• il y a 4 ans
تميم البرغوثي : كَلامي خُيول

كلامي خيولٌ ما تكل عتاقُها
سواء عليها حبسُها وانعتاقُها
إذا انطلقت جازت إلى حيث تشتهي
يُظَنُّ حراماً فوق ذاك انطلاقها
وإن قيدت دون المدى جرت المدى
إليها بعينيها وفي القيد ساقها
أرى كل شيء أحرفاً عربية
ترادفها لا ينتهي وطباقها
كأن السما والأرض نص قصيدة
ولم يكُ إلا من كلامي اشتقاقها
وقفت بأطلال الأحبة سائلاً
على صحبة ما جمعها وافتراقها
وليس مرادي دار ليلى وإنما
مرادي بلادي شامها وعراقها
بلاد العيون السود نحن رقيقها
بلاد السيوف البيض نحن رقاقها
وكانت من الأشعار تُبنى بيوتها
رنين القوافي نطقها ونطاقها
فصارت تنافي الشعر حتى كأنما
علينا إذا شئنا الكلام اختلاقها
علينا اختلاق الدار حتى نحبها
ولا يتساوى حبها ونفاقها
كما تفعل الأطفال تختلق الدمى
فهن إذا قل الرفاق رفاقها
بنفسي، ونفسي من نفوس كثيرة
بقية أجساد براها اشتياقها
سنَبْني بِلاداً بالحروفِ بَدِيلَةً
سِياقُ القَوافي العَالِياتِ سِياقُها
زخارفُ في سرج نمت وتعانقت
فأثمر حقلاً من كرام عناقها
وبئر بموماة أحسَّت بوحشة
فقامت عليها قبة ورواقها
وخيل تدير الأرض شدة جريها
وليس تدور الأرض لولا سباقها
تريق دم الأنذال وهي طليقة
بكل دم أجراه منها وثاقها
وإن التي لم تعط للصبح حقه
وضاق به ميدانُها وزقاقُها
ستعرف صبحاً من شموس كثيرة
وليلة طيب والنجوم حقاقها
أرى شبه العنقاء فيها فربما
يكون لزاماً كي تعيش احتراقها

Recommandations