مقدمة النشرة المسائية 05-02-2018 - المال السائب يعلّم المر الحرام

  • 3 years ago
مقدمة النشرة المسائية 05-02-2018
قضاءُ المتن السريع دَهَسَ حقَّ الدولةِ في أخطرِ حادثٍ مرّ.. يودي بالحقِّ العامّ ويُرديهِ صريعَ التسويات فالحكمُ الصادرُ عن القاضي المنفردِ الجزائيِّ في المتن منصور القاعي أعلنْ براءةَ شرِكةِ ستوديو فجن ورئيسِ مجلسِ إدارتِها ميشال غبريـال المرّ في قضيةِ التخابرِ غيرِ الشرعيّ وطلَبَ إبطالَ التعقّباتِ بحقِّ المتهمين وردَّ مطالبِ الدولةِ لعدَمِ قانونيتِها. صدر ذلك في لبنان وعن سابقِ سَرِقةٍ وتصميم وعلى زمن: "قاضي إلك قاضي إلنا".. والتي أقلقت راحةَ وزيرِ العدل إستأنفتِ الدولةُ القرار لكنّ نتائجَ ما قبلَ الاستئناف مخزيةٌ ومهينةٌ للمالِ العامّ وتدفعُ إلى تعميم "أنّ المال السائب يعلم المر الحرام".. ويُحفّزُ الآخرينَ على السرِقةِ بكلِّ براءة فقاضي المتن منحَ اسمَه المنصور إلى ميشال غبريـال المرّ وفكَّ الأصفادَ التي كانت ستُكبّلُ يدَيه.. ونصَرَه على الدولة وهو الذي جَنى منها تِسعينَ مِليارَ ليرةٍ ليلًا ونهارًا الجرمُ وثّقتْه وزارةُ الاتصالات في عهد بطرس حرب.. وتبنّتْه الدولةُ بشخصِ محاميها مصطفى قبلان.. وحقّق فيه المدّعي العامُّ الماليّ وتداولتْه على مرِّ أكثرَ مِن سنةٍ لَجنةُ الاتصالاتِ النيابية برئاسةِ حسَن فضل الله.. ثُم تعامَلَ معه الإعلامُ كأوراقٍ مضبوطة.. قبلَ أن يَعترفَ به وزيرُ الاتصالاتِ الحاليّ جمال الجرّاح الذي أجرى تنزيلاتٍ وسَحْقَ أسعارٍ وخَفَضَ المبلغ على ستديو فيجن من تِسعينَ مِليارًا إلى أربعةِ ملياراتِ ليرة.. ومعَ ذلك خرَجَ المرّ ببراءة. كلُّ المذكورةِ أسماؤُهم كاذبون مدّعون افترَوا على ميشال المرّ وزَعموا أنّه تخابرَ بشكلٍ غيرِ شرعيٍّ في ليالي استديو فيجن الملوّنة كلُّ هؤلاءِ بوثائقِهم وأدلّتِهم وتَثبّتِهم من التخابرِ بالاتصالِ المشهود انبرَوا الى اتهامِ ميشال غبريـال المر بدافعِ الغَيرةِ مِن تانغو محاميه ايلي الفرزلي على مسارحِ النجوم.. وليس حِرصاً على مالِ الناس ورزقِ الدولة. بمثلِ قرارٍ صادرٍ كهذا عن المنفردِ الجزائيِّ في المتن لا بدّ أن يجريَ السؤالُ عن إيداعِ هذا المِلفِّ في المتنِ عرينِ آل المر.. وكيف تبدّلت وقائعُ هذا القرار بعدَ التشكيلاتِ القضائية.. ومن سرّبَ القرارَ أولاً الى أحدِ أفرادِ العائلةِ الإعلاميةِ لمَحطةِ الام تي في قبلَ طلوعِ ضوءِ الجلسة ويمكنُ الاستنتاج أنّه بمثلِ قرارِ تبرئةِ المرّ يُطلِقُ القضاءُ اللبنانيُّ دعوةً صريحة إلى المواطنين لممارسةِ كلِّ أنواعِ الفسادِ من دونِ رادع فاسرِقوا إذا كنتُم محميين.. وتخابرُوا وخالفوا وتفاجَروا على الإعلام.. لكنْ إياكُم أن تَمَسُّوا القضاءَ بسُوءِ سُمعة أو أن تغنُّوا له ساخرين تجرأوا على دولتِكم وانعموا بمالِها وحلالِها.. تبلطجوا فأنتم مدعومون وهذه الحال لا تنطبقُ على السرِقةِ الإعلاميةِ الموصوفةِ في حالةِ ستديو فيجن .. بل هي مسارٌ معمّمٌ لا ينطِقُ فيه القضاءُ باسمِ العدل وإذا لم يواتِ خاطرَكم هذا الكلام فبإمكانِ البعض أن يرتكبَ جُرمَ الحَرقِ والرصاصِ والاعتداء.. ومِلفُّه سيكونُ بالحِفظِ والصونِ لدى القضاء لكنّ القضاءَ يتحرّكُ إذا "جارنا حمودة" مستّه اغنية هشام حداد التي خدَشت مشاعرَه الفنية.. ويتحرّكُ بعنفٍ إذا قرّر مارسيل غانم التمعّنَ في الدفوعِ الشكلية.. وينقلبُ وزيرُ العدل على ظهرِه إذا ?