
00:54:17لأن هذا فرض كفاية كما قلنا
00:54:20لابد أن يكون هؤلاء الذين نصبوا هذا الحاكم
00:54:24بعملهم هذا معبرين عن الناس
00:54:27لأنهم هم وجوه الناس هم مقدمون الناس هم أهل الحل والعقد في الناس
00:54:32ولاحظ وهذا من أقوى الأدلة على أنه لا يجوز لأحد أن يتولى السلطة
00:54:38دون تعيين من الناس
00:54:40لاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتولى حكم المدينة
00:54:46بمجرد أن الناس هناك اعتنقوا الإسلام
00:54:50يعني كان بوسع النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول للأوسي والخزرج
00:54:55أسلمتم إذن وجبت عليكم الطاعة
00:54:57فأنتم يجب أن تطيعوا الله ورسوله وأنا أقول لكم سلمونوا السلطة
00:55:02وكان جائزا للنبي صلى الله عليه وسلم أن يفعل ذلك
00:55:07لو أن الله سبحانه وتعالى لم يشرع البيعة طريقة للحكم
00:55:11لأن هذا من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم
00:55:16فلم يتولى الحكم في المدينة إلا بناء على البيعة
00:55:20والبيعة هذه كما ذكرنا بعد قليل لم تأتي إلا بعد نقاش وجدال
00:55:25وما الذي تعطينا من نفسك والذي نعطيك من أنفسنا
00:55:31ما الذي تشترطه علينا وما الذي نقدمه لك إلى آخره
00:55:35كان هناك نقاش واسع وتبيان من النبي صلى الله عليه وسلم
00:55:39على حقيقة هذه البيعة وما الذي تعنيه هذه البيعة
00:55:43فبايعوه فبهذه البيعة تولى الحكم
00:55:48يعني حتى النبي صلى الله عليه وسلم لم يتولى الحكم إلا بالبيعة
00:55:51ولاحظ ممن أخذ البيعة ممن أخذ البيعة
00:55:55من هم المقدمون والأعظم عند الله سبحانه وتعالى
00:55:59المهاجرون أم الأنصار المهاجرون
00:56:02ودائما المهاجرون مقدمون على الأنصار في كتاب الله
00:56:07وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
00:56:09ففيهم أبو بكر وعمار وعثمان وعلي وطلحة والزبير
00:56:13وسعد وأبو عبيدة إلى آخره
00:56:16لم يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم البيعة من هؤلاء
00:56:20الأوائل الذين كانوا أوائل من اعتنقوا الإسلام
00:56:24لأن هؤلاء لم يكونهم ممثلين للبلد الذي
00:56:29سيذهب النبي صلى الله عليه وسلم إليه ويقيم فيه الدولة الإسلامية
00:56:33إنما الذي أعطى البيعة أُناس حديث عهد بالإسلام
00:56:37هم ممثلوا قومهم ممثلوا الأوسي والخزراج
00:56:41إذن أصحاب الحق في تنصيب الحاكم
00:56:46إنما هم المجتمع الذي سوف تقوم فيه هذه الدولة
00:56:51أو من ينوب عنهم
00:56:53فكان الوفد الذي أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم في مكة
00:56:58وأعطى بيعة العقبة الثانية
00:57:00كان هؤلاء ممثلي الأوسي والخزراج
00:57:03فأخذ منهم البيعة
00:57:05فصار حاكما لأهل المدينة
00:57:08ودخل المهاجرون في هذه البيعة
00:57:11لأن البيعة كانت بيعة للنبي صلى الله عليه وسلم
00:57:15أي بيعة على الإسلام والحكم بالإسلام
00:57:18فكل المسلمين معنيون بهذه البيعة في كل أسقاع الأرض
00:57:22ولم يكن فقط من أعطى السلطة هو المعنية بهذه البيعة
00:57:26وإنما كانت بيعة لتنصيب إمام للمسلمين
00:57:30يكون إماما لجميع المسلمين في الدنيا
