الشيخ الحويني l الفقيه إن لم يكن متفرساً يضل في فتواه

الفراسة تتعلق بالحكمة وبعد النظر فهي صفة جبلية ولكن قد يكتسبها المرء بالدأب والبحث عن هذا العلم
الشافعي رضي الله عنه قال : تعلمت الفراسة قبل أن أتعلم الفقه ودا كلام غالي
لأن الفقيه إن لم يكن متفرساً يضل في فتواه
أحيانا المستفتي يضحك على المفتي ويعطيه معطيات خطأ
صح إن المفتي ليس بمسؤول عن أي معلومة خطأ يعطيها المستفتي له لأن المفتي أسير السؤال
شخص قال لأمرأته أنتِ طالق فلو جاء وقال لي أنا قلت لامرأتي أنتي طالق أقول له هي طالق
لكن لو جاء قال لي أنا أقصد أقول لها غوري من وشي فسبقني لساني وقلت أنتِ طالق
أقول له لأ لا يقطع الطلاق !
لكن أحياناً المفتي قد يلجأ إلى حلية ليستخرج الحق وهذه تحتاج إلى فراسة
فمثلا :: سليمان عليه السلام في الحديث المشهور في الصحيحين
لما اختصمت إمرأتان في غلام كل واحدة تقول هذا أبني
اختصموا لداود عليه السلام فأعطى الولد للمرأة التي يظهر أنها أمه
التي تبكي والأخرى ساكته ، فالأنبياء يحكمون على ظاهر ما يرون
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم إنما أنا بشر أقضي بينكم على نحو ما أسمع ... "
فلما خرجتا من عند داود لقيتا سليمان عليه السلام ، فشكت المرأة التي هي أم الولد حقيقة
وقالت إن أباك قضى لهذه بأبني فقال إتوني بسكين أشق به نصفين ، فلما قال هذا شهقت أحدى المرأتين وقالت لا أريده أعطيه لها فحكم به لها .