مقدمة النشرة المسائية - الراعي يؤنّب الرعية السياسية

  • 3 years ago
الراعي يؤنّب الرعية السياسية
لا تستطيعُ مواصلةَ تعطيلِ كلِّ شيءٍ بذريعةِ التوافق رسالةُ البطريركِ المارونيّ في الِفصحِ المجيد هي بمثابةِ خريطةِ طريقٍ رسمَها الراعي للرعيةِ السياسيةِ علّها تخرجُ مِن دوامةِ الفراغِ التي حوّلتْها الى فزاعةٍ لتبريرِ عَجزِها عن إقرارِ قانونِ الانتخابِ على أساسِ النسبية الموضوعِ في أدراجِ مجلسِ النوابِ بعدَ إقرارِه بإجماعِ حكومةِ ميقاتي. وتلك الفزاعةُ تَسقُطُ بضربةِ الدُّستورِ الذي يَنُصُّ في مادتِه الخامسةِ والستينَ على أن يتّخذَ مجلسُ الوزراءِ قراراتِه توافقياً وإن تَعذّرَ ذلك فبالتصويت إما بالأكثريةِ على القراراتِ العادية وإما بالثُلُثينِ على المواضيعِ الأساسية ومنها قانونُ الانتخاب. وإذا كانَ مِن عِبرةٍ للتاريخ فلْيعتبرْ مَن آلت إليهمُ السلطةُ اليوم بقيادةِ الرّئيسين فؤاد شهاب ورشيد كرامي اللذَينِ ملأا غيابَ السلطةِ التشريعيةِ بمراسيمَ اشتراعيةٍ شَرّعت أبوابَ الإصلاح.
حلولٌ يَهرُبُ منها حُماةُ الهيكلِ المُتهالكِ ليلتجِئوا إلى التمديدِ سياسياً والتمدّدِ مالياً ما دَفَعَ الراعيَ إلى جَلدِهم قائلاً لا تستطيعُ الجماعةُ السياسيةُ عندَنا مواصلةَ تقاسمِ مُقدّراتِ البلادِ والمَناصبِ والمالِ العامِّ وَفقًا لقُدُراتِ النافذينَ فيها. وفيما يَختِمُ المسيحيونَ أسبوعَ الآلامِ على رجاءِ القيامة سارَ أهلُ كفَريا والفُوعة على دربِ الجُلجلةِ السوريّ فبعدَ نجاحِ المبادرةِ القَطريةِ بتنفيذِ خريطةِ الإجلاءِ مِنَ المُدُنِ الأربعِ بموافقةٍ إيرانيةٍ وروسيةٍ لفكِّ الاشتباك ورسمِ دربٍ سِلميٍّ في سوريا استَهدفَ الإرهابُ حافلاتِ أهالي كفَريا والفُوعة بتفجيرٍ في حيِّ الراشدين في حلبَ ما أدّى الى سقوطِ عشَراتِ الضحايا على طريقِ الحلِّ السياسي. حلٌّ دخَلتْهُ قَطرُ من بوابةِ موسكو فقَصدَها وزيرُ الخارجيةِ القَطَريّ محمّد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي قالَ في اجتماعِه بنظيرِه الروسيِّ سيرغي لافروف إنّ مِنَ المُهمِ جداً أن تكونَ هناكَ فُرصةٌ لتبادلِ وجهاتِ النظرِ في التسويةِ السّورية ونحنٌ على ثقةٍ بأنه سيكونُ لدينا فرصةٌ لتقريبِ المواقفِ مِن خلالِ الحوار فبادلَه الدُّبُّ الروسيُّ بسياسةِ اليدِ الممدودة إذ أكّد لافروف اهتمامَ بلادِه بتبادلِ وجهاتِ النظرِ معَ قَطر حولَ حلِّ الأزْمةِ السّورية.