00:57:34لتطبيق الإسلام وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم
00:57:38نعم
00:57:39طيب
00:57:40نذكر المشاهدين بأننا مع الأستاذ أحمد القصص
00:57:45من طرابلس الشام في موضوعنا الهجرة النبوية
00:57:49مولد دولة منبعث أمة
00:57:52أستاذنا الكريم هذا يأخذنا إلى قضية
00:57:57مسألة النصرة التي يطلبها حزب التحرير من أهل القوة
00:58:02وعامة أهل القوة في بلاد المسلمين
00:58:05مرتكزون في الجيوش
00:58:07ربما بعض هناك قبائل بعض الدول التي يكون فيها ثورات
00:58:11قد تكون في بعض مجموعات الثورات
00:58:14لكن بالعموم عندما يكون هناك استقرار
00:58:17الجيوش التي تملك القوة
00:58:20السؤال يسأله البعض
00:58:23إذا قام جيش ما بانقلاب عسكري على النظام الحاكم
00:58:27هل يعتبر الانقلاب العسكري ممعبرا عن سلطان الأمة؟
00:58:32هل الأمة ترضى بما فعله هذا الجيش دون إذنها
00:58:36دون أن يستفتيها
00:58:38يأتيهم صباح يوم بانقلاب عسكري
00:58:41ويقول فلان هو خليفة المسلمين عليكم
00:58:44ونحن قد بايعناه ورضيناه خليفة
00:58:48الانقلاب بحد ذاته ليس إقامة للدولة الإسلامية
00:58:52وإنما هو إزاحة للعثرة التي تقف في وجه قيام الدولة الإسلامية
00:58:57وهو عمل نصرة لهذه الدعوة الإسلامية
00:59:00نحن نعرف أنه يجب أن يسبق أي عمل لأخذ السلطة
00:59:04يجب أن يسبقها مسيرة في الدعوة
00:59:08تحمل إلى الناس من أجل أن تصبح هذه الدعوة
00:59:12ويصبح مشروع الدولة الإسلامية مطلبا للمجتمع
00:59:15ويصبح الرأي العام يتوق إلى الدولة الإسلامية
00:59:19فالوصول إلى الحكم يجب أن يكون تتويجا لعمل دؤوب وطويل وحثيث
00:59:28من أجل إقناع ما يكفي من الرأي العام
00:59:31ولو في قطر من الأقطار بهذا المشروع السياسي
00:59:35وهو مشروع الدولة الإسلامية
00:59:37حتى يأتي بعد ذلك أي عمل لنقل السلطة معبرا عن إرادة الناس
00:59:42فإذا كان الناس نعم يريدون الحكم بالإسلام ويريدون إقامة دولة الإسلام
00:59:47فهذا الأمر يوجب بطبيعة الحال على أهل القوة أن يواكبوا الأمة وأن يقوموا بواجبهم
00:59:53بانتزاع السلطة من الحكام العملاء لتسليم السلطة لمن يقيم الإسلام
01:00:01ولكن أيضا ليس مجرد تسليم السلطة لمن يقيم الإسلام
01:00:05يعني أن هذا السلطان اكتسب الشرعية
01:00:08حتى يكتسب الشرعية كما ذكرت قبل قليل
01:00:11لابد أن يحصل على البيعة الشرعية التي تجعله معبرا عن إرادة الناس
01:00:18بمعنى أن يأخذ البيعة ممن هم يمثلون ولو بالحد الأدنى إرادة الناس
01:00:24فعلى سبيل المثال ما حصل في سقيفة بني ساعدة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
01:00:32لأن الأمر حصل بشكل مفاجئ وإلى آخره
01:00:38سارع أهل المدينة الأنصار لينصبوا خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
01:00:45وسارع إليهم المهاجرون ليحذروهم من خطورة أن يتولوا هذا الأمر
01:00:49لأن العرب ستنفض عنهم جميعا والعرب لا تخضعوا إلا لقريش
01:00:53وجرى ذلك النقاش ولم يكن إلا قليل من أهل الحل والعقد من المهاجرين
01:00:59موجودا في هذا النقاش أبو بكر وعمر وأبو عبيدة رضي الله عنهم
