نور على الدرب: هل توجد بدعة حسنة؟ - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)

  • 3 years ago
نور على الدرب: هل توجد بدعة حسنة؟ - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)

السؤال:
له سؤال طويل عن البدع؛ البدعة الحسنة وغير الحسنة يقول فيه: هل توجد بدع حسنة وبدع سيئة مع أن بعض البدع لا بأس بها ولا تمس جوهر الدين في شيء، وهل لأصحاب المذاهب آراء في ظهور البدع؟ وهل منهم من أجاز البعض منها؛ لأننا عندما نتحدث إلى شخص ونحاول إقناعه بأن بعض الذي يعمله بدعة وكل بدعة ضلالة، فيقول: هذه لا بأس بها؛ لأنها لا تضر بالدين، مع العلم أن هناك من يرى الدعاء بعد الصلاة بالمصلين وهو إمام، وكاد بعض المصلين أن يؤذيه؛ لأنه ترك الدعاء بهم، هذا إلى جانب تفشي كثير من البدع، أرجو توضيح هذه المسألة جزاكم الله خيرًا، ووفقكم لأداء رسالتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟

الجواب:
البدع ليس فيها حسنة، كلها ضلالة، كما قاله النبي ﷺ: وكل بدعة ضلالة، هذا كلام عظيم وقاعدة كلية عظيمة قالها النبي ﷺ، والبدعة هي التي يحدثها الناس في الدين، عبادات ما شرعها الله يقال لها: بدعة، مثل إحداث شيء ما شرعه الله في الصلاة من رفع اليدين بين السجدتين أو في آخر الصلاة أو بعد السلام من الفريضة، هذه بدعة ما شرعها الله جل وعلا، مثل إحداث الاحتفالات بالموالد هذه بدعة ما أنزل الله بها من سلطان، مثل إحداث البناء على القبور اتخاذ المساجد عليها هذه من البدع أيضًا وما أشبه ذلك مما أحدثه الناس، والقاعدة أن كل ما أحدثه الناس في الدين وسموه طاعة وقربة وليس له أصل في الشرع يسمى بدعة.
أما ما يظن بعض الناس أنه بدعة حسنة وليس كذلك فهذا ليس من البدع مثل المساجد بالأسمنت هذا شيء جديد ولا يسمى بدعة؛ لأن الرسول ﷺ أمر ببناء المساجد سواء كانت بالطين أو باللبن أو بالحجر أو بالخشب أو بالأسمنت كله ما يسمى بدعة، ومثل المدارس المبنية والربط هذه ما تسمى بدعة ضلالة وإن سماها الناس بدعة من جهة اللغة .. من جهة أنها لم تكن سابقة غير موجودة، لكن الرسول ﷺ أمر بما ينفع الناس، أمر بالتعليم وأمر بتعمير المساجد، فإذا عمر الناس مسجدًا بالأسمنت أو عمر الناس مدرسة أو رباطًا للفقراء أو للمهاجرين أو للغرباء فلا بأس، كل هذا ما يسمى بدعة سيئة، هذه من الأمور الشرعية؛ لأنه نفع المسلمين والإحسان إليهم امتثالًا لأمر الله  في الأمر بنفع المسلمين والإحسان إلى الفقراء وتعليم الجاهل سواء كان يعلم في المسجد أو يعلم في المدرسة ليس هذا من البدع التي حذر منها النبي ﷺ، وإن سميت بدعة من حيث اللغة كما قال عمر  في التراويح: "نعمت البدعة" يعني: من حيث اللغة؛ لأنه رتبهم على إمام واحد في كل ليلة، فسماها بدعة من حيث اللغة؛ لأنها في عهد النبي ﷺ كانوا يصلون أوزاعًا كل جماعة وحدهم، صلى بهم النبي ﷺ ثلاث ليال ثم تركهم وقال: إني خشيت أن تفرض عليكم صلاة الليل، أو قال: إني أخاف أن تفرض صلاة الليل، فترك ذلك خوفًا على الأمة من أن يفرض عليهم صلاة الليل، فلما كان في زمن عمر جمع الناس على إمام واحد يصلي بهم التراويح وقال: «نعمت البدعة»، يعني: من حيث اللغة وإلا فهي سنة، التراويح سنة فعلها النبي ﷺ ورغب فيها عليه الصلاة والسلام.
فهكذا الربط والمدارس التي يفعلها الناس كالتعليم وهكذا ما يسمى بالمعاهد وهكذا ما يسمى بالمجامع للناس لتحفيظهم القرآن أو ما أشبه ذلك على...

https://binbaz.org.sa/fatwas/13395/%D9%87%D9%84-%D8%AA%D9%88%D8%AC%D8%AF-%D8%A8%D8%AF%D8%B9%D8%A9-%D8%AD%D8%B3%D9%86%D8%A9

Recommended