من فرائس أبي فراس| أيا أم الأسير سقاك غيث

  • 11 years ago
بصوت د. علي بن تميم

من روائع الشعر العربي، ومن أجمل وأندر قصائد الأم ورثائها، قالهـا الشاعر الكبير أبو فراس الحمـداني حين كان أسـيرا في القسطنطينيـة وأمـه في الشام بعيـدة، وقد بلغته وفاتها.
وتعتبر من أشهر وأجمل "الروميات" لديه، أي القصائد التي كتبها خلال أسره من قبل الروم.

أيا أمَّ الأسيرِ، سقاكِ غيثٌ، بكُرْهٍ مِنْكِ، مَا لَقِيَ الأسِيرُ!
أيا أمَّ الأسيرِ، سقاكِ غيثٌ، تَحَيّرَ، لا يُقِيم وَلا يَسِير!
إذا ابنكِ سارَ في برٍ وبحرٍ، فمنْ يدعو لهُ، أو يستجيرُ؟
حرامٌ أن يبيتَ قريرَ عينٍ ولؤمٌ أنْ يلمَّ بهِ السرورُ!
لِيَبْكِكِ كُلُّ يَوْمٍ صُمتِ فيهِ مُصَابِرَة ً وَقَد حَميَ الهَجِير
لِيَبْكِكِ كُلّ مُضْطَهَدٍ مَخُوفٍ أجرتيهِ، وقدْ قلّ المجيرُ!
أيا أماهُ ، كمْ بشرى بقربي أتَتْكِ، وَدُونَها الأجَلِ القَصِير
إلى منْ أشتكي ولمنْ أناجي، إذا ضاقتْ بما فيها الصدور؟
بِأيّ دُعَاءِ دَاعِيَة ٍ أُوَقّى؟ بأيِّ ضياءِ وجهٍ أستنيرُ؟
بِمَن يُستَدفَعُ القَدرَ المُوَفّى بِمَن يُستَفتَحُ الأَمرُ العَسيرُ

Recommended