01:01:06ولكن هؤلاء كانوا معبرين بطبيعة الحال عن أهل المدينة من المهاجرين والأنصار
01:01:13وكان فعلهم سيكونوا بطبيعة الحال محل رضا من أهل المدينة
01:01:19وهذا ما حصل فعلا أن الجميع رضوا بما حصل في سقيفة بني ساعدة
01:01:24فكان أبو بكر رضي الله عنه خليفة للمسلمين
01:01:27على الرغم من أن من حضر هذه البيعة ونفذها من أهل الحل والعقد
01:01:34لم يكن من الكثرة وإنما كان جزءا من أهل الحل والعقد
01:01:38فلا بد أن يكون هناك من يعطي البيعة لمن يصل إلى السلطة بوصفه خليفة للمسلمين
01:01:46ولا بد أن يكون هؤلاء معبرين عن الناس وأن يكون فعلهم
01:01:50يعني محققا لفرض الكفاية
01:01:59وبالتالي يكون بذلك ولو لهذه المرحلة الانتقالية أن يكون ذلك أخذا للسلطان من طريق الأمة
01:02:10أما أن يقوم أهل القوة من ضباط وجيش أو غيرهم بانتزاع السلطة
01:02:16وهم يقولون نحن بايعنا فلانا على الخلافة فهو خليفتكم فهذا لا يصح ولا يجوز
01:02:22وإنما لا يبد أن تكون البيعة معبرة عن أهل البلد ولو بشكل جزئي في هذه المرحلة الانتقالية
01:02:30لتكون بعد ذلك عملية انتخاب تعبر عن أوسع شريحة من رعاية دولة الإسلام
01:02:38طيب في الدقائق القليلة المتبقية هناك فكرة أن الهجرة النبوية التي يحدث عنها المسلمون كل عام
01:02:47هي هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام ولكن بقيت الهجرة مستمرة إلى عام الفتح
01:02:52وكان النبي عليه الصلاة والسلام عندما يرسل الدعاة والجيوش لأجل الفتح البلاد العربية
01:03:01كان يقول لهم اعرضوا عليهم الإسلام فإنهم أسلموا مروهم أن يتحولوا إلى دار الهجرة
01:03:08فإنهم فعلوا ذلك فإن لهم ما لنا وعليهم ما علينا
01:03:11لكن هناك نص من النبي عليه الصلاة والسلام يقول لا هجرة بعد الفتح
01:03:16فهل يجب على المسلمين مثلا في هذا الزمان كما يسأل البعض
01:03:21إذا قامت دولة إسلامية قامت خلافة إسلامية أو نواة خلافة إسلامية
01:03:26أن يهاجر المسلمون من انحاء العالم إليها أن يتركوا دار الكفر إلى دار الإسلام
01:03:32وهنا سؤال يعني في هذا أو تعليق في هذا الموضوع يقول الأخ سالم أبو سبيتان
01:03:38أن الهجرة تقسم إلى نوعين يفهم من سيرة النبي أن هناك هجرة ضعفاء
01:03:42هي ثابتة في حق كل الناس وفي كل زمان إذا تعرض الإنسان فيها لدينه
01:03:47وليس بمقدور يدفع ذلك واجب عليه الهجرة إلى بلد يظن أنه لا يظلم فيها
01:03:52والهجرة الثانية هي هجرة سياسية تكون للتغيير وهدفها تكون أن أرض تصلح للتغيير
01:03:58وهو ما فعله النبي عليه الصلاة والسلام ذهابه إلى المدينة المنورة
01:04:03هل يجب الهجرة إلى دار الإسلام الجديدة مثلا؟
01:04:09طبعا نتحدث الآن إلى الهجرة إلى الغرب هذا يحتاج إلى حلقة كاملة
01:04:15لكن ما معنى الهجرة بعد الفتح إذا كانت ما تزال هناك دار إسلام ودار كفر؟
01:04:24هذا الحديث فهمه كثير من الناس فهما ظاهريا وأحيانا سطحيا
01:04:31فقالوا بعد فتح مكة لا وجود لهجرة مطلقا
01:04:35وعمموا هذا الفهم حتى يومنا هذا أنه لم يعد هناك شيء اسمه هجرة بعد فتح مكة
01:04:41وهذا الكلام خطأ
01:04:42هذا الحديث المعني به أهل مكة الذين كانوا مأمورين بالهجرة المسلمون من أهل مكة
