مقدمة النشرة المسائية 26-02-2020

  • 3 years ago
العالمُ مُستنفرٌ على فيروس والصِّحةُ العالميةُ تحوّلت إلى عدّادٍ للضحايا ومؤشّرٍ للدول بعدما أعلنت أنّ سرعةَ انتشارِ المرضِ خارجَ بؤرتِه أكثرُ منها في مَسقَطِ رأسِه وهو ضرَبَ اليومَ أميركا الجَنوبيةَ بتسجيلِ أولِ إصابةٍ في بلدِ الريو. أما الصِّحةُ اللبنانيةُ فتقمّصت دورَ المحقّق "غادجيت" وتقومُ حالياً بتتبّعِ آثارِ العوارضِ على أفرادِ أسرةٍ ثانيةٍ مُصابةٍ بالكورونا كُشفَ عنها اليومَ وكانت على متنِ الرحلةِ نفسِها معَ الحالةِ المعزولةِ في مُستشفى الحريري. فماذا عن البقية؟ وماذا عن الذينَ خالطتهمُ المريضةُ الثانية؟. وماذا عن إجراءات الوقاية في المطار حيث تحط الطائرات ويدخل الوافدون ولا من يراقبهم أو حتى يتكفل بمعاينتهم؟ منذ البَدء رفعَ وزيرُ الصِّحةِ شعارْ "لا داعيَ الى الهلع" وركَنَ مُطمئناً إلى مراقبةِ المُشتبهِ فيهم الذاتية والإبلاغِ عن أحوالِهم في حالِ الشعورِ بالعوارض في مدةٍ أقصاها أربعٌ وعِشرونَ ساعةً في حين أنّ فترةَ حَضانةِ المَرضِ بحَسَبِ بلدِ المَنشأِ ارتفعَت مِن أربعةَ عَشَرَ يوماً إلى أربعةٍ وعِشرين ما يَستدعي رفعَ مستوى التعاطي الجادِّ معَ الأزْمةِ والنزولِ مِن بُرجِ المراقبةِ إلى أرضِ الواقعِ في بلدٍ لا ينفعُ فيه دِرهمُ الوقاية. وإذا كانتِ الدعَواتُ الى عدمِ تسييسِ الكورونا فإنّ رئيسَ الحكومةِ حسّان دياب وقع في فخِّ الفيروسِ السياسيِّ الذي شَطَرَ البلاد َبين الثامنِ مِن آذار والرابعَ عَشَرَ منه. نجحَ تيارُ المستقبل في استدراجِ دياب إلى معركةٍ معه مِن خلالِ ردِّه الناريِّ دفاعاً عن الحكومةِ في جلسةِ مجلسِ الوزراءِ بالأمس وكلامِه عن تَرِكةِ الأعوامِ الثلاثينَ مِنَ الأزمات فسجّلَ المستقبلُ هدَفاً في مرمى دياب ليسوّقَ في الخارجِ أنّ حكومتَه هي حكومةُ الثامنِ مِن آذارَ وحِزبِ اللهِ تحديداً وعلى أحقيةِ ردِّه كان على دياب أن يَتْبَعَ سياسةَ التقاربِ معَ الخصومِ ويستدرِجَهم إلى صفِّه بدلاً من استدراجِه لإحراجِه. كان على دياب أن يتحصّنَ بموقفِ الانتفاضةِ التي رَفعت شعارَ المحاسبةِ بمفعولٍ رجعيٍّ عن ثلاثةِ عقودٍ أرستها السياساتُ الاقتصاديةُ السابقةُ في الحكوماتِ الحريريةِ وأخواتِها ولا داعيَ الى لَعِبِ دورِ محامي الدفاعِ لردِّ تُهمةِ أزلامِ الوصاية فهؤلاءِ الأزلامُ كانوا شركاءَ في الحُكم واللبنانيونَ يحفظونَهم عن ظهرِ قلب وعرّابو زمنِ الأمنِ السوريِّ اللبنانيِّ المشتركِ هم بمُعظمِهم أحياء يرزقون. وإذا كانت الأزْمةُ تستولدُ أزْمةً في بلدٍ كلبنان فإن أمَّ الأَزَماتِ اختُصرت اليومَ بأمٍّ حرمتْها سلطةُ رجالِ الدين والمحاكمُ الروحيةُ حَضانةَ ابنتِها وأجهزَ طليقُها على أبسطِ حقوقِها بأن حرَمَها إلقاءَ نظرةِ الوَداعِ الأخيرةِ على طفلتِها وذهبَ في حرقِ قلبِها أبعدَ من ذلك بوضعِ سياجٍ حولَ القبرِ لمنعِها مِن الاقتراب صرخةُ الأم بالتأكيد اختَرقت بَلاطةَ قبرِ ابنتِها لكنها لم تصلْ إلى نوابِ الأمةِ ليتجرّأُوا ويُعِدُّوا قانوناً معجّلاً مكرّراً لأحوال شخصية
قبضت عليها محاكم روحية وجعلت من النساء حرفاً ناقصاً.