مقدمة النشرة المسائية - المطلوب سلفة وليس سلفي

  • 3 years ago
المقدمة
سَعيٌ مشكور للرئيس سعد الحريري في الرياض فهو طافَ مَلَكياً وقرّر رميَ الجَمرات ومعَها "بلَع" البَحصة نهائياً مُعوّلاً على أنْ تقومَ المَعِدة بهضمِها والتعايشِ معها وتقبُّلِ عوارضِها لكنَ تأديةَ الحريري مراسِمَ الحجِ السياسيّ في الرياض لم تَظهَرْ علائمُها بعد فهل سيَبقى صامداً على مواقفِه المتوازنة في الداخل، أم إنّه سيعودُ "أقوى من حزبِ الله"؟ هل سيَستجيبُ لطلبِ السعودية بالتحالفِ سريعاً معَ القواتِ اللبنانية، أم يَستمرُ على مَسافةٍ شرعية من معراب؟ ولا يُعرَفُ حتى الآن ما إذا كان رئيسُ الحكومة قد حَصَّلَ موازنةً تؤهِّلُه سدَّ العجزِ والارتفاعَ عن خَطِّ الفَقْر لأنّ كلَ ما تزوَّدَ به إلى تاريخِه هو صورةٌ على بياض معَ وليِّ العهد لكنَّ "السلفي" لا تضاهي السُلفةَ المالية المطلوبة دُفعةً على الحسابِ الانتخابي على أنّ المَكسبَ الأهم للبنانيين يَظلُّ في عودةِ رئيسِ حكومتِهم سالماً معافى من الصَدَماتِ الإيجابية والباقي "بيتعوّض" فالحريري الذي استُقبل رسمياً بكاملِ التشريفات، كانت مَراسِمُ وَداعِه في المطار أيضاً بكاملِ لياقاتِها الدبلوماسية حيث ودعّه الأمير فيصل بن بندر أميرُ مِنطقةِ الرياض وفي نتائجِ العودة ثبّتَ الحريري أولى الدعائم السعودية في دعوةِ الرئيس فؤاد السنيورة إلى الترشح في صيدا فهو حَرَصَ على زيارتِه في منزله والإشادة بتضحياته كرُكنٍ أساسيّ في تيار المستقبل لكنَ السنيورة استمهَله للتفكير، علماً أن هذا الأمر لا يُبارِحُ تفكيرَه وقال الحريري إنّ الأمنَ في لبنان غيرُ مُسيّس، وإنه لن يَسكُتَ بعد اليوم على أيِ تَعدٍّ على أمن الدولة والمعلومات. وفيما بدأت تعاليمُ السعودية تَظهر في الأوراق الانتخابية حَطَّ وليُ العهد الأمير محمد بن سلمان في القاهرة، وَسَطَ احتفاليةٍ مِصرية ارتَفعت زِينتُها من مطار القاهرة إلى جزيرتي تيران وصنافير اللتين لوّحتا قضائياً ترحيباً بالمالك السعودي الجديد.

Recommended