01:04:49كان المسلمون من أهل مكة مأمورين بالهجرة من مكة إلى المدينة قبل أن تفتح مكة
01:04:58وربما ليس إلى المدينة فنحن نعرف أن هناك بلاد وقبائل دانت للنبي صلى الله عليه وسلم قبل فتح مكة
01:05:08فلذلك أقول حين فتح مكة بعد أن فتحت مكة انتهى حكم الهجرة من مكة إلى دار الإسلام في المدينة وغيرها
01:05:24فهذا الحكم كان خاصا بأهل مكة وبكل أرض دخلت دارها للإسلام فلم يعد هناك مسوّغ لأن يقال لهم هاجروا إلى دار الإسلام
01:05:34وقد فرد بلادهم دامت
01:05:36وليس هناك أناس من كانوا معنين بأن يهاجروا من دارهم إلى دار الإسلام
01:05:43سواء إلى المدينة أو إلى مكة أو إلى الطائف إلى أفريقيا
01:05:48المقصود هنا أضيف نقطة سريعة أن المقصود بالمهاجرين والأنصار وصف الهجرة التي هي أساس بنيت به الدولة الإسلامية
01:06:02هذا هو الذي انتهى بعد فتح مكة واستقرار الدولة الإسلامية
01:06:07لم يعد هناك شخص يأتي مثلا من الشام إلى المدينة يقول أنا مهاجر اجعلوني مع أبي بكر وعمر وعثمان وهكذا
01:06:16نعم نعم هذا الكلام إلى حد ما
01:06:19فأيضا الكلام عن تقسيم النوعي الهجرة هذا صحيح الذي ذكره وقد ذكرته في البداية للحلقة تقريبا
01:06:27حين ميزت بين هجرة الصحابة الذين هاجروا إلى الحباشة وكانت هذه الهجرة هجرة فرار بالنفس وبالدين من أذى الناس
01:06:37وبين هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابة المدينة حيث كانت هجرة إلى دار الإسلام
01:06:43طيب الآن تتمة بالإجابة على سؤالك
01:06:47الآن إذا وقعت للإسلام دار الإسلام هل وجب على المسلمين جميعا في الدنيا كلها أن يهاجروا إليها
01:06:56هذا ليس الأمر بهذه الحرفية
01:07:00نحن نعرف أنه لو لم يكن الآن هناك دار الإسلام هناك بلاد إسلامية
01:07:07فالعالم الإسلامي اليوم لو لم يكن فيه دار الإسلام ولكن بلاد المسلمين هي بلاد إسلامية
01:07:14من حيث أن غالبية أهلها من المسلمين ومن حيث أنها كانت في يوم من الأيام دار إسلام
01:07:21فحين تقوم دار الإسلام في قطر من الأقطار مثلا في تركيا في مصر في باكستان إلى آخره
01:07:28هل وجب على المسلمين في بلاد العالم الإسلامي أن يهاجروا إلى دار الإسلام هذا
01:07:34لا بالطبع لا لأنه يجب أن تتوسع دار الإسلام لتشمل بأسرع وقت ممكن البلاد الإسلامية كلها
01:07:42وهنا الواجب على المسلمين حتى يتحولوا من دار الكفر إلى دار الإسلام أن يحولوا بلادهم
01:07:48من دار الكفر إلى دار الإسلام بأن يعملوا على إلحاقها بدار الإسلام التي قامت
01:07:54فلا يهاجر أهل باكستان إلى مصر وهي لا تسعهم أو إلى تركيا وهي لا تسعهم
01:07:59وإنما يضمون جهدهم إلى جهد إخوانهم في دار الإسلام وتتكامل جهدهم معا من أجل أن يلحقوا بلادهم
01:08:09بدار الإسلام بحيث تكونوا تابعة للدولة الإسلامية
01:08:14أما المسلمون الذين هم في بلاد الكفار في أوروبا في أمريكا في أستراليا إلى آخره
01:08:21فهؤلاء معنيون بأن يهاجروا إلى دار الإسلام أو على الأقل أن يهاجروا إلى البلاد الإسلامية
01:08:28هم منها في الأصل ليضموا جهدهم مع إخوانهم لضم البلاد إلى دار الإسلام
01:08:34ولكن هل هذا واجب هنا يحصل الخلاف بين الفقهاء
