من تسمّع لحديث الجيران صب في أذنيه الرصاص الشيخ صالح الفوزان

المتن: "وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تسمّع حديث قوم وهم له كارهون، صُب في أذنيه اﻵنك يوم القيامة. أخرجه البخاري".

تعليق الشيخ صالح الفوزان:
نعم كذلك مما حرمه الله عزوجل اﻹطلاع على عورات الناس لاسيما الجيران، اﻹنسان لا يطلع على عورات لا في الكلام ولا في غيره، الجيران يتكلمون فيما بينهم ويصير بينهم كلام، فلا يجوز له أن يتسمع لكلامهم وما يقولون، فإنهم لا يرضون بذلك، وهذا من التجسس، الله جل وعلا قال:(ولا تجسسوا) هذا من التجسس على الناس، الذي يتسمّع لحديث الجيران هذا يُعذب يوم القيامة يُصب في أذنيه اللتين سمع بهما "اﻵنك" يوم القيامة، و"اﻵنك" هو الرصاص المُذاب بالنار والعياذ بالله، فهذا وعيد شديد لمن يتسمّع لكلام الناس سواء الجيران أو غيرهم، لا تتسمّع لكلام الناس على وجه تريد منه اﻹفساد ونقل كلامهم، لا يرضون بذلك أنت لا ترضى لو تسمّعوا عليك، لا ترضى بهذا، كيف ترضى بهذا للناس ؟ "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه"، وتسمع لقوم وهم له كارهون صُب في أذنيه "اﻵنك" يوم القيامة هذا وعيد شديد ! كذلك لا يطّلع على عوراتهم من خلال الباب أو من خلال اﻹشراف عليهم من السطح أو ما أشبه ذلك، النبي صلى الله عليه وسلم رخّص لمن اُطلع عليه بأن يفقأ عينه يفقأ عين المُطّلع ! الذي يحاول اﻹطلاع على ما في البيت إما من خلال الباب وإما من خلال فتحة في الجدار أو في السطح أو غير ذلك، فلو حذفه بحصاة وفقأ عينه فهي هدر، مع أن العين الواحدة فيها نصف الدية، إلا أن يكون أعور ففيها الدية كاملة، ﻷن العين الواحدة تقوم مقام العينين، فإذا كان يتطلّع على عورات الناس لاسيما الجيران وفقأوا عينه فهي هدر ! وهو آثم في ذلك، الواجب الستر على المسلمين، قال صلى الله عليه وسلم: من ستر مسلماً ستره الله دنيا واﻵخرة.

الدرس كاملاً من صفحة الدورة العلمية للشيخ صالح الفوزان يمكن تحميله من الموقع الرسمي :
http://saif.af.org.sa/ar/node/2280