01:08:39هل يجب على كل مسلم مقيم في دار الكفر أن يهاجر إلى دار الإسلام
01:08:44بعضهم قال نعم وجب عليه أن يترك دار الكفر إلى دار الإسلام ليعيش الحياة الإسلامية
01:08:50وبعضهم استدل ببقاء أهل الحبشة المسلمين المهاجرين إلى الحبشة
01:08:55ببقائهم في الحبشة سنوات بعد قيام دار الإسلام في المدينة دون أن ينكر النبي صلى الله عليه وسلم عليهم
01:09:03فالمسألة هنا فيها أخذ ورد ولكن المؤكد أن المسلم الذي يعيش في دار الكفر ويفتن فيها عن دينه
01:09:12أو يتعرض هو أو أهله أو ذريته إلى الفتنة في دينهم واجب عليهم أن يهاجروا
01:09:19حتى لو لم يكن هناك دار الإسلام
01:09:21فلا يجوز لمسلم معرض لا يجوز المسلم وهو يتعرض لخطف أبنائه في السويد مثلا الصغار أن يبقى في السويد
01:09:32وهذا آثم إثما عظيما جدا
01:09:35والله سبحانه وتعالى توعده بالعذاب في كتابه إذا بقي في تلك البلاد
01:09:40وهو يرى نفسه وذريته وأهله معرضين للفتنة في دينهم
01:09:46بل قد يعني يخطفوا منه أولاده ويحولون إلى الكفار
01:09:51أو على الأقل يرجبر أولاده في المدارس على ممارسة المعاصي والمخالفات الشرعية
01:09:58هؤلاء الذين يعطون أنفسهم العذر في البقاء في تلك البلاد مع هذه الأوضاع
01:10:04هؤلاء لا عذر لهم ولا يجوز لأحد مطلقا أن يعطيهم العذر
01:10:08إلا شخص لا يملك مطلقا ولا قدرة قليلة على أن يهاجر
01:10:14ولكن من يملك القدرة على الهجرة سواء لبلد إسلامي أو لبلد آخر من بلاد الكفار
01:10:20حيث لا يهتنوا في دينه وجب عليه ذلك وهذا كما قلنا الصنف الذي يهاجر فيه الإنسان هربا بدينه
01:10:29قال تعالى إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيما كنتم
01:10:35قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها
01:10:40إذن هذا واقع الأصناف الهجرة وأنواع الهجرة
01:10:45طبعا هناك تفاصيل فقهية كما ذكرت بين الفقهاء حتى بعضهم قال
01:10:52إذا كان يغلب على ظن فئتي من المسلمين أنهم إن بقوا في دار الكفر يحولونها إلى دار الإسلام
01:10:58هنا يجب عليهم أن يبقوا هناك تفاصيل كثيرة في هذا الشأن ليست محلة
01:11:02هذا ذكرته طبعا لأنه هذا ذكرته وهذا يحصل عفوا شيخ عدنان
01:11:07هذا الذي ذكرته نعم كان ورد في كلامي حين تكلمت عن بلاد المسلمين
01:11:13التي ما زالت دار كفر بعد قيام الدولة
01:11:16إذا قامت دولة إسلامية وأصبح دار إسلام في قطر ما
01:11:20فإن باقي البلاد تبقى دار كفر حتى تلتحق بها وتصبح تابعة لدار الإسلام
01:11:25فهؤلاء واجب عليهم أن يبقوا في بلادهم من أجل أن يحولوا بلادهم إلى دار الإسلام
01:11:33لا أن يهاجروا جميعا إلى دار الإسلام التي قامت
01:11:36وإلا تركت تلك البلاد للكفار
01:11:39حتى لو كانت أيضا أستاذنا الكريم دار كفر أصلية وهناك انتشار للدعوة قوي فيها
01:11:47ويغلب على الظن إن بقينا مستمرين بمشروعنا ستتحول دار الإسلام فعليهم أن يبقوا هناك
01:11:53سؤال الأخير أستاذنا الكريم نعم هذا
01:11:55ما أبرز ما يمكن أن تستخلصه من عبر في الهجرة النبوية وترى بأن الأمة عليها أن تركز عليها
01:12:08تضع أصبعا على هذه القضايا واحد اثنان ثلاثا مثلا
01:12:14أبرز جانب يجب أن نتطعط به وأن نأخذه عبرة في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم
01:12:24هو أن هجرة النبي عليه الصلاة والسلام كانت تتويجا لعمل يعتبر من ملاحم التاريخ
01:12:32فالمرحلة التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه المكيين في مكة
01:12:41تلك المرحلة التي كانت مؤسسة للثلة التي سيقوم عليها الإسلام
01:12:47والتي أدت كانت ثمرتها الكبرى إسلام أهل المدينة
01:12:54وبالتالي وجود مجتمع يعتنق الإسلام ويتوق لأن يحكم بالإسلام
01:13:02ويشكل رأيا عاما حاضنا لمشروع الدولة الإسلامية
01:13:07هذا عمل في غاية الأهمية
01:13:09فما يسبق نقطة ارتكاز الدولة الإسلامية حيث تقوم الدولة الإسلامية
01:13:18وهي حصلت مع النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة
01:13:21ما يسبقها أن يكون هناك عمل حفيث لانتزاع قيادة الناس
01:13:30فهناك انتشار الفكرة وقبول الناس بها
01:13:34وأيضا هناك استعداد الناس لأن يعطوا حامل هذه الفكرة قيادتهم
01:13:41في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان الأمر بدهيا
01:13:46أنه بمجرد أن يعتنق الناس بالإسلام أن يعطوا السلطة للنبي صلى الله عليه وسلم
01:13:50لأن الإسلام كان ممثلا بنبي الله ولا ينازعه عليه أحد
01:13:54اليوم الناس كلها تتوق للإسلام العالم الإسلامي
01:13:58جمهرة الناس فيه تتوق للإسلام والحكم بالإسلام
01:14:02وهي جاهزة إن قامت دولة الإسلام أن تقدم لها الغالية والنفيس أن تضحي من أجلها
01:14:08ولكن حتى تصل إلى هذه النقطة
01:14:11أي حتى يعطي الناس قيادتهم لمن يقيم هذه الدولة الإسلامية
01:14:18نحتاج عملا جبارا عملا عظيما جدا
01:14:21نحتاج أعمالا في غاية القوة وفي غاية الذكاء وفي غاية الاختراق لعقول الناس
01:14:29فلابد أن تأخذ قيادة الناس الفكرية وأن يروا في حملة الدعوة القادة الفكريين لهم
01:14:37وأنهم هم الذين يوجهونهم وأنهم هم الذين يجيبون على أسئلتهم
01:14:44وأنهم هم الذين يستحقون القيادة
01:14:47حينئذ يصبح ميسورا أن يعطي هؤلاء الناس
01:14:51وبالتالي أهل الشوكة والقوة فيهم أن يعطوا القيادة أن ينصروا هذه الدعوة
01:14:58هذه نقطة في غاية الأهمية أننا نحتاج الآن إلى أن نأخذ قيادة عقول الناس
01:15:04وفكر الناس وقلوب الناس حتى يرفعونا إلى هذا المكان القيادي
01:15:12ونكون أهلا لقيادة الأمة وإقامة هذا المشروع
01:15:17فهذه أهم نقطة طبعا هناك كثير من النقاط التي يمكن أن نستلهمها وأن نأخذها عبرة من حدث الفجرة
01:15:26ولكن هذا الأمر أيضا يحتاج إلى حلقة مطولة
01:15:29ولكنني أرأيت هذه النقطة هي أهم ما يجدر بنا ذكره الآن ولا سيما لحملة الدعوة
01:15:35أستاذنا الكريم أستاذ أحمد القصص
01:15:39بارك الله فيك كنت معنا من طرابلس الشام
01:15:43نشكرك جزير الشكر على ما قدمت في هذه الحلقة
01:15:47نعلم أن في جعبتك الكثير والقضية واسعة وكبيرة
01:15:52لكن لعل نتكلم في هذه الأمور في حلقات قادمة
01:15:56مشاهدين الكرام الشكر موصول لكم على متابعتكم
01:16:00وإلى أن نلتقي بكم في لقاء قادم
01:16:02نستودعكم الله الذي لا تضيع دائعه
01:16:04والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Recommended